عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 2011-05-26, 03:55 AM
التل التل غير متواجد حالياً
عضو نشيط بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-10-12
المشاركات: 174
افتراضي

• الفرق والشخصيات
حاول بعض الباحثين تقسيم منكري السنة إلى مستويات، تبعًا لمساحة ما ينكرونه من السنة، فقالوا أن هناك:
ـ من ينكر السنة إجمالاً وتفصيلاً.
ـ من ينكر أكثر السنة ويقبل بعض منها بشروط.
ـ من ينكر السنة القولية إجمالاً، ويقبل السنة العملية إجمالاً.
ـ من ينكر بعض السنة القولية، ويقبلون السنة العملية إجمالاً.
ـ من ينكر بعض السنة القولية، وينكر بعض السنة العملية.
ـ من يقبل السنة إجمالاً ويرفضها تفصيلاً.
ـ من يقبل السنة إجمالاً ويرفض أحاديث بعينها، تبعاً للهوى لا تبعاً لعلم من علوم الأحاديث وشروطها.
غير أننا لم نقبل بهذا التقسيم، لعلمنا أن إنكار حديث واحد على غير سند علمي وتبعاً لهوى أو مجاراة لاتجاه سياسي أو مذهب خارجي، أو عناداً، لهو مخرج صاحبه من ملة المسلمين، كمنكر فروض الصلاة الخمسة على هيئتها وأركانها، أو الحج بشروطه، أو الزكاة بقواعدها، أو الحدود بأحكامها، أو عصمة الأنبياء ومعجزاتها، عند إجماع الأمة.
ونؤكد استناداً لدراستنا وما اطلعنا عليه من كتبهم ومخطوطاتهم المكتوبة والمطبوعة، ومحاضراتهم وحواراتهم ومناقشاتهم المسجلة صوتياً، أن إنكار أحدهم لم يكن وقفاً على ما كتب أو نشر أو سجل، إنما كان الظاهر منه هو قدر جهده في تسجيل موقفه من السنة، إذ وجدنا أشخاصاً ينكرون السنة إجمالاً وتفصيلاً، وكانوا شيوخاً ومعلمين لكثيرين من منكري السنة في مصر ويُعظـّم قدرهم بين أتباعهم، إلا أنهم لم يتركوا أثراً مطبوعاً أو مخطوطاً أو مسموعاً، ومازالوا يمارسون دعوتهم في مساجد خاصة بهم، أو جلسات منزلية.
لهذا لا نرى حاجة للتفريق بين فرقة وأخرى، أو شخص وآخر، ممن تجرأوا على أصل من أصول العقيدة، وكانوا فتنة للمسلمين، مهما بلغ شأنهم بين المسلمين وبلغوه من مراتب العلم، يغفر الله لنا ولهم.
فكان من أشهر الفرق والشخصيات:
• فرقة (أهل القرآن)
وهي البقية الباقية من أصل فرقة عبد الله چَكـْرالَوِي مؤسس الحركة القرآنية في الهند، وتعرف باسم (أمة مسلم. أهل الذكر والقرآن) وهي غير فرقة الخواجة أحمد الدين التي أنشئت بعد ذلك، وإن كانت تضم اسمه مع اسم الحركة الأصلي (أهل الذكر والقرآن).
وهذه الفرقة في طريقها للانقراض، وإن بقي لها عدد من المراكز في بعض المدن الباكستانية، والمقر الرئيس(175) عبارة عن مسجد بلا محراب ومكتبة صغيرة.
كما يصدرون مجلة تحمل اسم (بلاغ القرآن) ويرأسها الآن محمد علي رسول نكري، الذي يبلغ من العمر أكثر من ثمانين عاماً (1421هـ ـ 2000) أما الكتب التي تصدر عن الجماعة فلا يكتب عليها اسم مؤلفيها إنما اسم: (إدارة بلاغ القرآن).
