عرض مشاركة واحدة
  #77  
قديم 2009-06-12, 06:32 PM
صابر عباس صابر عباس غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-03-20
المشاركات: 431
افتراضي مبدأ التوحيد في القرآن العظيم - الجزء السابع والعشرون ( 5 )

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الجزء السابع و العشرون من القرآن العظيم
ومبدأ التوحيد
( 5 )
وبعض آيات من سورة الرحمن

وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (9)

وأقيموا الوزن بالعدل, ,والعدل يجب أن يكون في جميع أمور الحياة ,
فهناك حقوق على الإنسان المؤمن أن يؤديها كلها ولا يفرط في واحدة منها وهي أربعة : حق الله تعالى .., حق النفس .. , حق الناس .. , حق الأشياء .
وقد تبين في اللقاء السابق الحق الأول , وهو حق الله تعالى
أن نعبده وحده ولا نشرك به شيئا , وأن نطيع رسوله صلى الله عليه وسلم,
وأن نؤدي ما فرضه علينا من فرائض وأن نطبق شرعه .
فإن تحريم القتل وتحريم الزنا وتحريم السرقة وتحريم الربا وتحريم الخمر , كل هذه أمور يقر بتحريمها كل عقل سليم ..
فلا تستقيم حياة الإنسان على وجه الأرض بدون تحريم ما حرمه الله .

******

الحق الثاني , حق النفس
إن نفسك لها حق عليك فلا تضيعها , إن لبدنك عليك حق , ومن الأمور العجيبة أن الإنسان قد يحافظ على أشياء كثيرة من التلف والضياع وينسى نفسه , بل يسعى لتدميرها , فالمدخن مثلا بهذا العمل يدمر جسده ومع ذلك لا يقلع إلا من رحم الله , وبالمثل شرب المحرمات من الخمور أو المخدرات , أو الغرق في الشهوات والسهر في نوادي القمار إلى غير ذلك مما يؤدي بالقطع إلى هلاك الإنسان ,
قال تعالى : وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ -194 البقرة
فعلى الإنسان العاقل أن يحمي نفسه من الضياع فإنها أمانة يجب المحافظة عليها لتعينك على أداء الفرائض وأداء العمل ,
فيجب عمل موازنة بين جميع الأمور فلا يغالي حتى في العبادة ,
جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما أخبروها كأنهم تقالوها ، فقالوا : وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر . قال أحدهم : أما أنا فأصلي الليل أبدا ، وقال الآخر : أنا أصوم الدهر ولا أفطر ، وقال الآخر : أنا أعتزل النساء ولا أتزوج أبدا . فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم فقال : أنتم الذين قلتم كذا وكذا ؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له ، ولكني أصوم وأفطر ، وأصلي وأرقد ، وأتزوج النساء ، فمن يرغب عن سنتي فليس مني
الراوي: أنس بن مالك المحدث: ابن العربي - المصدر: أحكام القرآن - الصفحة أو الرقم: 3/391
خلاصة الدرجة: صحيح

فيجب على المؤمن أن يهتم بتزكية النفس بالمحافظة على الفرائض , المحافظة على تلاوة وتدبر القرآن الكريم ,
والبعد عن المحرمات التي تؤدي إلى الهلاك في الدنيا والأخرة
قال تعالى : وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا – 7 فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا -8 قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا – 9 وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا - 10

****

الحق الثالث حق الناس ,
وأولهم الأهل والأقارب
قال تعالى في سورة الإسراء :
وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا – 23
وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا - 24
رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا -25
وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا - 26
وفي الحديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم ,
من سره أن يبسط له في رزقه ، أو ينسأ له في أثره ، فليصل رحمه
الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2067
خلاصة الدرجة: [صحيح]
ومع ذلك كله فإن لجميع البشر حقوق , فهناك حق الجار والجوار,
وحق أهل وطنك وبلدك وحق بقية البشر في دعوتهم وتبليغهم رسالة الله,
والعمل على التعارف بين البشر مطلب إيماني
قال تعالى :
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خبير – 13الحجرات

*****
الحق الرابع , حق الأشياء ,
مثل حق الطريق , وحق المخلوقات التي سخرها الله لنا .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إياكم والجلوس بالطرقات . فقالوا : يا رسول الله ، مالنا من مجالسنا بد نتحدث فيها ، فقال : فإذا أبيتم إلا المجلس ، فأعطوا الطريق حقه . قالوا : وما حق الطريق يا رسول الله ؟ قال : غض البصر ، وكف الأذى ، ورد السلام ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 6229
خلاصة الدرجة: [صحيح]

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
كل سلامى من الناس عليه صدقة ، كل يوم تطلع فيه الشمس ، يعدل بين الاثنين صدقة ، ويعين الرجل على دابته فيحمل عليها ، أو يرفع عليها متاعه صدقة ، والكلمة الطيبة صدقة ، وكل خطوة يخطوها إلى الصلاة صدقة ، ويميط الأذى عن الطريق صدقة
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2989
خلاصة الدرجة: [صحيح]
حتي التعامل مع جميع المخلوقات يجب أن يكون برحمة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت ، فدخلت فيها النار ، لا هي أطعمتها ولا سقتها إذ حبستها ، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 3482
خلاصة الدرجة: [صحيح]
حتى التعامل مع الذبيحة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إن الله كتب الإحسان على كل شيء . فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة ، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته
الراوي: شداد بن أوس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 1409
خلاصة الدرجة: صحيح
هل أدركنا الأن قيمة الميزان والعدل في كل أمور الحياة
هكذا علمتنا رسالة الإسلام .

*******

وقبل أن نختم تعالوا نتعرض لأنوار الصفات والأسماء الحسنى
لله سبحانه وتعالى
القادر المقتدر

القادر : ذو القدرة التامة الذي لا يعجزه شئ , ولا يتقيد بأسباب ,
وهو المتمكن من الفعل بلا معالجة ولا وساطة ولا أداة ولا جارحة ولا يلحقه عجز فيما يريد إنفاذه ,
ما شاء الله كان وما لم يشئ لم يكن , فهو القادر المطلق بديع لكل ما في الكون بدون معاونة من غيره , سبحانه .
قال تعالى :

قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ -65 الأنعام

وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ – 189 ال عمران
قال تعالى " ولله ملك السموات والأرض والله على كل شيء قدير " أي هو مالك كل شيء والقادر على كل شيء فلا يعجزه شيء .
المقتدر , عظيم القدرة , فهو الذي يقدر على إصلاح الخلائق على وجه لا يقدر عليه غيره فضلا منه وإحسانا
قال تعالى : وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا – 45 الكهف
فسبحان القادر المقتدر
*******

وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
رد مع اقتباس