أنصار السنة

أنصار السنة (https://www.ansarsunna.com/vb/index.php)
-   رد الشبهات وكشف الشخصيات (https://www.ansarsunna.com/vb/forumdisplay.php?f=14)
-   -   الرد على شبهات برنامج مدارك حلقة " الوضوء مسح ام غسل" (https://www.ansarsunna.com/vb/showthread.php?t=69316)

أم أحمد من لبنان 2016-06-30 07:03 PM

الرد على شبهات برنامج مدارك حلقة " الوضوء مسح ام غسل"
 
:بس:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله ،
اما بعد فقد نصحتني اخت لي ان اشاهد برنامجا على احدى القنوات الفضائية قالت يعالج بعض القضايا و المفاهيم الدينية باسلوب شيق و مميز فشاهدت بعض حلقاته فاذا هو برنامج لاثارة الشبهات حول الثوابت الدينية و الاستخفاف ببعض الامور كالصلاة و الوضوء و عقيدة الولاء و البراء و تسليط الضوء على بعض الامور المرجوحة او الخلافية في الدين #في مقابل اجماع العلماء#
و قد وصف البرنامج نفسه" بانه#برنامج يعطي المشاهدين مساحة للتأمل والتفكير وفهم أعمق حول الصراعات الإسلامية والقضايا المثيرة للجدل التي يواجهها المسلمون من خلال تفسيرات العلماء المسلمين والقرآن والسنة.#
يسهم هذا البرنامج في رفع مستوى الوعي الديني والمرونة العقلية عن طريق إكتساب الدين بالدراسة لا فقط بالوراثة.#
يعرض من زوايا مختلفة بين المجيزين والمحرمين.#"
#
و من المعلوم ان معظم من يشاهد هذه القنوات هم من الشباب و ممن يفتقرون للعلم الشرعي فاذا جاءتهم هذه الفتاوى ستؤخذ من المسلمات و لن يتم التحقق منها و هذه من اهداف البرنامج و هل تتم دراسة القضايا الدينية و فهمها من خلال نقل الخلافات الفقهية الى العامة الذين لا يميزون الخبيث من الطيب و لا الراجح من المرجوح و لا الصحيح من السقيم
و من باب الحرص على الدين و دفع الشبهات عن الثوابت الدينية و ارشاد الشباب الى الحق المبين قررت الرد على هذه الحلقات من القرآن الكريم و السنة الصحيحة بفهم السلف و العلماء الاجلاء فما كان من صواب فمن الله و ما كان من خطأ فمني و من الشيطان و اسأل الله ان يرزقني الاخلاص و القبول

‼الرد على حلقة الوضوء مسح ام غسل؟؟!!
مما ارادت الحلقة افهامه للناس ان المسح جائز على القدمين في الوضوء بغير خف و لا جورب و لا حاجة لغسل القدم

1-شبهة ان آية الوضوء تشمل الغسل و المسح على القدمين# بغير خف او جورب
وهي قول الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ )
على اعتبار القراءتين واحدة بنصب اللام في ارجلكم و الاخرى بكسرها

⛔الرد على الشبهة :
ان الآية لا تدل على جواز مسح الرجلين ، وبيان ذلك : أن في الآية قراءتين :#
الأولى : (وَأَرْجُلَكُمْ) بنصب اللام ، فتكون الأرجل معطوفة على الوجه ، والوجه مغسول ، فتكون الأرجل مغسولة أيضاً ، فكأن لفظ الآية في الأصل : ( اغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وأرجلكم إلى الكعبين وامسحوا برؤوسكم ) ولكن أُخِّرَ غسلُ الرجل بعد مسح الرأس للدلالة على أن ترتيب الأعضاء في الوضوء يكون على هذا النحو ، غسل الوجه ، ثم الأيدي ، ثم مسح الرأس ، ثم غسل الأرجل .#
انظر : "المجموع" (1/471) .#
القراءة الثانية : (وَأَرْجُلِكُمْ) بكسر اللام ، فتكون معطوفة على الرأس ، والرأس ممسوح ، فتكون الأرجل ممسوحة .#
غير أن السنة بينت أن المسح إنما هو على الخفين أو الجوربين بشروط معروفة في السنة .#
انظر : "المجموع" (1/450) ، "الاختيارات" ( ص 13) .
يتبن أن الآية على القراءتين لا تدل على مسح الأرجل ، وإنما تدل على وجوب غسل الأرجل ، أو مسح الخفين لمن يلبس الخفين .#
وقد ذهب بعض العلماء – على قراءة الجر – إلى أن الحكمة من ذكر المسح في حق الأرجل مع أنها مغسولة إشارة إلى أنه ينبغي الاقتصاد في استعمال الماء عند غسل الرجلين ، لأن العادة الإسراف عند غسلهما ، فأمرت الآية بالمسح أي بأن يكون الغسل بلا إسراف في الماء .#
قال ابن قدامة في "المغني" (1/186) :#
" ويحتمل أنه أراد بالمسح الغسل الخفيف . قال أبو علي الفارسي : العرب تسمي خفيف الغسل مسحا , فيقولون : تمسحت للصلاة . أي توضأت " انتهى .#
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :#
" وفي ذِكر المسح على الرجلين تنبيه على قلة الصب في الرجل فإن السرف يعتاد فيهما كثيراً " انتهى "منهاج السنة" (4/174) .،

