عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 2009-06-28, 11:23 PM
حفيدة الحميراء حفيدة الحميراء غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2008-11-30
المكان: مــصـــر مــقــبرة الـروافــض
المشاركات: 907
افتراضي


بقية الموضوع
عائشة الحميراء .. قدوة النساء

الله المستعان


الموقف الثالث : قبول الإسترضاء

ومن ذلك أيضاً ما ورد في حديث النعمان بن بشير قال :

" استأذن أبو بكر على النبي صلى الله عليه وسلم ، فإذا عائشة ترفع صوتها عليه ، فقال : يا ابنة فلانة -
وهذه أساليب للعرف عجيبة في تعاملهم هي ابنته لكن في هذا الفعل لم يكن راضياً عنها فلم يرد أن ينسبها إليه وهي تفعل فعلاً لا يحبه ،
فقال : يا ابنة فلانه نسبها الى أمها - ثم قال :
ترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم !
فحال النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبينها ، فقد أراد أبو بكر أن يتوجه لعائشة ليضربها ويعنفها " .

وقد استنبط بعض أهل العلم أنه يجوز لأبي البنت أن يربيها وأن يزجرها بحضرة زوجها ، لكن انظر " فحال النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبينها " ، مع إن النبي صلى الله عليه وسلم، هو - إذا صح التعبير - المعتدى عليه ، وهي التي رفعت عليه صوتها، ومع ذلك حال بينها وبينه .


" ثم خرج أبو بكر رضي الله عنه فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يترضاها – أي يترضى عائشة ويتلطف معها -

ويقول : ألم تريني حلت بين الرجل وبينك - يستشفع بالموقف الدفاعي الذي وقفه صلى الله عليه وسلم - ثم إستأذن أبوبكر مرة أخرى فسمع تضاحكهما - النبي صلى الله عليه وسلم وعائشة رضي الله عنها ـ قد أزال النبي صلى الله عليه وسلم بحسن معاملته هذا الأمر الذي كان سبب هذا الغضب ـ فقال أبو بكر : أشركاني في سلمكما كما أشركتماني في حربكما

"


ما أجمل هذا الموقف ! وما أرق رسول الله صلى الله عليه وسلم ! وما أحسن تأتي عائشة صلى الله عليه وسلم ولينها وانكسارها لرسول الله صلى الله عليه وسلم ! ومعلوم أن الحياة الزوجية لا تخلو من المكدرات ،
ولكن هذه المعاملة هي التي تزيل أسباب الكدر، وإذا كانت هناك مكدرات ؛
فإن هناك مهدئات ومسكنات من هذه المعاملة اللطيفه،
فقد رفعت المرأة صوتها على زوجها - ولم يكن زوجها أي أحد بل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم - فقبل منها مراعاة لطبيعتها وغضاًَ للطرف عما سبب لها ذلك الغضب، ثم بعد ذلك حال بينها وبين أبيها ،
ثم جعل يترضّاها ويستشفع لها بما كان منه من موقف تجاهها ثم تضاحك الزوجان مرة أخرى وعاد الوئام في لحظات .


وإلا فإنه من الممكن أن يطول الأمر والخلاف ؛ فإن الكلمة تجر أختها وأحيانا الحركة تجد غيرها وتزداد الشقة والخلاف والنزاع .

الموقف الرابع : سابقني فسابقته

ومن لطيف أيضاً حسن معاملة النبي صلى الله عليه وسلم، والحديث هنا لعله يكون أكثر توجيهاً للأزواج والرجال أكثر منه للنساء كل هذه المواقف تربيه في سيرة عائشة والنبي صلى الله عليه وسلم لكل الجنسين، ففي حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت : سابقني النبي صلى الله عليه وسلم فسبقته ما شاء - يعني أكثر من مرة - حتى إذا أرهقني اللحم سابقني فسبقني، فقال : ( يا عائشة هذه بتلك ) .

موقف جميل جداً لعل الواحد منا يستكثر ما هو أقل منه ! ويرى أن ذلك خرماً لمرؤته ، وجرحاً في عدالته ، وإنزالاً من منزلته ، فإذا ظن ذلك فليستغفر ؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد فعل ذلك ، ولنا فيه قدوة وأسوة حسنة ؛ فإنه كان يتطلف بهذا .

وهذا يدلنا أيضاً على عظمة رسول الله صلى الله عليه وسلم من وجه آخر ؛ فإنه كان يجيّش الجيوش ، ويدرّس الدروس ، ويربي الأجيال ،
ولم يشغله كل ذلك وغيره عن أن يكون مؤدياً الحق لأهله ،
ومراعياً لزوجته حتى في تفرقه لمسابقتها ومداعبتها وملاعبتها وغير ذلك من الأمور التي ينشغل عنها الناس اليوم ، ولا يفطنون لها ،
ولا يتوددن بها إلى أزواجهم ، فتبقى الحياة كاحتكاك الحديد بالحديد ليس هناك بينهم التآلف الذي هو من حسن التودد والتلطف ، والذي يزيل هذا الإحتكاك ، ويجعل المسائل على أحسن وجه ؛ مما يجعل الحياة الزوجية هانئة سعيدة .

