عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 2009-06-08, 12:56 AM
أبو جهاد الأنصاري أبو جهاد الأنصاري غير متواجد حالياً
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المكان: الإسلام وطنى والسنة سبيلى
المشاركات: 8,418
افتراضي


الحمد لله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله ... أما بعد
قال تعالى : أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (23) [الجاثية]
فكرت ملياً كيف يكون المدخل لأرد على كلام صاحبة المقال المنقول ، فوجدت أن هذه الآية هى أنسب آية تفصح عن حالها. فمن يقرا الآية ثم يعيد قراءة المقال السابق يجب أن الآية تنسحب على مساحات كبيرة منه إن لم يكن عليه كله. فهى تبحث عن إسلام يوافق هواها ... يوافق عقلها ... وليس هذا بإسلام ذلك الذى يسير على هوى كل إنسان ، فالنبى قال : ( حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات ) بل إن الى يدس العقل فى كل شئ فى الدين ما فهم حقيقة الإسلام الذى هو الاستسلام لله بالتوحيد ، ومعنى الاستسلام أن تكون إرادة المستسلم وفق إرادة المستسلم له ، فهى رفضت السنن ، ومعلوم أن السنن تأتى على غير هوى الناس ابتلاءً واختباراً من الله.
والإسلام لا يلغى العقل بدليل الآيات الكثيرة التى جاء فيها أفلا يعقلون ولكن الإسلام لا يقدس العقل ولا يجعله حاكماً على شرع الله ، ولا مشرعاً بدلاً من الله.
منكروا السنة طائفة قديمة قدم النبى ولعلى أرصد أولى محاولات إنكار السنة فى القرآن فى قوله تعالى : وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآَنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ [الزخرف]
وألمس أول محاولة لإنكار السنة ذكرتها أحاديث النبى فى حديث ذوى الخويصرة التميمى ، الذى اعترض على قسمة النبى قائلاً : اعدل يا محمد ، فرد حكم النبى لهوى فى نفسه.

وهم قوم مثلهم مثل المعتزلة أعيتهم السنن أن يحفظوها فعادوها وأنكروها ، وهربوا إلى دعوى العقل. وهذا واضح على كلام هذه المنكرة للسنة ، هى ليس لها القدرة على فهم الأحكام الشرعية ، هى أقل من أن تميز بين الحديث الصحيح والضعيف ، هى تجهل كيفية الاستدلال والاستنباط واستخراج الأحكام الكلية بأدلتها التفصيلية ، هى أقل من أن تدرك الناسخ وتميزه من المنسوخ ... إلخ هى أقل من كل هذا ، فماذا تفعل؟ تنكر السنة. هذه هى النتيجة الحتمية والمحببة إلى النفس ، خاصة عند طائفة عريضة فى هذا الزمان ، طائفة جاهلة ومغرورة ، أما جهلها فبسبب بعدها عن الدين وعن العلوم الشرعية ، وأما غرورها فبسبب ( ورقة ) تسمى شهادة البكالوريوس أو الليسانس أو حتى التى تسى ( ماجستير أو دكتوراة ) نعم ماجستير فى علوم الكيمياء ، نعم دكتوراة فى الطب أو الفيزياء ، ولكن كم يساوى هؤلاء فى علوم الدين ؟ صفر.
فيحسنون الظن بعقولهم وأن لديهم اسلوب فكرى لا يقارن وأنهم فلتات وخسارة علمية كبيرة ، وعندما يتحولون أو يلتفتون إلى علوم الشريعة ويرون أنها أعظم وأكبر وأوسع وأعقد من كل التى درسوها طوال حياتهم ، أصابهم الدهشة والصغار والذهول ، ولكنهم يأبون أن يسلموا للعلماء أمر الدين ، فيفعلون ما أخبر النبى به منذ أربعة عشر قرناً من الزمان ، حين أخبر بكلام الرويبضة وعرفهم بأنهم الرجل السفيه يتحدث فى أمور العامة. وقد كان. الكلا الآن يتحدث فى امور الدين، كل من هب ودب يتحدث فى الشريعة. فيقبلون هذا ويرفضون ذاك. وما المعيار العقل؟؟
طيب عقل من؟ عقلى ؟ أم عقلك ؟ أم عقل هذا ؟ أم عقل تلك؟
الأمور التى تعثرت فيها منكرة السنة وعقم فهمها عن إدراكها هناك أناس يجيدون فهمها ولا تمثل إشكاليات لديهم ، فهل كون هذه لا تفهما نخرجها من الدين؟ وماذا عندما يأتى آخر ولا يفهم أشياء أخرى أفنردها لهذا السبب؟ ثم إذا جاء ثالث ولم يفهم أخريات أفنردها أيضاً؟
ورحم الله الإمام ماك حين قال : أفكلما جاءنا رجل هو أجدل من رجل تركنا ما نزل به جبريل ص: على قلب محمد :ص لجدل هذا؟؟!!!
العجيب أن هؤلاء إذا تعطل حوض مطبخه فإنه يستدعى السباك ويترك له فعل ما يشاء فى مطبخه ثم يشترى له كل ما طلبه دون نقاش ولا يتدخل فى أى شئمما يصنع! فسبحان الله ولكن الدين الكل أصبح وصياً عليه ، الجاهل قبل العالم.
العجيب أنها بنفسها قد اعترفت بجهلها وأنها رفضت السنة فى الوقت فى الوقت الذى لم تكن تعلم فيه أسماء بعض السور؟؟!!!
وهنا لا نملك إلا أن نقول : لا تعليق ، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

وهى تكره كل المشايخ ، حسناً فلتقرأى إذاً هذه الآيات أيتها المنكرة للسنة :
وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28) وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ [الكهف]
ألا تتماشى مع سياقها هنا؟!
وإذا كان البعض يعتبر أن مشكلة المسلمين ( احتكار رجال الدين للدين ) وهذا أصلاً غير صحيح ، ولكن بافتراض هذا ألا نقول أننا نعيش عصر العلم وأولى أساسيات العلم التخصص؟! وإن كانت المشكلة أن يحتكر العلماء الدين ، أليس من الكوارث أن يتحدث الجهلاء فيما لا يعلمون؟؟!!
__________________
قـلــت :
[LIST][*]
من كفر بالسـّنـّة فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله تعالى يقول : (( وما آتاكم الرسول فخذوه )).
[*]
ومن كذّب رسولَ الله ، فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ،لأن القرآن يقول : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )).
[*]
ومن كذّب أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله سبحانه يقول فيهم : (( رضى الله عنهم ورضوا عنه )).
[*]
ومن كذّب المسلمين فهو على شفا هلكة ، لأن القرآن يقول : (( يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) والنبي - صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ).
[/LIST]
رد مع اقتباس