أنصار السنة

أنصار السنة (https://www.ansarsunna.com/vb/index.php)
-   رد الشبهات وكشف الشخصيات (https://www.ansarsunna.com/vb/forumdisplay.php?f=14)
-   -   السيرة الذاتية لإبليس الرجيم في ضوء الكتاب والسنة (https://www.ansarsunna.com/vb/showthread.php?t=115805)

ناصرالشيبي 2023-07-07 12:34 PM

السيرة الذاتية لإبليس الرجيم في ضوء الكتاب والسنة
 
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم . بسم الله الرحمن الرحيم . والحمد لله تعالى خالق الثقلين . وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا أما بعد :
فإن المؤمن صاحب الفكر الصحيح يحتم عليه إيمانه وفكره معرفة كل المعلومات التي يمكنه معرفتها عن عدوه . فكلما ازدادت معرفته به كلما زادت قدرته على التصدي لعدوانه ، وإفشال هجماته ، والوقاية من شروره . والشيطان الرجيم هو أقدم عدو له كما سنرى .
الاسم الأصلي: إبليس . من الإبلاس وهو الطرد . والدليل عليه قوله تعالى (قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ) الآية 75 ، ص . وقيل كان اسمه الأصلي عزازيل . و لكن لا دليل عليه .
أسماء الشهرة : له أسماء كثيرة ، مشتقة من صفاته ،أهمها/ الشيطان ، الغرور ، الوسواس ، الخناس . دل عليها قوله تعالى (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَ وَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُم) الآية 22 ، إبراهيم . وقوله تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ) الآية 5 ، فاطر. وقوله تعالى (مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ) الآية 4 ، الناس .
الكنية : كانت العرب تكنيه بأبي مرة .
العمر: خلقه الله قبل أن يخلق آدم عليه السلام بزمن لا يعلمه إلا الله تعالى . قال تعالى ( وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ) 27 ، الحجر .
نوع خلقه : من الجن . قال تعالى ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ) . الآية 50 ، الكهف .
مادة خلقته : خلقه الله تعالى من النار. قال تعالى ( وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ) 27 ، الحجر.
الجنس : ذكر.
أهم قدراته بحسب طبيعته الفيزيائية:
أ - قدرته على رؤية بني آدم ، مع عدم رؤيتهم له بخلقته الأصلية . قال تعالى ( إِنَّهُۥ يَرَكُمْ هُوَ وَ قَبِيلُهُۥ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ) الآية 27 ، الأعراف .
ب - قدرته على تقمص غير صورة خلقته الأصلية . قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأبي هريرة رضي الله عنه « أَمَا إِنَّهُ قَدْ ‌صَدَقَكَ ‌، وَهُوَ ‌كَذُوبٌ ، تَعْلَمُ مَنْ تُخَاطِبُ مُنْذُ ثَلَاثِ لَيَالٍ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ؟ قَالَ : لَا ، قَالَ : « ذَاكَ شَيْطَانٌ ») . رواه البخاري في صحيحه ، ( 3/ 101) .
ج - الحركة بسرعة فائقة . قال تعالى ( قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ) 39، النمل . وقال تعالى ( وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا) الآية 8 ، الجن .
د - صغر الحجم : قال الرسول صلى الله عليه وسلم (إِنَّ الشَّيْطَانَ ‌يَجْرِي ‌مِنْ ‌ابْنِ ‌آدَمَ ‌مَجْرَى ‌الدَّمِ) . رواه مسلم في صحيحه .
عيشته الحالية : أنظره الله تعالى إلى يوم القيامة . أي أنه سيبقى حياً إلى يوم البعث . قال تعالى (قال نك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم) الآية 15، الأعراف .
عنوانه السابق : في الجنة التي أسكن الله فيها آدم عليه السلام . يدل عليه قوله تعالى (قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا) الآية 13، الأعراف .
عنوانه الحالي : مع بني آدم في الأرض . قال تعالى (قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ) 24 ، الأعراف .
تاريخه الديني : كان قديما من المؤمنين العابدين لله تعالى في صفوف الملائكة . مع انه ليس من جنسهم . قال تعالى ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ) الآية 34 ، البقرة .
منصبه الرسمي : صاحب و مؤسس و رئيس الحزب المنسوب له . وأعضاء الحزب هم أتباعه . قال تعالى (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ) . الآية 19، المجادلة .
المهنة الحالية : قاطع طريق . يعترض طريق السائرين على صراط الله المستقيم . قال تعالى على لسان إبليس(قال فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ) الآية 16، الأعراف .
الحالة الاجتماعية : متزوج . وله ذرية . قال تعالى(أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا). الآية 50 ، الكهف .
سبب لعن الله تعالى له : إصراره على معصيته لأمر الله تعالى له بالسجود لآدم حسداً ، وتكبرا . قال تعالى (إِذْ قُلْنَا للملائكة اسجدوا لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاستكبر وَكَانَ مِنَ الكفرين) الآية 34 ، البقرة . قال تعالى على لسان الرجيم (قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا) الآية 62، الإسراء . وقال تعالى (قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ) الآية 12، الأعراف .
