أنصار السنة - كلمة حق في رد كلمة باطلة

يبدو انه كتب لهذا القلم و صاحبه الا يدافع الا على الاموات ، و لا يذب الا على تراثهم و ما خلفوه ورائهم من عقائد و افكار ، و الاموات يفرغون من امر الحياة و امر اهلها و لا يبقى لهم الا ما قدموا بين يدي ربهم من اعمال ، و لكن الاحياء لا يفرغون من امر موتاهم ، فهم بين عائب لقولهم و متجني عنهم ، و بين ناصر لهم .
قرات قديما في بعض المواقع تراجم لحياة الرافعي ، تمضنت سيرته و بعض معاركه ، و اكثر ما لفت انتباهي في هذه التراجم التي نشرتها تلكم المواقع ، على كثرة ما فيها من مغالطات ، هو امران ينسفان الرافعي و ادبه نسفا و يلقيان بالشكوك و الشبهات في قلوب محبيه ، و لم الق لما كنت اقرا بالا و لم اعره انتباها ، و قد كان حريا بي الا اعبا به الان ايضا ، و لا ان اكلف نفسي و قلمي مشقة الرد عليه و بيان نقاط ضعفه و مواطن الوهن فيه ، و لكن عدلت عن رايي لما رايت اهتمام بعض الاخوة بالرافعي و ادبه .

و الان نذكر ما انشأنا هذه المقالة لرده و نلخصه في نقطتين
1_ ان ترك الرافعي للشعر و اتجاهه نحو النثر يجعله اول " من نادى بالاعتراض على التقيّد بالشعر العربي التقليدي في الأدب العربي، وطالب بالتحرّر من الوزن والقافية، وتُعتبر معاداته لقيود الشعر التقليديّ أول اعتراض يشهده الأدب العربي منذ نشأته، وتمثّلت أهمية هذه الوقفة بالدعوة إلى جعل الشعر العربيّ متحرراً تماماً من قيوده كالوزن والقافية. " !!!!!

2_ اجماع النقاد و الكتاب على ان الرافعي خسر معركته امام العقاد

و لن تجد ترجمة للرافعي في المواقع الا و اوردت هذه الامور ، الا موقعين او ثلاثة ممن يحترمون ما يكتبون و يتحرون الدقة و العلمية فيه ، و الان نسارع للرد على هذه التفاهات و بيان ضعفها و وهنا .

فاما الشبهة الاولى ، فهي اوهن من بيت العنكبوت ، فكيف يكون ما تضمنته صحيحا و واقع حياة الرافعي يكذبه و يخالفه ، فالرافعي انفق عمره في الدفاع عن العربية و اساليب كتابة شعرها و نثرها ، و لم نعرف له تغيرا او حيدة عن هذا المنهج الذي وهب له نفسه و عقله و فكره ، ولاقى ما لاقىفي سبيله من العنت و الحقد ، سواء في حياته او بعد مماته ، الا بسبب دفاعه عن اساليب العرب في شعرهم و نثرهم ، و نبذه ما يسمونه جديدا وراء ظهره و وضعه تحت مواطن قدمه ، ابعد هذا يقال ان الرافعي اول من ثار في وجه الشعر العربي و اساليبه و صيغه ؟؟
و اذا اردنا اعتبار ترك الرافعي لكتابة الشعر و نظمه و توجهه الى النثر ثورة في وجه الشعر التقليدي (1) فاين هو انتاجه من الشعر الحر(2) ؟؟؟

اما قولهم اجمع النقاد و الكتاب على هزيمة الرافعي امام العقاد ، فهذه من الطوام ، فكان الاولى تسمية هؤلاء النقاد و الكتاب الذين انعقد الاجماع بهم ، و بيان مستندهم الذي كان وراء اجماعهم .
فهذا الاجماع اهله مجهولون ، و المجهول مقدوح فيه و في عدالته الا ان يتوصل الى معرفة شخصه ، و تتم دراسة احواله و تتبع افعاله و النظر في اقواله .

و ربما تسالني : ماذا نفعل بتواطئ هذه التراجم ؟؟
اجيبك : ان هذا التواطئ انما مرده الى نقلهم عن بعضهم البعض، و نقلهم عن المصدر نفسه، و هذا النوع من التواطئ مردود ، لا يقبله اصحاب العقول السليمة .

و تبقى الدراسات الادبية المتعلقة بالرجال من ادق الدراسات و اكثرها خطورة ، و لهذا فعلى كل مشتغل بالادب و دراساته و ما اتصل به من رجال و اقوال ، ان يكون على بينة و ان يبحث ان المنهج الصحيح لهذا الضرب من الدراسات

***********
(1) (2) كتبت لفظ " التقليدي " و " حر" على مضض مني ، لاني لا ارى وجود شعر تقليدي و شعر حر ، فالشعر عندي هو ما كان على اوزان الخليل ، و ما لم يكن كذلك فهو كلام سمه ما شئت، اما ان يكون شعرا فلا و الف لا .

كتب: الاربعاء 17 ذو الحجة 1439 ( 29/08/2018)