أنصار السنة

أنصار السنة (https://www.ansarsunna.com/vb/index.php)
-   السير والتاريخ وتراجم الأعلام (https://www.ansarsunna.com/vb/forumdisplay.php?f=69)
-   -   اه لو كنت معي ( في ذكرى وفاة الرافعي ) (https://www.ansarsunna.com/vb/showthread.php?t=116556)

ايوب نصر 2024-05-10 01:41 PM

اه لو كنت معي ( في ذكرى وفاة الرافعي )
 
[SIZE="6"]اه لو كنت معي ( في ذكرى وفاة الرافعي )
___________

" لئن لم يكن في موت الرافعي من اثر الا ان تكون فجيعتنا فيه فجيعة العربية و العروبة ، و فجيعة اللغة و الادب و الفن الاسلوبي الاسمى ، بل و فجيعة الاسلام ، لكفى بموته واعظا يعظنا ، و ذذكرى تساورنا عن تلك القرون الماضيات التي ارتحل فيها من امثاله اقلون امتازوا بم امتازوا به من انصقال الطبع و حمية الروح و صفاء القلب و نقاء النفس ."
هكذا قال اسماعيل مظهر و هو ينعي نابغة الادب و الحجة العرب ، الامام مصطفى صادق الرافعي _ رحمهما الله _ ، و قد صدق في قوله ، و ان لم يكن عندي من الثقات ، و لكن انتمائنا لاهل الحديث و هيامنا على منهجهم يفرض علينا قبول قول غير الثقات الذي ثبت عندنا صحته ، و رفض خبر الثقات الذي ظهر لنا غلطه و علته .

اني لازلت اذكر حين القيت الي كتب تهاجم الاسلام و تطعن في العربية و القران ، لاناقشها و ارد عليها ، فجلست في غرفتي وحيدا منعزلا ، كفارس في ساحة الوغى ، لا هو يستطيع الانتصار و لا هو يطيق الانكسار ، و اقبلت بنظري قبل صورة الرافعي ، و قلت في حيرة زائغة و روعة محرقة : اه لو كنت معي !!!! ،: و ساعتها ادركت صدق كلام الاستاذ اسماعيل مظهر .

قال لي حبيب يوما : " لم تفضل الرافعي على شاكر ، و تراث هذا اوسع مجالا من تراث الاخر " فقلت له : " اني كنت اجد اشياء في قلبي و لا اجد سبيلا الى التعبير عنها لما بي من عي و ضعف ، فلما وجدت الرافعي وجدته يعبر عن قلبي و ما يجول في خاطري و خلجات صدري "

انك يا صاحبي اذا قرات الرافعي ، و لم يذهل عقلك و يطش لكلامه فكرك ، فتقف عند جمله تتاملها و تعيدها في خاطرك مرات و مرات ، فلا تحسبن انك تفهم الرافعي و انما تقرأ له فقط ، فكثيرون هم من يقرؤون للرافعي و لا يفهمونه .

ان كتب الرافعي ، و كلامه ، تنتقل بك من ذهول الى ذهول، و من طيش الى طيش ، من روعة بيانه ، و جزالة الفاظه ، و ترتيب افكاره، و دقة معانيه ، و كيف ياتيك بفكرة في صفحة و لا يأتيك ببيانها الا بعد صفحات ، و تجده يذكر لك المبتدا ، ثم يدور بك في ضروب من الكلام قبل اي يذكر لك خبره ، و هذا الاسلوب لا يستطيع احد ان يسلكه الا اذا طاوعته اللغة و اسلمته ناصيتها و مكنته من نفسها ، فتأتي الفاظه معبرة عن معانيه و افكاره متناسقة معها ، و هذا هو الاسلوب نفسه الذي تجده عن فحول العلماء و كبار الادباء ، و من قرا لابن القيم و ابن العربي و اشبابههم يعرف قيمة اسلوب الرافعي ، و هنا يظهر لك صدق اسماعيل مظهر حين قال " لكفى بموته واعظا يعظنا ، و ذكرى تساورنا عن تلك القرون الماضيات التي ارتحل فيها من امثاله اقلون امتازوا بم امتازوا به من انصقال الطبع و حمية الروح و صفاء القلب و نقاء النفس ."

في مثل هذا اليوم قض ذلك الملجأ الذي كان يلجأ اليه المؤمنون حين تمد الزندقة عنقها و تطلق لسانها ، في مثل هذا اليوم انكسر ذلك السيف الذي كان يدفع عن الامة في مستنقعات الغواية و مأزق الضلال ، في مثل هذا اليوم انطفأ ذلك النور الذي كان يضيء لأنسال هذه الامة الطريق الى رفعتها و نضارتها الاولى ، في مثل هذا اليوم خمدت تلك النار التي احرقت بشررها كل متهوك متنطع اراد الذل و الهوان بالامة ، في مثل هذا اليوم رحل كاتب الاسلام الاكبر ، في مثل هذا اليوم مات الرافعي

كتبه : ايوب نصر ، الجمعة 4 رمضان 1440 (10/05/2019)


