أنصار السنة

أنصار السنة (https://www.ansarsunna.com/vb/index.php)
-   رد الشبهات وكشف الشخصيات (https://www.ansarsunna.com/vb/forumdisplay.php?f=14)
-   -   في رد شبهة قبوري بآية: ﴿لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا﴾ (https://www.ansarsunna.com/vb/showthread.php?t=27911)

رحيل عابرة سبيل 2011-12-26 06:14 PM

في رد شبهة قبوري بآية: ﴿لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا﴾
 
[align=center]:بس:[/align]
[align=center]:سل:[/align]
[SIZE=6]
[/SIZE] [CENTER][SIZE=6][B] [FONT=Tahoma][COLOR=#0066cc] [FONT=Simplified Arabic] [SIZE=5] [/SIZE][/FONT][FONT=Simplified Arabic][SIZE=5] [/SIZE][/FONT][SIZE=5] [/SIZE][/COLOR][/FONT][/B][/SIZE][align=center][SIZE=6][COLOR=Red][B][FONT=Tahoma][FONT=Simplified Arabic][SIZE=5] في رد شبهة قبوري[/SIZE][/FONT][SIZE=5][FONT=Simplified Arabic]
[/FONT][/SIZE][/FONT][/B][/COLOR][/SIZE][SIZE=6][B][FONT=Tahoma][COLOR=Red][FONT=Simplified Arabic][SIZE=5]بآية:[/SIZE][/FONT][SIZE=5]
[/SIZE][FONT=Simplified Arabic][SIZE=5] ﴿لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا﴾ [/SIZE][/FONT][/COLOR][SIZE=5][COLOR=Red] [/COLOR][/SIZE][FONT=Simplified Arabic][COLOR=#0066cc] [الكهف: 21][/COLOR][/FONT][/FONT][/B][/SIZE][/align][SIZE=6][B][FONT=Tahoma][FONT=Simplified Arabic][COLOR=#0066cc][/COLOR][/FONT][/FONT][/B][/SIZE][/CENTER]
[SIZE=6] [B] [FONT=&quot]الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد[/FONT]:[/B]
[B][FONT=Traditional Arabic]ففي محاولة الهجوم على دعوة التوحيد وتحقير الدعاة إليه وتهوين مكانتهم، وجعل قضية المساجد التي بها قبور قضية فقهية فرعية لا ترقى في أن تكون سببًا للتهوين في التفريق بين المسلمين والتنابز بالألقاب والتباعد والهجران، وفي ظل تعظيم القبور والمشاهد والأضرحة تولى من يؤيِّد تشييد المساجد عليها واعتبار أن الصلاة فيها تصل إلى درجة الاستحباب بالانتصار لهذا المعتقد بشبهة من آية من سورة الكهف في [/FONT][FONT=Traditional Arabic]قوله تعالى:[/FONT] [/B][/SIZE][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][B][COLOR=#008080]﴿[COLOR=Magenta]فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَانًا رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا[/COLOR]﴾[/COLOR] [الكهف: 21]، حيث قال -هداه الله-:[/B][/SIZE][/FONT][SIZE=6][B][FONT=Traditional Arabic]«[COLOR=#660033]ووجه الاستدلال بالآية أنَّها أشارت إلى قصَّة أصحاب الكهف، حينما عثر عليهم الناس، فقال بعضهم: نبني عليهم بُنيانًا، وقال آخرون: لنتَّخذنَّ عليهم مسجدًا.[/COLOR][/FONT][/B]
[B][COLOR=#660033][FONT=Traditional Arabic]والسياق يدلُّ على أنَّ الأَوَّل: قول المشركين، والثاني: قول الموحِّدين، والآية طرحت القولين دون استنكار، ولو كان فيهما شيء من الباطل لكان من المناسب أن تشير إليه، وتدلُّ على بطلانه بقرينة ما، وتقريرها للقولين يدلُّ على إمضاء الشريعة لهما، بل إنَّها طرحت قول الموحِّدين بسياقٍ يفيد المدح، وذلك بدليل المقابلة بينه وبين قول المشركين المحفوف بالتشكيك، بينما جاء قول الموحِّدين قاطعًا [/FONT][/COLOR][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#660033]﴿[COLOR=Magenta]لَنَتَّخِذَنَّ[/COLOR]﴾[/COLOR][/FONT][COLOR=#660033][FONT=Traditional Arabic] نابعًا من رؤية إيمانية، فليس المطلوب عندهم مجرَّد البناء، وإنَّما المطلوب هو المسجد. وهذا القول يدلُّ على أنَّ أولئك الأقوام كانوا عارفين بالله معترفين بالعبادة والصلاة.[/FONT][/COLOR][/B]
[B][COLOR=#660033][FONT=Traditional Arabic]قال الرازي في تفسير[/FONT][/COLOR][FONT=Traditional Arabic] [COLOR=#660033]﴿[COLOR=Magenta]لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا[/COLOR]﴾[/COLOR][/FONT][COLOR=#660033][FONT=Traditional Arabic]:[/FONT][/COLOR][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#660033] [/COLOR][/FONT][COLOR=#660033][FONT=Traditional Arabic]نعبد الله فيه، ونستبقي آثارَ أصحاب الكهف بسبب ذلك المسجد[/FONT][/COLOR][/B][/SIZE][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#660033]([/COLOR][COLOR=#660033]١[/COLOR][COLOR=#660033]- «تفسير الرازي» (11/106).[/COLOR][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#660033])[/COLOR][/FONT][/FONT][/SIZE][/FONT][SIZE=6][COLOR=#660033][B][FONT=Traditional Arabic].[/FONT][/B][/COLOR][/SIZE][SIZE=6]
[/SIZE][SIZE=6][COLOR=#660033][B][FONT=Traditional Arabic]وقال الشوكاني: ذكر اتخاذ المسجد يُشعر بأنَّ هؤلاء الذين غلبوا على أمرهم هم المسلمون، وقيل: هم أهل السلطان والملوك من القوم المذكورين، فإنهم الذين يغلبون على أمر من عداهم، والأوَّل أولى[/FONT][/B][/COLOR][/SIZE][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#660033]([/COLOR][COLOR=#660033]٢[/COLOR][COLOR=#660033]- «فتح القدير» في التفسير للشوكاني: (3/277).[/COLOR][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#660033])[/COLOR][/FONT][/FONT][/SIZE][/FONT][SIZE=6][B][COLOR=#660033][FONT=Traditional Arabic]. [/FONT][/COLOR][FONT=Traditional Arabic] [COLOR=#660033]وقال الزجاجي: هذا يدلُّ على أنَّه لما ظهر أمرهم غلب المؤمنون بالبعث والنشور؛ لأنَّ المساجد للمؤمنين. هذا بخصوص ما ذكر في كتاب الله فيما يخصُّ مسألة بناء المسجد على القب[/COLOR][COLOR=#990033]ر[/COLOR]».[/FONT][/B]
[/SIZE][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6]وبعد الأمانة في النقل أقول -وبالله التوفيق والسداد-:[/SIZE][/FONT][SIZE=6]
[/SIZE][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6]فلا دلالة في الآية على جواز الصلاة بالمسجد الذي به ضريح أحدِ الأنبياء عليهم السلام أو الصالحين، بَلْهَ أن تصل إلى درجة الاستحباب؛ لأنَّ غاية ما يدل عليه أنَّ الذين اتخذوا مسجدًا على قبور الصالحين كانوا من النصارى الذين لعنهم النبيُّ :ص:كما صرَّح به غير واحدٍ من أهل التفسير، وقد بَيَّن النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم إنكاره هذا الصنيع المسنون لليهود والنصارى في أربعة عشر حديثًا منها:[/SIZE][/FONT][SIZE=6]
