أنصار السنة

أنصار السنة (https://www.ansarsunna.com/vb/index.php)
-   الفتاوى الشرعية (https://www.ansarsunna.com/vb/forumdisplay.php?f=12)
-   -   يخاف أن تحبط أعماله الصالحة يوم القيامة . (https://www.ansarsunna.com/vb/showthread.php?t=47856)

أبو عادل 2014-05-20 10:23 AM

يخاف أن تحبط أعماله الصالحة يوم القيامة .
 
[CENTER][IMG]http://img828.imageshack.us/img828/3271/081209115534zynq.gif[/IMG][/CENTER]


[RIGHT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=#ff0000][B][U]السؤال[/U]:[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]

[/RIGHT]
[FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=#800000][COLOR=#000000]إني أخاف أن لا يُعتد بأعمالي الصالحة يوم القيامة ، فألقى في النار ، فقد سمعت قصة تقول : إن شاباً كان له أمّ ، قضّى حياته في خدمتها والاعتناء بها ، فكان ينظفها ويغسلها ويلبي جميع احتياجاتها ، ثم في يوم من الأيام قال في نفسه : إذا ماتت فإني لن أكترث لذلك ( أو ما شابه ذلك من اللفظ )، فأتى يوم القيامة فألقاه الله في نار جهنم . أخاف أن أكون قد قلت أو نويت شيئاً سيئاً فيحبط به عملي يوم القيامة . أرجو المساعدة ، وما هو الفهم الصحيح في مثل هذه المسائل ، إجابتكم قد تغير حياتي تماماً ، فأرجو تزويدي بالعلم الصحيح لكي أسير على النهج الذي يرضي الله تعالى ؟ [/COLOR][/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=#800000][COLOR=#000000] [/COLOR][/COLOR][/SIZE]


[/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][CENTER][RIGHT][COLOR=#ff0000][SIZE=5][COLOR=#ff0000][B][U]الجواب[/U]:[/B][/COLOR][/SIZE][/COLOR]

