أنصار السنة

أنصار السنة (https://www.ansarsunna.com/vb/index.php)
-   السير والتاريخ وتراجم الأعلام (https://www.ansarsunna.com/vb/forumdisplay.php?f=69)
-   -   الصحابي الجليل عبادة بن الصامت (https://www.ansarsunna.com/vb/showthread.php?t=33247)

الطواف 2012-06-11 10:29 PM

الصحابي الجليل عبادة بن الصامت
 
[CENTER][SIZE=5][COLOR=navy]:بس:[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=navy]:سل:[/COLOR][/SIZE]
[B][FONT=arial][SIZE=5][COLOR=navy]عبادة بن الصامت نقيب في حزب الله

هو عبادة بن الصامت بن قيس الأنصاري الخزرجي من أوائل من أسلم بالمدينة

المنورة وبايع الرسـول صلى اللـه عليه وسلم بيعتي العقبة الأولى والثانيـة ،

وهو من ضمن الاثنى عشر نقيبا الذين قاموا بنشر الإسلام بين الأوس و الخزرج

وهو واحد من الأنصار الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" لو أن الأنصار سلكوا واديا أو شعبا ، لسلكت وادي الأنصار وشعبهم ، ولولا

الهجرة لكنت من أمراء الأنصار "

وفيما بعد والمشاهد تتوالى ، ومواقف التضحية والبذل والفداء تتابع ، كان

عبادة رضي الله عنه هناك لم يتخلف عن مشهد ولم يبخل بتضحية.

ومنذ اختار الله ورسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقوم على أفضل وجه بتبعات هذا الاختيار ..

كل ولائه لله ، وكل طاعته لله ، وكلا علاقته بأقربائه و بحلفائه وبأعدائه

إنما يشكلها إيمانه ويشكلها السلوك الذي يفرضه هذا الإيمان.

بني قينقاع

كانت عائلة عبادة رضي الله عنه مرتبطة بحلف قديم مع يهود بني قينقاع

بالمدينة ، ومنذ هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة ،

ويهودها يتظاهرون بمسالمته ، حتى كانت الأيام التي تعقب غزوة بدر

وتسبق غزوة أحد ، فشرع يهود المدينة يتنمرون.

وافتعلت إحدى قبائل بنو قينقاع أسبابا للفتنة وللشغب على المسلمين ،

ولا يكد عبادة رضي الله عنه يرى موقفهم هذا ، حتى ينبذ إلى عهدهم

ويفسخ حلفهم قائلا : ( انما أتولى الله ، ورسوله ، والمؤمنين )

فيتنزل القرآن محييا موقفه وولاءه ، قائلا في آياته :

(( ومن يتولى الله ورسوله * والذين آمنوا * فان حزب الله هم الغالبون ))

لقد أعلنت الآية الكريمة قيام حزب الله ، وحزب الله ، هم أولئك المؤمنون

الذين ينهضون حول رسول الله صلى الله عليه وسلم حاملين راية الهدى

والحق ، والذين يشكلون امتدادا مباركا لصفوف المؤمنين الذين سبقوهم

عبر التاريخ حول أنبيائهم ورسلهم ، مبلغين في أزمانهم وأعصارهم كلمة الله الحي القيوم.

ولن يقتصر حزب الله على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، بل سيمتد

عبر الأجيال الوافدة ، والأزمنة المقبلة حتى يرث الله الأرض ومن عليها ،

ضاما الى صفوفه كل مؤمن بالله وبرسوله.

وهكذا فان الرجل الذي نزلت هذه الآية الكريمة تحيي موقفه وتشيد بولائه

وإيمانه ، لن يظل مجرد نقيب الأنصار في المدينة ، بل سيصير نقيبا من نقباء

الدين الذي ستزوى له أقطار الأرض جميعا.

و لقد أصبح عبادة بن الصامت رضي الله عنه نقيب عشيرته من الخزرج ،

رائدا من رواد الإسلام ، وإمام من أئمة المسلمين يخفق اسمه كالراية في معظم أقطار الأرض .

فضله

كان له شرف الجهاد في بدر الكبرى و ما تلاها من غزوات ، و استعمله

الرسول صلى الله عليه وسلم على بعض الصدقات وقال له :

" اتقِ الله يا أبا الوليد اتقِ لا تأتي يوم القيامة ببعير تحمله له رغاء ،

أو بقرة لها خوار ، أو شاة لها ثواج "

فقال رضي الله عنه : ( يا رسـول اللـه إن ذلك كذلك ؟ )

قال صلى الله عليه وسلم :

" إي والذي نفسي بيده إن ذلك لكذلك إلا مَن رحِم الله عز وجل "

فزلزل زلزالا ، وأقسم بالله ألا يكون أميرا على أثنين أبدا ، وقال رضي الله عنه :

( فوالذي بعثك بالحق لا اعمل على اثنين أبدا ) ولقد بر بقسمه.

