وجوب العمل بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وكفر من أنكرها
 

[CENTER][FONT=Simplified Arabic][SIZE=5]بسم الله الرحمن الرحيم[/SIZE][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5]هذا كتاب :[/SIZE][/FONT][/CENTER]
[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[CENTER][FONT=Simplified Arabic][SIZE=5][COLOR=red]وجوب العمل بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وكفر من أنكرها[/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]
[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[CENTER][FONT=Simplified Arabic][SIZE=5]لفضيلة الشيخ العلامة : عبد العزيز بن عبد الله بن باز[/SIZE][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5]رحمه الله تعالى[/SIZE][/FONT][/CENTER]
[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Simplified Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]

[CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=red][B]وجوب العمل بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وكفر من أنكرها[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا محمد المرسل رحمة للعالمين، وحجة على العباد أجمعين، وعلى آله وأصحابه الذين حملوا كتاب ربهم سبحانه، وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم إلى من بعدهم، بغاية الأمانة والإتقان، والحفظ التام للمعاني والألفاظ رضي الله عنهم وأرضاهم وجعلنا من أتباعهم بإحسان. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]أما بعد: فقد أجمع العلماء قديماً وحديثاً على أن الأصول المعتبرة في إثبات الأحكام، وبيان الحلال والحرام في كتاب الله العزيز، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ثم سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ثم إجماع علماء الأمة. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]واختلف العلماء في أصول أخرى أهمها القياس، وجمهور أهل العلم على أنه حجة إذا استوفى شروطه المعتبرة، والأدلة على هذه الأصول أكثر من أن تحصر وأشهر من أن تذكر: [/SIZE][/FONT]

[SIZE=5][FONT=Traditional Arabic]أما الأصل الأول: فهو كتاب الله العزيز، وقد دل كلام ربنا عز وجل في مواضع من كتابه على وجوب اتباع هذا الكتاب والتمسك به، والوقوف عند حدوده، قال تعالى: [B][COLOR=#ff0000]{اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ}[/COLOR][/B][/FONT][/SIZE][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8188#_ftn1"][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][1][/SIZE][/FONT][/URL][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]،[/SIZE][/FONT]
[RIGHT][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic][/FONT][/SIZE]
[SIZE=5][FONT=Traditional Arabic]قال تعالى: [B][COLOR=#ff0000]{وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}[/COLOR][/B][/FONT][/SIZE][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8188#_ftn2"][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][2][/SIZE][/FONT][/URL][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]، [/SIZE][/FONT][/RIGHT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[RIGHT][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic]وقال تعالى: [B][COLOR=#ff0000]{قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}[/COLOR][/B][/FONT][/SIZE][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8188#_ftn3"][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][3][/SIZE][/FONT][/URL][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]. [/SIZE][/FONT][/RIGHT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[RIGHT][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic]وقال تعالى: [B][COLOR=#ff0000]{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}[/COLOR][/B][/FONT][/SIZE][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8188#_ftn4"][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][4][/SIZE][/FONT][/URL][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] [/SIZE][/FONT]
[SIZE=5][FONT=Traditional Arabic]وقال تعالى: [B][COLOR=#ff0000]{وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ}[/COLOR][/B][/FONT][/SIZE][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8188#_ftn5"][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][5][/SIZE][/FONT][/URL][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] . [/SIZE][/FONT]
