أنصار السنة

أنصار السنة (https://www.ansarsunna.com/vb/index.php)
-   منكرو السنة (https://www.ansarsunna.com/vb/forumdisplay.php?f=3)
-   -   يا كروان تعال وتعلم ما معنى ومبنى حجية السنة (https://www.ansarsunna.com/vb/showthread.php?t=3135)

عبد الله بوراي 2009-08-08 06:23 PM

يا كروان تعال وتعلم ما معنى ومبنى حجية السنة
 
[SIZE=6]للسنة النبوية مكانة عظيمة في التشريع الإسلامي ، فهي الأصل الثاني بعد القرآن الكريم ، والتطبيق العملي لما جاء فيه ، وهي الكاشفة لغوامضه ، المجلية لمعانيه ، الشارحة لألفاظه ومبانيه ، وإذا كان القرآن قد وضع القواعد والأسس العامة للتشريع والأحكام ، فإن السنة قد عنيت بتفصيل هذه القواعد ، وبيان تلك الأسس ، وتفريع الجزئيات على الكليات ، ولذا فإنه لا يمكن للدين أن يكتمل ولا للشريعة أن تتم إلا بأخذ السنة جنباً إلى جنب مع القرآن ، وقد جاءت الآيات المتكاثرة والأحاديث المتواترة آمرة بطاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم- ، والاحتجاج بسنته والعمل بها ، إضافة إلى ما ورد من إجماع الأمة وأقوال الأئمة في إثبات حجيتها ووجوب الأخذ بها .<o:p></o:p>[/SIZE]
[SIZE=6][COLOR=#6600cc] أدلة الكتاب [/COLOR][/SIZE] [SIZE=6]<o:p></o:p>[/SIZE]
[SIZE=6]دلت عدة آيات من القرآن الكريم على حجية السنة ، ووجوب متابعة النبي - صلى الله عليه وسلم – ومن ذلك : <o:p></o:p>[/SIZE]
[SIZE=6]- الآيات التي تصرح بوجوب طاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - واتباعه ، والتحذير من مخالفته وتبديل سنته ، وأن طاعته طاعة لله ، كقوله سبحانه : { يـا أيـها الذين آمـنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم } (محمد 33) ، وقوله تعالى : {[/SIZE][SIZE=6][COLOR=blue] من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظاً [/COLOR][/SIZE][SIZE=6]} ( سورة النساء80) ، وقوله :{[/SIZE][SIZE=6][COLOR=blue]وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ، واتقوا الله إن الله شديد العقاب [/COLOR][/SIZE][SIZE=6]} (الحشر 7 ) .[/SIZE]
[FONT=tahoma][SIZE=6]-[/SIZE][/FONT][FONT=tahoma][SIZE=6]الآيات التي رتبت الإيمان على طاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم - والرضا بحكمه ، والتسليم لأمره ونهيه كقوله تعالى : {[COLOR=blue]وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبينا [/COLOR]} (الأحزاب 36) ، وقوله سبحانه :{[COLOR=blue]فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلمواً تسليماً [/COLOR]} (النساء 65) ، وقوله :{[COLOR=blue]إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون [/COLOR]} ( النور51).[/SIZE][/FONT]
[SIZE=6]<o:p></o:p>[/SIZE]
[FONT=tahoma][SIZE=6]-[/SIZE][/FONT][FONT=tahoma][SIZE=6]الآيات التي تبين أن السنة في مجملها وحي من الله عز وجل ، وأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لا يأتي بشيء من عنده فيما يتعلق بالتشريع ، وأن ما حرم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسنته ، مثل ما حرم الله في كتابه ، كقوله سبحانه :{[COLOR=blue]ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل * لأخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين * فما منكم من أحد عنه حاجزين [/COLOR]} ( الحاقة 44-47 ) ، وقوله جل وعلا : {[COLOR=blue]قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون [/COLOR]} (التوبة:29 ) ، وقوله جل وعلا : {[COLOR=blue]الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل ، يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم [/COLOR]} (الأعراف157 ) .[/SIZE][/FONT]
[SIZE=6]<o:p></o:p>[/SIZE]
[FONT=tahoma][SIZE=6]-[/SIZE][/FONT][SIZE=6][FONT=tahoma]الآيات الدالة على أن الرسول - صلى الله عليه وسلم – مبين للكتاب وشارح له ، وأنه يعلم أمته الحكمة كما يعلمهم الكتاب ، ومنها قوله تعالى :{[COLOR=blue] وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون [/COLOR]} (النحل 44 ) ، وقوله : {[COLOR=blue]وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون [/COLOR]} (النحل 64) ، وقوله : {[COLOR=blue]لقد مَنَّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ، وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين [/COLOR]} (آل عمران 164) ، وقد ذهب أهل العلم والتحقيق إلى أن المراد بالحكمة سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، قال الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى ( الرسالة 78) : " فذكر الله الكتاب وهو القرآن ، وذكر الحكمة ، فسمعت مَن أرضى - مِن أهل العلم بالقرآن - يقول : الحكمة سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهذا يشبه ما قال - والله أعلم - لأن القرآن ذُكر ، وأُتْبِعَتْه الحكمة ، وذكر الله مَنَّه على خلقه : بتعليمهم الكتاب والحكمة ، فلم يجز - والله أعلم - أن يقال الحكمة هنا إلا سنّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذلك أنها مقرونة بالكتاب ، وأن الله افترض طاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ، وحتم على الناس اتباع أمره ، فلا يجوز أن يقال لقول : فرضٌ . إلا لكتاب الله ثم سنة رسوله : لما وصفنا من أن الله جعل الإيمان برسوله مقروناً بالإيمان به ..." أهـ .<o:p></o:p>[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6]<o:p></o:p>[/SIZE]
