عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 2011-04-02, 06:38 PM
عارف الشمري عارف الشمري غير متواجد حالياً
محـــــــــاور
 
تاريخ التسجيل: 2011-01-12
المشاركات: 1,573
افتراضي

بشارة يوحنا (يحيى) برسول الله صلى الله عليه و سلم :


وردت البشارة فى إنجيل متى 3: 11و نصها:
((11 انا اعمدكم بماء للتوبة.ولكن الذي يأتي بعدي هو اقوى مني الذي لست اهلا ان احمل حذاءه.هو سيعمدكم بالروح القدس ونار. 12 الذي رفشه في يده وسينقي بيدره ويجمع قمحه الى المخزن.واما التبن فيحرقه بنار لا تطفأ))

و فى مرقس 1: 6-8
((7 وكان يكرز قائلا يأتي بعدي من هو اقوى مني الذي لست اهلا ان انحني واحل سيور حذائه. 8 انا عمدتكم بالماء واما هو فسيعمدكم بالروح القدس))
فههنا يبشر يحيى عليه السلام بنبى يأتى من بعده و يصرح بأنه أفضل منه

إعتراض النصارى
قال النصارى أن المقصود بهذا النص هو يسوع بدليل:-
أ- أن يوحنا صرح بعد ذلك بأن المقصود هو يسوع بقوله ((يوحنا شهد له ونادى قائلا هذا هو الذي قلت عنه إن الذي يأتي بعدي صار قدامي لانه كان قبلي.)) يوحنا 1: 15،
كذلك يو1: 29،
(( وفي الغد نظر يوحنا يسوع مقبلا اليه فقال هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم.30 هذا هو الذي قلت عنه يأتي بعدي رجل صار قدامي لانه كان قبلي.)) (يوحنا1: 29)
ب- ثم أنه أخبر بأن ذلك الذى يأتى بعده كان قبله و محمد (صلى الله عليه و سلم ) لم يكن قبله!

و الجواب: إن تلك البشارة لا يمكن ان تنطبق على المسيح عليه السلام لأسباب:-
أولا:
أخبر يوحنا أنه يعمد بالماء و هى طريقة التعميد المعروفة عند اهل الكتاب ، أما الأتى فهو يعمدهم بالروح القدس و النار
فهذا لا ينطبق على المسيح و أتباعه الذين كانو ولا يزالون يعمدون بالماء.

كما نقرأ فى أعمال 8: 36 كيف عمد فيلبس الرجل الخصى (( وفيما هما سائران في الطريق اقبلا على ماء. فقال الخصي هوذا ماء ماذا يمنع ان اعتمد. فقال فيلبس ان كنت تؤمن من كل قلبك يجوز.فاجاب وقال انا اؤمن ان يسوع المسيح هو ابن الله. فامر ان تقف المركبة فنزلا كلاهما الى الماء فيلبس والخصي فعمده.))

و كان التلاميذ الأوائل يعمدون باسم يسوع( أعمال 8: 16، 19: 5، غلاطية 3: 27)
فلا تعميد هنا بالروح القدس و لا استغناء عن الماء !!

و نصارى العالم إلى يومنا لا يقولون بأن المعمودية و دخول النصرانية و الخلاص يتم بمجرد الإيمان مثلاً و إنما لابد من التعميد بالماء و الترشيم البدعى المعروف!!

- و الحق أن الذى يعمد بالروح القدس هو رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فينسخ شعائر المعمودية بالماء و يعمد النفوس و يزكى القلوب بالوحى الذى يوحيه الله إليه مصدقاً لقوله تعالى ((ُهوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ))

و قوله جل و علا ((قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ))

و قوله سبحانه ((هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ))

و قوله عز و جل ((رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ))

و قوله جل ثناؤه ((نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ *عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ))

و كما قال صلى الله عليه و سلم ((ما من الأنبياء نبي إلا أعطي ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أتيت وحياً أوحاه الله إليَّ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة)) . متفق عليه

ثانياً:
أن ذلك الأتى وصفه يوحنا أنه أقوى منه و بجانب كونه يعمد بالروح القدس فإنه يعمد بالروح القدس و النار (متى 3: 11)
فهذا جمع بين الوحى و الجهاد،
فالوحى هو رحمة الله المهداة للعالمين و الجهاد سبيله لفتح البلاد و تعبيد العباد لربهم و تزكية النفوس التى خبثت و إفاقتها من سباتها، و عقوبته الواقعة بالكافرين المعاندين و خزيه لهم و صغارهم على يد رسوله صلى الله عليه و سلم
فقال عليه السلام (( أنا نبى الرحمة و انا نبى الملحمة))

- و لذلك قال يوحنا فى تكلمة البشارة ((12 الذي رفشه في يده وسينقي بيدره ويجمع قمحه الى المخزن.واما التبن فيحرقه بنار لا تطفأ))

