أنصار السنة

أنصار السنة (https://www.ansarsunna.com/vb/index.php)
-   الإعجاز فى القرآن والسنة (https://www.ansarsunna.com/vb/forumdisplay.php?f=55)
-   -   ذكر أم أنثى / إعداد: د. أحمد محمد زين المنّاوي (https://www.ansarsunna.com/vb/showthread.php?t=115761)

Nabil 2023-06-17 03:29 PM

ذكر أم أنثى / إعداد: د. أحمد محمد زين المنّاوي
 
[B][FONT="Arial"][SIZE="6"][CENTER][COLOR="Navy"]ذكر أم أنثى

إعداد: الدكتور أحمد محمد زين المنّاوي[/COLOR][/CENTER]


[RIGHT][COLOR="DarkSlateBlue"]تستطيع أن تخدع بعض الناس كل الوقت..تستطيع أن تخدع كل الناس بعض الوقت..
ولكن لا تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت..
هذا ما ينطبق على المعجزة الوحيدة الخالدة أبد الدهر في تاريخ البشرية..
فأن تظل المعجزة معجزة عبر العصور كافة.. فهذا هو الإعجاز الحقيقي..
أن تظل المعجزة معجزة في كل مكان على وجه الأرض.. فهذا هو الإعجاز الحقيقي..
أن تظل المعجزة تعجز كل الناس.. جاهلهم وعالمهم.. فهذا هو الإعجاز الحقيقي..
لم تعرف البشرية معجزة ينطبق عليها كل ما سبق غير القرآن الكريم..
ما بعث الله من رسول إلا وأيَّده بالمُعجزات التي تكون دليلًا على صدق رسالته، وتنتهي في زمانها ومكانها، وهي بذلك حُجَّة على من شهدها ورآها. لقد كانت العصا أبرز مُعجزات موسى -عليه السلام-، وإبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى بإذن الله أبرز مُعجزات عيسى -عليه السلام-.
ولكن أين عصا موسى الآن؟ هل يستطيع اليهود أن يقدموا لنا اليوم هذه العصا؟ هل نستطيع أن نرى هذه العصا وهي تتحوّل إلى ثعبان؟ هل نستطيع أن نراها وهي تفلق البحر نصفين؟ هل يستطيعون أن يقدّموا لنا هذه المعجزة اليوم حتى نراها؟ بكل تأكيد لن يستطيعوا ذلك لأن تلك المعجزة زالت في زمانها ومكانها ولم يبق إلا خبرها.
وأين معجزات المسيح عيسى -عليه السلام-؟ فهل يستطيع النصارى أن يقدّموا للناس المسيح عيسى -عليه السلام- وهو يبرئ الأكمه والأبرص، ويحيي الموتى بإذن الله؟ بكل تأكيد لن يستطيعوا ذلك!! لأن تلك المعجزات ليس لها وجود إلا من خلال الخبر والرواية، وهذا الخبر وتلك الرواية من السهل جدًّا التشكيك فيهما اليوم. ولولا أن القرآن وثّق لتلك المعجزات، وشهد بها لما تمكّن النصارى من أن يقدّموا للناس سندًا مضبوطًا صحيحًا يقنع العقل المحايد الذي يبحث عن حقيقة تلك المعجزات.
إن بيّنات الرسل السابقين ومعجزاتهم الحسّية زالت بزوال الرسل أنفسهم ولم يبق إلا خبرها، لأنّ رسالاتهم كانت مؤقّتة وخاصة بأقوامهم فقط ولم تكن عالمية. ولما كانت رسالة نبيّنا محمد –صلى الله عليه وسلّم- رسالة خاتمة وللناس كافّة، أيّده الله عزّ وجلّ بمعجزة عقلية خالدة لإقناع الأجيال المتلاحقة. وكانت هذه المعجزة الخالدة هي القرآن الكريم الذي أودع الله عزّ وجلّ فيه من العلوم والمعارف ما سيحتاج إليه البشر إلى قيام الساعة، فكل جيل يأتي وينهل منه، كلٌّ في مجاله، فيستفرغوا جهدهم ويستنفدوا وسعهم، ويظل القرآن مفعمًا بعجائبه، وكأن لم يقف أحد على سر من أسراره.
وما من زاوية تنظرون منها إلى القرآن إلَّا ورأيتم منها وجهًا من هذه العجائب التي لا تنقضي، ومن هنا تتعدَّد أوجه الإعجاز في كتاب الله بتعدّد جوانب النظر فيه. وقد وصف القرآن في القرن السابع الميلادي وبأسلوب دقيق العديد من الحقائق العلمية المدهشة، التي لم يكتشفها العلماء إلا بعد قرون من الزمان وبعد تطوّر أجهزة البحث وأساليبه.
فتدبّروا على سبيل المثال هذه الآيات من سورة القيامة وهي تتحدث عن خَلْق الإنسان..

{ [COLOR="Green"]أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى[/COLOR] (37) [COLOR="green"]ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى[/COLOR] (38) [COLOR="green"]فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى[/COLOR] (39)

وهاتين الآيتين من سورة النجم..