[/SIZE][FONT=&quot][SIZE=6][B]- حديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله :ص: في مرضه الذي لم يقم منه: :(:[COLOR=DarkOrange]لَعَنَ اللهُ اليَهُودَ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ[/COLOR]:):. لَوْلاَ ذَلِكَ أُبْرِزَ قَبْرُهُ، غَيْرَ أَنَّهُ خُشِيَ أن يُتخذَ مَسجدًا[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#cc0000]([/COLOR]٣ - أخرجه البخاري: كتاب الجنائز، باب ما جاء في قبر النبي وأبي بكر وعمر فأقبره: (1324)، ومسلم: كتاب المساجد ومواضع الصلاة: (1184)، من حديث عائشة رضي الله عنها.[FONT=Traditional Arabic][COLOR=#cc0000])[/COLOR][/FONT][/FONT][/SIZE][/FONT][FONT=&quot][SIZE=6][B].[/B][/SIZE][/FONT][SIZE=6]
[/SIZE][FONT=&quot][SIZE=6][B]- وعن عائشة وابن عباس رضي الله عنهم قَالاَ: لَمَّا نُزِلَ بِرَسُولَ اللهِ :ص:، طَفِقَ يَطْرَحُ خمِيصَةً لَهُ عَلَى وَجْهِهِ،فَإِذَا اغْتَمَّ كَشَفَهَا عَنْ وَجْهِهِ، فَقَالَ وَهُوَكَذلِكَ: :(:[COLOR=DarkOrange]لَعْنَةُ اللهُ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارى. اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ[/COLOR]:): يُحَذِّرُ مِثْلَ الَّذِي صَنَعُوا[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#cc0000]([/COLOR]٤- أخرجه البخاري: كتاب المساجد، باب الصلاة في البيعة: (425)، ومسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة: (1187)، من حديث عائشة وابن عباس رضي الله عنهم.[FONT=Traditional Arabic][COLOR=#cc0000])[/COLOR][/FONT][/FONT][/SIZE][/FONT][FONT=&quot][SIZE=6][B].[/B][/SIZE][/FONT][SIZE=6]
[/SIZE][FONT=&quot][SIZE=6][B]- وعن جندب بن عبد الله البجلي رضي الله عنه أنه سَمِعَ النَّبِيَّ :ص:، قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِخَمْسٍ، وَهُوَ يَقُولُ: :(:[COLOR=DarkOrange]...أَلاَ وَإِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَتَّخِذُونَ قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ وَصَالِحِيهِمْ مَسَاجِدَ، أَلاَ فَلاَ تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ. إِنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذٰلِكَ[/COLOR]:):[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#cc0000]([/COLOR]٥- أخرجه مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة: (1188)، من حديث جندب بن عبد الله البجلي رضي الله عنه.[FONT=Traditional Arabic][COLOR=#cc0000])[/COLOR][/FONT][/FONT][/SIZE][/FONT][FONT=&quot][SIZE=6][B].[/B][/SIZE][/FONT][SIZE=6]
[/SIZE][FONT=&quot][SIZE=6][B]- وعن عائشة رضي الله عنها: لَمَّا كانَ مَرَضُ رسولِ الله:ص: تَذَاكَرَ بعضُ نسائِهِ كنيسةً بأرضِ الحَبَشَةِ يقال لها مَارِيَةُ، وقد كانتْ أُمُّ سَلَمَةَ وَأُمُّ حَبِيْبَةَ رضي الله عنهما قد أَتَتَا أرضَ الحَبَشَةِ فَذَكَرْنَ من حُسْنِهَا وتصاوِيْرِهَا قالتْ: فقالَ النبيُّ :ص:: :(:إنَّ أُولَئِكِ إِذَا كَانَ فِيْهِمُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا ثُمَّ صَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرَ، أُولِئَِكَ شِرَارُ الخَلْقِ عِنْدَ اللهِ:):[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#cc0000]([/COLOR]٦- أخرجه البخاري: كتاب المساجد، باب الصلاة في البيعة: (424)، ومسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة: (1181)، واللفظ للبيهقي في «السنن الكبرى»: (7321)، من حديث عائشة رضي الله عنها.[FONT=Traditional Arabic][COLOR=#cc0000])[/COLOR][/FONT][/FONT][/SIZE][/FONT][FONT=&quot][SIZE=6][B].[/B][/SIZE][/FONT][SIZE=6]
[/SIZE][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6]قال القرطبي -رحمه الله-: :(:[COLOR=black][COLOR=Purple]قال علماؤنا: ففعل ذلك أوائلهم ليتأنَّسوا برؤية تلك الصُّوَر ويتذكَّروا أحوالهم الصالحة فيجتهدون كاجتهادهم ويعبدون الله عزَّ وجلَّ عند قبورهم، فمضت لهم بذلك أزمان، ثمَّ أنهم خَلَف من بعدهم خلوف جهلوا أغراضهم، ووسوس لهم الشيطان أنَّ آباءكم وأجدادكم كانوا يعبدون هذه الصورة فعبدوها؛ فحذَّر النبيُّ :ص: عن مثل ذلك، وشدَّد النكير والوعيد على من فعل ذلك، وسدَّ الذرائع المؤدِّية إلى ذلك، فقال: "اشتدَّ غضب الله على قوم ٱتخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد[/COLOR]":):[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#cc0000]([/COLOR]٧- «تفسير القرطبي»: (2/85) (10/380).[FONT=Traditional Arabic][COLOR=#cc0000])[/COLOR][/FONT][/FONT][/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6].[/SIZE][/FONT][SIZE=6]
[B][COLOR=black][FONT=&quot]وقال ابن رجب -رحمه الله-:[/FONT][/COLOR][FONT=&quot] :(:[COLOR=Purple]هذا الحديث يدلُّ على تحريم بناء المساجد على قبور الصالحين، وتصوير صورهم فيها كما يفعله النصارى، ولا ريب أنَّ كُلَّ واحدٍ منهما محرَّم على انفراد، فتصوير صور الآدميِّين محرَّم، وبناءُ القبور على المساجد بانفراده محرَّم كما دلَّت عليه النصوص أخرى يأتي ذكر بعضها... فإن اجتمع بناء المسجد على القبور ونحوها من آثار الصالحين مع تصوير صورهم فلا شكَّ في تحريمه، سواء كانت صورًا مجسّدة كالأصنام أو على حائطٍ ونحوه، كما يفعله النصارى في كنائسهم، والتصاوير التي في الكنيسة التي ذكرتها أم حبيبة وأم سلمة أنهما رأتاها بالحبشة كانت على الحيطان ونحوها، ولم يكن لها ظل، وكانت أم سلمة وأم حبيبة قد هاجرتا إلى الحبشة.[/COLOR][/FONT][/B][COLOR=Purple]
