أنصار السنة

أنصار السنة (https://www.ansarsunna.com/vb/index.php)
-   رد الشبهات وكشف الشخصيات (https://www.ansarsunna.com/vb/forumdisplay.php?f=14)
-   -   رد شبهة عدم وجوب صيام شهر رمضان (https://www.ansarsunna.com/vb/showthread.php?t=115162)

ايوب نصر 2023-04-20 06:04 AM

رد شبهة عدم وجوب صيام شهر رمضان
 
[SIZE="5"]
إن الذي جرت به المقادير في السنوات الخالية والأيام الماضية، ألا أجعل شهر رمضان يمر، دون أن أكتب فيه شيئا، مما أفاء الله علي به، من فهم لكتابه وتدبر لآياته، وذلك أن القرآن لا تنتهي عجائبه ولا تنقضي أسراره، فمهما قرأت فيه وأمعنت النظر في كلماته وأطلت التأمل في أساليبه وطريقة بيانه، إلا وكشف لك عن أشياء لم تكن تبدو لك من قبل، وكيف لا وهو كلام الله وفيه علمه، وعلم الله مطلق.
ومن أشياء التي حبا بها الله أهل الإسلام عامة، وأهل السنة منهم خاصة، أنه كلما قامت لأحد حجة عليهم، إلا وكانت تلك الحجة لهم، وهذا ما أومن به، ولهذا كلما عرضت بالرد على شبهة، إلا حرصت جهدي أن تكون حججي في إبطالها هي نفسها الحجج التي تقوم بها تلك الشبهة.

وقد ذهب منكروا السنة في نقض عرى الإسلام وتحريف الكلم عن مواضعه كله مذهب، حتى أتى الأمر على الصيام، فأنكروا أن يكون فرضا على المسلمين صيام شهر رمضان، وأن الله جعل للمسلمين الخيرة من أمرهم، فمن شاء منهم يصم ومن شاء يطعم مسكينا، وحجتهم في ذلك قوله تعالى: ((وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ))البقرة 184.
وحتى نظهر للناس، من أولي الألباب، خطل رأي القوم في الآية، وفساد فهمهم لها، وأنى يكون لهم فهم صحيح ورأي حسن في آيات الله، وهم لولا الأنترنت ما عرفوا من الإسلام إلا الأذان، وحتى نبين ذلك فإنه حق علينا وضع الآية كلها لا جزء منها، وهي: ((أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)).
الآية ترخص للمريض والمسافر أن يفطروا، ويصوموا ما فاتهم، في السفر والمرض، من أيام أخر، وإذا كان الأمر على هذا النحو الذي يدعيه منكروا السنة، من أن صيام شهر رمضان اختاري، فلا فائدة من وراء الترخيص للمسافر والمريض أن يفطرا حتى أيام أخر، لأنه يشملهما الإختيار، بل إذا كان المقيم والذي ليس به مرض له الخيرة من الأمره، إن شاء صام وإن شاء أطعم مسكينا، فإن الحكم على المسافر والمريض يجب أن يكون أقل مشقة، بينما الآية توجب على المسافر والمريض الصوم رغم تأخير، وذلك أن قوله تعالى: ((فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ )) يفيد وجوب الصيام على المريض والمسافر رغم التأخير.
وإذا كان المسافر والمريض واجب عليهما قضاء أيام السفر والمرض، فما بالك بالذين يطيقونه؟؟
وإذا مددنا الكلام مع القوم على استقامته، فإن لازم قولهم يجعلهم بين خطتي خسف، فإما أن يطعنوا في القرآن ويدعوا وجود النشاز في أحكامه وفرائضه، فيكفرون، أو يتركوا قولهم ومذهبهم ويرجعوا للسنة، فيعترفوا بنسخ ذلك الجزء من الآية.
ويا للعجب من هؤلاء في إصرارهم على التشبت بهذا الجزء من الآية، في الوقت الذي ينكرون فيه عشرات الآيات الصريحة الدلالة والواضحة المعنى، في وجوب إتباع أقوال رسول الله، صلى الله عليه والسلم، والإمتثال لأوامره واجتناب نواهيه.
وأما الآن، وقد قضيت نحبي في بيان ما أفاء الله علي به في تدبر الآية 184 من سورة البقرة، ووفيت بوعدي الذي وعدتك إياه في أول المقال بأن تكون حجتي هي نفسها حجة القوم، فلا تثريب علي إن توسعت في نقاش القوم وزيادة أوجه الإحتجاج عليهم، وذلك أن تنوع أوجه الرد يزيد المسألة قوة وثباتا، كما تزيد كثرة الروايات وتعدد الطرق الحديث قوة.
يقول عز وجل في الأية 183 من سورة البقرة: ((يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام))، وكتب عليكم تعني فرض عليكم، فكيف يفرض الله علينا شيئا ثم يجعل فيه لنا الخيرة من غير أن يرتبط ذلك بسبب أو يعلق بعلة؟؟
يقول عز وجل في الأية 185 من سورة البقرة: (( من رأى منكم الشهر فليصمه)) واللام هنا لام الأمر، فكيف يأمرنا بشيء وفي الوقت نفسه يجعل فيه لنا الخيرة من أمرنا، نفعله أو لا نفعله؟؟ هل الله يعبث؟ سبحانه وتعالى عما تصفون.
كتبه: أيوب نصر الأربعاء 28 رمضان 1444 (19/04/2023)
[/SIZE]

سهيل حراتي 2023-04-21 04:02 AM

:ص:
جزاكم الله خيرا أخي الحبيب
:جز:

ايوب نصر 2023-04-25 09:18 PM

[QUOTE=سهيل حراتي;440144]:ص:
جزاكم الله خيرا أخي الحبيب
:جز:[/QUOTE]

وجزاكم بالمثل أخي الغالي سهيل


الساعة الآن »06:45 PM.

Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2024 Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة - فقط - لأهل السنة والجماعة