2- شبهة حديث رواه البخاري #:تخلَّف رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر سافرْناه، فأدركَنا وقد أرهقنا الصلاة، صلاة العصر، ونحن نتوضأ، فجعلنا نمسح على أرجلنا، فنادى بأعلى صوته: ((ويل للأعقاب من النار)) مرتين أو ثلاثًا
و علل البرنامج بأنهم مسحهم يدل على ان هذا من عادات وضوئهم و لكنه توعدهم حتى يصل المسح للكعبين

⛔الرد على هذه الشبهة

-اولا : ان الحديث جاء بلفظ آخر هو
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ :
( رَجَعْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِمَاءٍ بِالطَّرِيقِ تَعَجَّلَ قَوْمٌ عِنْدَ الْعَصْرِ ، فَتَوَضَّئُوا وَهُمْ عِجَالٌ ، فَانْتَهَيْنَا إِلَيْهِمْ وَأَعْقَابُهُمْ تَلُوحُ لَمْ يَمَسَّهَا الْمَاءُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنْ النَّارِ أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ )
و في هذا الحديث وجوب غسل الرجلين في الوضوء ، وعدم إجزاء المسح من غير غسل ، نأخذ ذلك من إنكار النبي صلى الله عليه وسلم على الصحابة مسحهم أرجلهم مسحا سريعا من غير غسل وإجراء للماء عليها ، وهذا الحكم متفق عليه بين مذاهب المسلمين الأربعة، ولذلك بوب عليه الإمام البخاري بقوله : " باب غسل الرجلين ولا يمسح على القدمين " انتهى. " صحيح البخاري " (كتاب الوضوء/ باب رقم 27)، وقال الإمام الترمذي رحمه الله : " وفقه هذا الحديث أنه لا يجوز المسح على القدمين إذا لم يكن عليهما خفان أو جوربان " انتهى. " سنن الترمذي " (1/96) وبوب عليه النسائي بقوله : باب إيجاب غسل الرجلين . " سنن النسائي " (كتاب الطهارة/ باب رقم 89)، كما بوب عليه البيهقي رحمه الله بقوله : " باب الدليل على أن فرض الرجلين الغسل وأن مسحهما لا يجزئ " انتهى. " السنن الكبرى " (1/68)، وبوب عليه الإمام ابن خزيمة بقوله : " باب التغليظ في ترك غسل العقبين في الوضوء ، والدليل على أن الفرض غسل القدمين لا مسحهما إذا كانتا غير مغطيتين بالخف أو ما يقوم مقام الخف ، لا على ما زعمت الروافض أن الفرض مسح القدمين لا غسلهما ، إذ لو كان الماسح على القدمين مؤديا للفرض لما جاز أن يقال لتاركٍ فضيلةً : ويل له " انتهى. " صحيح ابن خزيمة " (1/83)

كذلك يدل الحديث على وجوب تعميم أعضاء الوضوء بالغسل ، وذلك بإيصال الماء إلى جميع أجزاء أعضاء الوضوء وعدم ترك أي محل منها ، نجد ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث : ( ويل للأعقاب من النار ) فتخصيصه ذكر الأعقاب لأنها في مؤخرة القدم، فهي مظنة لعدم وصول الماء إليها لمن لم يتعاهدها بذلك ، فدل على ضرورة العناية بإسباغ الوضوء في محل الفرض .#