{ [COLOR="green"]وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى[/COLOR] (45) [COLOR="green"]مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى[/COLOR] (46)}

تدبّروا جيِّدًا معنى هذه الآيات الكريمات وانتبهوا إلى أنها نزلت في القرن السابع الميلادي، حيث لم يكن للعلم التجريبي وجود يُذكر أو آلة تُعرف، ولم يكن بمقدور أي أحد من البشر معرفة كيف تُخلق الأجنة في بطون الأمهات!! لقد كان اكتشاف المراحل المتنوعة والمتتابعة التي يمر بها الجنين في رحم أمّه من المسائل العلمية الصعبة والمعقدة في تاريخ علم الأجنّة، ومرد تلك الصعوبة إلى الحجم المتناهي في الصغر للمراحل الأولى للجنين وخاصة في الأسابيع الأولى من الحمل، ولعدم تيسر مشاهدته أو فحصه داخل الرحم دون تقنية خاصة، ناهيك عن عدم الإدراك الصحيح لقرون طويلة قبل اكتشاف الميكروسكوب لدور كل من الذكر والأنثى في تكوين الجنين. إلا أن القرآن الكريم الذي نزل وانقضى وحيه في القرن السابع الميلادي يمثل أوّل مرجع يصف لنا الأطوار التي يمر بها الجنين داخل الرحم، ويقدّم لنا مسميات ومصطلحات علمية دقيقة تصف المظهر الخارجي، وأهم العمليات والأحداث الداخلية لكل مرحلة.
في اليوم الرابع عشر من بداية كل دورة شهرية للمرأة تحدث عملية الإباضة أو التبويض، أي خروج البويضة من المبيض، وتبقى في قناة فالوب لمدة ثلاثة أيام في انتظار حيوان منوي واحد فقط من الرجل لتخصيبها، وهذه البويضة تحمل كروموسومًا أو صبغيًّا يرمز إليه بالحرف (X). وبعد حصول لقاء بين الزوجين يقذف الرجل في مهبل المرأة ما بين 150 إلى 300 مليون حيوان منوي، يحمل نصفها كروموسومًا يرمز إليه بالحرف (Y)، بينما يحمل النصف الآخر كروموسومًا يرمز إليه بالحرف (X). وتبدأ هذه الحيوانات المنوية رحلتها داخل الجهاز التناسلي للمرأة، حيث تساعد إفرازات عنق الرحم هذه الحيوانات المنوية على الدخول إلى رحم المرأة باتجاه الأنابيب، ويموت الكثير منها خلال هذه الرحلة، وما تبقّى منها على قيد الحياة يصل إلى مفترق طرق، فيتوجّه بعضها نحو المبيض الأيمن، بينما يختار البعض الآخر المبيض الأيسر، ونظرًا إلى أن البويضة وفي الغالب توجد في واحد من المبيضين، فإن نصف الحيوانات المنوية يموت لاختياره المبيض الخالي من البويضة. وبعد وصول الحيوانات المنوية المتبقية للبويضة عن طريق قناة فالوب تبدأ مرحلة الهجوم والاقتحام، حيث تحتاج البويضة لحيوان واحد فقط لتخصيبها، وهو الذي يستطيع أن يخترق جدارها أوّلًا.
وبعد قرون من نزول القرآن الكريم، أثبت علم الأجنّة والكائنات الدقيقة أن نوع الجنين يعتمد على نوع الحيوان المنوي الذي يلقّح البويضة. فالبويضة تحمل كروموسوم (X)، أما الحيوانات المنوية فنصفها يحمل كروموسوم (Y) والنصف الآخر يحمل كروموسوم (X). فإذا لقّح البويضة حيوان منوي يحمل كروموسوم (Y) فإن الجنين يكون ذكرًا، أما إذا لقح البويضة حيوان منوي يحمل كروموسوم (X) فإن الجنين سيكون أنثى.
هذه الحقائق العلمية التي أشار إليها القرآن بشكل دقيق في زمن كان العالم كلّه يجهلها تمامًا، بل كان العلماء حتى قرون بعد ذلك يعتقدون بأن الجنين يتخلّق من دم المحيض، وأن جنس الجنين تحدده خلايا الأم، أو على الأقل تحدده خلايا الأب والأم مجتمعة، حيث ظل هذا الاعتقاد رائجًا حتى اختراع المجهر في القرن السابع عشر.
إن نوع الجنين سواء أكان ذكرًا أم أنثى يحدده نوع الحيوان المنوي الذي يلقح بويضة المرأة..
------------------------------
أهم المصادر:
أوّلًا: القرآن الكريم؛ مصحف المدينة المنوّرة برواية حفص عن عاصم.

ثانيًا: المصادر العامة:
الزنداني، عبد المجيد (2011)؛ علم الأجنة في ضوء القرآن والسنة؛ بيروت: المكتبة العصرية.
النابلسي، محمد راتب (2013)؛ موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة: آيات الله في الإنسان؛ عمّان: الفرسان للنشر والتوزيع.
النجار، زغلول راغب محمد (2008)؛ من آيات الإعجاز العلمي: خلق الإنسان في القرآن الكريم؛ بيروت: دار المعرفة.

بتصرف وتلخيص عن موقع طريق القرآن[/COLOR][/RIGHT][/SIZE][/FONT][/B]


الساعة الآن »09:53 PM.

Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2024 Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة - فقط - لأهل السنة والجماعة