عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 2009-06-28, 11:37 PM
حفيدة الحميراء حفيدة الحميراء غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2008-11-30
المكان: مــصـــر مــقــبرة الـروافــض
المشاركات: 907
افتراضي

بقية الموضوع

عائشة الحميراء .. قدوة النساء

الله المستعان



زواج عائشة رضي الله عنها
"]

أختم بمسألة مهمة آثرت إرجاءها وهي ما يتعلق بزواج عائشة رضي الله عنها،
قدخطبها النبي صلى الله عليه وسلم وهي إبنة ست سنين وبنى بها ودخل عليها وهي إبنة تسع سنين،
وكان ذلك في العام الثاني للهجرة بعد عودته من غزوة بدر وكما قال بعض الكتاب :

"لما انتصر رسول الله وأعز الله الإسلام والمسلمين وخرج الرسول

بذلك واطمانت أقدامه في المدينة كان الوقت مناسباً أن يبني بعائشة رضي الله عنها ،
وفي وصف تلك الحالة تذكر عائشة رضي الله عنها ما كان من شأن تغير الجو على المسلمين المهاجرين من مكة
لما جاءوا الى المدينة استوخوموا هواءها وأصابتهم حماها ، حتى إن عائشة
رضي الله عنها تدخل على أبو بكر وبلال
رضي الله عنهما، وبلال يقول من شدة شوقه إلى مكة ومن شدة معاناته لهذا المرض كان يقول :


ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة **** بوادي المحول أذخر وجليل
و هل أردن يوما مياه مجنـة **** وهل يبدون لي شامه وطفيل
شامة وطفيل جبال من جبال مكة .

و أبوبكر كانت تدخل عليه وهو من شده الحمى يقول :


كل إمـرئ مصبَّح في أهله **** والموت أدنى من شراك نعله

وقد أصاب عائشة رضي الله عنها مرض حتى تساقط شعرها وكانت جميعة شعرها قليل الشعر المجموع يعني القليل،
وعن ذلك دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال :

( اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد ، وصححها ، وبارك لنا فيها وفي صاعها ومدها ، وانقل حماها فاجعلها إلى الجحفة ) .

تقول عائشة رضي الله عنها :

فلما شفيت كانت أمي تهيؤني للزواج وكانت أمي تعالجني للسمنة تريد أن تسمنها بعد أن ضعفت بسبب هذه الحمى
قبل أن تدخلني على رسول الله صلى الله عليه وسلم فما استقام لها ذلك حتى أكلت القثاء
بالرطب فسمنت كأحسن سمنة ثم قالت : فجائتني مرة وأنا العب مع صويحباتي فقالت :
هات هات - تعني تعالي - فجئت حتى حسنتني ثم حتى أخذت نفسي ثم جاءت بي رسول الله، وقالت : أهلك يا رسول الله
.

وذكرت عائشة رضي الله عنها في ما كان في وليمة عرسها ومهرها وما كان من بساطة ذلك قالت :

" والله ما ذبح جزور ولا شاة وإنما كان طعام يتهادى به سعد بن عبادة رسول الله ،
فلما جاء به دعا رسول الله إلى القوم " .

ومن لطائف ما ورد وإن كان فيه إنقطاع وبعضه، وهذه الرواية ترد بحديث قد يجبر هذا الضعف :

أن بعض نساء الأنصار كنّ يزينّ عائشة رضي الله عنها،
وكان عند النبي صلى الله عليه وسلم لبن وأراد أن يعطيهن ،
فقلن لا نريد فقال : لا تجمعن جوعاً وكذبا، فقد كن يحببن ذلك اللبن ولكنهن يمتنعن حياءً من الرسول .

هنا الأمر متعلق بالزواج المبكر الذي يحتقره بعض الناس ويذكرونه ذكراً فيه إزدراء وانتقاد ،
وما يعلمون أن في هذا الإنتقاد إنتقاد لفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقول أن الزواج المبكر خير كثير .

من فوائد التبكير في الزواج

1- عصمة ووقاية من الإنحراف والمعاصي
سواء للرجل والمرأة وبالنسبة للمرأة حتى لا يكون هناك مجال للتعرض للفتنة أو الإعتداء عليها أو نحو ذلك .