[SIZE=6][FONT=tahoma][COLOR=#6600cc] أدلة السنة [/COLOR] : <o:p></o:p>[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6]<o:p></o:p>[/SIZE]
[SIZE=6][FONT=tahoma]وأما السنة فقد ورد فيها ما يفوت الحصر ، ويدل دلالة قاطعة على حجية السنة ولزوم العمل بها ومن ذلك : <o:p></o:p>[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6]<o:p></o:p>[/SIZE]
[SIZE=6][FONT=tahoma]- الأحاديث التي يبين فيها - صلى الله عليه وسلم – بأنه قد أوحي إليه القرآن وغيره ، وأن ما بينه وشرعه من الأحكام فإنما هو بتشريع الله تعالى له ، وأن العمل بالسنة عمل بالقرآن ، وأن طاعته طاعة لله ، ومعصيته معصية لله جل وعلا ، كقوله - صلى الله عليه وسلم- : ( [COLOR=green] يوشك الرجل متكئا على أريكته ، يحدث بحديث من حديثي ، فيقول : بيننا وبينكم كتاب الله عز وجل ، فما وجدنا فيه من حلال استحللناه ، وما وجدنا فيه من حرام حرمناه ، ألا وإن ما حرم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثل ما حرم الله [/COLOR]) رواه[COLOR=maroon] ابن ماجة [/COLOR] ، وفي رواية[COLOR=maroon] أبي داود [/COLOR] : ( [COLOR=green] ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه ، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول : عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه [/COLOR]) .<o:p></o:p>[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6][FONT=tahoma]وقوله : ([COLOR=green] إنما مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قوماً فقال : يا قوم إني رأيت الجيش بعيني ، وإني أنا النذير العريان فالنجاء ، فأطاعه طائفة من قومه فأدلجوا فانطلقوا على مهلهم فنجوا ، وكذبت طائفة منهم فأصبحوا مكانهم ، فصبحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم ، فذلك مثل من أطاعني فاتبع ما جئت به ومثل من عصاني وكذب بما جئت به من الحق ) [/COLOR] رواه [COLOR=maroon] البخاري [/COLOR] ، وفي حديث [COLOR=maroon] أبي هريرة [/COLOR] رضي الله عنه مرفوعاً : ( [COLOR=green] من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن عصاني فقد عصى الله .... [/COLOR]) ، وفي حديث آخر : ([COLOR=green] كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى ، قالوا : يا رسول الله ومن يأبى ؟ قال : من أطاعني دخل الجنة ، ومن عصاني فقد أبى [/COLOR]) .<o:p></o:p>[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6]<o:p></o:p>[/SIZE]
[SIZE=6][FONT=tahoma]- الأحاديث التي يأمر فيها عليه الصلاة والسلام بالتمسك بسنته ، وأخذ الشعائر والمناسك عنه ، واستماع حديثه وحفظه وتبليغه إلى من لم يسمعه ، وينهى عن الكذب عليه ، ويتوعد من فعل ذلك بأشد الوعيد ، كقوله : ( [COLOR=green] تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض [/COLOR] ‌) رواه[COLOR=maroon] البيهقي [/COLOR] وغيره ، ‌وقوله : ([COLOR=green] فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين ، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ [/COLOR]) رواه[COLOR=maroon] أبو داود [/COLOR] ، وقوله : ([COLOR=green] صلوا كما رأيتموني أصلي [/COLOR]) رواه[COLOR=maroon] البخاري [/COLOR] ، وقوله : ( [COLOR=green] خذوا عني مناسككم [/COLOR]) رواه[COLOR=maroon] النسائي [/COLOR] .<o:p></o:p>[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6]<o:p></o:p>[/SIZE]
[SIZE=6][FONT=tahoma]وقوله : ( [COLOR=green] نضر الله امرأً سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلغها ، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه ..... [/COLOR]) رواه[COLOR=maroon] الترمذي [/COLOR]وغيره ، وقوله - كما في[COLOR=maroon] البخاري [/COLOR] - : ( [COLOR=green] إن كذبا علي ليس ككذب على أحد ، من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار [/COLOR]).<o:p></o:p>[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6]<o:p></o:p>[/SIZE]
[SIZE=6][FONT=tahoma][COLOR=#6600cc] عمل الصحابة [/COLOR] <o:p></o:p>[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6]<o:p></o:p>[/SIZE]
[SIZE=6][FONT=tahoma]وعلى ذلك كان عمل الصحابة رضي الله عنهم من الاحتجاج بسنته - صلى الله عليه وسلم - والاقتداء بهديه ، وامتثال أوامره ، والرجوع إليه في الدقيق والجليل ، فكانوا أحرص الخلق على ملاحظة أقواله وأفعاله وحفظها والعمل بها ، وبلغ من اقتدائهم أنهم كانوا يفعلون ما يفعل ويتركون ما يترك ، من دون أن يعلموا لذلك أي سبب أو حكمة كما روى[COLOR=maroon] البخاري [/COLOR] عن[COLOR=maroon] ابن عمر [/COLOR]رضي الله عنهما قال : " اتخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خاتماً من ذهب فاتخذ الناس خواتيم من ذهب ، ثم نبذه النبي - صلى الله عليه وسلم – وقال : ([COLOR=green] إني لن ألبسه أبداً [/COLOR]) فنبذ الناس خواتيمهم " .<o:p></o:p>[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6]<o:p></o:p>[/SIZE]