[/COLOR][FONT=Arial Black][COLOR=Purple][B]فتصوير الصور على مثل صور الأنبياء والصالحين؛ للتبرك بها والاستشفاع بها محرم في دين الإسلام، وهو من جنس عبادة الأوثان، وهو الذي أخبر النبيُّ :ص: أنَّ أهله شرار الخلق عند الله يوم القيامة. [/B][/COLOR][/FONT][/SIZE][SIZE=6][FONT=Arial Black][COLOR=Purple][/COLOR][/FONT][B][FONT=&quot][COLOR=Purple][FONT=Fixedsys][/FONT] وتصوير الصور للتآنس برؤيتها أو للتَّنَزُّه بذلك والتلهي محرَّم، وهو من الكبائر وفاعله من أشدِّ الناس عذابًا يوم القيامة، فإنه ظالم ممثل بأفعال الله التي لا يقدر على فعلها غيره، والله تعالى [/COLOR][/FONT][FONT=&quot][COLOR=Purple] :(:[COLOR=Magenta]لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ[/COLOR]:):[/COLOR][/FONT][FONT=&quot][COLOR=Purple] [الشورى: 11]، لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله سبحانه وتعالى[/COLOR]:):[/FONT][/B][/SIZE][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#cc0000]([/COLOR]٨- «فتح الباري» لابن رجب: (3/197).[FONT=Traditional Arabic][COLOR=#cc0000])[/COLOR][/FONT][/FONT][/SIZE][/FONT][FONT=&quot][SIZE=6][B].[/B][/SIZE][/FONT][SIZE=6]
[/SIZE][FONT=&quot][SIZE=6][B]وقال الألوسي -رحمه الله-: :(:[COLOR=Purple]هذا، واستدلَّ بالآية على جواز البناء على قبور الصلحاء واتخاذ مسجد عليها وجواز الصلاة فيها وممَّن ذكر ذلك الشهاب الخفاجي في حواشيه على البيضاوي وهو قول باطلٌ عاطلٌ فاسدٌ كاسدٌ فقد روى أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن ابن عباس قال: قال رسول الله[/COLOR] :ص:: :(:[COLOR=DarkOrange]لَعَنَ اللهُ تَعَالَى زَائِرَاتِ القُبُورِ وَالمُتَّخِذِينَ عَلَيْهَا المَسَاجِدَ وَالسُّرَجَ[/COLOR]:):[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#cc0000]([/COLOR]٩-[B][FONT=Arial Black] أخرجه أبو داود (3236)، والترمذي (320)، والنسائي (2043)، وأحمد: (3108)، من حديث أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما، والحديث بهذا السياق ضعيف، قال ابن رجب الحنبلي في «فتح الباري» (3/201): « وقال مسلم في كتاب التفصيل:[/FONT][FONT=Arial Black][COLOR=Purple] هذا الحديث ليس بثابت، وأبو صالح باذام قد اتقى الناس حديثه، ولا يثبت له سماع من ابن عباس [/COLOR][/FONT][FONT=Arial Black]». لكن ورد له شواهد تقويه في «لعن زائرات القبور»، مثل الحديث الذي أخرجه الترمذي (1056) وغيره: «[/FONT][FONT=Arial Black][COLOR=DarkOrange]لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ زَوَّارَاتِ القُبُورِ[/COLOR][/FONT][FONT=Arial Black]»، وأخرى في «اتخاذ المساجد على القبور» وقد تواتر ذلك عنه صلى الله عليه وآله وسلم. انظر: «الإرواء»: (3/212)، و«السلسلة الضعيفة»: (1/393) للألباني.[/FONT][FONT=Arial Black][COLOR=#cc0000])[/COLOR][/FONT][/B][/FONT][/SIZE][/FONT][B][FONT=Arial Black][SIZE=6]... إلى غير ذلك من الأخبار الصحيحة والآثار الصريحة.[/SIZE][/FONT][FONT=Arial Black][SIZE=6]
[/SIZE][/FONT][FONT=Arial Black][SIZE=6]وذكر ابن حجر في «الزواجر»[/SIZE][/FONT][FONT=Arial Black][SIZE=6][COLOR=#cc0000]([/COLOR]١٠- انظر: «الزواجر» للهيثمي: (194) في الكبيرة الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة والثامنة والتسعون: اتخاذ القبور مساجد وإيقاد السرج عليها واتخاذها أوثانًا، والطواف بها واستلامها والصلاة إليها.[COLOR=#cc0000])[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Black][SIZE=6]: «أنه وقع في كلام بعض الشافعية عدّ اتخاذ القبور مساجد والصلاة إليها واستلامها والطواف بها ونحو ذلك من الكبائر»[/SIZE][/FONT][FONT=Arial Black][SIZE=6][COLOR=#cc0000]([/COLOR]١١- «تفسير الألوسي»: (11/196).[COLOR=#cc0000])[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Black][SIZE=6].[/SIZE][/FONT][/B][SIZE=6]
[B] [FONT=&quot]قلت:[/FONT][/B][/SIZE][FONT=&quot][SIZE=6][B] وليس النهي منقولاً عن الشافعية فقط بل عند كافَّة المذاهب، فمن ذلك ما قاله القرطبي المالكي رحمه الله -في معرض إيراده حديث عائشة رضي الله عنها-: :(:[COLOR=Purple]قال علماؤنا: وهذا يحرم على المسلمين أن يتخذوا قبور الأنبياء والعلماء مساجد:):[/COLOR][/B][/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#cc0000]([/COLOR]١٢- [B][FONT=Arial Black] «تفسير القرطبي»:[/FONT][/B] (10/380).[FONT=Traditional Arabic][COLOR=#cc0000])[/COLOR][/FONT][/FONT][/SIZE][/FONT][FONT=&quot][SIZE=6][B].
وقال ابن قدامة الحنبلي -رحمه الله-: :(:[COLOR=Purple]ولا يجوز اتخاذ المساجد على القبور لهذا الخبر، ولأنَّ النبيَّ :ص: قال: «[COLOR=DarkOrange]لَعَنَ اللهُ اليَهُودَ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ[/COLOR]» يحذر ما صنعوا...، ولأنَّ تخصيص القبور بالصلاة عندها يشبه تعظيم الأصنام بالسجود لها، والتقرُّب إليها، وقد روينا أنَّ ابتداء عبادة الأصنام تعظيم الأموات باتخاذ صورهم ومسحها والصلاة عندها[/COLOR]»[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#cc0000]([/COLOR]١٣- «المغني» لابن قدامة: (1/360).[FONT=Traditional Arabic][COLOR=#cc0000])[/COLOR][/FONT][/FONT][/SIZE][/FONT][FONT=&quot][SIZE=6][B].
وقال الزيلعي الحنفي -رحمه الله-: :(:[COLOR=Purple]ويكره أن يبنى على القبر أو يقعد عليه أو ينام عليه أو يوطأ عليه أو يقضى عليه حاجة الإنسان... أو يصلى إليه أو يصلى بين القبور... ونهى عليه الصلاة والسلام عن اتخاذ القبور مساجد[/COLOR]:):[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#cc0000]([/COLOR]١٤- «تبيين الحقائق» للزيلعي: (1/246).[FONT=Traditional Arabic][COLOR=#cc0000])[/COLOR][/FONT][/FONT][/SIZE][/FONT][FONT=&quot][SIZE=6][B].
وهكذا صرَّح عامَّة الطوائف بالنهي عن بناء المساجد عليها مُتابعةً منهم للسُّنَّة الصحيحة الصريحة من غير اختلافٍ بين الأئمة المعروفين، قال ابن تيمية -رحمه الله-: :(:[COLOR=Purple]ويحرم الإسراج على القبور، واتخاذ المساجد عليها وبنيها ويتعيَّن إزالتها، ولا أعلم فيه خلافًا بين العلماء المعروفين[/COLOR]:):[/B][/SIZE][/FONT][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][FONT=Traditional Arabic][COLOR=#cc0000]([/COLOR]١٥- [B][FONT=Arial Black] «اختيارات ابن تيمية» للبعلي: (81).[/FONT][FONT=Arial Black][COLOR=#cc0000])[/COLOR][/FONT][/B][/FONT][/SIZE][/FONT][FONT=&quot][SIZE=6][B].[/B][/SIZE][/FONT][SIZE=6]