[/SIZE]

الرياض5 2024-05-11 09:59 AM

[QUOTE=ايوب نصر;442297][SIZE="6"]اه لو كنت معي ( في ذكرى وفاة الرافعي )
___________

" لئن لم يكن في موت الرافعي من اثر الا ان تكون فجيعتنا فيه فجيعة العربية و العروبة ، و فجيعة اللغة و الادب و الفن الاسلوبي الاسمى ، بل و فجيعة الاسلام ، لكفى بموته واعظا يعظنا ، و ذذكرى تساورنا عن تلك القرون الماضيات التي ارتحل فيها من امثاله اقلون امتازوا بم امتازوا به من انصقال الطبع و حمية الروح و صفاء القلب و نقاء النفس ."
هكذا قال اسماعيل مظهر و هو ينعي نابغة الادب و الحجة العرب ، الامام مصطفى صادق الرافعي _ رحمهما الله _ ، و قد صدق في قوله ، و ان لم يكن عندي من الثقات ، و لكن انتمائنا لاهل الحديث و هيامنا على منهجهم يفرض علينا قبول قول غير الثقات الذي ثبت عندنا صحته ، و رفض خبر الثقات الذي ظهر لنا غلطه و علته .

اني لازلت اذكر حين القيت الي كتب تهاجم الاسلام و تطعن في العربية و القران ، لاناقشها و ارد عليها ، فجلست في غرفتي وحيدا منعزلا ، كفارس في ساحة الوغى ، لا هو يستطيع الانتصار و لا هو يطيق الانكسار ، و اقبلت بنظري قبل صورة الرافعي ، و قلت في حيرة زائغة و روعة محرقة : اه لو كنت معي !!!! ،: و ساعتها ادركت صدق كلام الاستاذ اسماعيل مظهر .

قال لي حبيب يوما : " لم تفضل الرافعي على شاكر ، و تراث هذا اوسع مجالا من تراث الاخر " فقلت له : " اني كنت اجد اشياء في قلبي و لا اجد سبيلا الى التعبير عنها لما بي من عي و ضعف ، فلما وجدت الرافعي وجدته يعبر عن قلبي و ما يجول في خاطري و خلجات صدري "

انك يا صاحبي اذا قرات الرافعي ، و لم يذهل عقلك و يطش لكلامه فكرك ، فتقف عند جمله تتاملها و تعيدها في خاطرك مرات و مرات ، فلا تحسبن انك تفهم الرافعي و انما تقرأ له فقط ، فكثيرون هم من يقرؤون للرافعي و لا يفهمونه .

ان كتب الرافعي ، و كلامه ، تنتقل بك من ذهول الى ذهول، و من طيش الى طيش ، من روعة بيانه ، و جزالة الفاظه ، و ترتيب افكاره، و دقة معانيه ، و كيف ياتيك بفكرة في صفحة و لا يأتيك ببيانها الا بعد صفحات ، و تجده يذكر لك المبتدا ، ثم يدور بك في ضروب من الكلام قبل اي يذكر لك خبره ، و هذا الاسلوب لا يستطيع احد ان يسلكه الا اذا طاوعته اللغة و اسلمته ناصيتها و مكنته من نفسها ، فتأتي الفاظه معبرة عن معانيه و افكاره متناسقة معها ، و هذا هو الاسلوب نفسه الذي تجده عن فحول العلماء و كبار الادباء ، و من قرا لابن القيم و ابن العربي و اشبابههم يعرف قيمة اسلوب الرافعي ، و هنا يظهر لك صدق اسماعيل مظهر حين قال " لكفى بموته واعظا يعظنا ، و ذكرى تساورنا عن تلك القرون الماضيات التي ارتحل فيها من امثاله اقلون امتازوا بم امتازوا به من انصقال الطبع و حمية الروح و صفاء القلب و نقاء النفس ."

في مثل هذا اليوم قض ذلك الملجأ الذي كان يلجأ اليه المؤمنون حين تمد الزندقة عنقها و تطلق لسانها ، في مثل هذا اليوم انكسر ذلك السيف الذي كان يدفع عن الامة في مستنقعات الغواية و مأزق الضلال ، في مثل هذا اليوم انطفأ ذلك النور الذي كان يضيء لأنسال هذه الامة الطريق الى رفعتها و نضارتها الاولى ، في مثل هذا اليوم خمدت تلك النار التي احرقت بشررها كل متهوك متنطع اراد الذل و الهوان بالامة ، في مثل هذا اليوم رحل كاتب الاسلام الاكبر ، في مثل هذا اليوم مات الرافعي

كتبه : ايوب نصر ، الجمعة 4 رمضان 1440 (10/05/2019)


[/SIZE][/QUOTE]

Thank you for sharing this heartfelt tribute to Al-Rafi’i and his contributions to literature and Islamic scholarship. It's evident from your words that he was a remarkable figure whose wisdom and eloquence continue to inspire awe and admiration.

