أنصار السنة

أنصار السنة (https://www.ansarsunna.com/vb/index.php)
-   الإعجاز فى القرآن والسنة (https://www.ansarsunna.com/vb/forumdisplay.php?f=55)
-   -   اهتزازة الحياة / إعداد: د. أحمد مُحمَّد زين المنّاوي (https://www.ansarsunna.com/vb/showthread.php?t=115756)

Nabil 2023-06-13 11:15 AM

اهتزازة الحياة / إعداد: د. أحمد مُحمَّد زين المنّاوي
 
[B][FONT="Arial"][SIZE="6"][CENTER][COLOR="Navy"]اهتزازة الحياة

إعداد: الدكتور أحمد مُحمَّد زين المنّاوي [/COLOR][/CENTER]



[COLOR="DarkSlateBlue"][RIGHT]إن أكبر نعم اللَّه على خلقه هي تلك التي تنزل من السماء..
الوحي نزل من السماء، وجعل اللَّه منه حياة للقلوب الميتة..
المطر ينزل من السماء، ويجعل اللَّه منه حياة للأرض الميتة..
إن نزول المطر يصاحبه ظواهر عديدة على الأرض، منها ما يحصل لحبيبات التربة من اهتزاز وانتفاخ، هذه الظاهرة العلمية العجيبة لم يتوصل إليها العلم إلا في نهاية القرن التاسع عشر، وبعد تطور وسائل الرصد والتحليل المجهري.
ولكن المتأمّل في القرآن العظيم الذي نزل في زمان خلا من أبسط هذه الوسائل، التي يمكن أن ترشد إلى هذه الحقائق، يجد وصفًا دقيقًا لخشوع الأرض وهمودها واهتزازها ورُبوّها، أي انتفاخها.
فالأرض الهامدة هي التي لا نبات عليها، وكذلك الأرض الخاشعة أيضًا، ولذلك تجد أن علماء اللّغة والتفسير يرون معنًى واحدًا لخشوع الأرض وهمودها، وهو يبوس الأرض وجفافها، لانقطاع الماء عنها.
ولكنك إذا نظرت إلى السياق القرآني حيث وردت كل من الكلمتين، هامدة وخاشعة، تجد تمييزًا دقيقًا بينهما برغم أن المعنى واحد!
اهتزاز حبيبات التربة ونسيجها الداخلي وانتفاخها وربوها بعد نزول الماء عليها، حقيقة علمية ثابتة كان العالم كلّه يجهلها تمامًا حتى القرن التاسع عشر، لأن الاهتزاز على مستوى التربة وحبيباتها من الأمور الخفية غير المحسوسة التي لا يمكن رؤيتها بالعين المجرّدة، ولا يمكن التحقّق منها إلا من خلال المجهر وأجهزة الرصد المتطوّرة. فكيف أورد القرآن هذه الحقيقة بهذا الشكل الصريح:

{ [COLOR="Green"]وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ[/COLOR] }

إن لم يكن هذا القرآن كلام الله، فكيف صرّح لنا بهذه الحقيقة قبل 12 قرنًا من اكتشافها؟!
فالأرض تكون هامدة خاشعة ميتة بسبب غياب الماء عنها وسكون الكائنات الحية الدقيقة بداخلها، فينزل الماء على الأرض فتهتز وتتنفس وتربو ويزداد حجمها، وتخرج الكائنات الحية من سكونها ومكامنها، ثم يزداد النشاط الحيوي على ظهرها وتموج بالحياة. وهذا الاهتزاز يمكّن الماء من التغلغل بين صفائح التربة والفراغات بين حبيباتها، فتنتفخ الحبيبات ويزداد حجمها وتصبح مخازن للماء يستفيد منها النبات. إن تفاصيل هذه العلاقة بين اهتزاز حبيبات التربة ورَبْوها وإنبات الأرض لم يدركها الإنسان إلا بعد تقدّم علم التربة وتطور أدواته المعملية، حيث كانت أوّل ملاحظة لاهتزاز التربة في عام 1827م بوساطة عالم النبات روبرت براون. وقد أوجز الله سبحانه وتعالى كل ذلك في كلمتين فقط "اهتزت وربت"، ولولا الاهتزاز والربو ما حيت الأرض ولا أنبتت الزرع. هذا ما توصل إليه علماء التربة بعد قرون من نزول القرآن، وفي ذلك الدليل القاطع على أن هذا القرآن كلام الله خالق الأرض وقوانينها.

فماذا يريد المكذبون بهذا القرآن أكثر من ذلك حتى يعلموا أنه الحق؟!
فمن لم يؤمن باللَّه بالنقل عليه الإيمان به بالعقل..
وكيف لا يؤمن بعد هذا التدبُّر في آياته الكونيَّة الباهرة..
هذه الآيات التي لا يكفر بها إلا جاحد ولا ينكرها إلا مكابر..
لقد جاءت آيتا الأرض الهامدة والخاشعة دليلًا على قدرة اللَّه على إحياء الموتى..
فسبحانه القادر على إحياء الموتى كقدرته على إحياء الأرض بعد موتها..
فيا من تكذب بهذا القرآن العظيم.. كيف استطعت أن تكذبه؟!
هل تعرف عظمة لأي كتاب على وجه الأرض مثل عظمة هذا القرآن؟!
-----------------------------------------------------------------------
المصادر:
أوّلًا: القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).

ثانيًا: المصادر الأخرى:
• ابن كثير، أبي الفداء إسماعيل بن عمر (2012)، تفسير القرآن العظيم؛ بيروت: دار الكتب العلمية.
• القرطبي، أبو عبداللَّه مُحمَّد (1988)؛ الجامع لأحكام القرآن (تفسير القرطبي)؛ بيروت: دار الكتب العلميّة.
• أحمد، يوسف الحاج (2007)؛ موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة المطهرة؛ دمشق: مكتبة ابن حجر.
• الشربيني، محمود إبراهيم (2009)؛ الإعجاز العلمي للقرآن في مجال علوم الأرض؛ القاهرة: مكتبة مدبولي.
• النجار، زغلول راغب محمد (2010)؛ من آيات الإعجاز العلمي: الأرض في القرآن الكريم؛ بيروت: دار المعرفة.
• النابلسي، محمد راتب؛ التربة وما تحتويه من كائنات؛ اُسترجع بتاريخ 7 ديسمبر 2015، من موقع موسوعة النابلسي للعلوم.

بتصرف وتلخيص عن موقع طريق القرآن
[/RIGHT][/COLOR][/SIZE][/FONT][/B]


الساعة الآن »04:44 PM.

Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2024 Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة - فقط - لأهل السنة والجماعة