[/SIZE][B][FONT=Arial Black][SIZE=6]هذا، وإن كان المنقول عن طائفة أهل العلم أطلقت الكراهة على بناء المساجد على القبور، فإنه ينبغي أن تحمل على الكراهة التحريمية إحسانًا للظنِّ بالعلماء لئلاَّ يُظنَّ بهم أنهم يجوزون نهيًا تواتر عن رسول الله :ص: أنّه لَعَن فاعله وشدَّد النكير والوعيد على فعله.[/SIZE][/FONT][FONT=Arial Black][SIZE=6]
[/SIZE][/FONT][FONT=Arial Black][SIZE=6]فالحاصل أنه اجتمع في اتخاذ القبور مساجد فتنتين وقع بسببها الضلال والانحراف العقدي:[/SIZE][/FONT][/B][SIZE=6]
[B][FONT=&quot]الأولى:[/FONT][/B][/SIZE][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6] [B][FONT=Arial Black][COLOR=DarkRed]فتنة القبور، وهي أعظم الفتنتين ومبتدأها حيث عظموها تعظيمًا مبتدعًا آل بهم إلى الشرك.[/COLOR][/FONT][/B][/SIZE][/FONT][SIZE=6]
[B][FONT=&quot]الثانية:[/FONT][/B][/SIZE][B][FONT=Arial Black][SIZE=6] [COLOR=DarkRed]فتنة التماثيل والصور التي وضعت للتأسي والتذكار ثمَّ نسي القصد وآل بهم الأمر إلى عبادتها.[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Black][SIZE=6]
[/SIZE][/FONT][FONT=Arial Black][SIZE=6]فكان المغضوب عليهم والضالون يبنون المساجد على قبور أنبيائهم وصالحيهم، وقد جاءت النصوص الصحيحة والصريحة متواترة عن النبي :ص:بنهي أُمَّته عن ذلك والتغليظ فيه في غير موطن حتى في وقت مفارقته الدنيا.[/SIZE][/FONT][FONT=Arial Black][SIZE=6]
[/SIZE][/FONT][FONT=Arial Black][SIZE=6]قال ابن القيم -رحمه الله-: :(:[COLOR=Purple]وبالجملة فمن له معرفة بالشرك وأسبابه وذرائعه، وفهم عن الرسول :ص: مقاصده، جزم جزمًا لا يحتمل النقيض أنَّ هذه المبالغة منه باللعن والنهى بصيغتيه: صيغة: «لا تفعلوا»، وصيغة: «إني أنهاكم» ليس لأجل النجاسة، بل هو لأجل نجاسة الشرك اللاحقة بمن عصاه، وارتكب ما عنه نهاه، واتبع هواه، ولم يخش ربه ومولاه، وقلّ نصيبه أو عدم عن تحقيق شهادة أن لا إله إلاَّ الله. فإنَّ هذا وأمثاله من النبيِّ صيانةً لحمى التوحيد أن يلحقه الشرك ويغشاه، وتجريد له وغضب لربه أن يعدل به سواه. فأبى المشركون إلا معصية لأمره، وارتكابًا لنهيه، وغرَّهم الشيطان. فقال: بل هذا تعظيم لقبور المشايخ والصالحين. وكُلَّما كنتم أشدّ لها تعظيمًا، وأشدّ فيهم غلوًّا، كنتم بقربهم أسعد، ومن أعدائهم أبعد.[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Black][SIZE=6][COLOR=Purple]
[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Black][SIZE=6][COLOR=Purple]ولعمر الله، من هذا الباب بعينه دخل على عبَّاد يغوث ويعوق ونسر، ومنه دخل على عباد الأصنام منذ كانوا إلى يوم القيامة. فجمع المشركون بين الغلو فيهم، والطعن في طريقتهم وهدى الله أهل التوحيد لسلوك طريقتهم، وإنزالهم منازلهم التي أنزلهم الله إياها: من العبودية وسلب خصائص الإلهية عنهم، وهذا غاية تعظيمهم وطاعتهم[/COLOR]:):[/SIZE][/FONT][FONT=Arial Black][SIZE=6][COLOR=#cc0000]([/COLOR]١٦- «إغاثة اللهفان» لابن القيم: (1/189).[COLOR=#cc0000])[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Arial Black][SIZE=6].[/SIZE][/FONT][/B][SIZE=6][B][FONT=Arial Black]
[/FONT][/B][FONT=Arial Black] [/FONT][FONT=Arial Black]هذا، وعلى فرض أنَّ الذين غلبوا على أمرهم -في الآية- لم يكونوا نصارى فلا يتمُّ التسليم بأنهم كانوا مؤمنين، بل هم الملوك والولاة كما ذكر ذلك ابن رجب وابن كثير والآلوسي وغيرهم[/FONT][FONT=Arial Black][COLOR=#cc0000]([/COLOR]١٧- انظر: «روح المعاني» للآلوسي: (15/236). «فتح الباري» لابن رجب: (3/194). و«تفسير ابن كثير»: (3/78).[COLOR=#cc0000])[/COLOR][/FONT][FONT=Arial Black]، وقد كانوا أهل شرك أو فجور، حيث إن لفظة «لَنَتَخِذَنَّ» تلائم أهل القهر والغلبة من الملوك والولاة، دون «اتخذوا» بصيغة الطلب المعبر بها الطائفة الأولى؛ ذلك لأنَّ مثل هذا الفعل تنسبه الولاة إلى نفسها، وضمير «أَمْره[/FONT][FONT=Arial Black]ِمْ» هنا للموصول المراد به الولاة، ومعنى غلبتهم على أمرهم: أنهم إذا أرادوا أمرًا لم يتعسَّر عليهم، ولم يحل بينه وبينهم أحد، كما قال تعالى: [COLOR=#008080]﴿وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ﴾[/COLOR] [يوسف: 21].
قال ابن رجب -رحمه الله-: «فجعل اتخاذ القبور على المساجد من فعل أهل الغلبة على الأمور، وذلك يشعر بأن مستنده القهر والغلبة واتباع الهوى، وأنه ليس من فعل أهل العلم والفضل المتبعين لما أنزل الله على رسله من الهدى»[/FONT][FONT=Arial Black][COLOR=#cc0000]([/COLOR]١٨- «فتح الباري» لابن رجب: الجزء والصفحة نفسها.[COLOR=#cc0000])[/COLOR][/FONT][FONT=Arial Black].