[SIZE=6][FONT=tahoma]وروى[COLOR=maroon] أبو داود [/COLOR] عن[COLOR=maroon] أبي سعيد الخدري [/COLOR] رضي الله عنه قال : " بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يصلي بأصحابه إذ خلع نعليه فوضعهما عن يساره ، فلما رأى ذلك القوم ألقوا نعالهم ، فلما قضى صلاته قال : ما حملكم على إلقائكم نعالكم ، قالوا : رأيناك ألقيت نعليك فألقينا نعالنا ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن جبريل أتاني فأخبرني أن فيهما قذرا [/FONT] ) .<o:p></o:p>[/SIZE]
[SIZE=6]<o:p></o:p>[/SIZE]
[SIZE=6][FONT=tahoma][COLOR=#6600cc] إجماع الأمة [/COLOR] <o:p></o:p>[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6]<o:p></o:p>[/SIZE]
[SIZE=6][FONT=tahoma]ولو تتبعنا آثار السلف ومن بعدهم من الأئمة ، لم نجد أحداً - في قلبه ذرة من الإيمان وشيء من النصيحة والإخلاص - ينكر التمسك بالسنة والاحتجاج بها والعمل بمقتضاها ، بل على العكس من ذلك لا نجدهم إلا متمسكين بها ، مهتدين بهديها ، حريصين على العمل بها ، محذرين من مخالفتها ، وما ذاك إلا لأنها أصلٌ من أصول الإسلام وعليها مدار فهم الكتاب ، وثبوت أغلب الأحكام ، فعلى حجية السنة انعقد إجماعهم ، واتفقت كلمتهم ، وتوطأت أفئدتهم ، قال الإمام [COLOR=maroon] الشافعي [/COLOR]رحمه الله ( إعلام الموقعين 1/525) : " أجمع الناس على أن من استبانت له سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكن له أن يدعها لقول أحد من الناس " ، وقال في ( الأم 7/460) : " لم أسمع أحداً نسبه الناس أو نسب نفسه إلى علم ، يخالف في أن فرض الله عز وجل اتباع أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والتسليم لحكمه ، وأن الله عز وجل لم يجعل لأحد بعده إلا اتباعه ، وأنه لا يلزم قول بكل حال إلا بكتاب الله أو سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم- ، وأن ما سواهما تبع لهما ، وأن فرض الله علينا وعلى من بعدنا وقبلنا في قبول الخبر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- واحد لا يختلف فيه الفرض ، وواجب قبول الخبر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- " .<o:p></o:p>[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6]<o:p></o:p>[/SIZE]
[SIZE=6][FONT=tahoma]وقال الإمام [COLOR=maroon] ابن حزم [/COLOR] عند قوله تعالى :{[COLOR=blue]فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر [/COLOR]} ( النساء 59) : " الأمة مجمعة على أن هذا الخطاب متوجه إلينا وإلى كل من يُخْلَق ويُرَكَّب روحه في جسده إلى يوم القيامة من الجِنَّة والناس ، كتوجهه إلى من كان على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وكل من أتى بعده عليه السلام ولا فرق " أهـ ( الإحكام في أصول الأحكام 1/97) .<o:p></o:p>[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6]<o:p></o:p>[/SIZE]
[SIZE=6][FONT=tahoma]وقال شيخ الإسلام[COLOR=maroon] ابن تيمية [/COLOR] : " وليعلم أنه ليس أحد من الأئمة المقبولين عند الأمة قبولا عاماً يتعمد مخالفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فى شىء من سنته دقيق ولا جليل . فإنهم متفقون اتفاقا يقينيا على وجوب اتباع الرسول ، وعلى أن كل أحد من الناس يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله " .<o:p></o:p>[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6]<o:p></o:p>[/SIZE]
[SIZE=6][FONT=tahoma][COLOR=#6600cc] تعذر العمل بالقرآن وحده [/COLOR] <o:p></o:p>[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6]<o:p></o:p>[/SIZE]
[SIZE=6][FONT=tahoma]ومما يدل على حجية السنة - من حيث النظر- أنه لا يمكن الاستقلال بفهم الشريعة وتفاصيلها وأحكامها من القرآن وحده ، لاشتماله على نصوص مجملة تحتاج إلى بيان ، وأخرى مشكلة تحتاج إلى توضيح وتفسير ، فكان لا بد من بيان آخر لفهم مراد الله ، واستنباط تفاصيل أحكام القرآن ، ولا سبيل إلى ذلك إلا عن طريق السنة ، ولولاها لتعطلت أحكام القرآن ، وبطلت التكاليف ، قال الإمام [COLOR=maroon] ابن حزم [/COLOR] رحمه الله : " في أي قرآن وجد أن الظهر أربع ركعات ، وأن المغرب ثلاث ركعات ، وأن الركوع على صفة كذا ، والسجود على صفة كذا ، وصفة القراءة فيها والسلام ، وبيان ما يجتنب في الصوم ، وبيان كيفية زكاة الذهب والفضة ، والغنم والإبل والبقر ، ومقدار الأعداد المأخوذ منها الزكاة ، ومقدار الزكاة المأخوذة ، وبيان أعمال الحج من وقت الوقوف بعرفة ، وصفة الصلاة بها وبمزدلفة ، ورمي الجمار ، وصفة الإحرام وما يجتنب فيه ، وقطع يد السارق ، وصفة الرضاع المحرم ، وما يحرم من المآكل ، وصفة الذبائح والضحايا ، وأحكام الحدود ، وصفة وقوع الطلاق ، وأحكام البيوع ، وبيان الربا والأقضية والتداعي ، والأيمان والأحباس والعمرى ، والصدقات وسائر أنواع الفقه ؟ وإنما في القرآن جمل لو تركنا وإياها لم ندر كيف نعمل فيها ، وإنما المرجوع إليه في كل ذلك النقل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وكذلك الإجماع إنما هو على مسائل يسيرة .....