الموقف الخامس : يضع فاه على موضع فمها


ومن لطفه صلى الله عليه وسلم وعظيم محبته لعائشة رضي الله عنها، وهذا حبٌّ فريد منه فهنا يعلمنا ان الحب في ظل الشرع أمر لا حرج فيه ؛ فإنه قد قالت عائشة رضي الله عنها : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعطيني العظم فأتعرقه - أي تأكل عروق العظم ما بقي من اللحم - ثم يأخذه فيديره حتى يضع فاه على موضع فمي ) .

تحبباً وتلطفاً معها وإشعاراً لمنزلتها عنه .

الموقف السادس : يا رب سلط عليّ حية


هنا أيضاً حادثة لطيفة فيما يتعلق فيما بين الزوجات مع أزواجهن .. الرواية عن القاسم عن عائشة رضي الله عنها ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج أقرع بين نسائه فطارت القرعة لعائشة وحفصة معاً وكان إذا كان بالليل سار مع عائشة يتحدث ،
فقالت حفصة :
ألا تركبين الليلة بعيري وأركب بعيرك تنظرين وأنظر – أي نتبادل تجربين هذا البعير وأنا أجرب – فقالت : بلى فركبت ،
فجاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى جمل عائشة و عليه حفصة فسلم عليها ثم سار حتى نزلوا وافتقدته عائشة ، فلما نزلوا جعلت رجليها بين الإذخر وتقول : يا رب ،
سلّط عليّ عقرباً أو حية تلدغني ، رسولك ولا أستطيع أن أقول له شيئاً ! " .

يعني تبدي ما كان من ندمها في هذا الشأن ، فهذه مواقف يسيرة من معامله الرسول صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها ، وحسن أدب عائشة مع المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهذا كله يدلنا على ما ينبغي أن يكون بين الرجل وزوجته ،
ومن ما يتعلق ببعض الإستنباطات الفقهية من عائشة رضي الله عنها ودقة علمها وهذا نوع من المواجه ؛ حتى ننتقل من مرحله الى أخرى لأن هناك مواقف أخرى سيأتي ذكرها لاحقا .


لموقف السابع : يا بنية إنك لمباركة


في مسند الإمام أحمد عن عائشة رضي الله عنها قالت :

أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا بتربان بلد بينها وبين المدينة بريد وأميال وهو بلد لا ماء به ،
وذلك من السحر انسلت قلادة من عنقي فوقعت ،
فحبس على رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتمسها حتى طلع الفجر، وليس مع القوم ماء فلقيت من أبي مالله به عليم من التعنيف والتأفيف -
سقط عقدها فانتظر الرسول يبحث عنه حتى طلع الفجر ولم يتحرك القوم وليس عندهم ماء - ،
فأنزل الله الرخصة في التيمم ، فتيمم القوم وصلّوا ، قالت : يقول أبي حين جاء من الله الرخصه للمسمين : والله ما علمت يا بنيه إنك المباركة ! لما جعل الله للمسلمين في حبسك إياهم من البركة واليسر .

فهذا مما كان في نزول حكم التيمم ولم يكن فرض قبل ذلك، وهذا كان ببركة وبسبب ما حدث لعائشة رضي الله عنها .

الموقف الثامن : يُقبّل وهو صائم


ومن ذلك أيضاً فيما يتعلق بالأحكام الفقهية المنقوله والملتصقه بسيرة عائشة ، عن أبي قيس مولى عمر قال :



بعثني عبد الله بن عمر إلى أم سلمة وقال : سلها أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبِّل وهو صائم ؟
فإن قالت لا ! فقل : إن عائشة تخبر الناس أنه كان يُقبّل وهو صائـم ! فقالت له أم سلمة لا ! فقال لها ذلك ،
فقالت له : لعله أنه لم يكن يتمالك عنها حباً أما إياي فلا !
لأنها كانت رضي الله عنها كبيرة في السن، وهذا حكم أيضاً فقهي فيما يتعلق بهذا .


الموقف التاسع : تنزعي مقلتيك


ومن ذلك أيضاً ما روته بكرة بنت عقبة :
أنها دخلت على عائشة وهي جالسة في معصفرة - أي لباس مزين أو فيه صفرة - فسألتها عن الحناء ؟
فقالت : شجرة طيبة وماء طهور، وسألتها عن الحفاء فقالت لها :
إن كان لك زوج فاستطعت أن تنزعي مقلتيك فتضعيها له أحسن مما هما فافعلي .


وهذا من أعظم فقه عائشة بالنسبة للنساء تقول إن كان لك زوج فاستطعت أن تنزعي مقلتيك أي عينيك فتصنعينها أحسن مما هما عليه فافعلي، وذلك لكي تكون أقرب وأحب الى زوجها .

يتبع إن شا ء الله

__________________
وقال أبو الوفا بن عقيل رحمه الله:

انظر كيف اختار لمرضه بيت البنت، واختار لموضعه من الصلاة الأب، فما هذه الغفلة المستحوذة على قلوب الرافضة عن هذا الفضل والمنزلة التي لا تكاد تخفى عن البهيم فضلا عن الناطق.



و ما ضر المسك معاوية عطره
أن مات من شمه الزبال والجعل
رغم أنف من أبى

حوار هادئ مع الشيعة

اصبر قليلا فبعد العسر تيسير وكل امر له وقت وتدبير
رد مع اقتباس