فأكد أن الله ينصره و يجمع له شمله و يؤلف له قلوب المؤمنين و يؤيده بنصره و بالمؤمنين كما قال تعالى ((َإِنَّ حَسْبَكَ اللّهُ هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ))،

و يسحق أعداءه و المخالفين أمره، و هو ما كان لرسول الله صلى الله عليه و سلم و لأصحابه الكرام عليهم رضوان الله مصداقاً لقوله عز و جل ((مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ))

فلذلك خزي الكافرين فى الدنيا و لهم فى الأخرة عذاب النار الأبدى
((ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ))

- ولا شك أن شيئاً من ذلك لم يكن ليسوع و لم تكن له قوة و لم ينتصر على عدوه، و لم يجمع شمل أتباعه ، و لم يؤمن به إلا قليل و حتى هلاء النفر القليلون تركوه و هربوا وقت حاجته إليهم، و كفروا قيامته المزعومة و لم يؤمنو إلا برؤيته بل و ظل الشك بعد ذلك كله فى قلوبهم!! (مرقس 16: 11، متى 28: 17، لوقا 24: 11)

ثالثاً:
أكد يوحنا أن ذلك الشخص المقصود يأتى بعده، و المسيح لم يكن بعد يوحنا بل كان معاصراً له تماماً و كلاهما بدأ دعوته و مارسها فى نفس الزمن
((وبعد هذا جاء يسوع وتلاميذه الى ارض اليهودية ومكث معهم هناك وكان يعمد.23 وكان يوحنا ايضا يعمد في عين نون بقرب ساليم لانه كان هناك مياه كثيرة وكانوا يأتون ويعتمدون.24 لانه لم يكن يوحنا قد ألقي بعد في السجن)) (يوحنا 3: 22)

رابعاً:
أن كاتب إنجيل متى أكد أن يوحنا و حتى الحظات الأخيرة من حياته كان لا يعرف حقيقة المسيح أهو المنتظر أم شخص أخر فأرسل تلاميذه يسألون المسيح
(( أما يوحنا فلما سمع في السجن باعمال المسيح ارسل اثنين من تلاميذه.3 وقال له انت هو الآتي ام ننتظر آخر؟.))(متى 11: 2-3)

- فكيف يؤكد أن المسيح هو المقصود و أنه الشخص الذى لا يستحق يوحنا أن يحمل حذاءه فى حين تؤكد النصوص جهله بذلك حتى دنى أجله؟

خامساً:
-
أن كاتب انجيل يوحنا انفرد بخرافة تعيين يوحنا المعمدان لشخص المسيح ابن مريم أنه المقصود ببشارته و لم يرد ذلك فى أى من الأناجيل الأخرى رغم اسبقيتها و أهمية إبراز ذلك الأمر!!
- و مسألة تلفيق البشارت و تركيبها عنوة على شخص المسيح من أظهر التحريفات الأثمة التى طالت الأناجيل

-و حسبنا أن نضرب المثال ههنا بذات النص الذى يعترض به النصارى و هو (يوحنا 1: 15)
فهذا النص على حسب وضعه الحالى يقول ((يوحنا شهد له ونادى قائلا هذا هو الذي قلت عنه ان الذي يأتي بعدي صار قدامي لانه كان قبلي.))

و لكن نفس العدد فى أقدم المخطوطات جاء هكذا: (( هذا (المسيح ) الذي قالـ(ها) " إِنَّ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي صَارَ قُدَّامِي لأَنَّهُ كَانَ قَبْلِي "))
الله أكبر ، إن هذه القراءة قلبت المعنى بالكلية و أكدت ان الذى قال العبارة هو المسيح نفسه و ان يوحنا كان ينقل بشارة المسيح ، لا أن المسيح هو نفسه المبشر به فتنبه!

يقول الدكتور شريف حمدى:

{القراءه الحاليه تقول باليونانيه : اوتوس هين هون ايبون autos yn On eipon ) )أى "الذى قلت عنه"

لكن المخطوطات لها رأى اخر
هناك قراءه فى منتهى الخطوره تقول: اوتوس هين هو ايبون autos yn O eipon ) )والفارق بينهما حرف واحد هو n بعد الـ O حولتها مما يعرف بالاسم الموصول (الذى) الى اداة تعريف (الـ) فتغيرت الجمله تماما واصبحت
(هذا هو القائل) وأصبح المعنى:
(( يُوحَنَّا شَهِدَ لَهُ وَنَادَى: هَذَا هُوالقائل:" إِنَّ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي صَارَ قُدَّامِي لأَنَّهُ كَانَ قَبْلِي"))
اى ان يوحنا يقول أن قائل جملة " إِنَّ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي صَارَ قُدَّامِي لأَنَّهُ كَانَ قَبْلِي " هو المسيح شخصيا !
وهذا يجعل المسيح مبشرا برسول يأتى من بعده أعظم و نصت على هذه القراءة المخطوطات الأتية:

1) المخطوطه السينائيه (رقم واحد فى العالم فى تصنيف المخطوطات وهى اقدمها وتعود للقرن الرابع الميلادى وهى اهم المخطوطات على الاطلاق وترمز بحرف (ألف) العبرى لانها الاولى فى العالم من حيث الاهميه)

2)المخطوطه الفاتيكانيه (وهى المخطوطه التاليه للسينائيه من حيث الاهميه وتاريخها يعود للقرن الرابع الميلادى ايضا وترمز بالحرف B )

3) المخطوطه الافرايميه (وهى التاليه للفاتيكانيه من حيث الاهميه وتاريخها يعود للقرن الخامس الميلادى وترمز بالحرف C )

4) كتابات اوريجن (القرن الثالث الميلادى ) وهو من اشهر اباء الكنيسه على الاطلاق

5) البرديات 66 ، 75 تحوى القراءه نفسها (وتعود للقرن الثالث الميلادى) وتمت اضافة حرف N صغير جدا (أصغر من الخط المستخدم فى كتابة البرديه دلالة على انه محشور بينهما ولم يكن موجودا فى النسخ الاول لها) بين حرفى الـ O والـ E فى كلمة Eipon

- وقد قام ويستكوت وهورت -وهما من اشهر علماء المخطوطات والكتاب المقدس- بوضع هذه القراءه فى نسختهما باعتبارها القراءه الاصليه لانها موجوده فى اهم وأقدم 3 مخطوطات يونانيه فى العالم بينما اشارا للقراءة القديمة بين اقواس لانها غير اصليه ومحرفه

ملحوظة: يمكن مطالعة قراءة وسكوت اند هارت(WH ) داخل هذا الرابط

http://www.bible-researcher.com/john1-8.html

1:15. Read "(This was he that said [it])" instead of "This was he of whom I spake". WHt




- و حدد تشايندروف الذين قاموا بالتحريفات واكد ان محاولة تحريف السينائيه كانت على يد الناسخ الذى يرمز له بالرمز( C2 ) و هو يعود للقرن السابع الميلادى (قرن الاسلام و انتشاره الواسع ) ونفس الشىء حدث فى الفاتيكانيه لكن القراءه القديمه بقيت ظاهره وواضحه رغم التحريف ويعود تاريخه(B2 ) إلى القرن السابع ايضا (مصادفه عجيبة) اما الافرايميه فيعود محرفها الى القرن التاسع الميلادى ( C3 )

- وكان يمكن القول ان المسأله مساله نسيان لكن اتفاق اقدم واهم 3 مخطوطات فى العالم على نفس القراءه تؤكد ان الامر يستحيل تصور فكرة اتفاق النسيان فيه ، اضافة الى ان التصحيح المشبوه تم فى القرن السابع عند ظهور الاسلام وانتشاره!


- وقد اثار هذا الوضع انتباه العلماء فيقول متزجر مثلا
The awkwardness of the reading as well as absence of previous mention of john testimony , prompted more than one copyist to make adjustments to the text

الترجمة: غرابة القراءة وغياب اى اشارة سابقه لشهادة يوحنا جعل القراءه ( هذا الذى قلت عنه) ضعيفه وغير مقبوله لانه لم يقل عنه هذا من قبل ، مما يقوى القراءه الاخرى (هذا هو القائل)) جعلت اكثر من ناسخ يحاول اضافة تعديلات على النص}

- و بهذا يتبين ان المسيح هو الذى بشر بنبى يأتى من بعده و قالها صراحة ( يأتى بعدى من هو أعظم منى)
مصداقاً لقوله تعالى حاكياً على لسان المسيح ((ومبشراً برسول يأتي من بعدي أسمه أحمد))

http://www.watchtower.org/bible/joh/chapter_001.htm


سادساً:-و أخيراً فإن إعتراضهم بقول يوحنا ( لأنه كان قبلى) فهذا لا إشكال فيه
- إذ أن يوحنا يتكلم عن الكينونة فى علم الله و تقديره لا فى الوجود فى الدنيا

و يوافق حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم كما فى السنن عن العرباض ابن سارية { إني عند الله لمكتوب خاتم النبيين وإن آدم لمنجدل في طينته}
و { قيل : يا رسول الله متى كنت نبيا ؟ قال : وآدم بين الروح والجسد } رواه أحمد بسند صحيح

- و المسيح نفسه لم يخلق فى رحم مريم إلا بعد أن حبلت الياصابات بيوحنا كما هو معلوم!

يتبع إن شاء الله...

و الحمد لله رب العالمين
__________________
قال النبي صلى الله عليه وسلم لأشج عبد القيس :إنّ فيك خَصلتين يُحبهما الله:الحلمُ ، والأناةُ )رواه مسلم :1/48
وعن عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(من أحبّ لِقاء الله أحبّ الله لقاءهُ ، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءهُ ) رواه مسلم : 4/2065
رد مع اقتباس