موقفه من آدم عليه السلام ، وبنيه : العداوة الصريحة المعلنة . قال تعالى (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا) الآية 6، فاطر.
أهم أهدافه :
1 - هدفه الأكبر أن يصطحب معه إلى جهنم كل من يطيعه - من بني آدم - في معصية الله تعالى : قال تعالى(إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ). الآية 6، قاطر.
2 - إفساده فطرة التوحيد (الحنيفية) التي فطر الله تعالى بني آدم عليها حين خلقهم : يقول الله عز وجل فيما رواه عنه الرسول صلى الله عليه وسلم :"إني خلقت عبادي حنفاء . فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم . وحرمت عليهم ما أحللت لهم". رواه مسلم . انظر : صحيح مسلم بشرح النووي ، 17/ 197.
3 - إضلال بني آدم عن اتباع دين الحق وعبادة الله تعالى وحده " أي تزيينه لهم الشرك بالله تعالى "، وتزيينه لهم تغيير أحكام دينه الحق ، وتزيينه لهم تغيير خلق الله تعالى"التحول الجنسي" والمثلية الجنسية " أي الشذوذ. قال تعالى على لسان الشيطان الرجيم يتوعد بني آدم :(وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا) . الآية 119، النساء .
مدى انتفاعه بما يستهدفه : لا ينتفع بشيء من مساعيه . قال تعالى ( وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ) الآية 39 ، الزخرف .
أهم الوسائل والأدوات التي يستعملها في سعيه لتحقيق أهدافه :
1 ـ تزيين الكفر بالله تعالى ، ومعاصيه في أنظار بني آدم ليرتكبوها. صداً لهم عن صراطه المستقيم لينحرفوا عنه . قال تعالى (وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ) الآية 38 ، العنكبوت .
2 ـ دعوته بني آدم ليلبي كل منهم أهواء نفسه . قال تعالى (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَ وَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي) الآية 22، إبراهيم .
3 - خداع بني آدم بالوعود والأماني الكاذبة ، تغريراً بهم ، لإهلاكهم . قال تعالى ( يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا) الآية 120، النساء .
4 - مشاركته من لا يتصدون له - بذكر الله تعالى وطاعة أوامره ، وبمخالفة وساوسه - من بني آدم في أموالهم وأولادهم : قال تعالى ( وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ) الآية 65، الإسراء .
5 - تهديده وتخويفه بني آدم من الفقر . قال تعالى (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ) الآية 168، البقرة .
6 - تسلطه على ذاكرة بني آدم: لينسيهم قول ، وفعل كل ما ينفعهم قوله وفعله في الدارين . قال تعالى (وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) الآية 68، الأنعام . وقال تعالى ( فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ) الآية 63، الكهف .
7 - إيقاع العداوة والبغضاء بين المؤمنين . قال تعالى(إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ) الآية 91 ، المائدة .
8 - استفزاز بني آدم بصوته و حشده أتباعه "من الجن والإنس" بأسلحتهم وعتادهم ضد الطائعين لله تعالى من بني آدم السائرين في صراط الله المستقيم . قال تعالى (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَ رَجِلِكَ) الآية 64، الإسراء .
9 - نزغه بني آدم ليكفروا بالله تعالى ويرتكبوا معاصيه . قال تعالى ( وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) الآية 36، فصلت .
10 ـ التحريض على النجوى لإحزان المؤمنين . قال تعالى (إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا) الآية 10 ، المجادلة .
11 ـ " الأز". ومعناه التهييج والإزعاج والإغراء بالشر والمعاصي . وتستعمل الشياطين " الأز" مع الكافرين . قال تعالى (أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا) 83 ، مريم .
12 ـ مس بني آدم . قال تعالى (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ) الآية 275 ، البقرة .
13 ـ همز بني آدم . قال تعالى ( وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ) 97 ، المؤمنون . والهمز: هو النخس والدفع .
الخارجين من بني آدم عن دائرة وساوسه ونزغه : إن بعض بني آدم عصمهم الله من شروره . وهم :
1 ـ عباد الله المخلصين : بفتح اللام . وهم الذين اصطفاهم الله تعالى لنفسه . وأولهم رسل الله تعالى وأنبيائه عليهم الصلاة والسلام . قال تعالى ( إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ) الآية 42، الحجر. وقال تعالى على لسان الشيطان (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ/ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) الآيتين 82 ـ 83 ، ص .
2 ـ عباد الله تعالى المؤمنين به الطائعين له سبحانه. قال عز و جل (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا) 65، الإسراء قال الطبري :(إن عبادي الذين أطاعوني ، فاتبعوا أمري وعصوك يا إبليس ، ليس لك عليهم حجة) . أنظر: البيان ، 17/ 496) . وقال تعالى ( إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ) الآية 42 ، الحجر .