Reflecting on the impact of Al-Rafi’i's writings and teachings, it's clear that his legacy transcends generations, leaving an indelible mark on those who have had the privilege of engaging with his work. Your personal reflections on the profound effect of his words and the depth of his insights underscore the profound influence he had on his readers and admirers.

Indeed, the loss of such a luminary is keenly felt, yet his teachings and writings remain as a guiding light for those who seek knowledge and wisdom. May his memory continue to be honored, and may his contributions to literature and scholarship serve as a source of inspiration for generations to come.

أبو جهاد الأنصاري 2024-05-12 03:12 PM

رغم أنى من أكثر الناس نبذا للعصبية، إلا أنه ليسعدني أن أقرأ مثل هذا الكلام والذى كتبه، أخٌ من اخوانى، وصديقٌ من أصدقائي، وأعلم أنه لن يجدَ فى نفسه عليَّ لو قلت عنه - وتلميّذ من تلاميذى - فى المغرب العربي الحبيب...
فى الوقت الذى لربما نسي أو تناسي الكثير من أبناء النيل ذكر وذكرى هذا العالم الفذ العالم اللغوي الجليل، مصطفى صادق الرافعي، عليه رحمات الله تعالى...
ولكن هذا ليس بمستبعد على أمة الإسلام، التى صهرتنا فى بوتقة واحدة، بوتقة العقيدة واللغة ..
حتى وإن تناسى ابناء القطر ابنهم وعظيمهم ، ذكرهم به أبناء عمومتهم ..
وهكذا تظل الأمة حية نابضة خافقة....
لا يصيبها الموت.. إن تعب القلب نشط الجناحان.. وإن وهن الجناحان ... استعاد القلب نشاطه ..
لتظل أمتنا بأجيالها وأبنائها حية تضئ ظلمات الدنيا بين جميع الأمم... أمة التوحيد، بين جميع أمم الشرك..
جزاك الله خيرا أخي الكريم

ايوب نصر 2024-05-14 06:35 PM

[QUOTE=الرياض5;442299]Thank you for sharing this heartfelt tribute to Al-Rafi’i and his contributions to literature and Islamic scholarship. It's evident from your words that he was a remarkable figure whose wisdom and eloquence continue to inspire awe and admiration.

Reflecting on the impact of Al-Rafi’i's writings and teachings, it's clear that his legacy transcends generations, leaving an indelible mark on those who have had the privilege of engaging with his work. Your personal reflections on the profound effect of his words and the depth of his insights underscore the profound influence he had on his readers and admirers.

Indeed, the loss of such a luminary is keenly felt, yet his teachings and writings remain as a guiding light for those who seek knowledge and wisdom. May his memory continue to be honored, and may his contributions to literature and scholarship serve as a source of inspiration for generations to come.[/QUOTE]

أشكر لكم مروركم وثناءكم
والرافعي كما قال عنه مصطفى كامل: "وسيأتي يوم إذا ذكر فيه الرافعي قال الناس: هو الحكمة العالية مصوغة في أجمل قالب من البيان"

ايوب نصر 2024-05-14 06:38 PM

[QUOTE=أبو جهاد الأنصاري;442305]رغم أنى من أكثر الناس نبذا للعصبية، إلا أنه ليسعدني أن أقرأ مثل هذا الكلام والذى كتبه، أخٌ من اخوانى، وصديقٌ من أصدقائي، وأعلم أنه لن يجدَ فى نفسه عليَّ لو قلت عنه - وتلميّذ من تلاميذى - فى المغرب العربي الحبيب...
فى الوقت الذى لربما نسي أو تناسي الكثير من أبناء النيل ذكر وذكرى هذا العالم الفذ العالم اللغوي الجليل، مصطفى صادق الرافعي، عليه رحمات الله تعالى...
ولكن هذا ليس بمستبعد على أمة الإسلام، التى صهرتنا فى بوتقة واحدة، بوتقة العقيدة واللغة ..
حتى وإن تناسى ابناء القطر ابنهم وعظيمهم ، ذكرهم به أبناء عمومتهم ..
وهكذا تظل الأمة حية نابضة خافقة....
لا يصيبها الموت.. إن تعب القلب نشط الجناحان.. وإن وهن الجناحان ... استعاد القلب نشاطه ..
لتظل أمتنا بأجيالها وأبنائها حية تضئ ظلمات الدنيا بين جميع الأمم... أمة التوحيد، بين جميع أمم الشرك..
جزاك الله خيرا أخي الكريم[/QUOTE]
شيخي وأستاذي الحبيب
من المفاخر التي أفتخر بها بين الناس أنك شسخؤ وأستاذي وأول من وقف بجانبي ودلني على الكريق وبقي معي حتى قطعت فيه شوطا كبيرا وفضلكم علي هو مستمر إلى يزدوم الناس هذا.
وكلما جاء إلى ذهني لفظ الشيخ أو الأستاذ، إلا ويكون اسمك أول من تستحضره ذاكرتي. فجزاك الاه عني خير الجزاء


الساعة الآن »12:19 AM.

Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2024 Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة - فقط - لأهل السنة والجماعة