[SIZE=5][FONT=Traditional Arabic]وقال تعالى: [B][COLOR=#ff0000]{هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِه}[/COLOR][/B][/FONT][/SIZE][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8188#_ftn6"][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][6][/SIZE][/FONT][/URL][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5] [/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]والآيات في هذا المعنى كثيرة. [/SIZE][/FONT][/RIGHT]

وقد جاءت الأحاديث الصحاح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم آمرة بالتمسك بالقرآن والاعتصام به، دالة على أن من تمسك به كان على الهدى، ومن تركه كان على الضلال، ومن ذلك ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال في خطبته في حجة الوداع: [COLOR=#ff0000]((إني تارك فيكم ما لن تضلوا إن اعتصمتم به كتاب الله))[/COLOR] رواه مسلم في صحيحه، [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[RIGHT][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic]وفي صحيح مسلم أيضا عن زيد بن أرقم رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [COLOR=#ff0000]((إني تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله وتمسكوا به))[/COLOR] فحث على كتاب الله، ورغب فيه، ثم قال: [COLOR=#ff0000]((وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي))[/COLOR] وفي لفظ قال: في القرآن: [COLOR=#ff0000]((هو حبل الله من تسمك به كان على الهدى ومن تركه كان على الضلال)).[/COLOR][/FONT][/SIZE][/RIGHT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، وفي إجماع أهل العلم والإيمان من الصحابة ومن بعدهم على وجوب التمسك بكتاب الله والحكم به والتحاكم إليه، مع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما يكفي ويشفي عن الإطالة في ذكر الأدلة الواردة في هذا الشأن. [/SIZE][/FONT]

[RIGHT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]أما الأصل الثاني من الأصول الثلاثة المجمع عليها: فهو ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم من أهل العلم والإيمان، يؤمنون بهذا الأصل الأصيل، ويحتجون به ويعلمونه الأمة، وقد ألفوا في ذلك المؤلفات الكثيرة، وأوضحوا ذلك في كتب أصول الفقه والمصطلح، والأدلة على ذلك لا تحصى كثرة، فمن ذلك ما جاء في كتاب الله العزيز من الأمر باتباعه وطاعته، وذلك موجه إلى أهل عصره ومن بعدهم؛ لأنه رسول الله إلى الجميع، ولأنهم مأمورون باتباعه وطاعته، حتى تقوم الساعة، ولأنه عليه الصلاة والسلام هو المفسر لكتاب الله، والمبين لما أجمل فيه بأقواله وأفعاله وتقريره، ولولا السنة لم يعرف المسلمون عدد ركعات الصلوات وصفاتها وما يجب فيها، ولم يعرفوا تفصيل أحكام الصيام والزكاة، والحج والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولم يعرفوا تفاصيل أحكام المعاملات والمحرمات، وما أوجب الله بها من حدود وعقوبات. [/SIZE][/FONT][/RIGHT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[RIGHT][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic]ومما ورد في ذلك من الآيات قوله تعالى في سورة آل عمران: [B][COLOR=#ff0000]{وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}[/COLOR][/B][/FONT][/SIZE][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8188#_ftn7"][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][7][/SIZE][/FONT][/URL][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]، [/SIZE][/FONT][/RIGHT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[RIGHT][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic]وقوله تعالى في سورة النساء: [B][COLOR=#ff0000]{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}[/COLOR][/B][/FONT][/SIZE][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8188#_ftn8"][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][8][/SIZE][/FONT][/URL][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]، [/SIZE][/FONT][/RIGHT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[RIGHT][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic]وقال تعالى في سورة النساء أيضا: [B][COLOR=#ff0000]{مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا}[/COLOR][/B][/FONT][/SIZE][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8188#_ftn9"][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][9][/SIZE][/FONT][/URL][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]، [/SIZE][/FONT][/RIGHT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[RIGHT][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic]وكيف