[SIZE=5]الحمد لله[/SIZE]
[SIZE=5] الخوف من حبوط العمل وسوء الحساب يوم القيامة واحد من أعظم أعمال القلوب التي أقضَّت مضاجع الصالحين ، وأرَّقت منام الأولياء المتقين ، وسالت لأجلها دموع العابدين الذين وصف الله عز وجل قلوبهم بالوجل ، وزكاهم بالمسارعة إلى خير العمل ، وذلك في قوله عز وجل : ( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ . أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ) المؤمنون/60-61[/SIZE]
[SIZE=5] عن عائشة رضي الله عنها قالت : [/SIZE]
[SIZE=5] سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ : ( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ) قَالَتْ عَائِشَةُ : أَهُمْ الَّذِينَ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ وَيَسْرِقُونَ ؟ قَالَ : لَا يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ ! وَلَكِنَّهُمْ الَّذِينَ يَصُومُونَ وَيُصَلُّونَ وَيَتَصَدَّقُونَ وَهُمْ يَخَافُونَ أَنْ لَا يُقْبَلَ مِنْهُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ )[/SIZE]
[SIZE=5] رواه الترمذي (رقم/3175) وصححه ابن كثير في " تفسير القرآن العظيم " (1/176)[/SIZE]
[SIZE=5] ومع ذلك لم يتحول الخوف – لدى هؤلاء – إلى هاجس يضعف عن العمل ، أو قنوط ووسواس يخالف في مضمونه العشرات من آيات الرجاء في القرآن الكريم .[/SIZE]
[SIZE=5] ألم تسمع قول الله عز وجل : ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا ) النساء/70. [/SIZE]
[SIZE=5] وقوله تعالى : ( مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) القصص/84. [/SIZE]
[SIZE=5] وقوله عز وجل : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا . أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا ) الكهف/30-31.[/SIZE]
[SIZE=5] ويقول سبحانه : ( إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ) يوسف/90 فالواجب على المسلم أن يؤمن – إيماناً حقيقياً يظهر أثره في الجوارح والقلوب - بعدل الله وكرمه ، وأنه سبحانه وتعالى لا يضيع أجر من أحسن عملاً ، ولا يظلم مثقال ذرة ، بل يجازي بالإحسان إحساناً ، وبالإساءة عفواً وصفحاً وغفراناً لمن يشاء عز وجل .[/SIZE]
[SIZE=5] ولتسمع ـ يا عبد الله ـ إلى خطاب ربك لنا ، وخبره الصادق عن نفسه سبحانه ، الذي يخاطب العقول والقلوب معا : ( مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا ) النساء/174 . [/SIZE]
[SIZE=5] يقول الشيخ السعدي رحمه الله في تفسيره لذلك : [/SIZE]
[SIZE=5] " أخبر تعالى عن كمال غناه وسعة حلمه ورحمته وإحسانه فقال: { مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ } ؛ والحال أن الله شاكر عليم. يعطي المتحملين لأجله الأثقال ، الدائبين في الأعمال : جزيل الثواب وواسع الإحسان . ومن ترك شيئًا لله أعطاه الله خيرًا منه .[/SIZE]
[SIZE=5] ومع هذا يعلم ظاهركم وباطنكم ، وأعمالكم وما تصدر عنه من إخلاص وصدق ، وضد ذلك . وهو يريد منكم التوبة والإنابة والرجوع إليه ، فإذا أنبتم إليه : فأي شيء يفعل بعذابكم ؟ فإنه لا يتشفى بعذابكم ، ولا ينتفع بعقابكم ؛ بل العاصي لا يضر إلا نفسه ، كما أن عمل المطيع لنفسه .[/SIZE]
[SIZE=5] والشكر : هو خضوع القلب واعترافه بنعمة الله ، وثناء اللسان على المشكور ، وعمل الجوارح بطاعته ، وأن لا يستعين بنعمه على معاصيه" انتهى من "تفسير السعدي" (211) . [/SIZE]
[SIZE=5] وقد كان الخوف من سوء الحساب وحبوط العمل أهم أسباب صلاح الأرض وعمارتها بالعمل الصالح والأخلاق الفاضلة ، كما نص على ذلك في القرآن الكريم في الآية السابقة في قوله عز وجل : ( أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ) المؤمنون/60-61[/SIZE]
[SIZE=5] وأشار إليه مرة أخرى أيضاً حين قرن الخوف من سوء الحساب يوم القيامة بصلة الأرحام والفقراء وأهل الحاجات ، وذلك في قوله تعالى : ( وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ ) الرعد/21. [/SIZE]
[SIZE=5] ولذلك ورد عن الفضيل بن عياض رحمه الله أنه قال : " من خاف الله دلَّه الخوفُ على كل خير " انتهى. [/SIZE]
[SIZE=5] يقول أبو حامد الغزالي رحمه الله – بعد أن قسم الخوف إلى ثلاثة أحوال: اعتدال، وتقصير، وإفراط - :[/SIZE]
[SIZE=5] " وأما المُفْرِط فإنه الذي يقوى ويجاوز حد الاعتدال حتى يخرج إلى اليأس والقنوط ، وهو مذموم أيضاً ؛ لأنه يمنع من العمل ، وقد يَخرُج الخوف أيضاً إلى المرض والضعف ، وإلى الوله والدهشة وزوال العقل ، فالمراد من الخوف هو المراد من السوط ، وهو الحمل على العمل ، ولولاه لما كان الخوف كمالا .... فما يخرج إلى القنوط فهو مذموم ، وهو كالضرب الذي يقتل الصبي ، والسوط الذي يُهلك الدابة أو يمرضها أو يكسر عضواً من أعضائها ، وإنما ذكر رسول الله صلى الله عليه و سلم أسباب الرجاء وأكثر منها ليعالج به صدمة الخوف المفرط ، المفضي إلى القنوط ، أو أحد هذه الأمور .[/SIZE]
[SIZE=5] فكل ما يراد لأمر : فالمحمود منه ما يفضي إلى المراد المقصود منه ، وما يقصر عنه أو يجاوزه فهو مذموم .[/SIZE]
[SIZE=5] وفائدة الخوف الحذر ، والورع ، والتقوى ، والمجاهدة ، والعبادة ، والفكر ، والذكر ، وسائر الأسباب الموصلة إلى الله تعالى ، وكل ذلك يستدعى الحياة مع صحة البدن ، وسلامة العقل ، فكل ما يقدح في هذه الأسباب فهو مذموم " انتهى من " إحياء علوم الدين " (4/157-158). [/SIZE]
[SIZE=5] فالحاصل أن الشريعة تأمرك أن توازن بين الخوف والرجاء ، وتعتدل بين الخشية والأمل ، فلا تغلب أحدهما على الآخر ، بل تسير بهما إلى الله سير الطائر ذي الجناحين ، ولا يستزلنك الشيطان فيضعف فيك جانب الرجاء ، وينسيك الأدلة المتواترة في الكتاب والسنة الدالة على سعة كرم الله وجوده ، وأن العمل الصالح المخلص اليسير قد يكون كافيا لدخول الجنة .[/SIZE]
[SIZE=5] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :[/SIZE]
[SIZE=5] ( بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ عَلَى الطَّرِيقِ فَأَخَّرَهُ فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ ) [/SIZE]
[SIZE=5] رواه مسلم (رقم/1914)[/SIZE]
[SIZE=5] وانظر جواب السؤال رقم : ([URL="http://islamqa.com/ar/ref/125618"][U][COLOR=#000080]125618[/COLOR][/U][/URL])[/SIZE]
[SIZE=5] والله أعلم .[/SIZE]
[/RIGHT]
[SIZE=5] [/SIZE][SIZE=5]
[/SIZE]
[/CENTER]
[/FONT][LEFT][SIZE=4][COLOR=#0000ff][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=#7e0138][B][URL="http://www.islam-qa.com/ar/ref/152304"]الإسلام سؤال وجواب.[/URL][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/COLOR][/SIZE]
[/LEFT]
[SIZE=4][COLOR=#0000ff][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=#7e0138][/COLOR][/SIZE][/FONT][/COLOR][/SIZE][CENTER][CENTER][IMG]http://www.nor1way.com/vb/mwaextraedit4/extra/111.gif[/IMG][/CENTER]
[/CENTER]


الساعة الآن »03:10 AM.

Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2024 Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة - فقط - لأهل السنة والجماعة