ويصلون الجمعة ركعتين، في كل ركعة سجدة واحدة، والصلوات اليومية ثلاثة صلوات فقط، ولا يلقون تحية السلام عن دخولهم على بعض، امتثالاً لفهمهم لقول الله: سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين. (176)
• فرقة (أمة مسلمة)
أسسها الخواجة أحمد الدين أمرتسري، بمدينة أمرتسر الهندية، ثم انتقل بها إلي لاهور عام 7491 بعد استقلال باكستان عن الهند، لكنها أصيبت فجأة بالخمول وخمدت جذوة نارها أمام الضغط الشديد الذي مارسة علماء الأمة حينذاك، فاختلف كبار أعضائها ومؤسسيها وتفرقوا فيما بينهم وأوقف الممولون دعمهم لها، فتوقفت مجلتها (بلاغ) عن الصدور.
ثم حدثت محاولة يائسة، إعادة نشاط المجلة ثانية، فصدرت باسم (البيان) لكنها أيضاً لم تستمر وتوقفت أوائل الستينات من القرن العشرين.
إلا أنهم مواكبة للصحوة الإسلامية التي اجتاحت العالم مع بداية السبعينات عادوا مرة أخرى لممارسة نشاطهم في مواجهة هذه الصحوة وأعلن كتابها ومؤلفيها عن أنفسهم في الصحف والمجلات من خلال مقالاتهم (177).
ولا تخلو مدينة من مدن باكستان، من أعضاء هذه الحركة، إذ تنتشر مراكزها الدعوية في أكثر مدن باكستان الرئيسة.
وفي المركز الرئيس (178)، يعقد اجتماعاً أسبوعياً، غير الاجتماعات والمؤتمرات والندوات التي تعقد أسبوعياً ودورياً في المراكز الفرعية.
وقد أسهمت هذه الموجة من الاجتماعات والمؤتمرات والندوات إضافة إلى المجلة، في تنشيط التبرعات المالية والعينية، واستعادة روح الجماعة التي كانت قد أصيبت بالشلل في فترة الستينات.
كما مارست هذه الفرقة محاولات مستمرة ودؤوبة لتوسيع رقعة نشاطها الجغرافي والدعوي المنظم، من خلال عمل قوافل دعوية ضخمة ومكثفة داخل باكستان وخارجها.
ولعل مجلة (فيض الإسلام) التي تصدر في روالبندي، تمثل وجهة نظرهم غير الرسمية في الوقت الحاضر (1409هـ/1989)، مع بذل مساعي لإعادة إصدار مجلتهم القديمة (البيان).
وتحاول هذه الفرقة الالتزام بأسلوب مؤسسها، فلا يحاولون الاصطدام بإجماع الأمة في الأعمال الظاهرة، كالصلوات الخمس وصيام شهر رمضان كاملاً، وهو ما يخالف عقيدتهم الأصلية التي يؤمن بها منكري السنة جميعاً. (179)
• طلوع الإسلام
تعتبر هذه الفرقة من أنشط فرق منكري السنة في بلاد المسلمين حالياً، برغم ما أصابها من تراجع بسبب إجماع العلماء المسلمين وعوامهم، على تكفير أعضائها الواضح والبين.
وقد أسسها غلام أحمد برويز في الهند قبل استقلال باكستان عام 1938، كدعوة فكرية تنتشر من خلال مجلة باسم (طلوع الإسلام)، ثم تطورت إلى عدد كبير من المكاتب الفرعية التي انشئت باسم (نوادي طلوع إسلام) لتنشيط توزيع المجلة، ونجحت الفكرة في توصيل الرسالة إلى كافة أرجاء باكستان بل وتجاوزتها إلى عدد من الدول العربية والأوربية وأمريكا.
وفي نوفمبر عام 1956 بمدينة لاهور، عقد أول اجتماع لنوادي طلوع إسلام، والذي يعتبر اجتماعاً تأسيسياً لطلوع إسلام، في باكستان.