تمكن طاعته ورد ما تنازع فيه الناس إلى كتاب الله وسنة رسوله، إذا كانت سنته لا يحتج بها، أو كانت كلها غير محفوظة، وعلى هذا القول يكون الله قد أحال عباده إلى شيء لا وجود له، وهذا من أبطل الباطل، ومن أعظم الكفر بالله وسوء الظن به، وقال عز وجل في سورة النحل: [B][COLOR=#ff0000]{وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}[/COLOR][/B][/FONT][/SIZE][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8188#_ftn10"][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][10][/SIZE][/FONT][/URL][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]، [/SIZE][/FONT][/RIGHT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[RIGHT][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic]وقال فيها أيضا: [B][COLOR=#ff0000]{وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلا لِتُبَيِّنَ لهم الذي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}[/COLOR][/B][/FONT][/SIZE][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8188#_ftn11"][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][11][/SIZE][/FONT][/URL][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]، [/SIZE][/FONT][/RIGHT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[RIGHT][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic]فكيف يكل الله سبحانه إلى رسوله صلى الله عليه وسلم تبيين المنزل إليهم، وسنته لا وجود لها أو لا حجة فيها، ومثل ذلك قوله تعالى في سورة النور: [B][COLOR=#ff0000]{قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلا الْبَلاغُ الْمُبِينُ}[/COLOR][/B][/FONT][/SIZE][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8188#_ftn12"][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][12][/SIZE][/FONT][/URL][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]، [/SIZE][/FONT][/RIGHT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[RIGHT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT][/RIGHT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT][RIGHT]وقال تعالى في السورة نفسها: [B][COLOR=#ff0000]{وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}[/COLOR][/B][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8188#_ftn13"][13][/URL].[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[/RIGHT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[SIZE=5][FONT=Traditional Arabic]وقال في سورة الأعراف: [B][COLOR=#ff0000]{قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}[/COLOR][/B][/FONT][/SIZE][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8188#_ftn14"][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][14][/SIZE][/FONT][/URL]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[RIGHT][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic]وفي هذه الآيات الدلالة الواضحة على أن الهداية والرحمة في اتباعه عليه الصلاة والسلام، وكيف يمكن ذلك مع عدم العمل بسنته، أو القول بأنه لا صحة لها، أو لا يعتمد عليها، وقال عز وجل في سورة النور: [B][COLOR=#ff0000]{فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيْم}[/COLOR][/B][/FONT][/SIZE][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8188#_ftn15"][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][15][/SIZE][/FONT][/URL][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]، [/SIZE][/FONT][/RIGHT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[RIGHT][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic]وقال في سورة الحشر: [B][COLOR=#ff0000]{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}[/COLOR][/B][/FONT][/SIZE][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8188#_ftn16"][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][16][/SIZE][/FONT][/URL][/RIGHT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[RIGHT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]والآيات في هذا المعنى كثيرة، وكلها تدل على وجوب طاعته عليه الصلاة والسلام، واتباع ما جاء به، كما سبقت الأدلة على وجوب اتباع كتاب الله، والتمسك به وطاعة أوامره ونواهيه، وهما أصلان متلازمان، من جحد واحداً منهما فقد جحد الآخر وكذب به، وذلك كفر وضلال، وخروج عن دائرة الإسلام بإجماع أهل العلم والإيمان.