قلت:[/FONT][FONT=Arial Black] وليس في الآية إقرار على فعلهم، بل فيها إنكار، لأنه يكتفى في الردِّ على الكفار أو الفجار عزو حكاية القول إليهم، إذ المعلوم -أصوليًّا- أنَّ من شرط الإقرار أن لا يكون المسكوت عنه صادرًا من كافر أو فاجر فلا عبرة فيه لما علم بالضرورة إنكاره صَلَّى الله عليه وآله وسلم لما يفعله الكفار والفجار، كما أنَّ من شرط الإقرار أن لا يكون الشارع قد بَيَّن حكمه بيانًا يسقط عنه وجوب الإنكار وقد لعنهم الله تعالى على لسان نبيِّه صَلَّى الله عليه وآله وسلم فأيُّ إنكار أوضح من هذا؟[/FONT][FONT=Arial Black]
[/FONT][FONT=Arial Black]وإذا سلَّمنا -جدلاً- أنهم كانوا مسلمين فلا يتمُّ التسليم بأنَّ فعلهم محمودٌ شرعًا ورد -على وجه الصلاح- تمسُّكًا بشريعة نبي مرسل.[/FONT][FONT=Arial Black]
قال ابن كثير -رحمه الله- بعد ما حكى عن ابن جرير القولين: «[/FONT][FONT=Arial Black][COLOR=black]والظاهر أن الذين قالوا ذلك هم أصحاب الكلمة والنفوذ، ولكن هل هم محمودون أم لا؟ فيه نظر؛ لأنَّ النبيَّ صَلَّى الله عليه وآله وسلم قال: «لَعَنَ اللهُ اليَهُودَ واَلنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ وَصَالِحِيهِمْ مَسَاجِدَ» يحذر ما فعلوا، وقد روينا عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه لما وجد قبر دانيال في زمانه بالعراق، أمر أن يخفى عن الناس، وأن تدفن تلك الرقعة التي وجدوها عنده، فيها شيء من الملاحم وغيرها[/COLOR][/FONT][FONT=Arial Black]»[/FONT][FONT=Arial Black][COLOR=#cc0000]([/COLOR]١٩- «تفسير ابن كثير»: (3/78).[COLOR=#cc0000])[/COLOR][/FONT][FONT=Arial Black].
[/FONT][FONT=Arial Black]وعلى تقدير أنهم أهل إيمان وصلاح، ووقع صنيعهم محمودًا بالنظر لتمسكهم بشريعة نبي مرسل، فجوابه من جهتين:[/FONT][FONT=Arial Black]
الجهة الأولى: لا يلزم الأخذ بمضمون الآية الدالة على جواز بناء المسجد على القبر؛ لأنَّ ما تقرر -أصوليا- «أنَّ شَرْعَ مَنْ قَبْلَنَا لَيْسَ شَرْعٌ لَنَا»، ولا يحلُّ الحكم بشريعة نبيّ مَن قبلنا لقوله تعالى: [COLOR=#008080]﴿لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا﴾[/COLOR] [المائدة: 48]، ولقوله صَلَّى الله عليه وآله وسَلَّم: «فُضِّلْتُ عَلَى الأَنْبِيَاءِ بِسِتٍّ[/FONT][FONT=Arial Black]» فذكر منها: «أَنَّ النَّبِيَّ كَانَ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً، وَأَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ بُعِثَ إِلَى الأَحْمَرِ وَالأَسْوَدِ وَالنَّاسِ كَافَّةً»[/FONT][FONT=Arial Black][COLOR=#cc0000]([/COLOR]٢٠- أخرجه مسلم، كتاب «الصلاة»: (1167)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، ورواية «الأحمر والأسود» أخرجها: الدارمي في «سننه»: (2375)، وأحمد (20792)،من حديث أبي ذر رضي الله عنه، وأحمد كذلك: (2737)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (8/261): «رجال أحمد رجال الصحيح غير يزيد بن أبي زياد وهو حسن الحديث»، وصححه أحمد شاكر في «تحقيقه لمسند أحمد»: (4/261)، والألباني في «الإرواء»: (1/316). [COLOR=#cc0000])[/COLOR][/FONT][FONT=Arial Black]، فدلَّ ذلك على أنه لم يبعث الله تعالى إلينا أحدًا من الأنبياء غير محمَّد صَلَّى الله عليه وآله وسَلَّم، وإنما كان غيره يبعث إلى قومه فقط لا إلى غير قومه.[/FONT][FONT=Arial Black]
الجهة الثانية: وعلى تقدير أنَّ شرع من قبلنا شرع لنا فمشروط بعدم التصريح في شرعنا ما يخالفه، ويبطله، فإن ورد في شرعنا ما ينسخه لم يكن شرعًا لنا بلا خلاف، كالأصرار والأغلال التي كانت عليهم في قوله تعالى:[COLOR=#008080] ﴿وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ﴾[/COLOR] [الأعراف: 157]، وقد جاءت النصوص الحديثية متضافرةً ومتواترة تنسخ هذا الحكم وتنهى عن بناء المساجد على القبور وتغلِّظ النكير.
قال ابن تيمية -رحمه الله-: «فإنَّ الله تعالى قد أخبر عن سجود إخوة يوسف وأبويه وأخبر عن الذين غلبوا على أهل الكهف أنهم قالوا: [COLOR=#008080] ﴿لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَّسْجِدًا﴾[/COLOR] ونحن قد نهينا عن بناء المساجد على القبور»[/FONT][FONT=Arial Black][COLOR=#cc0000]([/COLOR]٢١- «مجموع الفتاوى» لابن تيمية: (1/300).[COLOR=#cc0000])[/COLOR][/FONT][FONT=Arial Black].