فلا بد من الرجوع إلى الحديث ضرورة ، ولو أن امرأ قال : لا نأخذ إلا ما وجدنا في القرآن لكان كافرا بإجماع الأمة " أهـ .<o:p></o:p>[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6]ولهذا لما قيل[/SIZE][SIZE=6][COLOR=maroon] لمُطَرِّف بن عبد الله بن الشِخِّير [/COLOR][/SIZE][SIZE=6]: " لا تحدثونا إلا بالقرآن قال : " والله ما نبغي بالقرآن بدلاً ولكن نريد من هو أعلم منا بالقرآن ، وكذلك [/SIZE][SIZE=6][COLOR=maroon] عمران بن حصين [/COLOR][/SIZE][SIZE=6] رضي الله عنه لما قال له رجل : " إنكم تحدثونا بأحاديث لم نجد لها أصلاً في القرآن " فغضب[/SIZE][SIZE=6][COLOR=maroon] عمران [/COLOR][/SIZE][SIZE=6] وقال : " إنك امرؤ أحمق ، أتجد في كتاب الله الظهر أربعا لا يجهر فيها بالقراءة ؟ ، ثم عدد إليه الصلاة والزكاة ونحو هذا ، ثم قال : أتجد هذا في كتاب الله مفسَّرا ، إن كتاب الله أبهم هذا ، وإن السنة تفسر ذلك " .<o:p></o:p>[/SIZE]
[SIZE=6]على أن الأحكام المستمدة من السنة مأخوذة في الحقيقة من القرآن ، ومستقاة من أصوله ، وذلك لأن الله أحال عليها في كتابه ، فالأخذ بها في الواقع أخذ بالقرآن ، والترك لها ترك للقرآن ، وهو ما فهمه الصحابة والسلف رضي الله عنهم ، ولهذا لما قال[/SIZE][SIZE=6][COLOR=maroon] عبد الله بن مسعود [/COLOR][/SIZE][SIZE=6]رضي الله عنه : " ( [/SIZE][SIZE=6][COLOR=green] لعن الله الواشمات ، والموتشمات ، والمتنمصات ، والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله [/COLOR][/SIZE][SIZE=6]) بلغ ذلك امرأة من بني أسد يقال : لها[/SIZE][SIZE=6][COLOR=maroon] أم يعقوب [/COLOR][/SIZE][SIZE=6] ، فجاءت إليه وقالت : إنه بلغني عنك أنك لعنت كيت وكيت ، فقال : وما لي لا ألعن من لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن هو في كتاب الله ، فقالت : لقد قرأت ما بين اللوحين فما وجدت فيه ما تقول ، قال : لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه ، أما قرأتِ {[/SIZE][SIZE=6][COLOR=blue]وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا [/COLOR][/SIZE][SIZE=6]}( الحشر 7) ؟! قالت : بلى ، قال : فإنه قد نهى عنه " رواه [/SIZE][SIZE=6][COLOR=maroon] البخاري [/COLOR][/SIZE][SIZE=6] .<o:p></o:p>[/SIZE]
[SIZE=6]فتبين مما سبق وجوب الاحتجاج بالسنة والعمل بها ، وأنها كالقرآن في وجوب الطاعة والاتباع ، وأن المستغني عنها هو مستغن في الحقيقة عن القرآن ، وأن طاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - طاعة لله ، وعصيانه عصيان لله تعالى ، وأن العصمة من الانحراف والضلال إنما هو بالتمسك بالقرآن والسنة جميعا ً . [/SIZE][SIZE=6]
[/SIZE]
[SIZE=6]للسنة النبوية مكانة عظيمة في التشريع الإسلامي ، فهي الأصل الثاني بعد القرآن الكريم ، والتطبيق العملي لما جاء فيه ، وهي الكاشفة لغوامضه ، المجلية لمعانيه ، الشارحة لألفاظه ومبانيه ، وإذا كان القرآن قد وضع القواعد والأسس العامة للتشريع والأحكام ، فإن السنة قد عنيت بتفصيل هذه القواعد ، وبيان تلك الأسس ، وتفريع الجزئيات على الكليات ، ولذا فإنه لا يمكن للدين أن يكتمل ولا للشريعة أن تتم إلا بأخذ السنة جنباً إلى جنب مع القرآن ، وقد جاءت الآيات المتكاثرة والأحاديث المتواترة آمرة بطاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم- ، والاحتجاج بسنته والعمل بها ، إضافة إلى ما ورد من إجماع الأمة وأقوال الأئمة في إثبات حجيتها ووجوب الأخذ بها .<o:p></o:p>[/SIZE]
[SIZE=6][COLOR=#6600cc] أدلة الكتاب [/COLOR][/SIZE] [SIZE=6]<o:p></o:p>[/SIZE]
[SIZE=6]دلت عدة آيات من القرآن الكريم على حجية السنة ، ووجوب متابعة النبي - صلى الله عليه وسلم – ومن ذلك : <o:p></o:p>[/SIZE]
[SIZE=6]- الآيات التي تصرح بوجوب طاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - واتباعه ، والتحذير من مخالفته وتبديل سنته ، وأن طاعته طاعة لله ، كقوله سبحانه : { يـا أيـها الذين آمـنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم } (محمد 33) ، وقوله تعالى : {[/SIZE][SIZE=6][COLOR=blue] من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظاً [/COLOR][/SIZE][SIZE=6]} ( سورة النساء80) ، وقوله :{[/SIZE][SIZE=6][COLOR=blue]وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ، واتقوا الله إن الله شديد العقاب [/COLOR][/SIZE][SIZE=6]} (الحشر 7 ) .[/SIZE]
[FONT=tahoma][SIZE=6]-[/SIZE][/FONT][FONT=tahoma][SIZE=6]الآيات التي رتبت الإيمان على طاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم - والرضا بحكمه ، والتسليم لأمره ونهيه كقوله تعالى : {[COLOR=blue]وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبينا [/COLOR]} (الأحزاب 36) ، وقوله سبحانه :{[COLOR=blue]فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلمواً تسليماً [/COLOR]} (النساء 65) ، وقوله :{[COLOR=blue]إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون [/COLOR]} ( النور51).[/SIZE][/FONT]
[SIZE=6]<o:p></o:p>[/SIZE]