[/SIZE][/FONT][/RIGHT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وقد تواترت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجوب طاعته، واتباع ما جاء به، وتحريم معصيته، وذلك في حق من كان في عصره، وفي حق من يأتي بعده إلى يوم القيامة، ومن ذلك ما ثبت عنه في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [COLOR=#ff0000]((من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله))[/COLOR]، وفي صحيح البخاري عنه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [COLOR=#ff0000]((كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى))[/COLOR] قيل يا رسول الله ومن يأبى؟ قال [COLOR=#ff0000]((من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى))[/COLOR]، وخرج أحمد وأبو داود والحاكم بإسناد صحيح عن المقدام بن معدي كرب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: [COLOR=#ff0000]((ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه))[/COLOR] [/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وخرج أبو داود وابن ماجة بسند صحيح: عن ابن أبي رافع عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [COLOR=#ff0000]((لا ألفين أحدكم متكئاً على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول لا ندري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه))[/COLOR]. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[RIGHT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وعن الحسن بن جابر قال: سمعت المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه يقول: حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر أشياء ثم قال [COLOR=#ff0000]((يوشك أحدكم أن يكذبني وهو متكئ يحدث بحديثي فيقول بيننا وبينكم كتاب الله فما وجدنا فيه من حلال استحللناه وما وجدنا فيه من حرام حرمناه ألا إن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله))[/COLOR] أخرجه الحاكم والترمذي وابن ماجة بإسناد صحيح. [/SIZE][/FONT][/RIGHT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[RIGHT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وقد تواترت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه كان يوصي أصحابه في خطبته، أن يبلغ شاهدهم غائبهم، ويقول لهم: [COLOR=#ff0000]((رب مبلغ أوعى من سامع))[/COLOR]، ومن ذلك ما في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم لما خطب الناس في حجة الوداع في يوم عرفة وفي يوم النحر قال لهم: [COLOR=#ff0000]((فليبلغ الشاهد الغائب فرب من يبلغه أوعى له ممن سمعه))[/COLOR] [/SIZE][/FONT][/RIGHT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[RIGHT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]فلولا أن سنته حجة على من سمعها وعلى من بلغته، ولولا أنها باقية إلى يوم القيامة، لم يأمرهم بتبليغها، فعلم بذلك أن الحجة بالسنة قائمة على من سمعها من فيه عليه الصلاة والسلام وعلى من نقلت إليه بالأسانيد الصحيحة. [/SIZE][/FONT][/RIGHT]

[SIZE=5][FONT=Traditional Arabic]وقد حفظ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سنته عليه الصلاة والسلام القولية والفعلية، وبلغوها من بعدهم من التابعين، ثم بلغها التابعون من بعدهم، وهكذا نقلها العلماء الثقات جيلاً بعد جيل، وقرناً بعد قرن، وجمعوها في كتبهم، وأوضحوا صحيحها من سقيمها، ووضعوا لمعرفة ذلك قوانين وضوابط معلومة بينهم، يعلم بها صحيح السنة من ضعيفها، وقد تداول أهل العلم كتب السنة من الصحيحين وغيرهما، وحفظوها حفظاً تاماً، كما حفظ الله كتابه العزيز من عبث العابثين، وإلحاد الملحدين، وتحريف المبطلين، تحقيقاً لما دل عليه قوله سبحانه: [B][COLOR=#ff0000]{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}[/COLOR][/B][/FONT][/SIZE][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8188#_ftn17"][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][17][/SIZE][/FONT][/URL][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]، [/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]ولا شك أن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحي منزل، فقد حفظها الله كما حفظ كتابه، وقيض الله لها علماء نقادا، ينفون عنها تحريف المبطلين، وتأويل الجاهلين، ويذبون عنها كل ما ألصقه بها الجاهلون والكذابون والملحدون؛ لأن الله سبحانه جعلها تفسيرا لكتابه الكريم، وبيانا لما أجمل فيه من الأحكام، وضمنها أحكاما أخرى، لم ينص عليها الكتاب العزيز، كتفصيل أحكام الرضاع، وبعض أحكام المواريث، وتحريم الجمع بين المرأة وعمتها، وبين المرأة وخالتها، إلى غير ذلك من الأحكام التي جاءت بها السنة الصحيحة ولم تذكر في كتاب الله العزيز. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[RIGHT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=red]ذكر بعض ما ورد من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من أهل العلم في تعظيم السنة، ووجوب العمل بها.. [/COLOR][/SIZE][/FONT][/RIGHT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وارتد من ارتد من العرب، قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، فقال له عمر رضي الله عنه: كيف تقاتلهم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: [COLOR=#ff0000]((أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإن قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها))[/COLOR]؟ [/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]فقال أبو بكر الصديق : [COLOR=#ff0000](أليست الزكاة من حقها؟ والله لو منعوني عناقاً كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها) [/COLOR]فقال عمر رضي الله عنه: فما هو إلا أن عرفت أن الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق وقد تابعه الصحابة رضي الله عنهم على ذلك، فقاتلوا أهل الردة حتى ردوهم إلى الإسلام، وقتلوا من أصر على ردته، وفي هذه القصة أوضح دليل على تعظيم السنة، ووجوب العمل بها. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وجاءت الجدة إلى الصديق رضي الله عنه تسأله عن ميراثها، فقال لها: ليس لك في كتاب الله شيء، ولا أعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى لك بشيء، وسأسأل الناس. ثم سأل رضي الله عنه الصحابة: فشهد عنده بعضهم بأن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى الجدة السدس، فقضى لها بذلك، وكان عمر رضي الله عنه يوصي عماله أن يقضوا بين الناس بكتاب الله، فإن لم يجدوا القضية في كتاب الله، فبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولما أشكل عليه حكم إملاص المرأة، وهو إسقاطها جنيناً ميتاً، بسبب تعدي أحد عليها، سأل الصحابة رضي الله عنهم عن ذلك، فشهد عنده محمد بن مسلمة والمغيرة بن شعبة رضي الله عنهما: بأن النبي صلى الله عليه وسلم قضى في ذلك بغرة عبد أو أمة. فقضى بذلك رضي الله عنه. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[RIGHT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]ولما أشكل على عثمان رضي الله عنه حكم اعتداد المرأة في بيتها بعد وفاة زوجها، وأخبرته فريعة بنت مالك بن سنان أخت أبي سعيد رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرها بعد وفاة زوجها: أن تمكث في بيته حتى يبلغ الكتاب أجله. قضى بذلك رضي الله عنه، وهكذا قضى بالسنة في إقامة حد الشرب على الوليد بن عقبة. [/SIZE][/FONT][/RIGHT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]ولما بلغ علياً رضي الله عنه أن عثمان رضي الله عنه ينهى عن متعة الحج أهلَّ علي رضي الله عنه بالحج والعمرة جميعاً، وقال: [COLOR=#ff0000](لا أدع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لقول أحد من الناس)[/COLOR]. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]ولما احتج بعض الناس على ابن عباس رضي الله عنهما في متعة الحج، بقول أبي بكر وعمر رضي الله عنهما في تحبيذ إفراد الحج، قال ابن عباس : [COLOR=#ff0000](يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء!! أقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون: قال أبو بكر وعمر؟)[/COLOR]، فإذا كان من خالف السنة لقول أبي بكر وعمر تخشى عليه العقوبة فكيف بحال من خالفهما لقول من دونهما، أو لمجرد رأيه واجتهاده!. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]

[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT][RIGHT]ولما نازع بعض الناس عبد الله بن عمر رضي الله عنهما في بعض السنة، قال له عبد الله : [COLOR=#ff0000](هل نحن مأمورون باتباع عمر أو باتباع السنة؟)[/COLOR] ولما قال رجل لعمران بن حصين رضي الله عنهما: حدثنا عن كتاب الله. وهو يحدثهم عن السنة، غضب رضي الله عنه وقال: [COLOR=#ff0000](إن السنة هي تفسير كتاب ال[/COLOR]له[COLOR=#ff0000])[/COLOR]، ولولا السنة لم نعرف أن الظهر أربع، والمغرب ثلاث، والفجر ركعتان، ولم نعرف تفصيل أحكام الزكاة إلى غير ذلك، مما جاءت به السنة من تفصيل الأحكام، والآثار عن الصحابة رضي الله عنهم في تعظيم السنة ووجوب العمل بها، والتحذير من مخالفتها كثيرة جداً. ومن ذلك أيضا أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما لما حدث بقوله صلى الله عليه وسلم: [COLOR=#ff0000]((لا تمنعوا إماء الله مساجد الله))[/COLOR] قال بعض أبنائه: والله لنمنعهن. فغضب عليه عبد الله وسبه سباً شديداً، وقال: [COLOR=#ff0000](أقول قال رسول الله وتقول: والله لنمنعهن؟)