-ثانيا : قال ابن العربي تعليقًا على قوله: (ونمسح على أرجلنا): "قد يتمسك به من قال بجواز المسح على الرجلين، ولا حجة فيه؛ لأربعة أوجه:
#
الأول:#أن المسح هنا يراد به الغسل، فمن الفاشي المستعمل في أرض الحجاز أن يقولوا: تمسحنا للصلاة؛ أي: توضأنا.
#
والثاني:#أن قوله: (وأعقابهم تلوح لم يمسها الماء) يدل على أنهم كانوا يغسلون أرجلهم؛ إذ لو كانوا يمسحونها لكانت القدم كلها لائحة، فإن المسح لا يحصل منه بلل الممسوح.
#
والثالث:#أن هذا الحديث قد رواه أبو هريرة، فقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً لم يغسل عقبه، فقال: ((ويل للأعقاب من النار)).
#
والرابع:#أننا لو سلمنا أنهم مسحوا، لم يضرنا ذلك، ولم تكن فيه حجة لهم؛ لأن ذلك المسح هو الذي توعد عليه بالعقاب، فلا يكون مشروعًا، والله أعلم"
# قال اِبْن خُزَيْمَةَ : لَوْ كَانَ الْمَاسِح مُؤَدِّيًا لِلْفَرْضِ لَمَا تُوُعِّدَ بِالنَّارِ .

-ثالثا : ان الأحاديث الصحيحة المستفيضة في صفة وضوئه صلى الله عليه وسلم، تبين انه غسل رجليه، منها: حديث عثمان بن عفان، وعبدالله بن زيد في الصحيحين، وحديث ابن عباس في البخاري، وحديث علي بن أبي طالب، والربيع بنت معوذ، وغيرها و لم يثبت ان من عادة الصحابة مسح اقدامهم في الوضوء الا ما كان على الخف و الجوارب فليس هذا الحديث دليل على ان من عادتهم مسح اقدامهم

-رابعا : ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه أمر بتخليل الأصابع، ولو كان فرضُ الرِّجلين المسحَ لم يأمر به، حديث صحيح، قال صلى الله عليه وسلم: ((أسبغ الوضوء، وخلل بين الأصابع، وبالِغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائمًا)).

-خامسا : ان غسل القدمين في الوضوء فيه اجماع بين العلماء
قال النووي رحمه الله تعالى في المجموع: فقد أجمع المسلمون على وجوب غسل الرجلين ولم يخالف في ذلك من يعتد به
و إذا انعقد الإجماع ، فهو حجة شرعية ، فالواجب اتباعه ، ولا يجوز الخروج عنه .
وقال السرخسي رحمه الله :
"الإجماع موجب للعلم قطعاً بمنزلة النص ، فكما لا يجوز ترك العمل بالنص باعتبار رأي يعترض له : لا يجوز مخالفة الإجماع برأي يعترض له بعدما انعقد الإجماع بدليله" انتهى .

فليس لكل أحد أن يجتهد في القرآن ويتصدى لأخذ الأحكام منه وكذلك السنة ما لم يكن عنده من العلم ما يؤهله لذلك، فلعله يفهم ما ليس هو المراد، أو يكون مراداً لكن يعارضه دليل آخر أقوى منه، فمواضع الحجة من الكتاب والسنة لا يهتدي لها إلا العلماء المحققون.
والخلاصة أن القول بغسل الرجلين هو الذي اعتمده كافة فقهاء الأمصار من بينهم أئمة المذاهب الأربعة مستندين في ذلك على صريح الآية على قراءة( وأرجلَكم) بفتح اللام لأن أرجلكم هنا عطف على وأيديكم إلى المرافق. وعلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم الصريحة الصحيحة قولا وعملا، وفي هذا كفاية لمن أراد الحق واقتنع به

فيجب على المسلم تحري موافقة الشريعة في جميع أفعاله وأقواله ، ولا يتهاون في شيء منها ، فليحذر المسلم أن يتهاون فيما قد يكون سبب هلاكه في الآخرة ، وقد قال الله تعالى : ( وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ# ) النور/15.#

ايوب نصر 2016-07-01 03:11 AM

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
:جز:


الساعة الآن »10:53 PM.

Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2024 Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة - فقط - لأهل السنة والجماعة