[FONT=tahoma][SIZE=6]-[/SIZE][/FONT][FONT=tahoma][SIZE=6]الآيات التي تبين أن السنة في مجملها وحي من الله عز وجل ، وأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لا يأتي بشيء من عنده فيما يتعلق بالتشريع ، وأن ما حرم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسنته ، مثل ما حرم الله في كتابه ، كقوله سبحانه :{[COLOR=blue]ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل * لأخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين * فما منكم من أحد عنه حاجزين [/COLOR]} ( الحاقة 44-47 ) ، وقوله جل وعلا : {[COLOR=blue]قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون [/COLOR]} (التوبة:29 ) ، وقوله جل وعلا : {[COLOR=blue]الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل ، يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم [/COLOR]} (الأعراف157 ) .[/SIZE][/FONT]
[SIZE=6]<o:p></o:p>[/SIZE]
[FONT=tahoma][SIZE=6]-[/SIZE][/FONT][SIZE=6][FONT=tahoma]الآيات الدالة على أن الرسول - صلى الله عليه وسلم – مبين للكتاب وشارح له ، وأنه يعلم أمته الحكمة كما يعلمهم الكتاب ، ومنها قوله تعالى :{[COLOR=blue] وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون [/COLOR]} (النحل 44 ) ، وقوله : {[COLOR=blue]وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون [/COLOR]} (النحل 64) ، وقوله : {[COLOR=blue]لقد مَنَّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ، وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين [/COLOR]} (آل عمران 164) ، وقد ذهب أهل العلم والتحقيق إلى أن المراد بالحكمة سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، قال الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى ( الرسالة 78) : " فذكر الله الكتاب وهو القرآن ، وذكر الحكمة ، فسمعت مَن أرضى - مِن أهل العلم بالقرآن - يقول : الحكمة سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهذا يشبه ما قال - والله أعلم - لأن القرآن ذُكر ، وأُتْبِعَتْه الحكمة ، وذكر الله مَنَّه على خلقه : بتعليمهم الكتاب والحكمة ، فلم يجز - والله أعلم - أن يقال الحكمة هنا إلا سنّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذلك أنها مقرونة بالكتاب ، وأن الله افترض طاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ، وحتم على الناس اتباع أمره ، فلا يجوز أن يقال لقول : فرضٌ . إلا لكتاب الله ثم سنة رسوله : لما وصفنا من أن الله جعل الإيمان برسوله مقروناً بالإيمان به ..." أهـ .<o:p></o:p>[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6]<o:p></o:p>[/SIZE]
[SIZE=6][FONT=tahoma][COLOR=#6600cc] أدلة السنة [/COLOR] : <o:p></o:p>[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6]<o:p></o:p>[/SIZE]
[SIZE=6][FONT=tahoma]وأما السنة فقد ورد فيها ما يفوت الحصر ، ويدل دلالة قاطعة على حجية السنة ولزوم العمل بها ومن ذلك : <o:p></o:p>[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6]<o:p></o:p>[/SIZE]
[SIZE=6][FONT=tahoma]- الأحاديث التي يبين فيها - صلى الله عليه وسلم – بأنه قد أوحي إليه القرآن وغيره ، وأن ما بينه وشرعه من الأحكام فإنما هو بتشريع الله تعالى له ، وأن العمل بالسنة عمل بالقرآن ، وأن طاعته طاعة لله ، ومعصيته معصية لله جل وعلا ، كقوله - صلى الله عليه وسلم- : ( [COLOR=green] يوشك الرجل متكئا على أريكته ، يحدث بحديث من حديثي ، فيقول : بيننا وبينكم كتاب الله عز وجل ، فما وجدنا فيه من حلال استحللناه ، وما وجدنا فيه من حرام حرمناه ، ألا وإن ما حرم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثل ما حرم الله [/COLOR]) رواه[COLOR=maroon] ابن ماجة [/COLOR] ، وفي رواية[COLOR=maroon] أبي داود [/COLOR] : ( [COLOR=green] ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه ، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول : عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه [/COLOR]) .<o:p></o:p>[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6][FONT=tahoma]وقوله : ([COLOR=green] إنما مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قوماً فقال : يا قوم إني رأيت الجيش بعيني ، وإني أنا النذير العريان فالنجاء ، فأطاعه طائفة من قومه فأدلجوا فانطلقوا على مهلهم فنجوا ، وكذبت طائفة منهم فأصبحوا مكانهم ، فصبحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم ، فذلك مثل من أطاعني فاتبع ما جئت به ومثل من عصاني وكذب بما جئت به من الحق ) [/COLOR] رواه [COLOR=maroon] البخاري [/COLOR] ، وفي حديث [COLOR=maroon] أبي هريرة [/COLOR] رضي الله عنه مرفوعاً : ( [COLOR=green] من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن عصاني فقد عصى الله .... [/COLOR]) ، وفي حديث آخر : ([COLOR=green] كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى ، قالوا : يا رسول الله ومن يأبى ؟ قال : من أطاعني دخل الجنة ، ومن عصاني فقد أبى [/COLOR]) .<o:p></o:p>[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6]<o:p></o:p>[/SIZE]
