عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 2011-01-31, 04:46 PM
بارق السيف بارق السيف غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-01-16
المشاركات: 18
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غريب مسلم مشاهدة المشاركة
أهلاً بك بارق السيف
أين في الآية الكريمة جاء اعرضوا كلام الرسول على كلام الله؟ فالآية تقول بالطاعة دون العرض.
هذا الحديث إما أن يكون صحيحاً أو موضوعاً، إذ أنه لا يحتمل التحسين أو التضعيف، وعليه لك أن تختار بين أمرين:
1- الحديث صحيح فتأتي لنا بما يوافقه من كتاب الله عز وجل.
2- الحديث موضوع فننتقل إلى المرحلة الثانية من حوارنا.
صدقني هذا الحوار سيكون ممتعاً ومفيداً بإذن الله.
أهـــلا بك أخي الكريم ...

الأيــة الكريمة تقول بلزوم طــاعة الله تعـــالى و رسوله عليه أتم الصلوات والتسليم ..!! وتكملت الآية ( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ ) ..

كان الصحابة رضي الله عنهم يرُدُّون كلَّ رواية تتعارض مع القطعي مِنَ القرآن الكريم، حينما لا يُمكنُ الجمع بينهما بوجه من وجوه الجمع ،، وهذا المنهج منهجٌ معروفٌ ومتبعٌ لديهم، ولذلك أمثلة كثيرة، كما فعلت السيدة عائشة حين ردَّت على ابن عمر في قضية تعذيب الميت ببكاء أهله عليه مستدلة بقوله تعالى: ( وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) الأنعام: ١٦٤ ، وفي قضية اعتماره صلى الله عليه وسلم في رجب، وكما صنع ابن عباس (بحديث الحكم بن عمرو الغفاري في تحريم ذوات الناب من السباع والمخالب من الطير )رواه البخاري، باب: لحوم الحمر الإنسية، رقم الحديث 5103).

وعمومــــا ،، وعمومًا فإن هذا المنهجَ أرشد إليه النبيُّ عليه الصلاة والسلام أصحابَهُ فيما رواه الربيع بسنده المتصل الصحيح عن أبي عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس { عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إنكم ستختلفون من بعدي فما جاءكم عني فاعرضوه على كتاب الله فما وافقه فعني وما خالفه فليس عني"(رواه الربيع، رقم 41)، هذا كما قلنا عند وقوع التعارض والاختلاف وتعذُّرِ إمكان الجمع، أمَّا عند إمكان الجمع بوجه من الوجوه المعتبرة فلا يُصار إلى الرد كما هو متقرر ومعلوم ..

وهذا الحديث يــا أخي الكريم في ما اختلفت عليه الأمـــة ،، وعند الإبــاضية هذا الحديث صحيح بعلو سنده ،، أمــا عند القوم فهو ضعيف ..

قوله ( فما وافقه فعني ) وهذا ما وقع فيه الاختلاف بين الأمة بدليل قوله " إنكم ستختلفون بعدي " ،، فأما المتفق عليه أنـــه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يحتــاج إلى عرض بل يجب العمــــل به وإن خالف ظاهر الكتاب ..! لأنه أمــا ناسخ أو مخصص ..

فالاول ( نــاسخ ) كقوله صلى الله عليه وسلم " لا وصية لوارث " فإنه ناسخ لقوله تعالى ( الوصيـــــة للوالدين و الأقربين ) ،، وقيـــل بل نسخت بآية الميراث ..

والثـــاني ( المخصص ) كقوله صلى الله عليه وسلم في حق هذه الأمــة " لها ما سعت وما سعي لهـــا " أو كمـــا قال ،، فإنه مخصص لقوله تعـــالى ( وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ) حيث كان عــاما لغير هذه الأمة وإنمـــا وجب الأخذ به مع مخالفة ظاهر الكتاب ،، لقوله تعالى ( ومــا آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) ..

وقوله ( وما خالفه فليس عني ) وكيف يخالف كتاب الله وبه هداه ربـــه ..!! وهذا قانون يعرف به مقبول الأخبار من مردودها فمن تمسك بظاهر كتاب الله عند اختلاف الأمة في حكم أو خبر فقد تمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لهـــا واخذ بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ..

وقد تقدم في الحديث أن ما اتفقت عليه الامة لا يحتاج إلى العرض فالمعروض ما جاءنــا عنه من الاخبار المختلف في ثبوتهـــا ،، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حكم بأن ما خالف كتاب الله منها فليس عنه وذلك لأنه توفي عليه السلام والدين كامل والنعمة بالاسلام تامة ،، وقد علم الناسخ والمنسوخ والعام والخاص واستقرت الشريعة واستبان الحق فما جاءنا بعد ذلك عرضنــاه على المعلوم المستقر في زمانه من كتاب الله وسنته فإن وافق قبلناه .. لأن الكتاب هو الذي اثبت تلك السنة بقوله ( وما آتاكم الرسول فخذوه ) ..

وقوله ( إنكم ستختلفون بعدي ) هذا من اعلام النبوءة أخبار الغيب " وقع يقينـــــا " ...

بارك الله فيك أخي الكريم ،، كما قلت عزيزي بأن هذا الحوار سيكون ممتعـــا ومفيدا بإذنه سبحانه وتعالى ..

افيدونا رحمكم الله ،، ومنكم نستفيد ...

إن اللبيـب إذا تفـــرق أمـــره
فتق الامور مناظرا ومشـاورا

وأخو الجهالة يستبـد برأيــــه
فتراه يعتسف الأمور مخاطرا

هدانا الله إلى التقوى ..
__________________
رد مع اقتباس