الأشاعرة بين مطرقة السنة وسندان الحقيقة
 

كثيرا ما نسمع أن الأشاعرة من أهل السنة بل مؤخرا أصبحوا يدعون أنهم هم أهل السنة ولا غيرهم !
فهل يعتقد الأشاعرة أنهم بهذا قد أصبح باطلهم حقا وحقنا باطلاً
تعالوا معشر القراء نعرف ما هي المسائل التي خالف فيها الأشاعرة الكتاب والسنة.
هناك مسائل يتفق عليها الأشاعرة وهي تخالف الكتاب والسنة قطعاً وهي:

1- تقديم العقل على النقل
فماذا يعني الأشاعرة بذلك العقل عندهم هي الحجج التي أسس لها فلاسفة الإغريق ويسميها البعض "علم الكلام" وتنقسم إلى شقين: علم المنطق وعلم الفلسفة. فعلم المنطق هو محاولة تعليم الناس كيفية التفكير والتحليل والجدل ونحو ذلك. والفلسفة هي تحليل المسائل بناء على المعطيات التي لدى الفيلسوف أو ربما بدونها إن لم توجد معطيات ويستظهر منها نتائج معيّنة فهذه الطريقة عندهم مقدمة على القرآن والسنة "النقل" فإذا تعارض النقل مع العقل وجب تأويل النقل ليتوافق مع العقل عندهم ! السؤال: هل يعتبر هذا إيمان بالقرآن والسنة أم كفر بهما؟!

2- تعطيل الصفات وهي من إفرازات علم الكلام إذ أنهم أخذوا تصورهم للذات الإلهية من علم الفلسفة خصوصا من كتب ارسطوطاليس

3- دعوى أن القرآن والسنة ليستا حجة في اثبات الصانع وصفاته وهذا أيضا من افرازات علم الكلام

4- دعوى أن الأخذ بظواهر الوحيين كفر وضلالة والأصل أن تأول وفق علم الكلام حتى تكون نور وهدى!

5- عدم احتجاجهم بأحاديث الآحاد - وهذه صورة سافرة من صور تكذيبهم بالأحاديث - فقال لهم أهل السنة: على هذا يجب أن نرد الشرائع لأنها كلها وردت بأحاديث آحاد - أحاديث الآحاد هي التي رويت من محدث واحد سواء كان تابعي أو تابعي تابعي أو تابعي تابعي وعلى هذا فجميع الأحاديث وفق المذهب الأشعري أحاديث آحاد سوى بضعة عشر حديثا - فقال الأشاعرة: نقبل روايات الآحاد إذا كانت في العبادات والمعاملات ولا نقبلها في العقائد! فقال لهم أهل السنة: إذا لم تقبلوها في العقائد فلا تقبلوها في العبادات والمعاملات أو اقبلوها في العقائد كما قبلتموها في العبادات والمعاملات .

قلت: وهذا من عبث الأشاعرة لأنهم يحتالون في رد الوحي بمثل هذه الحجج كل هذا من أجل فلسفة ارسطو! فهي التي دفعتهم لإنكار الأحاديث الواردة في العقيدة!

6- انكار نبوة النبي محمد بعد موته فهذه أقر بها بعضهم وسكت عنها أخرون فلم يبينوا موقفهم منها وهذه أيضا من إفرازات علم الكلام وهو قولهم بأن العرض لا يبقى زمانين فلا يوجد دليل شرعي ولا عقلي على هذه الدعوى سوى أنهم أرادوا أن يردوا على المعتزلة فاخترعوا هذا القول وألزموا أنفسهم بإنكار نبوة النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته لأنهم لا يستطيعون أن يكذبوا أنفسهم أمام المعتزلة فنطقوا بالكفر واعتقدوه عياذا بالله في نصرة أهواءهم !