وقال ابن كثير -رحمه الله-: «[/FONT][FONT=Arial Black]وهذا كان شائعاً فيمن كان قبلنا، فأمَّا في شرعنا فقد ثبت في الصحيحين عن رسول الله صَلَّى الله عليه وآله وسَلَّم أنه قال: «لَعَنَ اللهُ اليَهُودَ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» يحذر ما فعلوا[/FONT][FONT=Arial Black]»[/FONT][FONT=Arial Black][COLOR=#cc0000]([/COLOR]٢٢- «البداية والنهاية» لابن كثير: (2/116).[COLOR=#cc0000])[/COLOR][/FONT][FONT=Arial Black].
قال الآلوسي -رحمه الله-: «مذهبنا في شرع من قبلنا وإن كان أنه يلزمنا على أنه شريعتنا، لكن لا مُطلقًا، بل إن قصَّ اللهُ تعالى علينا بلا إنكار، وإنكارُ رسوله صَلَّى الله عليه وآله وسَلَّم كإنكاره عزَّ وجلَّ، وقد سمعتَ أنه عليه الصلاة والسلام لَعَنَ الذين يتخذون المساجد على القبور، على أن كون ما ذكر من شرائع من قبلنا ممنوع، وكيف يمكن أن يكون اتخاذ المساجد على القبور من الشرائع المتقدمة مع ما سمعت من لعن اليهود والنصارى حيث اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، والآية ليست كالآيات التي ذكرنا آنفًا احتجاج الأئمة بها، وليس فيها أكثر من حكاية قول طائفة من الناس وعزمهم على فعل ذلك، وليست خارجة مخرج المدح لهم والحض على التأسِّي بهم، فمتى لم يثبت أنَّ فيهم معصومًا لا يدل على فعلهم -فضلاً عن عزمهم- على مشروعية ما كانوا بصدده. وممَّا يقوِّي قِلة الوثوق بفعلهم القول بأنَّ المراد بهم الأمراء والسلاطين كما روي عن قتادة»[/FONT][FONT=Arial Black][COLOR=#cc0000]([/COLOR]٢٣- «روح المعاني» للآلوسي: (5/31).[COLOR=#cc0000])[/COLOR][/FONT][FONT=Arial Black].
فالحاصل:[/FONT][FONT=Arial Black] إن كان بناء المساجد على القبور سُنَّة النصارى، فإن كان شرعًا لهم فقد نسخه الإسلام بما نطقت الأخبار الصحيحة والآثار الصريحة، وإن كان بدعةً منهم فأجدر بتركها والتخلي عنها إذ «كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ، وَكُلُّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ»[/FONT][FONT=Arial Black][COLOR=#cc0000]([/COLOR]٢٤- أخرجه النسائي كتاب «صلاة العيدين»،باب كيف الخطبة: (1578)، من حديث جابر رضي الله عنه، والحديث صححه الألباني في «الإرواء»: (3/73).[COLOR=#cc0000])[/COLOR][/FONT][FONT=Arial Black]، ولا يستدلُّ بالآية بمعزل عمَّا تقتضيه الأحاديث الثابتة اكتفاءً بالقرآن الكريم واستغناءً عن السُّنَّة المُطهَّرة فإنَّ هذا من صنيع أهل الأهواء والبدع، وأهلُ الحقِّ يؤمنون بالوحيين، ويعلمون أنَّ طاعة الرسول من طاعة الله تعالى، ويعملون بمقتضاهما، قال تعالى: [COLOR=#008080]﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ﴾[/COLOR] [النساء: 80]، وقال صَلَّى الله عليه وآله وسلم: «أَلاَ إِنِّي أُوتِيتُ القُرْآنَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ[COLOR=black]»[/COLOR][/FONT][FONT=Arial Black][COLOR=#cc0000]([/COLOR]٢٥- أخرجه أحمد: (16722)، من حديث المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه. وأخرجه أبو داود كتاب السنة، باب في لزوم السنة (4604) بلفظ: «أَلاَ إِني أُوتِيتُ الكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ»، والحديث صححه الألباني في «المشكاة»: (1/57).[COLOR=#cc0000])[/COLOR][/FONT][FONT=Arial Black][COLOR=black]، وفي روايةٍ: «[/COLOR]أَلاَ وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللهِ مِثْل مَا حَرَّمَ اللهُ[/FONT][FONT=Arial Black][COLOR=black]»[/COLOR][/FONT][FONT=Arial Black][COLOR=#cc0000]([/COLOR]٢٦- أخرجه أحمد: (16743)، والدارمي: (592)، من حديث المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه. والحديث صححه الألباني في «صحيح الجامع»: (8186).[COLOR=#cc0000])[/COLOR][/FONT][FONT=Arial Black][COLOR=black]، وفي سياق تمثيل من يكتفي بالقرآن ويستغني عن السُّنَّة، يقول الألباني -رحمه الله-: «وما مثل من يستدلُّ بهذه الآية على خلاف الأحاديث المتقدِّمة إلاَّ كمثل من يستدلُّ على جواز صنع التماثيل والأصنام بقوله تعالى في الجِنِّ الذين كانوا مُذَلَّلِين لسليمان عليه السلام: [/COLOR][COLOR=#008080] ﴿يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ﴾[/COLOR][/FONT][FONT=Arial Black][COLOR=black] [سبأ: 13]، يستدل بها على خلاف الأحاديث الصحيحة التي تحرم التماثيل والتصاوير، وما يفعل ذلك مسلمٌ يؤمن بحديثه صَلَّى الله عليه وآله وسلم»[/COLOR][/FONT][FONT=Arial Black][COLOR=#cc0000]([/COLOR]٢٧- «تحذير الساجد» للألباني: (83).[COLOR=#cc0000])[/COLOR][/FONT][FONT=Arial Black].
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلّم تسليمًا.