[/COLOR]. [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]ولما رأى عبد الله بن المغفل المزني رضي الله عنه، وهو من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض أقاربه يخذف، نهاه عن ذلك وقال له: [COLOR=#ff0000](إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الخذف)[/COLOR]، وقال: [COLOR=#ff0000]((إنه لا يصيد صيداً ولا ينكأ عدواً، ولكنه يكسر السن ويفقأ العين))[/COLOR]. ثم رآه بعد ذلك يخذف فقال: [COLOR=#ff0000](والله لا كلمتك أبدا، أخبرك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن الخذف ثم تعود)[/COLOR]. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[/RIGHT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[SIZE=5][FONT=Traditional Arabic]وأخرج البيهقي عن أيوب السختياني التابعي الجليل، أنه قال: [COLOR=#ff0000](إذا حدثت الرجل بسنة فقال: دعنا من هذا وأنبئنا عن القرآن فاعلم أنه ضال)[/COLOR]. وقال الأوزاعي رحمه الله: [COLOR=#ff0000](السنة قاضية على الكتاب)[/COLOR]، أي تقيد ما أطلقه، أو بأحكام لم تذكر في الكتاب، كما في قول الله سبحانه: [COLOR=#ff0000][B]{وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}[/B][/COLOR][/FONT][/SIZE][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8188#_ftn18"][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][18][/SIZE][/FONT][/URL][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وسبق قوله صلى الله عليه وسلم: [COLOR=#ff0000]((ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه)) [/COLOR]وأخرج البيهقي عن عامر الشعبي رحمه الله أنه قال لبعض الناس: [COLOR=#ff0000](إنما هلكتم في حين تركتم الآثار)[/COLOR] يعني بذلك الأحاديث الصحيحة. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وأخرج البيهقي أيضًا عن الأوزاعي رحمه الله أنه قال لبعض أصحابه: [/SIZE][/FONT]
[RIGHT][SIZE=5][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#ff0000](إذا بلغك عن رسول الله حديث فإياك أن تقول بغيره، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مبلغاً عن الله تعالى)[/COLOR]، وأخرج البيهقي عن الإمام الجليل سفيان بن سعيد الثوري رحمه الله أنه قال: [COLOR=#ff0000](إنما العلم كله، العلم بالآثار)[/COLOR]، وقال مالك رحمه الله: [COLOR=#ff0000](ما منا إلا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر)[/COLOR] وأشار إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال أبو حنيفة رحمه الله: [COLOR=#ff0000](إذا جاء الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلى الرأس والعين)[/COLOR]. [/FONT][/SIZE][/RIGHT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وقال الشافعي رحمه الله: [COLOR=#ff0000](متى رويت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً صحيحاً فلم آخذ به، فأشهدكم أن عقلي قد ذهب)[/COLOR]. وقال أيضا رحمه الله: [COLOR=#ff0000](إذا قلت قولاً وجاء الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بخلافه، فاضربوا بقولي الحائط)[/COLOR].[/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[SIZE=5][FONT=Traditional Arabic]وقال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله لبعض أصحابه: [COLOR=#ff0000](لا تقلدني ولا تقلد مالكاً ولا الشافعي، وخذ من حيث أخذنا) [/COLOR]وقال أيضا رحمه الله:[COLOR=#ff0000] (عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، يذهبون إلى رأي سفيان، والله سبحانه يقول: [B]{فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}[/B][/COLOR][COLOR=#800080][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8188#_ftn19"][19][/URL][/COLOR][/FONT][/SIZE]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[RIGHT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]ثم قال:[COLOR=#ff0000] أتدري ما الفتنة؟ الفتنة: الشرك، لعله إذا رد بعض قوله عليه الصلاة والسلام، أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك)[/COLOR].