عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 2007-08-04, 02:26 AM
أبو جهاد الأنصاري أبو جهاد الأنصاري غير متواجد حالياً
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المكان: الإسلام وطنى والسنة سبيلى
المشاركات: 8,398
افتراضي


والآن نعرض – تفصيلياً – لدلالة مفردات وعبارات الحديث لنضع أيدينا –لاحقاً- على مكمن الإعجاز الغيبى فى هذا الحديث.

1- فقوله صلى الله عليه وسلم [يوشك] تفيد قرب وقوع الأمر ،وأنه قد بدأ الإعداد له فعلاً ولكنه لم يتم بعد ، ولم يتخذ صورته الكاملة. وقد بدأ تداعى الأمم على أمة الإسلام منذ عهد النبى صلى الله عليه وسلم عندما جمعت قريش العرب لحرب النبى صلى الله عليه وسلم فى غزوة الأحزاب ، وما كان يقوم به المنافقون داخل دولة المدينة من فتن وتحريض ، وكذلك تجهيز الروم والفارس لغزو دولة الإسلام فى عهد النبى.

2- [ تداعى ] أى الاجتماع عليكم بأن تدعو كل أمة من الأمم الأخرى أختها لهلاك أمة الإسلام واستئصال شأفتها. والتعبير بالتداعى فيه من البلاغة والإخبار الغيبى الشئ الكثير ، إذ ان الذى يتبادر فى الذهن فى مثل هذه الحالات هو حب استئثار المغتصِب بالمغتصَب. هذه هى طبائع البشر ، أما الذى يخبرنا به النبى صلى الله عليه وسلم هو على نقيض ما درج عليه الناس ، هو يخبرنا بأن الأمم سوف يدعو كل منها الأخرى. وهو نفسه ما حدث قديماً وما زال يحدث.

3- [ عليكم ] تخصيص يعبر أن هذا الحدث خاص بأمة الإسلام. وهذا مشاهد حقاً فى حياتنا فإذا وضعنا إصبعنا الآن على أى موضع على خريطة العالم الإسلامى لتفجر من تحت إصبعنا الدم فى كل مكان وكل بلد. ويكفينا تأكيداً على كلامنا من أن دولتين إسلاميتين (العراق – فلسطين) الوحيدتان المحتلتان فى العالم ولا توجد دولة فى العالم محتلة غيرهما. هذا بخلاف ما يحاك فى السر من تحرش بدول إسلامية أخرى فى المنطقة العربية. وكأن حركة الاحتلال الحديث أصبحت مخصصة للعالم الإسلامى فقط.

4- [ الأمم ] لفظ يطلق ويحتمل أكثر من معنى ،فالمعنى الأعم يقصد به اليهود والنصارى وأصحاب الملل الأخرى ، والمعنى الثانى يقصد به الدول بالمفهوم السياسى الذى نعرفه الآن والتى تحدها حدود مستقلة وتميزها عن جاراتها وكلا المعنيين متحقق.

5- [ كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ] تشبيه بليغ شبه فيه تكالب وتصارع وتسابق الأمم على قتال أمة الإسلام والقضاء عليها واستئصال شأفتها بأناس جياع يدعو كل منهم الآخر إلى طعام شهى ليقضى منه مأربه. ولو أردنا أن نبحث عن تشبيه أبلغ من هذا ليعبر عن الواقع المعاش بيننا الآن لما وجدنا.

6- [ بل أنتم يومئذ كثير ] هذا إخبار بمغيب فنحن لم نجد أياً من مؤسسين الدول الذين أسسوا ممالك وأمبراطوريات ودولاً لا نجد أحداً منهم يستطيع أن يخبر عن وضع سكان بلده بعد فترة من الزمان : هل سيزيدون أم ينقصون أم ينقرضون؟ وهذه المسألة تتعلق بعلم يسمى علم الديموغرافيا أى علم دراسة السكان. والإشارة الغيبية فيه واضحة جداً فعدد المسلمين فى جزيرة العرب علىعهد النبى صلى الله عليه وسلم لم يكن بالكثرة التى يمكن أن يقال أنها ستضارع كثرة الفرس والروم مثلاً. وإذا نظرنا إلى عدد المسلمين الآن البالغ 1300مليون مسلم لعرفنا مغزى كلمة [ كثير ] التى أخبر بها المصطفى صلى الله عليه وسلم.
يتبع ...
رد مع اقتباس