[/FONT][/SIZE][CENTER][SIZE=6][FONT=Arial Black] ا[/FONT][FONT=Arial Black]لجزائر في: 16 المحرم 1430ﻫ
الموافق ﻟ:13 جانفي 2009م [/FONT][/SIZE][/CENTER]
[SIZE=6][FONT=Arial Black] [COLOR=#cc0000]١-[/COLOR] «تفسير الرازي» (11/106).

[/FONT][FONT=Arial Black] [COLOR=#cc0000]٢-[/COLOR] «فتح القدير» في التفسير للشوكاني: (3/277).

[/FONT][FONT=Arial Black] [COLOR=#cc0000]٣-[/COLOR] أخرجه البخاري: كتاب الجنائز، باب ما جاء في قبر النبي وأبي بكر وعمر فأقبره: (1324)، ومسلم: كتاب المساجد ومواضع الصلاة: (1184)، من حديث عائشة رضي الله عنها.

[/FONT][FONT=Arial Black] [COLOR=#cc0000]٤-[/COLOR] أخرجه البخاري: كتاب المساجد، باب الصلاة في البيعة: (425)، ومسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة: (1187)، من حديث عائشة وابن عباس رضي الله عنهم.

[/FONT][FONT=Arial Black] [COLOR=#cc0000]٥-[/COLOR] أخرجه مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة: (1188)، من حديث جندب بن عبد الله البجلي رضي الله عنه.

[/FONT][FONT=Arial Black] [COLOR=#cc0000]٦-[/COLOR] أخرجه البخاري: كتاب المساجد، باب الصلاة في البيعة: (424)، ومسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة: (1181)، واللفظ للبيهقي في «السنن الكبرى»: (7321)، من حديث عائشة رضي الله عنها.