المصير الذي ينتظره : العذاب في جهنم . هو أتباعه . قال تعالى (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ) الآية 85 ، ص.
وسائل الوقاية والتحرز من شروره:
أ - الاستعاذة بالله تعالى منه . قال تعالى (وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) الآية 36 ، فصلت .
وروى أحمد ، وأبو يعلى ، وعبد بن حميد في مسانديهم ، والحاكم في المستدرك ، وصححه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن الشيطان قال لربنا :( ‌وعزتك ‌وجلالك ‌لأضلنهم ‌ما ‌دامت ‌أرواحهم ‌ في ‌أبدانهم . فقال له ربنا : وعزتي وجلالي لأغفرن لهم ما داموا يستغفرونني) . وقال الهيثمي :" وأحد إسنادي أحمد رجاله رجال الصحيح . وكذلك أحد إسنادى أبى يعلى". ( أنظر: مجمع الزوائد 10 : 207).
ب - مخالفة وساوسه ، وعدم اتباع خطواته . قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ) الآية 21 ، النور.
ج - العمل بما أنزل الله تعالى من آيات . قال تعالى (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ) الآية 175، الأعراف .
د - عدم اتباع أهواء النفس . قال تعالى (وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ) الآية 176، الأعراف .
هـ - إحسان القول للناس . لإفشال مساعي الشيطان الآثمة لبث العداوة بينهم . لا سيما بين المؤمنين منهم لإفساد ذات بينهم . قال تعالى ( وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا) الآية 53، الإسراء .
ز - المحافظة على الصلاة ، وعلى ذكر الله تعالى . والانتهاء عن شرب الخمر ، وعن لعب الميسر. قال تعالى ( إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ) . الآية 91 ، المائدة .
ح - قراءة المعوذتين (قل أعوذ برب الفلق ، وقل أعوذ برب الناس) ، وقراءة آية الكرسي ، وقراءة الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة .
رتبة عداوته لبني آدم: إن عداوة الشيطان لبني آدم تأتي في المرتبة الثانية من حيث الإبعاد عن سلوك صراط الله المستقيم .
أما المرتبة الأولى فهي لـ " اتباع هوى النفس": قال تعالى ( وَنَفْسٍ وَ مَا سَوَّاهَا/ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا -) الآيتين 7 و8 ، الشمس . وقال تعالى ( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى/ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى) الآيتين 40 - 41 ، النازعات . ولذلك ثبت من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم تقديمه شر النفس ، على شر الشيطان ، في قوله (‌أَعُوذُ ‌بِكَ ‌مِنْ ‌شَرِّ ‌نَفْسِي وَشَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ) . رواه البخاري في الأدب المفرد ، وأبو داود ، والترمذي وصححه ، وأحمد . وصححه الألباني في السلسة الصحيحة برقم (2763) .
كيفية معرفة المصدر الدافع لمعصية لله تعالى: هل المحرض الدافع لارتكاب المعصية هو هوى النفس" الملبي لشهوات غرائزها " أم أن المحرض له على ارتكابها هو الشيطان ؟ .
ينبغي لابن آدم أن ينظر: هل يجد توجهه لارتكاب معصية معينة بذاتها مراراً وتكراراً ؟. أم أن توجهه لارتكاب معاصي مختلفة ؟. فإن وجد توجهه لارتكاب معصية معينة بذاتها تكراراً، فليعلم بأن دافعه لارتكابها هي النفس . وليس الشيطان .
أما إن وجد توجهه لارتكاب أنواع مختلفة من المعاصي . فليعلم أن المحرض على ارتكابها جميعاً هو الشيطان دون شك . لأن هدف الشيطان هو تحريض ابن آدم ليرتكب أي معصية لله تعالى . ولا يهتم بمعصية معينة دون غيرها.
معلومات إضافية عن الشيطان الرجيم :
1 ـ يتبرأ من أتباعه يوم القيامة . ليس ذلك فحسب . بل ويقرعهم ببيانه لهم أنهم كانوا أغبياء حين اتبعوه : قال تعالى ( وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم). الآية 22 ، إبراهيم .
2 - لا ينفع أتباعه يوم القيامة بشيء . قال تعالى على لسان الشيطان وهو يخاطب أتباعه المعذبين في النار:(مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) . الآية 22 ، إبراهيم .
3 - يضع عرشه على الماء ، ويسلط أعوانه من الشياطين لفتنة عباد الله تعالى و غوايتهم . فقد صح قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (إِنَّ ‌إِبْلِيسَ ‌يَضَعُ ‌عَرْشَهُ ‌عَلَى ‌الْمَاءِ . ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ . فَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً . يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ : فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا . فَيَقُولُ : مَا صَنَعْتَ شَيْئًا . قَالَ : ثُمَّ يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ : مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ . قَالَ : فَيُدْنِيهِ مِنْهُ . وَيَقُولُ : نِعْمَ أَنْتَ) . قَالَ الْأَعْمَشُ : أُرَاهُ قَالَ : « فَيَلْتَزِمُهُ » أي يضمه إليه.(صحيح مسلم، 16 باب تحريش الشيطان ، 4/ 2167) . أي فيفرح أشد الفرح بخراب أي بيت من بيوت المسلمين .


الساعة الآن »05:38 AM.

Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2024 Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة - فقط - لأهل السنة والجماعة