[SIZE=6][FONT=tahoma]- الأحاديث التي يأمر فيها عليه الصلاة والسلام بالتمسك بسنته ، وأخذ الشعائر والمناسك عنه ، واستماع حديثه وحفظه وتبليغه إلى من لم يسمعه ، وينهى عن الكذب عليه ، ويتوعد من فعل ذلك بأشد الوعيد ، كقوله : ( [COLOR=green] تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض [/COLOR] ‌) رواه[COLOR=maroon] البيهقي [/COLOR] وغيره ، ‌وقوله : ([COLOR=green] فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين ، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ [/COLOR]) رواه[COLOR=maroon] أبو داود [/COLOR] ، وقوله : ([COLOR=green] صلوا كما رأيتموني أصلي [/COLOR]) رواه[COLOR=maroon] البخاري [/COLOR] ، وقوله : ( [COLOR=green] خذوا عني مناسككم [/COLOR]) رواه[COLOR=maroon] النسائي [/COLOR] .<o:p></o:p>[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6]<o:p></o:p>[/SIZE]
[SIZE=6][FONT=tahoma]وقوله : ( [COLOR=green] نضر الله امرأً سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلغها ، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه ..... [/COLOR]) رواه[COLOR=maroon] الترمذي [/COLOR]وغيره ، وقوله - كما في[COLOR=maroon] البخاري [/COLOR] - : ( [COLOR=green] إن كذبا علي ليس ككذب على أحد ، من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار [/COLOR]).<o:p></o:p>[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6]<o:p></o:p>[/SIZE]
[SIZE=6][FONT=tahoma][COLOR=#6600cc] عمل الصحابة [/COLOR] <o:p></o:p>[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6]<o:p></o:p>[/SIZE]
[SIZE=6][FONT=tahoma]وعلى ذلك كان عمل الصحابة رضي الله عنهم من الاحتجاج بسنته - صلى الله عليه وسلم - والاقتداء بهديه ، وامتثال أوامره ، والرجوع إليه في الدقيق والجليل ، فكانوا أحرص الخلق على ملاحظة أقواله وأفعاله وحفظها والعمل بها ، وبلغ من اقتدائهم أنهم كانوا يفعلون ما يفعل ويتركون ما يترك ، من دون أن يعلموا لذلك أي سبب أو حكمة كما روى[COLOR=maroon] البخاري [/COLOR] عن[COLOR=maroon] ابن عمر [/COLOR]رضي الله عنهما قال : " اتخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خاتماً من ذهب فاتخذ الناس خواتيم من ذهب ، ثم نبذه النبي - صلى الله عليه وسلم – وقال : ([COLOR=green] إني لن ألبسه أبداً [/COLOR]) فنبذ الناس خواتيمهم " .<o:p></o:p>[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6]<o:p></o:p>[/SIZE]
[SIZE=6][FONT=tahoma]وروى[COLOR=maroon] أبو داود [/COLOR] عن[COLOR=maroon] أبي سعيد الخدري [/COLOR] رضي الله عنه قال : " بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يصلي بأصحابه إذ خلع نعليه فوضعهما عن يساره ، فلما رأى ذلك القوم ألقوا نعالهم ، فلما قضى صلاته قال : ما حملكم على إلقائكم نعالكم ، قالوا : رأيناك ألقيت نعليك فألقينا نعالنا ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن جبريل أتاني فأخبرني أن فيهما قذرا [/FONT] ) .<o:p></o:p>[/SIZE]
[SIZE=6]<o:p></o:p>[/SIZE]
[SIZE=6][FONT=tahoma][COLOR=#6600cc] إجماع الأمة [/COLOR] <o:p></o:p>[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6]<o:p></o:p>[/SIZE]
[SIZE=6][FONT=tahoma]ولو تتبعنا آثار السلف ومن بعدهم من الأئمة ، لم نجد أحداً - في قلبه ذرة من الإيمان وشيء من النصيحة والإخلاص - ينكر التمسك بالسنة والاحتجاج بها والعمل بمقتضاها ، بل على العكس من ذلك لا نجدهم إلا متمسكين بها ، مهتدين بهديها ، حريصين على العمل بها ، محذرين من مخالفتها ، وما ذاك إلا لأنها أصلٌ من أصول الإسلام وعليها مدار فهم الكتاب ، وثبوت أغلب الأحكام ، فعلى حجية السنة انعقد إجماعهم ، واتفقت كلمتهم ، وتوطأت أفئدتهم ، قال الإمام [COLOR=maroon] الشافعي [/COLOR]رحمه الله ( إعلام الموقعين 1/525) : " أجمع الناس على أن من استبانت له سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكن له أن يدعها لقول أحد من الناس " ، وقال في ( الأم 7/460) : " لم أسمع أحداً نسبه الناس أو نسب نفسه إلى علم ، يخالف في أن فرض الله عز وجل اتباع أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والتسليم لحكمه ، وأن الله عز وجل لم يجعل لأحد بعده إلا اتباعه ، وأنه لا يلزم قول بكل حال إلا بكتاب الله أو سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم- ، وأن ما سواهما تبع لهما ، وأن فرض الله علينا وعلى من بعدنا وقبلنا في قبول الخبر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- واحد لا يختلف فيه الفرض ، وواجب قبول الخبر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- " .<o:p></o:p>[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6]<o:p></o:p>[/SIZE]