القرآن

كان عبادة رضي الله عنه ممن جمع القرآن في زمن رسول الله صلى الله

عليه وسلم ، وكان يُعلم أهل الصفة القرآن الكريم ، وفي عهد أبوبكر

الصديق رضي الله عنه كان أحد الذين شاركوا في جمع القرآن الكريم ،

وفي خلافة أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه، لم يستطع الفاروق رضي

الله عنه أن يحمله على قبول منصب ما ، إلا تعليم الناس وتفقيههم في الدين.

وهذا هو العمل الوحيد الذي آثره عبادة رضي الله عنه ، مبتعدا بنفسه

عن الأعمال الأخرى ، المحفوفة بالزهو وبالسلطان وبالثراء ، والمحفوفة

أيضا بالأخطار التي يخشاها على مصيره ودينه .

ولما فتح المسلمون الشام أرسله عمر بن الخطاب وأرسل معه معاذ بن

جبل وأبا الدرداء رضي الله عنهم ليعلموا الناس القرآن بالشام ويفقهوهم

بالدين ، وأقام عبادة رضي الله عنه بحمص وأبو الدرداء رضي الله عنه

بدمشق ومعاذ رضي الله عنه بفلسطين ، ومات معاذ رضي الله عنه عام

طاعون عمواس ، وصار عبادة رضي الله عنه إلى فلسطين ، وكان عبادة

رضي الله عنه أول من ولي قضاء فلسطين .

موقفه من معاوية

كان عبادة بن الصامت رضي الله عنه وهو ثاو في الشام يرنو ببصره الى

ما وراء الحدود ، إلى المدينة المنورة عاصمة السلام ودار الخلافة، فيرى

فيها عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجل لم يخلق من طرازه سواه.

ثم يرتد بصره الى حيث يقيم ، في فلسطين ، فيرى معاوية بن أبي سفيان

رضي الله عنه ، رجل يحب الدنيا ، ويعشق السلطان.

وعبادة رضي الله عنه من الرعيل الأول الذي عاش خير حياته وأعظمها

وأثراها مع الرسول صلى الله عليه وسلم ..

الرعيل الذي صهره النضال وصقلته التضحية، وعانق الإسلام رغبا لا رهبا وباع نفسه وماله لله ...

عبادة رضي الله عنه من الرعيل الذي رباه محمد صلى الله عليه وسلم

بيديه ، وأفرغ عليه من روحه ونوره وعظمته ..

وإذا كان هناك من الأحياء مثل أعلى للحاكم يملأ نفس عبادة رضي الله عنه

روعة ، وقلبه ثقة ، فهو ذلك الرجل الشاهق الرابض هناك في المدينة..

عمر بن الخطاب رضي الله عنه ..

فإذا مضى يقيس تصرفات معاوية بهذا المقياس ، فستكون الشقة بين الاثنين واسعة ، وسيكون الصراع محتوما ، وقد كان .

يقول عبادة رضي الله عنه :

( بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ألا نخاف في الله لومة لائم )

وعبادة رضي الله عنه خير من يفي بالبيعة ، وإذن فهو لن يخشى معاوية

رضي الله عنه بكل سلطانه ، وسيقف بالمرصاد لكل أخطائه.

ولقد شهد أهل فلسطين يومئذ عجبا ، وترامت أنباء المعارضة الجسورة

التي يشنها عبادة على معاوية رضي الله عنهما إلى أقطار كثيرة من بلاد الإسلام فكانت قدوة ونبراسا.

وعلى الرغم من الحلم الواسع الرحيب الذي اشتهر به معاوية رضي الله عنه

فقد ضاق صدره بمواقف عبادة رضي الله عنه ، ورأى فيها تهديدا مباشرا لهيبة سلطانه.

ورأى عبادة رضي الله عنه من جانبه أن مسافة الخلف بينه وبين معاوية

رضي الله عنه تزداد وتتسع ، فقال لمعاوية رضي الله عنه :

( والله لا أساكنك أرضا واحدة أبدا ) وغادر فلسطين إلى المدينة.

كان أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه ، عظيم الفطنة ، بعيد النظر ، وكان

حريصا على ألا يدع أمثال معاوية رضي الله عنه من الولاة الذين يعتمدون

على ذكائهم ويستعملونه بغير حساب دون أن يحيطهم بنفر من الصحابة

الورعين الزاهدين والنصحاء المخلصين ، كي يكبحوا جماح الطموح والرغبة

لدى أولئك الولاة ، وكي يكونوا لهم وللناس تذكرة دائمة بأيام الرسول صلى الله عليه وسلم وعهده .