[/SIZE][/FONT][/RIGHT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[SIZE=5][FONT=Traditional Arabic]وأخرج البيهقي عن مجاهد بن جبر التابعي الجليل أنه قال في قوله سبحانه: [B][COLOR=#ff0000]{فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ}[/COLOR][/B][/FONT][/SIZE][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8188#_ftn20"][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][20][/SIZE][/FONT][/URL]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[RIGHT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]قال: [COLOR=#ff0000](الرد إلى الله الرد إلى كتابه، والرد إلى الرسول الرد إلى السنة)[/COLOR]. [/SIZE][/FONT][/RIGHT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[SIZE=5][FONT=Traditional Arabic]وأخرج البيهقي عن الزهري رحمه الله أنه قال: [COLOR=#ff0000](كان من مضى من علمائنا يقولون: الاعتصام بالسنة نجاة)[/COLOR] وقال موفق الدين ابن قدامة رحمه الله في كتابه روضة الناظر، في بيان أصول الأحكام، ما نصه: [COLOR=#ff0000](والأصل الثاني من الأدلة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة، لدلالة المعجزة على صدقه، ولأمر الله بطاعته، وتحذيره من مخالفة أمره)[/COLOR] انتهى المقصود. وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسير قوله تعالى: [B][COLOR=#ff0000]{فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}[/COLOR][/B][/FONT][/SIZE][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8188#_ftn21"][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][21][/SIZE][/FONT][/URL]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[RIGHT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]أي: عن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو سبيله ومنهاجه وطريقته، وسنته وشريعته، فتوزن الأقوال والأعمال بأقواله وأعماله، فما وافق ذلك قبل، وما خالفه فهو مردود على قائله وفاعله كائنا من كان، كما ثبت في الصحيحين وغيرهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: [COLOR=#ff0000]((من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد))[/COLOR] أي: فليخش وليحذر من خالف شريعة الرسول باطنا وظاهرا، [COLOR=#ff0000][B]{أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ}[/B][/COLOR] أي: في قلوبهم من كفر أو نفاق أو بدعة، [B][COLOR=#ff0000]{أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [/COLOR][/B]أي: في الدنيا بقتل أو حد أو حبس أو نحو ذلك.[/SIZE][/FONT][/RIGHT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]كما روى الإمام أحمد حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن همام بن منبه، قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [COLOR=#ff0000]((مثلي ومثلكم كمثل رجل استوقد نارا فلما أضاءت ما حولها جعل الفراش وهذه الدواب اللائي يقعن في النار يقعن فيها وجعل يحجزهن ويغلبنه فيقتحمن فيها قال فذلك مثلي ومثلكم أنا آخذ بحجزكم عن النار هلم عن النار فتغلبوني وتقتحمون فيها))[/COLOR] أخرجاه من حديث عبد الرزاق. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وقال السيوطي رحمه الله في رسالته المسماة: (مفتاح الجنة في الاحتجاج بالسنة) ما نصه: [COLOR=#ff0000](اعلموا رحمكم الله أن من أنكر أن كون حديث النبي صلى الله عليه وسلم قولاً كان أو فعلاً بشرطه المعروف في الأصول حجة، كفر وخرج عن دائرة الإسلام، وحشر مع اليهود والنصارى، أو مع من شاء الله من فرق الكفرة)[/COLOR]انتهى المقصود. [/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[RIGHT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]والآثار عن الصحابة والتابعين ومن بعدهم من أهل العلم في تعظيم السنة، ووجوب العمل بها، والتحذير من مخالفتها كثيرة جداً، وأرجو أن يكون في ما ذكرنا من الآيات والأحاديث والآثار كفاية ومقنع لطالب الحق، ونسأل الله لنا ولجميع المسلمين التوفيق لما يرضيه، والسلامة من أسباب غضبه، وأن يهدينا جميعاً صراطه المستقيم إنه سميع قريب.[/SIZE][/FONT][/RIGHT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][/SIZE][/FONT]
[RIGHT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5]وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه.[/SIZE][/FONT][/RIGHT]

[RIGHT][SIZE=3]هوامش الكتاب :[/SIZE]
[SIZE=3][/SIZE][/RIGHT]
[SIZE=3][RIGHT]<HR align=right width="33%" SIZE=1>
[/SIZE][FONT=Simplified Arabic][FONT=Simplified Arabic][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8188#_ftnref1"][U][SIZE=3][COLOR=#800080][1][/COLOR][/SIZE][/U][/URL][COLOR=#808080][SIZE=3] الأعراف الآية 3.[/SIZE]

[/COLOR][/FONT][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8188#_ftnref2"][U][SIZE=3][COLOR=#800080][2][/COLOR][/SIZE][/U][/URL][COLOR=#808080][FONT=Simplified Arabic][SIZE=3] الأنعام الآية 155.[/SIZE]