[SIZE=6][FONT=tahoma]وقال الإمام [COLOR=maroon] ابن حزم [/COLOR] عند قوله تعالى :{[COLOR=blue]فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر [/COLOR]} ( النساء 59) : " الأمة مجمعة على أن هذا الخطاب متوجه إلينا وإلى كل من يُخْلَق ويُرَكَّب روحه في جسده إلى يوم القيامة من الجِنَّة والناس ، كتوجهه إلى من كان على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وكل من أتى بعده عليه السلام ولا فرق " أهـ ( الإحكام في أصول الأحكام 1/97) .<o:p></o:p>[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6]<o:p></o:p>[/SIZE]
[SIZE=6][FONT=tahoma]وقال شيخ الإسلام[COLOR=maroon] ابن تيمية [/COLOR] : " وليعلم أنه ليس أحد من الأئمة المقبولين عند الأمة قبولا عاماً يتعمد مخالفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فى شىء من سنته دقيق ولا جليل . فإنهم متفقون اتفاقا يقينيا على وجوب اتباع الرسول ، وعلى أن كل أحد من الناس يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله " .<o:p></o:p>[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6]<o:p></o:p>[/SIZE]
[SIZE=6][FONT=tahoma][COLOR=#6600cc] تعذر العمل بالقرآن وحده [/COLOR] <o:p></o:p>[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6]<o:p></o:p>[/SIZE]
[SIZE=6][FONT=tahoma]ومما يدل على حجية السنة - من حيث النظر- أنه لا يمكن الاستقلال بفهم الشريعة وتفاصيلها وأحكامها من القرآن وحده ، لاشتماله على نصوص مجملة تحتاج إلى بيان ، وأخرى مشكلة تحتاج إلى توضيح وتفسير ، فكان لا بد من بيان آخر لفهم مراد الله ، واستنباط تفاصيل أحكام القرآن ، ولا سبيل إلى ذلك إلا عن طريق السنة ، ولولاها لتعطلت أحكام القرآن ، وبطلت التكاليف ، قال الإمام [COLOR=maroon] ابن حزم [/COLOR] رحمه الله : " في أي قرآن وجد أن الظهر أربع ركعات ، وأن المغرب ثلاث ركعات ، وأن الركوع على صفة كذا ، والسجود على صفة كذا ، وصفة القراءة فيها والسلام ، وبيان ما يجتنب في الصوم ، وبيان كيفية زكاة الذهب والفضة ، والغنم والإبل والبقر ، ومقدار الأعداد المأخوذ منها الزكاة ، ومقدار الزكاة المأخوذة ، وبيان أعمال الحج من وقت الوقوف بعرفة ، وصفة الصلاة بها وبمزدلفة ، ورمي الجمار ، وصفة الإحرام وما يجتنب فيه ، وقطع يد السارق ، وصفة الرضاع المحرم ، وما يحرم من المآكل ، وصفة الذبائح والضحايا ، وأحكام الحدود ، وصفة وقوع الطلاق ، وأحكام البيوع ، وبيان الربا والأقضية والتداعي ، والأيمان والأحباس والعمرى ، والصدقات وسائر أنواع الفقه ؟ وإنما في القرآن جمل لو تركنا وإياها لم ندر كيف نعمل فيها ، وإنما المرجوع إليه في كل ذلك النقل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وكذلك الإجماع إنما هو على مسائل يسيرة .....فلا بد من الرجوع إلى الحديث ضرورة ، ولو أن امرأ قال : لا نأخذ إلا ما وجدنا في القرآن لكان كافرا بإجماع الأمة " أهـ .<o:p></o:p>[/FONT][/SIZE]
[SIZE=6]ولهذا لما قيل[/SIZE][SIZE=6][COLOR=maroon] لمُطَرِّف بن عبد الله بن الشِخِّير [/COLOR][/SIZE][SIZE=6]: " لا تحدثونا إلا بالقرآن قال : " والله ما نبغي بالقرآن بدلاً ولكن نريد من هو أعلم منا بالقرآن ، وكذلك [/SIZE][SIZE=6][COLOR=maroon] عمران بن حصين [/COLOR][/SIZE][SIZE=6] رضي الله عنه لما قال له رجل : " إنكم تحدثونا بأحاديث لم نجد لها أصلاً في القرآن " فغضب[/SIZE][SIZE=6][COLOR=maroon] عمران [/COLOR][/SIZE][SIZE=6] وقال : " إنك امرؤ أحمق ، أتجد في كتاب الله الظهر أربعا لا يجهر فيها بالقراءة ؟ ، ثم عدد إليه الصلاة والزكاة ونحو هذا ، ثم قال : أتجد هذا في كتاب الله مفسَّرا ، إن كتاب الله أبهم هذا ، وإن السنة تفسر ذلك " .<o:p></o:p>[/SIZE]
[SIZE=6]على أن الأحكام المستمدة من السنة مأخوذة في الحقيقة من القرآن ، ومستقاة من أصوله ، وذلك لأن الله أحال عليها في كتابه ، فالأخذ بها في الواقع أخذ بالقرآن ، والترك لها ترك للقرآن ، وهو ما فهمه الصحابة والسلف رضي الله عنهم ، ولهذا لما قال[/SIZE][SIZE=6][COLOR=maroon] عبد الله بن مسعود [/COLOR][/SIZE][SIZE=6]رضي الله عنه : " ( [/SIZE][SIZE=6][COLOR=green] لعن الله الواشمات ، والموتشمات ، والمتنمصات ، والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله [/COLOR][/SIZE][SIZE=6]) بلغ ذلك امرأة من بني أسد يقال : لها[/SIZE][SIZE=6][COLOR=maroon] أم يعقوب [/COLOR][/SIZE][SIZE=6] ، فجاءت إليه وقالت : إنه بلغني عنك أنك لعنت كيت وكيت ، فقال : وما لي لا ألعن من لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن هو في كتاب الله ، فقالت : لقد قرأت ما بين اللوحين فما وجدت فيه ما تقول ، قال : لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه ، أما قرأتِ {[/SIZE][SIZE=6][COLOR=blue]وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا [/COLOR][/SIZE][SIZE=6]}( الحشر 7) ؟! قالت : بلى ، قال : فإنه قد نهى عنه " رواه [/SIZE][SIZE=6][COLOR=maroon] البخاري [/COLOR][/SIZE][SIZE=6] .<o:p></o:p>[/SIZE]
[SIZE=6]فتبين مما سبق وجوب الاحتجاج بالسنة والعمل بها ، وأنها كالقرآن في وجوب الطاعة والاتباع ، وأن المستغني عنها هو مستغن في الحقيقة عن القرآن ، وأن طاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - طاعة لله ، وعصيانه عصيان لله تعالى ، و[COLOR=Red]أن العصمة من الانحراف والضلال إنما هو بالتمسك بالقرآن والسنة جميعا[/COLOR]