من أجل هذا لم يكد أمير المؤمنين يبصر عبادة بن الصامت رضي الله عنهما

وقد عاد الى المدينة حتى ساله :

( ما الذي جاء بك يا عبادة )

ولما قص عليه ما كان بينه وبين معاوية قال له عمر رضي الله عنه :

( ارجع الى مكانك ، فقبح الله أرضا ليس فيها مثلك )

ثم أرسل عمر الى معاوية رضي الله عنهما كتابا يقول فيه :

( لا إمرة لك على عبادة )

أجل ان عبادة أمير نفسه...

وحين يكرم عمر الفاروق رضي الله عنه رجلا مثل هذا التكريم ، فانه يكون عظيما..

وقد كان عبادة رضي الله عنه عظيما في إيمانه، وفي استقامة ضميره وحياته...

الهدية

أهديت لعبادة بن الصامت رضي الله عنه هدية ، وإن معه في الدار اثني عشر

أهل بيت ،فقال عبادة رضي الله عنه :

( اذهبوا بهذه إلى آل فلان فهم أحوج إليها منا )

فما زالوا كلما جائت إلى أهلِ بيت يقولون :

( اذهبوا إلى آل فلان ، هم أحوج إليه منا )

حتى رجعت الهدية إليه قبل الصبح .

بطولته

أما بطولته العسكرية فقد تجلت في مواطن كثيرة ، فعندما طلب عمرو بن

العاص رضي الله عنه مددا من الخليفة لاتمام فتح مصر أرسل اليه أربعة

آلاف رجل على رأس كل منهم قائد حكيم وصفهم الخليفة رضي الله عنه قائلا :

( اني أمددتك بأربعة آلاف رجل على كل ألف رجل منهم رجل بألف رجل )

وكان عبادة بن الصامت رضي الله عنه واحدا من هؤلاء الأربعة الأبطال .

بطولته في فتح مصر

لقد تجلت مهارته كذلك في مفاوضاته للمقوقس حاكم مصر ، ولم يتزحزح عن

شروطه التي عرضها عليه بالاسلام أو الجزية أو القتال ، فحاول المقوقس

أن يطلب من الوفد المفاوض أن يختاروا واحدا غيره فلم يرضوا بغيره بديلا واستؤنف القتال .

وتم فتح مصر وكان فتح الاسكندرية على يديه اذ أنها عاصمة مصر آنذاك

بطولته في فتح قبرص

عندما توجهت جيوش المسلمين بحرا لفتح جزيرة قبرص عام ( 28هجري \ 648م )

كان عبادة بن الصامت و زوجته أم حرام بنت ملحان رضي الله عنهما من بينهم

وتحقق للمسلمين النصر وظفر عدد غير قليل من المسلمين بالشهادة ومن بينهم

أم حرام رضي الله عنها التي استشهدت فور نزولها على البر فدفنت في الجزيرة .

ولايزال قبرها حتى الآن يعرف بقبر المرأة الصالحة .

وفاته

لما حضرت عبادة رضي الله عنه الوفاة قال :

( أخرجوا فراشي إلى الصحن -أي الدار- )

ثم قال رضي الله عنه :

( اجمعوا لي موالي وخدمي وجيراني ، ومن كان يدخل علي )

فجمعوا له ، فقال رضي الله عنه :

( إن يومي هذا لا أراه إلا آخر يوم يأتي علي من الدنيا ، وأول ليلة من

الآخرة ، وإني لا أدري لعله قد فرط مني إليكم بيدي أو بلساني

شيء ، وهو والذي نفس عبادة بيده القصاص يوم القيامة ، وإحرج على

أحد منكم في نفسه شيء من ذلك إلا اقتص مني قبل أن تخرج نفسي )

فقالوا : ( بل كنت مؤدبا )

قال رضي الله عنه : ( اللهم اشهد )

ثم قال رضي الله عنه :

( أما لا فاحفظوا وصيتي :

أحرج على انسانٍ منكم يبكي علي ، فإذا خرجت نفسي فتوضؤوا وأحسنوا

الوضوء ، ثم ليدخل كل انسان منكم المسجد فيصلي ثم يستغفر لعبادة ولنفسه ،

فإن الله تبارك وتعالى قال :

(( واستعينوا بالصبرِ والصلاة ))

ثم أسرعوا بي إلى حفرتي ، ولا تتبعني نارا ، ولا تضعوا تحتي أرجوانا )

و توفي عبادة رضي الله عنه، وكان ذلك في العام الرابع والثلاثين أو خمس

وأربعين من الهجرة ..في فلسطين بمدينة الرملة ، تاركا في الحياة عبيره وشذاه .
[/COLOR][/SIZE][/FONT][/B][/CENTER]


الساعة الآن »05:55 AM.

Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2024 Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة - فقط - لأهل السنة والجماعة