الحكمة الإلهية بين الإسلام واللادينية
 

[CENTER][FONT=Simplified Arabic][SIZE=5]:بس:[/SIZE][/FONT][/CENTER]
[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5]جاءنى السؤال التالى :[/SIZE][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5][quote][/SIZE][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5]السلام عليك شيخي الفاضل أرجو ان تكون بخير[/SIZE][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5]اريد ان اسألك سؤال[/SIZE][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5]أخي قرأت شبهة لأحد اللادينين هنا قال فيها[/SIZE][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5]انه ربما نكون خلقنا لحكمة لانعلمها[/SIZE][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5]وليس لما يقول المسلمون[/SIZE][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5]والله انا اعلم انها سفسطة لكني بطبعي ان عرض عليا امر لم استطع الرد عليه[/SIZE][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5]يسترسل الامر معي لشئ آخر[/SIZE][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5]فاريد منك يا شيخي ان تبعث لي بالرد المفحم علي تلك الشبهة[/SIZE][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5][/quote][/SIZE][/FONT]

[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5]الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ...[/SIZE][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5]والحكمة هى وضع الشئ فى موضعه ، بلا خلل.[/SIZE][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5]والإله الحق يجب أن يكون متصفاً بأوصاف أربعة مترابطة لا ينفك أحدها عن الآخر : العلم ، القدرة ، الإرادة ، الحكمة. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5]والبرهان الأول لنقض هذا الكلام وامثاله هو قولنا : إذا تطرق الاحتمال بطل الاستدلال. أى طالما أن كلام الآخر لا يحمل اليقين ، ويتطرق إلى الشك ، فهو ليس بملزم. قال تعالى : ( وإن الظن لا يغنى من الحق شيئاً ).[/SIZE][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5]فقوله ( ربما أنه خلقنا لحكمة غير التى يقول بها المسلمون .. ) هذا معناه أن المسلمين مصيبون - عند الملحد - بنسبة 50% ، ورغم هذا فهو لم يقم أى دليل على صحة الـ 50% الأخرى. فبقى الأصل عندنا.[/SIZE][/FONT]

[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5]والعقل الصريح المجرد من الهوى يقتضى الأخذ بالأحوط ، فلو قلنا لأحد الأشخاص : لا تسر فى هذا الطريق ، لأنه فيه نسبة احتمال 50% أن تسقط فى بالوعة الصرف الصحى !!! فيا ترى سيمتثل أم لا؟؟؟ [/SIZE][/FONT]
[SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]لابد أنه سيمتثل ، ولكن الملحد دائماً يفكر ويتحاور على اعتبار أنه آمن تماماً ولا توجد مشكلة ، ولو كان عاقلاً لامتثل لنسبة الـ 50% هذه. قال تعالى : ( [COLOR=black][FONT=Traditional Arabic]أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (99) ) [ الأعراف ][/FONT][/COLOR][/FONT][/SIZE]

[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5]جميع أهل الصناعات يأمنون على مصانعهم من الخطر رغم أن نسبة الخطر قد لا تزيد فى أغلب الأحوال عن نسبة الـ 1% !!![/SIZE][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5]ونتساءل : أيهما أولى وأحق بالعبادة ، إله أخبر عباده ومخلوقاته بالحكمة من خلقهم ، وإله آخر أصم أبكم أخرس يخلق الخلق ولا يعلم عنهم شئ - كما يقول هؤلاء - ولا يخبرهم بالحكمة من خلقهم ، فلمذا خلقهم إذاً؟؟[/SIZE][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5]إن الحكمة من الخلق تحتمل شيئين :[/SIZE][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5]1- أن تكون متعلقة بالخالق ذاته.[/SIZE][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5]2- أو تكون متعلقة بالمخلوق.[/SIZE][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5]ونحن نقول بالثانية أن الحكمة من خلق الله لنا هو أن نتشرف بعبادته سبحانه وتعالى ، ولذا وجب علينا أن نؤدى شعائر معينة ، ونعتقد اعتقادات معينة من أجل أن نحقق العبودية الكاملة. قال تعالى : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) فلو لم نعبد الخالق لعبدنا غيره. وعبادة الخالق أحق وأولى.[/SIZE][/FONT]

[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5]ومن أجل هذا فإن الله بعد أن خلقنا ، أنزل لنا شرائع أخبرنا فيها بخلقنا ومراحله ومادته الأولى والثواب عند طاعته والعقاب عند معصيته ثم .... الحكمة من خلقنا لكى نسعى إلى تحقيق هذه الحكمة.[/SIZE][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5]أما الملحد فمعنى كلامه تحتمل واحد من شيئين:[/SIZE][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5]1- أن الحكمة متعلقة بالإنسان.[/SIZE][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5]2- أو متعلقة بالخالق.[/SIZE][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5]فلو كانت الأولى لوجب على إلههم أن يخبرهم بها لكى يسعون إلى تحقيقها ، فإن لم يفعل فهذا قصور منه والقصور لا يجوز فى حق الإله ، فبطل قوله على هذا المبدأ.[/SIZE][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5]الثانى : إذا كانت الحكمة متعلقة بالخالق فمعنى هذا أن الخالق - عنده - مستفيد من خلق مخلوقاته ، وهذا مخالف تماماً لفكر الملاحدة اللادينيين الذين يقولون بأن الخالق لا يعبأ بشئ من أفعال عباده. فلماذا اهتم هنا بخلقهم واستجداء احكمة من خلقهم؟؟!![/SIZE][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5]فبطل كلامه من جميع الوجوه والحمد لله رب العالمين.[/SIZE][/FONT]

[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5][QUOTE]بارك الله فيك شيخنا وسدد خطاك[/SIZE][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5]لكن لي استفسار بسيط[/SIZE][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5]قلت[/SIZE][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5]أننا نقول بالثانية دون الأولي فلماذا؟[/SIZE][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5][/QUOTE][/SIZE][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5]السلام عليكم[/SIZE][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5]المسلون يقولون أن لله حكمة من أجلها خلق الإنسان ، وأن هذه الحكمة متعلقة بالإنسان نفسه ، ولذا فإن الله طلعه عليها وأخبره بها ومن أجلها نزلت الشرائع ، ومن أجلها كانت الجنة والنار ، ول لم يكن الإنسان هو المستفيد الأول منها لما خلقه ولما أعلمه إياها ، أما الله فإنه سبحانه غنى عن العالمين ، فلو اجتمع الإنسا والجن والأولين والآخرين على قلب أتقى رجل منا ما زاد هذا فى ملكه شيئاً ، ولو اجتمع الإنس والجن والأولين والآخرين على قلب أفجر رجل منا لما نقص هذا من ملكه شئ ، ولهذا قلنا أن الحكمة من خلقنا تتعلق بنا. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5]بينما الملحد يريد أن ينفى تعلقه من الحكمة ليتنصل من تبعاتها ألا وهى العبادة والتكاليف الشرعية.[/SIZE][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5]والله أعلم.[/SIZE][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]