أنصار السنة

أنصار السنة (https://www.ansarsunna.com/vb/index.php)
-   رد الشبهات وكشف الشخصيات (https://www.ansarsunna.com/vb/forumdisplay.php?f=14)
-   -   رد شبهة عن السنة عن حال الناس فى القبر وحالهم يوم القيامة (https://www.ansarsunna.com/vb/showthread.php?t=64773)

أبو جهاد الأنصاري 2016-02-08 12:10 PM

رد شبهة عن السنة عن حال الناس فى القبر وحالهم يوم القيامة
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد ،،
فقد ورد إلينا السؤال التالى:

[QUOTE]يقول البعض إن كان في القبر عذاب أو بيان حال الميت ومصيره إلى الجنة أو إلى النار. فلماذا يوم الحشر الناس يغرقون في عرقهم ولا يعرف شخص عن مصيره؟ أليس هذا تناقض بحسب قولهم طبعا. أرجو منكم الجواب الشافي ليعم النفع. وجزاكم الله كل الخير. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
[/QUOTE]
ولرد هذه الشبهة بتوفيق الله يتركز ردنا فى عدة نقاط:
الأولى: أدلة الحياة البرزخية من القرآن الكريم. (عذاباً ونعيماً).
الثانية: أدلة العذاب فى ساحة المحشر للمشركين من القرآن الكريم.
الثالثة: أدلة النعيم فى ساحة المحشر للمؤمنين من القرآن والسنة.
الرابعة: التوفيق بين الأدلة.


أولاً: أدلة الحياة البرزخية من القرآن الكريم. وتنقسم إلى قسمين: الأول نصاً. والثانى فهماً.
1. الدليل النصى على حياة البرزخ فى القرآن الكريم: قوله تعالى :(: ... وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ :) [المؤمنون : 100]
2. الدليل المفهوم على حياة البرزخ فى القرآن الكريم:
قوله تعالى: :(: النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ :): [غافر:46]
وقوله تعالى: :(: مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا :): [نوح:25] فحرف الفاء فى قوله :(:فأدخلوا:): يدل على التعقيب السريع بمجرد الغرق وهذا لا يكون إلا فى القبر.
وقوله تعالى: :(: وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ [الأنفال:50] مع قوله تعالى: :(: فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ :): [محمد:27] نجد اختلاف حالى الضرب أثناء الموت وبعده مباشرة.
كل تلكم الأدلةا الظاهرة والبراهين الساطعة لا تدع مجالا لشك أن الحياة البرزخية موجودة بالفعل وإن كان النص هنا على التعذيب للمشركين المكذبين فإن التنعيم أيضاً ثابت بالأحاديث الصحيحة التى سيرد ذكرها إن شاء الله وكذا سيكون ثابت هنا بقياس الضد فإن كان التعذيب ثابت للمشركين فى القبر فما المنقبة التى سينالها المؤمنون الطائعون ما لم يكن هناك تنعيم!

ثانياً: أدلة العذاب فى ساحة المحشر للمشركين من القرآن الكريم. وهى كثيرة:
:(: يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا :): [طه:102]
:(: فَذَٰلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ :): [المدثر:9]
:(: يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ :): [القيامة:10]
:(: وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ :): [القيامة:24]
:(: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ :): [الغاشية:2]
وكل هذه المشاهد فى ساحة العرض يوم القيامة وقبل دخول النار.

ثالثاً:
أ. أدلة النعيم فى ساحة المحشر للمؤمنين من القرآن الكريم:
:(: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ :): [القيامة:22]
:(: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ :): [الغاشية:8]

