[حمد الحمد]

<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
<o:p></o:p>
<o:p></o:p>

فإن من محاسن شريعة الله تعالى مراعاة العدل وإعطاء كل ذي حق حقه من غير غلو ولا تقصير, وتنزيل كل ذي منزلة منزلته, ولا يتم ذلك إلا بمعرفة الحقوق حتى تعطى أهلها, ويتخلص ذلك فيما يلي:
<o:p></o:p>
1- الله تعالى<o:p></o:p>
2- النبي صلى الله عليه وسلم<o:p></o:p>
3- الوالدين<o:p></o:p>
4- الأولاد<o:p></o:p>
5- الأقارب<o:p></o:p>
6- الزوجين<o:p></o:p>
7- الولاة والرعية<o:p></o:p>
8- الجيران<o:p></o:p>
9- المسلمين عموما<o:p></o:p>
10- غير المسلمين


<o:p></o:p>

الحق الأول: حق الله تعالى
<o:p></o:p>

هذا الحق أحق الحقوق وأوجبها وأعظمها, لأنه حق الله تعالى الخالق العظيم المالك المدبر لجميع الأمور, الذي أمدك بالنعم, والعقل والفهم, فإذا كان هذا فضل الله عليك ورحمته بك فإن حقه عليك أعظم الحقوق, لأنه حق إيجادك وإعدادك وإمدادك, لو كان لأحد من الناس عليك فضل لاستحيت أن تبارزه بالمعصيه وتجاهره بالمخالفة, فكيف بربك الذي كل فضل عليه فهو من فضله, وكل ما يندفع عنك من سوء فمن رحمته.


<o:p></o:p>

الحق الثاني: حق رسول الله صلى الله عليه وسلم

<o:p></o:p>

وهذا الحق هو أعظم حقوق المخلوقين, ومن حقوق النبي: توقيره, واحترامه, وتعظيمه التعظيم اللائق به من غير غلو ولا تقصير, فتوقيره في حياته: توقير سنته وشخصه الكريم, وتوقيره بعد مماته: توقير سنته وشرعه القويم. <o:p></o:p>
وتصديقه فيما أخبر به من الأمور الماضية والمستقبله, والدفاع عن شريعته وهديه بما يستطيع الإنسان من قوة.


<o:p></o:p>

الحق الثالث: حقوق الوالدين

<o:p></o:p>

فالوالدين سبب وجود الولد, ولهما عليه حق كبير, فقد ربياه صغيرا وتعبا من أجل راحته وسهرا من أجل منامه, تحملك أمك في بطنها وتعيش على حساب غذائها وصحتها لمدة تسعة شهور, إن حق الوالدين عليك أن تبرهما, وذلك بالإحسان إليهما قولا وفعلا بالمال والبدن.


<o:p></o:p>

الحق الرابع: حق الأولاد

<o:p></o:p>

الأولاد تشمل البنين والبنات, وحقوق الأولاد كثيرة أهمها: التربية وهي تنمية الدين والأخلاق في نفوسهم, حتى يكونوا على جانب كبير من ذلك, ومن حقوق الأولاد: أن ينفق عليهم بالمعروف من غير إسراف ولا تقصير, وأن لا يفضل أحدا منهم على أحد في العطايا والهبات.


<o:p></o:p>

الحق الخامس: حقوق الأقارب

<o:p></o:p>

للقريب الذي يتصل بك في القرابة كالأخ والعم والخال وأولادهم, وكل من ينتمي إليك بصلة فله حق هذه القرابة بحسب قربه, فيجب على كل قريب أن يصل قريبه بالمعروف, ببذل الجاه, والنفع البدني, والنفع المالي بحسب ما تتطلبه قوة القرابة والحاجة, وهذا ما يقتضيه الشرع والعقل والفطرة.


<o:p></o:p>

الحق السادس: حق الزوجين

<o:p></o:p>

الزواج هو رابطة بين الزوج وزوجته, يلزم كل واحد منهما بحقوق للآخر: حقوق بدنية, وحقوق اجتماعية, وحقوق مالية, فيجب على الزوجين أن يعاشر كل منهما الآخر بالمعروف, وأن يبذل الحق الواجب له بكل سماحة وسهولة من غير تكره لبذله ولا مماطله, ومن حقوق الزوجة على زوجها: أن يقوم بواجب نفقتها من الطعام والشراب والكسوة والمسكن, وأن يعدل بينها وبين جارتها (الزوجة الثانية), أما حقوق الزوج على زوجته: أن تطيعه في غير معصية الله, وأن تحفظه في سره وماله, ألا تعمل عملا يضيع عليه كمال الاستمتاع.


<o:p></o:p>

الحق السابع: حقوق الولاة والرعية

<o:p></o:p>

الولاة هم الذين يتولون أمور المسلمين, سواء كانت الولاية عامة كالرئيس الأعلى في الدولة, أم خاصة كالرئيس على إدارة معينة أو عمل معين, فحقوق الرعية على الولاة: أن يقوموا بالأمانة التي حملهم الله إياها, وألزمهم القيام بها من النصح للرعية والسير على النهج القويم الكفيل بمصالح الدنيا والآخرة, وأما حقوق الولاة على الرعية فهي: النصح لهم فيما يتولاه الإنسان من أمورهم, وتذكيرهم إذا اغفلوا, والدعاء لهم إذا مالوا عن الحق, وامتثال أمرهم في غير معصية الله, ومساعدة الرعية لولاتهم في مهماتهم بحيث يكونون عونا لهم على تنفيذ الأمر الموكول إليهم.


<o:p></o:p>

الحق الثامن: حق الجيران

<o:p></o:p>

الجار هو القريب منك في المنزل, فإن كان قريبا منك في النسب وهو مسلم فله ثلاث حقوق: حق الجوار, وحق القرابة, وحق الإسلام, فمن حقوق الجار على جاره: أن يحسن إليه بما استطاع من المال والجاه والنفع, وأن يكف عنه الأذى القولي والفعلي.


<o:p></o:p>

الحق التاسع: حقوق المسلمين عموما

<o:p></o:p>

قال النبي (ص): (حق المسلم على المسلم ست: إذا لقيته فسلم عليه, وإذا دعاك فأجبه, وإذا استنصحك فانصحه, وإذا عطس فحمد الله فشمته, وإذا مرض فعده, وإذا مات فاتبعه).


<o:p></o:p>

الحق العاشر: حق غير المسلمين

<o:p></o:p>

غير المسلمين يشمل جميع الكافرين وهم أصناف أربعة:<o:p></o:p>
حربيون, مستأمنون- بكسر الميم- ومعاهدون, وذميون.
<o:p></o:p>
v فأما الحربيون: فليس لهم علينا حق من حماية أو رعاية.
<o:p></o:p>
v أما المستأمنون: فلهم علينا حق الحماية في الوقت والمكان المحددين لتأمينهم.
<o:p></o:p>
v وأما المعاهدون: فلهم علينا الوفاء بعهدهم إلى المدة التي جرى الاتفاق عليها بيننا وبينهم ماداموا مستقيمين لنا على العهد الذي لم ينقصوا شيئا, ولم يعينوا أحدا علينا, ولم يطعنوا في ديننا.
<o:p></o:p>
v وأما الذميون: فهم أكثر هؤلاء الأصناف حقوقا فيما لهم وعليهم, ذلك لأنهم يعيشون في بلاد الملسمين, وتحت حمايتهم ورعايتهم بالجزية التي يبذلونها.<o:p></o:p>