عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 2010-10-20, 07:04 AM
see see غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-03-22
المكان: الغربه
المشاركات: 1,647
افتراضي

كان المحيط الذي يعيش داخله الشاب متميز بغليان فكري يساري في مواجهة مع نظام هو نفسه يرتكز على لائكية صرفة
فبعد إغلاق أكبر صرح للإسلام ( جامع الزيتونة ) في الخمسينات وبعد الإستقلال مباشرة وسير الكثير ممن كانوا داخله في موكب الصمت او الرضا
ضاع كل مؤشر وفقدت البوصلة
يضاف إلى ذلك الطاقم التدريسي الذي يرتكز في جله على فرنسيين
فكان الغائب الدائم هو الدين
وما كان من سبب قد يثير السؤال: ما الإسلام ؟
وحتى لو أثير فليس هناك من يجيب
سارت الوتيرة بالشاب في هذا المعترك وبدأ ينحو كل يوم جديد نحو اليسار بل قد كانت هناك محاولات دائمة لكسبه إلى الرفاق
ولكنه كان دائما يتعذر بأن له ظروف مؤقتة ( وفي الحقيقة كانت هناك ثغرات طروحاتهم لحدثها مدرس التاريخ وهو بنفسه فرنسي يضاف إلى ذلك عشقه للأدب العربي سواء الجاهلي او في الإسلام
عشق الصعاليك الثوار
وطبع بطابع عدائي لكل من يعادي العرب خاصة بعد دراسته للشعوبية وتيارها وما يقطر من سم في شعرهم
لذلك كانت القومية العربية هي الجاذب الأقوى وقد نهمك في البحث عن أي كتاب وخاصة كتابات ساطع الحصري
في هذا الأتون أكمل سنتين دراسة
في نهاية الثانية ( الخامسة ثانوي اصطلاحا) جاء القرار الوزاري بإغلاق المعهد وإعادة كل طالب من حيث أتى وادماج الجميع في التعليم الثانوي العام
وبالفعل قد كانت تلك نعمة إلهية ( لم يفكر فيها حينها كما هو الحال اليوم) ولكن أمكن له الآن ان يجري امتحان الباكالوريا الذي كان متعذرا في شعبته السابقة
عاد هناك إلى أحد المدارس الثانوية وترك العاصمة
عاد وفي داخله ثورة ( بدا يفكر في السيسة وبدا يمارسها بدون انتماء) وكان صدامه الأول مع استاذ العربية الذي كان متحزبا للحزب الحاكم
وكان معروف الرصافي هو مدار الصراع
وكانت البيتان المتسببتان
عجبت لقوم يرضخون لدولة يسوسهم بالموبقات عميدها
وأعجب من ذا أنهم يرهبونها وأموالها منهم ومنهم جنودها
أراد الشاب أن يوظف هذا الوصف في الواقع المعيش
وأراد الأستاذ أن يفرض رأيه أن المقصود منها اناس في الشرق ولا علاقة لنا بهم
وبهذا جعل الشعر وصفا لحالة مكانية ضيقة وليس تصور انساني عام
وتواصلت الصدامت وتواصلت المآزق وكثرت المشاكل
وقررالشاب أخيرا أن يقاطع الحضور في المعهد وان يكتفي بأخذ الدروس من زملائه
ورغم ذلك لحق به قرار بالطرد النهائي
ولكن مفتاح الباكالوريا كان بيده فمطلب المشاركة أرسل منذ مدة إلى الوزارة منذ مدة وعنوان الإستلام كان خارج المعهد
انكب على الدراسة بنية التحدي أكثر منه دافع للنجاح
فمدير المعهد تحداه أن ينجح
ورغبته صارت أن في نجاحه اذلال لمدير المعهد
واختتم سنته بإجراء امتحان الباكالوريا ووفق ونالها ولكن لم يحدث الذي كان يفكر في فعله ولم ينبس بأي كلمة عندما اعلن مدير المعهد عن نجاحه
نظر إليه نظرة طويله ثم غادر
بانتظار الجامعة
__________________
[SIGPIC][/SIGPIC][align=center]قل للئيم الشاتم الصحابه....ياابن الخنا جهراً ولا تهابه
السابقون الاولون كالسحابه....تغيث بلقعاً تهرها كلابه
الفاتحون الغر أسود الغابه....الله راضٍ عنهم ولتقرؤا كتابه
[/align]
رد مع اقتباس