[/FONT][FONT=Arial Black] [COLOR=#cc0000]٧-[/COLOR] «تفسير القرطبي»: (2/85) (10/380).

[/FONT][FONT=Arial Black] [COLOR=#cc0000]٨-[/COLOR] «فتح الباري» لابن رجب: (3/197).

[/FONT][FONT=Arial Black] [COLOR=#cc0000]٩-[/COLOR] أخرجه أبو داود (3236)، والترمذي (320)، والنسائي (2043)، وأحمد: (3108[/FONT][FONT=Arial Black])، من حديث أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما، والحديث بهذا السياق ضعيف، قال ابن رجب الحنبلي في «فتح الباري» (3/201): « وقال مسلم في كتاب التفصيل: هذا الحديث ليس بثابت، وأبو صالح باذام قد اتقى الناس حديثه، ولا يثبت له سماع من ابن عباس ». لكن ورد له شواهد تقويه في «لعن زائرات القبور»، مثل الحديث الذي أخرجه الترمذي (1056) وغيره: «لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ زَوَّارَاتِ القُبُورِ»، وأخرى في «اتخاذ المساجد على القبور» وقد تواتر ذلك عنه صلى الله عليه وآله وسلم. انظر: «الإرواء»: (3/212)، و«السلسلة الضعيفة»: (1/393) للألباني.[/FONT][FONT=Arial Black]

[/FONT][FONT=Arial Black] [COLOR=#cc0000]١٠-[/COLOR] انظر: «الزواجر» للهيثمي: (194) في الكبيرة الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة والثامنة والتسعون: اتخاذ القبور مساجد وإيقاد السرج عليها واتخاذها أوثانًا، والطواف بها واستلامها والصلاة إليها.
[/FONT][FONT=Arial Black] [COLOR=#cc0000]١١-[/COLOR] «تفسير الألوسي»: (11/196).

[/FONT][FONT=Arial Black] [COLOR=#cc0000]١٢-[/COLOR] «تفسير القرطبي»: (10/380).
[/FONT][FONT=Arial Black][COLOR=#cc0000]١٣-[/COLOR] «المغني» لابن قدامة: (1/360).
[/FONT][FONT=Arial Black][COLOR=#cc0000]١٤-[/COLOR] «تبيين الحقائق» للزيلعي: (1/246).
[/FONT][FONT=Arial Black] [COLOR=#cc0000]١٥-[/COLOR]«اختيارات ابن تيمية» للبعلي: (81).
[/FONT][FONT=Arial Black] [COLOR=#cc0000]١٦-[/COLOR] «إغاثة اللهفان» لابن القيم: (1/189).
[/FONT][FONT=Arial Black][COLOR=#cc0000]١٧-[/COLOR] انظر: «روح المعاني» للآلوسي: (15/236). «فتح الباري» لابن رجب: (3/194). و«تفسير ابن كثير»: (3/78).

[/FONT][FONT=Arial Black] [COLOR=#cc0000]١٨-[/COLOR] «فتح الباري» لابن رجب: الجزء والصفحة نفسها.

[/FONT][FONT=Arial Black] [COLOR=#cc0000]١٩-[/COLOR] «تفسير ابن كثير»: (3/78).
[/FONT][FONT=Arial Black] [COLOR=#cc0000]٢٠-[/COLOR] أخرجه مسلم، كتاب «الصلاة»: (1167)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، ورواية «الأحمر والأسود» أخرجها: الدارمي في «سننه»: (2375)، وأحمد (20792)،من حديث أبي ذر رضي الله عنه، وأحمد كذلك: (2737)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (8/261): «رجال أحمد رجال الصحيح غير يزيد بن أبي زياد وهو حسن الحديث»، وصححه أحمد شاكر في «تحقيقه لمسند أحمد»: (4/261)، والألباني في «الإرواء»: (1/316).
[/FONT][FONT=Arial Black][COLOR=#cc0000]٢١-[/COLOR] «مجموع الفتاوى» لابن تيمية: (1/300).

[/FONT][FONT=Arial Black] [COLOR=#cc0000]٢٢-[/COLOR] «البداية والنهاية» لابن كثير: (2/116).

[/FONT][FONT=Arial Black] [COLOR=#cc0000]٢٣-[/COLOR] «روح المعاني» للآلوسي: (5/31).

[/FONT][FONT=Arial Black] [COLOR=#cc0000]٢٤-[/COLOR] [COLOR=black]أخرجه النسائي كتاب «صلاة العيدين»،باب كيف الخطبة: (1578)، من حديث جابر رضي الله عنه، والحديث صححه الألباني في «الإرواء»: (3/73).[/COLOR]

[/FONT][FONT=Arial Black] [COLOR=#cc0000]٢٥-[/COLOR] أخرجه أحمد: (16722[/FONT][FONT=Arial Black])، من حديث المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه. وأخرجه أبو داود كتاب السنة، باب في لزوم السنة (4604) بلفظ: «أَلاَ إِني أُوتِيتُ الكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ»، والحديث صححه الألباني في «المشكاة»: (1/57).[/FONT][FONT=Arial Black]

[/FONT][FONT=Arial Black] [COLOR=#cc0000]٢٦-[/COLOR] أخرجه أحمد: (16743)، والدارمي: (592)، من حديث المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه. والحديث صححه الألباني في «صحيح الجامع»: (8186).[/FONT][/SIZE][SIZE=6][FONT=Arial Black][COLOR=#cc0000]٢٧-[/COLOR][/FONT][FONT=Arial Black] [/FONT][B] [FONT=&quot] «تحذير الساجد» للألباني: (83).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منقول
الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ فركوس
[/FONT][/B][/SIZE]

يعرب 2012-01-06 02:58 AM

رد: في رد شبهة قبوري بآية: ﴿لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا﴾
 
احسنتى اخيتى

جزاك الله خير


الساعة الآن »03:09 AM.

Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2024 Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة - فقط - لأهل السنة والجماعة