ب. أدلة النعيم فى ساحة المحشر للمؤمنين من السنة النبوية:
1. حديث سبعة يظلهم الله بظله يوم لاظل إلا ظله.
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ، إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله ، ورجل قلبه معلق بالمساجد ، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله . ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه " متفق عليه
2 حديث المتحابين فى جلال الله:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يقول يوم القيامة : أين المتحابون بجلالي ؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظلَّ إلا ظلِّي ) رواه مسلم ، وأخرج الترمذي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : قال الله عز وجل : ( المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء ) .
3 حديث الزهراوين البقرة وآل عمران:
عن أبى أمامة الباهلي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه اقرءوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما ...) رواه مسلم
كل هذه الأدلة وغيرها تثبت أن الناس على ثلاث فئات:
1. مشركون استقر حالهم إلى النار فهؤلاء يتعذبون فى القبر وفى ساحة العرض قبل دخول نار الخلد.
2 مؤمنون استقر حالهم إلى الجنة وهؤلاء ينعمون فى القبر ويؤمّنون فى ساحة العرض قبل دخول جنة الخلد.
3 عصاة ومذنبون لا يعلمون حالهم أإلى جنة أم إلى نار وهؤلاء لا يقر لهم قرار فى القبر ويخوّفون فى ساحة العرض ولا يعلمون ما مصيرهم وهؤلاء هم الذين يغرقون فى عرقهم على قدر إيمانهم ويذهبون إلى الأنبياء لكى يتشفعوا إلى الله تعالى ليبدأ بفصل القضاء والحساب.

ويؤكد كلامنا حديث الامتحان فى القبر:
جاء في المسند من حديث البراء بن عازب قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار ، فانتهينا إلى القبر ولما يلحد ، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله كأن على رءوسنا الطير ، وفي يده عود ينكت به في الأرض ، فرفع رأسه فقال : استعيذوا بالله من عذاب القبر مرتين أو ثلاثا ثم قال :
إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا ، وإقبال من الآخرة ، نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس ، معهم كفن من أكفان أهل الجنة ، وحنوط من حنوط الجنة ، حتى يجلسوا منه مد البصر ، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه ، فيقول : اخرجي أيتها النفس المطمئنة ، اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان ، فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء ، فيأخذها ، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها ، فيجعلوها في ذلك الكفن ، وفي ذلك الحنوط ، ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض ، فيصعدون بها ، فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا : ما هذه الروح الطيبة ؟ فيقولون : روح فلان بن فلان ، بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا ، فيستفتحون له فيفتح له ، فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهى به إلى السماء السابعة ، فيقول الله عز وجل : اكتبوا كتاب عبدي في عليين ، وأعيدوه إلى الأرض ، فإني منها خلقتهم ، وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى ، فقال : فتعاد روحه إلى الأرض ، فيأتيه ملكان ، فيجلسانه ، فيقولان له : من ربك ؟ فيقول : ربي الله عز وجل ، فيقولان له : ما دينك ؟ فيقول : ديني الإسلام ، فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول : هو محمد رسول الله ، فيقولان له : وما علمك ؟ فيقول : قرأت كتاب الله عز وجل فآمنت به وصدقت ، فينادي مناد من السماء : أن صدق عبدي ، فافرشوا له من الجنة ، وألبسوه من الجنة ، وافتحوا له بابا إلى الجنة قال : فيأتيه من روحها وطيبها ، ويفسح له في قبره مد بصره ، قال : ويأتيه رجل حسن الوجه ، حسن الثياب ، طيب الريح ، فيقول أبشر بالذي يسرك ، هذا يومك الذي كنت توعد ، فيقول له : من أنت فوجهك الوجه الذي يجيء بالخير ، فيقول : أنا عملك الصالح ، فيقول : رب أقم الساعة رب أقم الساعة ، حتى أرجع إلى أهلي ومالي ، قال : وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا ، وإقبال من الآخرة ، نزل إليه ملائكة من السماء ، سود الوجوه ، معهم المسوح ، فيجلسون منه مد البصر ، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه ، فيقول : أيتها النفس الخبيثة ، اخرجي إلى سخط من الله وغضب ، قال : فتغرق في جسده فينتزعها ، كما ينتزع السفود من الصوف المبتل ، فيأخذها ، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين ، حتى يجعلونها في تلك المسوح ، ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض فيصعدون بها ، فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا : ما هذه الروح الخبيثة . فيقولون : روح فلان بن فلان ، بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا ، فيستفتح فلا يفتح له ، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم :(: لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط :): [ الأعراف : 40 ]
فيقول الله عز وجل : اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى ، فتطرح روحه طرحا ، ثم قرأ :
:(:ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق :): [ سورة الحج : 31 ] فتعاد روحه في جسده ، ويأتيه ملكان فيجلسانه ، فيقولان له : من ربك ؟ فيقول : هاه هاه لا أدري ، فيقولان له : ما دينك ؟ فيقول : هاه هاه لا أدري ، فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم

؟ فيقول : هاه هاه لا أدري ، فينادي مناد من السماء : أن كذب عبدي ، فافرشوا له من النار ، وافتحوا له بابا إلى النار ، فيأتيه من حرها وسمومها ،ويضيق عليه قبره ، حتى تختلف فيه أضلاعه ، ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح ، فيقول : أبشر بالذي يسوؤك ، هذا يومك الذي كنت توعد ، فيقول : ومن أنت ؟ فوجهك الوجه الذي يجيء بالشر ، فيقول : أنا عملك الخبيث ، فيقول : رب لا تقم الساعة .صححه الشيخ الألباني في " أحكام الجنائز "

رابعاً: التوفيق بين الأدلة.
باستعراض الأدلة نجد أن القرآن الكريم أثبت حقيقة الحية البرزخية وأن هناك عذاب يقع على المشركين فى القبر وحال الموت وأنه يقع عليهم عذاب وغضب وسخط فى ساحة العرض يوم القيامة وقد بينت السنة خلاف ذلك للمؤمنين من نعيم فى القبر وفى ساحة العرض كما أثبت القرآن الأمن للمؤمنين فى ساحة العرض كما بين القرآن الكريم أن هناك أهل الأعراف الذين تساوت حسناتهم مع سيئاتهم وهؤلاء وغيرهم لا يدرون عن مصيرهم شيئا.

[COLOR="Green"] وعليه فإننا نقول أن الشبهة المطروحة لم تفرق بين ثلاثة أصناف من الناس
1- صنف يعلم أنه صائر إلى الجنة حتى قبل أن يموت وقبل أن يدخل القبر مثال ذلك الشهيد الذى يرى مقعده من الجنة مع أول دفعة دم تهرق منه.
2- وصنف يعرف أن مصيره إلى النار كالمشرك الذى تضرب الملائكة وجهه وقت الموت كما ورد فى آية سورة الأنفال.
3-وضنف لا يدرى شيئا عن مصيره شيئا لا فى القبر ولا فى ساحة العرض كأهل الأعراف والذين وصفهم الحديث بأنهم يغرقون فى عرقهم على قدر إيمانهم وأعمالهم. كما ورد فى السؤال.[/COLOR]
والله تعالى أعلى وأعلم.
والحمد لله رب العالمين.

ايوب نصر 2016-02-10 04:41 PM

جزاكم الله خيرا على هذا الرد الماتع
و عندي اضافة ، قال تعالى في سورة غافر (( و نفخ في الصور فصعق من في السموات و من في الارض)) و قال في الاية التي بعدها (( و نفخ فيه اخرى فاذا هم قيام ينظرون))
صعق حتى الذين في القبور لعموم الاية ، و صعقوا يعني غابوا عن الوعي ، ثم نفخ فيه اخرى فاذا هم قيام و هم في ارض المحشر فمن الطبيعي ان تطولهم اهوال الحشر

أبو جهاد الأنصاري 2016-02-11 01:12 AM

نعم أحسنت زادك الله علماً وتوفيقاً.

ايوب نصر 2016-02-11 01:50 AM

[QUOTE=أبو جهاد الأنصاري;366736] نعم أحسنت زادك الله علماً وتوفيقاً. [/QUOTE]

الله امين و اياكم شيخنا

غرباء ولكن سعداء 2016-03-27 10:03 PM

جزاكم الله خيرا

ايوب نصر 2016-03-28 01:31 PM

[QUOTE=غرباء ولكن سعداء;369585] جزاكم الله خيرا [/QUOTE]

امين ، و جزاكم بالمثل


الساعة الآن »01:31 PM.

Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2024 Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة - فقط - لأهل السنة والجماعة