2- مصلحة الإستقرار النفسي المبكر
بدلاً من أن يبقى الحال كما هو حال الناس اليوم تبلغ الفتاة وهي ابن عشر وتتزوج وهي إبنة ثلاثين وتبلغ سن اليأس وهي إبنة أربعين فيكون ما مضى من عمر في الحرمان أكثر مما مضى في نعمة الزواج والمعاشرة،
وهذه الفطرة البشرية لا تكون مستقرة الا بما يحقق غايتها ورغبتها وفق شرع الله عز وجل،
ولذلك نجد اليوم جنوحاً في الأفكار وشطحاً في العواطف واختلالاً في التفكير واضطرابا في المعاملة كله ناشئ
على أن النفس لم تجد بغيتها وحاجتها الغريزية الفطرية في الوقت المناسب وفي الهيئه المناسبة التي شرعها الله عز وجل .

3- تكثير النسل والتقارب ما بين الأب وأبنائه

فتكثير النسل لأن هذا يمتد مداه طويلاً فكما قال الشافعي :

"رأيت جدة ولها إحدى وعشرين سنة " ،

جدّة وعمرها واحد وعشرين سنة ؟ الآن عمرها واحد وعشرين سنة ولم تتزوج بعد!
كيف هذا قد سبق أن ذكرت ذلك مرة تزوجت وعمرها تسع سنوات وولدت بعد سنة فكان
عمرها عشر سنوات ثم بعد تسع سنوات تزوجت إبنتها، وبعد سنة أخرى ولدت فكان عمر الأم انتهى
إلى الواحد والعشرين وصارت جدة بذلك، فهذا تكثير للنسل .

4- أنه يكون قرب بين الأب والأم وبين الأبناء

ومن حيث السن لا يكون الفارق كبيراً فإن الفارق الكبير في بعض الأحيان كما نرى أن الرجل الكبير يتزوج
وهو متاخر يأتي أبناؤه صغاراً فيكون عنده العاطفة والشفقة الشيء الكثير فيغلب جانب حبهم والعطف عليهم دون
أن يكون موجهاً أو مربياً لهم ويكون فارق التفكير والإهتمامات بين الأب وإبنه كبيراً بينما في غير هذه الصورة
في الزواج المبكر يكون على غير هذا النحو والنهج .

ثم هذا كله يدلنا على ما كان من التيسير في الأمور دون التعقيد فيها فهذه جملة
من المواقف التي تتعلق بسيرة عائشة رضي الله عنها وما طويت ذكره أكثر مما ذكرته
وأذكر هنا لا يتسنى لنا وقت للإجابه على الأسئلة، ولكن أعلق على ما طلب من
ذكر الكتب والأشرطة عن حياة عائشة رضي الله عنها .

للإستزادة من خبر عائشة رضي الله عنها

1- سير أعلام النبلاء للذهبي .
2- البداية والنهاية لابن كثير .
3- فصل في فضائل عائشة رضي الله عنها من كتاب فضائل الصحابة للإمام أحمد رحمة الله عليه .
4-"عائشة رضي الله عنها أم المؤمنين" ضمن سلسلة أعلام المسلمين .
5- "الإجابة فيما استدركته عائشة رضي الله عنهاعلى الصحابة" للزركشي .
7- رسالة في مسألة الزواج المبكر والرد على من نفوه وبيان فوائده وجوازه ومشروعيته ، للدكتور ملا خير خاطب .

وأكتفي بهذا وأسال الله عز وجل أن يكون في عائشة رضي الله عنها وغيرها من أزواج رسول الله
ونساء الصحابة قدوة لنسائنا وأن نكون أيضاً نحن عاملين على تنشئة أزواجنا وبناتنا وأخواتنا على هذا النهج وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

__________________
وقال أبو الوفا بن عقيل رحمه الله:

انظر كيف اختار لمرضه بيت البنت، واختار لموضعه من الصلاة الأب، فما هذه الغفلة المستحوذة على قلوب الرافضة عن هذا الفضل والمنزلة التي لا تكاد تخفى عن البهيم فضلا عن الناطق.



و ما ضر المسك معاوية عطره
أن مات من شمه الزبال والجعل
رغم أنف من أبى

حوار هادئ مع الشيعة

اصبر قليلا فبعد العسر تيسير وكل امر له وقت وتدبير
رد مع اقتباس