عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 2011-01-10, 09:54 AM
غريب مسلم غريب مسلم غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-06-08
المشاركات: 4,040
افتراضي

حياك الله أخي أبا القعقاع
حسناً لن أتحدث عن القاعدة لكني سأتحدث عن أفكار، سآخذ مثالاً فكرة القتل وأتساءل
هل يحق لأي كان قتل المستحق للقتل؟ أمثلة
1- س قتل ص، هل يحق لـ ع قتل س؟
2- س ارتد عن الإسلام، هل يحق لـ ص قتل س؟
من المخول بالقتل؟
س يستهزء بالإسلام، هل يحق للمخول بالقتل قتل س وأصدقاءه؟

حتى نعيش الأسئلة بالواقع، نأخذ مثالاً حادثة الإسكندرية التي حصلت منذ أيام وما سبقها من أحداث في العراق.
إن كان القس س أو بشكل عام النصراني ص أساء إلى الإسلام فيجب أن يقتل هو دون غيره، فما ذنب النصراني العراقي إن كان النصراني المصري قد أذنب؟
ما ذنب باقي النصارى الذين قتلوا وأصيبوا أثناء حادثة الإسكندرية إن كان أحد النصارى هناك مذنباً؟
ما فائدة قول الله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا [النساء:59] إن كان تنفيذ الأحكام ليس من صلاحيات ولي الأمر؟
قد يقول قائل هؤلاء ليسوا أولياء أمر، فأرد بنفس المنطق وأقول ولا غيرهم ولي أمر، فهل نحن في فوضى مطلقة؟ بالتأكيد لا، نعم نحن في مشكلة غياب الخلافة، لكن هل يعني هذا الغياب الكامل لولي الأمر حتى وإن كان ظالماً ذو توجه علماني (كما الحال في مصر وتونس الحبيبتين)؟
إما أن يكون هنالك ولي أمر أو لا يكون، والصحيح أنه موجود دائماً فكتاب الله عز وجل غير معطل، بعض أولياء الأمر إلى الجيد أقرب، والبعض الآخر إلى السيء أقرب، وقد ترى بعضهم في قمة القبح، لكن هذا لا يغير حقيقة أنهم أولياء أمر أمرنا الله عز وجل بطاعتهم.

رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يطرد كل اليهود حينما خان العهد بنو قينقاع، لكنه طرد بني قينقاع وحدهم، فلا ذنب لبني قريظة آنذاك، إذ أن المشكلة مع بني قينقاع، لذلك حاربهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وطردهم من المدينة دون غيرهم، فهلا كان قدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

كيف لرجل يؤمن بأفكار القتل السابقة أن يقرأ قول الله عز وجل لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ [الممتحنة:8]، وبعد ذلك يبرر لما حصل في العراق من قتل لنصارى العراق لأن نصارى مصر قاموا بكذا وكذا؟

في النهاية أقول: ما من مسلم يؤمن بالله ورسوله ينكر الجهاد في سبيل الله، والآيات في ذلك كثيرة منها قوله تعالى قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ [التوبة:14] ورسول الله صلى الله عليه وسلم حض على الجهاد في أكثر من مناسبة منها قوله عليه الصلاة والسلام (من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق)، فالموضوع ليس ضد الجهاد، لكنه ضد القتل، فما يقوم به بعض الناس تحت مسمى جهاد إنما هو قتل للنفس التي حرم الله بغير حق.
__________________
قال أبو قلابة: إذا حدثت الرجل بالسنة فقال دعنا من هذا وهات كتاب الله، فاعلم أنه ضال. رواه ابن سعد في الطبقات.