[/FONT][/COLOR][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8188#_ftnref3"][U][SIZE=3][COLOR=#800080][3][/COLOR][/SIZE][/U][/URL][COLOR=#808080][FONT=Simplified Arabic][SIZE=3] المائدة الآيتان 15-16.[/SIZE]
[/FONT][/COLOR][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8188#_ftnref4"][U][SIZE=3][COLOR=#800080][4][/COLOR][/SIZE][/U][/URL][COLOR=#808080][FONT=Simplified Arabic][SIZE=3] فصلت الآيتان 41-42.[/SIZE]
[/FONT][/COLOR][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8188#_ftnref5"][U][SIZE=3][COLOR=#800080][5][/COLOR][/SIZE][/U][/URL][COLOR=#808080][FONT=Simplified Arabic][SIZE=3] الأنعام الآية 19.[/SIZE]
[/FONT][/COLOR][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8188#_ftnref6"][U][SIZE=3][COLOR=#800080][6][/COLOR][/SIZE][/U][/URL][COLOR=#808080][FONT=Simplified Arabic][SIZE=3] إبراهيم الآية 52.[/SIZE]
[/FONT][/COLOR][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8188#_ftnref7"][U][SIZE=3][COLOR=#800080][7][/COLOR][/SIZE][/U][/URL][COLOR=#808080][FONT=Simplified Arabic][SIZE=3] آل عمران الآية 132.[/SIZE]
[/FONT][/COLOR][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8188#_ftnref8"][U][SIZE=3][COLOR=#800080][8][/COLOR][/SIZE][/U][/URL][COLOR=#808080][FONT=Simplified Arabic][SIZE=3] النساء الآية 59.[/SIZE]
[/FONT][/COLOR][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8188#_ftnref9"][U][SIZE=3][COLOR=#800080][9][/COLOR][/SIZE][/U][/URL][COLOR=#808080][FONT=Simplified Arabic][SIZE=3] النساء الآية 80.[/SIZE]
[/FONT][/COLOR][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8188#_ftnref10"][U][SIZE=3][COLOR=#800080][10][/COLOR][/SIZE][/U][/URL][COLOR=#808080][FONT=Simplified Arabic][SIZE=3] النحل الآية 44.[/SIZE]
[/FONT][/COLOR][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8188#_ftnref11"][U][SIZE=3][COLOR=#800080][11][/COLOR][/SIZE][/U][/URL][COLOR=#808080][FONT=Simplified Arabic][SIZE=3] النحل الآية 64.[/SIZE]
[/FONT][/COLOR][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8188#_ftnref12"][U][SIZE=3][COLOR=#800080][12][/COLOR][/SIZE][/U][/URL][COLOR=#808080][FONT=Simplified Arabic][SIZE=3] النور الآية 54.[/SIZE]
[/FONT][/COLOR][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8188#_ftnref13"][U][SIZE=3][COLOR=#800080][13][/COLOR][/SIZE][/U][/URL][COLOR=#808080][FONT=Simplified Arabic][SIZE=3] النور الآية 56.[/SIZE]
[/FONT][/COLOR][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8188#_ftnref14"][U][SIZE=3][COLOR=#800080][14][/COLOR][/SIZE][/U][/URL][COLOR=#808080][FONT=Simplified Arabic][SIZE=3] الأعراف الآية 158.[/SIZE]
[/FONT][/COLOR][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8188#_ftnref15"][U][SIZE=3][COLOR=#800080][15][/COLOR][/SIZE][/U][/URL][COLOR=#808080][FONT=Simplified Arabic][SIZE=3] النور الآية 63.[/SIZE]
[/FONT][/COLOR][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8188#_ftnref16"][U][SIZE=3][COLOR=#800080][16][/COLOR][/SIZE][/U][/URL][COLOR=#808080][FONT=Simplified Arabic][SIZE=3] الحشر الآية 7.[/SIZE]
[/FONT][/COLOR][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8188#_ftnref17"][U][SIZE=3][COLOR=#800080][17][/COLOR][/SIZE][/U][/URL][COLOR=#808080][FONT=Simplified Arabic][SIZE=3] الحجر الآية 9.[/SIZE]
[/FONT][/COLOR][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8188#_ftnref18"][U][SIZE=3][COLOR=#800080][18][/COLOR][/SIZE][/U][/URL][COLOR=#808080][FONT=Simplified Arabic][SIZE=3] النحل الآية 44.[/SIZE]
[/FONT][/COLOR][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8188#_ftnref19"][U][SIZE=3][COLOR=#800080][19][/COLOR][/SIZE][/U][/URL][COLOR=#808080][FONT=Simplified Arabic][SIZE=3] النور الآية 63.[/SIZE]
[/FONT][/COLOR][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8188#_ftnref20"][U][SIZE=3][COLOR=#800080][20][/COLOR][/SIZE][/U][/URL][COLOR=#808080][FONT=Simplified Arabic][SIZE=3] النساء الآية 59.[/SIZE]
[/FONT][/COLOR][URL="http://www.binbaz.org.sa/mat/8188#_ftnref21"][U][SIZE=3][COLOR=#800080][21][/COLOR][/SIZE][/U][/URL][COLOR=#808080][FONT=Simplified Arabic][SIZE=3] النور الآية 63.[/SIZE][/FONT][/COLOR][/FONT][/RIGHT]