[COLOR=Red]*[/COLOR] منقول[/SIZE]

أبومحمد 2009-10-27 09:08 AM

[align=center][SIZE=5]بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك
يرفع[/SIZE][/align]

عبد الله بوراي 2009-10-27 10:50 AM

[CENTER][SIZE=6][COLOR=indigo]رفع الله قدرك يا أبا محمد[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=6][COLOR=indigo]وجزاك خيراً[/COLOR][/SIZE][/CENTER]

أبومحمد 2009-10-27 02:17 PM

[quote=عبد الله بوراي;30737][CENTER][SIZE=6][COLOR=indigo]رفع الله قدرك يا أبا محمد[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=6][COLOR=indigo]وجزاك خيراً[/COLOR][/SIZE][/CENTER]
[/quote]
[CENTER][SIZE=5]اللهم امين :جز:
[/SIZE] [/CENTER]

Abu Karam 2009-11-27 08:24 PM

[CENTER][CENTER][SIZE=7][FONT=Arabic Typesetting]بسم[/FONT][FONT=Angsana New] [/FONT][FONT=Arabic Typesetting]الله[/FONT][FONT=Angsana New] [/FONT][FONT=Arabic Typesetting]الرحمن[/FONT][FONT=Angsana New] [/FONT][FONT=Arabic Typesetting]الرحيم[/FONT][FONT=Angsana New]<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>[/FONT][/SIZE][/CENTER]
[CENTER][FONT=Angsana New]<o:p>[SIZE=7] [/SIZE]</o:p>[/FONT][/CENTER]
[CENTER][B][COLOR=red][FONT=Arabic Typesetting][SIZE=7]تهنئة من قلبٍ يُحِبكم<o:p></o:p>[/SIZE][/FONT][/COLOR][/B][/CENTER]
[CENTER][B][COLOR=red][FONT=Arabic Typesetting][SIZE=7]في الله///<o:p></o:p>[/SIZE][/FONT][/COLOR][/B][/CENTER]
[CENTER][B][COLOR=red][FONT=Arabic Typesetting][SIZE=7]كل عام وأنتم بخير بمناسبة عيد الأضحى المبارك...<o:p></o:p>[/SIZE][/FONT][/COLOR][/B][/CENTER][/CENTER]

Abu Karam 2009-11-29 03:51 PM

[CENTER]:بس:[/CENTER]

[RIGHT]:سل:[/RIGHT]

[RIGHT][SIZE=6]بعد الصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم....[/SIZE]
[SIZE=6]حياكم الله...[/SIZE]
[SIZE=6]إليكم هذا الرابط الذي من خلاله تستطيع الاتصال عبر الانترنت على موبايلات وجوالات أصدقائك المتواجدين في الخارج... وبكل سهولة،،،[/SIZE][/RIGHT]

[RIGHT][SIZE=6]أرجو منكم أن تدعو لي ولوالدي بان يزيدنا الله من رزقه ومن نعمه،،، وأن يستر أعرضنا وأعراض بنات المسلمين في الدنيا والآخرة يا رب العالمين...[/SIZE][/RIGHT]


[RIGHT][SIZE=6]إليكم هذا الرابط[/SIZE]
[URL="http://www.free-internet-browsers.com/free-call-software/"][COLOR=#800080]http://www.free-internet-browsers.com/free-call-software/[/COLOR][/URL][/RIGHT]


الساعة الآن »01:04 AM.

Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2024 Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة - فقط - لأهل السنة والجماعة