ولما كانت هذه الفرقة تتميز بعلاقات خاصة مع أجهزة الدولة، لم يطبق عليها قرار الحكومة الذي صدر عام 1956 بإلغاء جميع الحركات والأحزاب بلا استثناء، بعد تعطيل دستور البلاد إثر الانقلاب العسكري الذي قام به حينذاك الجنرال أيوب خان. (180)
• تعمير إنسانيت
تعتبر هذه الجماعة في الهند، هي أحدث فرق منكري السنة، إذ أعلن عن وجودها في أول عام 1975تقريباً، برئاسة رجل يدعى عبد الخالق مالواده، يتولى التمويل والتخطيط، وقد شاء الله لهذه الجماعة أن تكسب واحداً من طلبة العلم الذين لاقوا قبولاً كبيراً في حسن الخطاب وطلاوة اللسان وجمال الصوت، يدعي القاضي كفاية الله، وهو حاصل على الماجستير في اللغة العربية، التي يجيدها إجادة تامة مثل لغته الأردية واللغة الانجليزية.
وتسعى هذه الفرقة، أن تضم تحت لوائها كل فرق منكري السنة الأخرى، ولكن محاولتها الأولى عام 1979، قد باءت بالفشل في ضم جماعة أمة مسلمة إلى صفوفها، ويرون أن أفكار عبد الله جكرالوي هي صاحبة اليد الطولى في تطوير الدين والنهوض به، وأنها لم تتجاوز حدود الله.
ويعتبر القاضي كفاية الله، خطيب الفرقة، وهو أيضاً مؤلف كتبها التي بلغت عشر رسائل خلال الأعوام الخمسة الأولى فقط من تأسيس الجماعة، ومن أشهر هذه الرسائل: القرآن والعقل، القرآن والعلم، تفسير القرآن بالقرآن.
وكلها طباعة فاخرة بكميات ضخمة، توزع مجاناً من المركز الرئيس للفرقة (181)، وينشر الدرس الأسبوعي الذي يلقيه كل يوم جمعة خطيب الجماعة، بصحيفة (مشرق) اليومية كل يوم أربعاء. (182)
• جراغ علي
هو جراغ علي بن محمد، ولد سنة1844، في أسرة علمية واكتفى بالمرحلة المتوسطة في دراسته المنظمة، وحقق مكانة مرموقة، من خلال كتاباته المستمرة في مجلة أستاذه أحمد خان (تهذيب الأخلاق) حتى أصبح أحد أعضاء حركة عليكرة البارزين، بل كان هو وأحمد قاديان >المتنبي الكذاب< من قادتها، وبالتعاون مع غلام برويز، أسسا جمعية أهل القرآن التي تعتبر أول إعلان مباشر لتأسيس جماعة >أهل القرآن< الرافضة للسنة في الهند. (183)
حاول جراغ علي، صبغ الإسلام بالحضارة الغربية سيراً على درب أستاذه خان، فاشتهر بآرائه الشاذة مثل (184):
\ نفى أن حجاب المرأة أمر به الإسلام.
\ دعي إلى تعطيل الجهاد، نافياً أن يكون المقوقس أهدى إلى الرسول # مارية المصرية.
\ نفي زواج الرسول # منها أو أنها والدة ابنه.
\ طعن في إباحة تعدد الأزواج حتى بالنسبة للرسول #.
\ قال بأن القرآن كامل من كل الوجود، مستغن عن كل ماسواه قاصداً السنة].
\ رفض الأخذ بالتفاسير القرآنية، لأن رواياتها لم يصح منها إلا القليل وجلها فرضيات وأوهام، وهذا المسلك الذي يسير عليه قانون الشريعة والفقه، يحجز عن الرقي ومسايرة الحياة (185)، وهو ما قال به حسن الترابي في السودان.(186)
عبد الله چَـكــْرالـَوِي
هو عبد الله بن عبد الله، المولود في بلدة چَكـْرَالـَه بمقاطعة مِيانْوَالي في منطقة البنجاب بباكستان، في نهاية العقد الثالث من القرن التاسع عشر الميلادي، في أسرة ذات علم ودين.
أسماه أبوه في السجلات عند مولده: عبد الله غلام نبي، أي عبد الله النبي الصغير، وظل عبد الله محافظاً على هذا الإسم حتى سنة 1899، ووقــَّع به في مقدمه أشهر كتبه في التفسير، الذي أعلن فيه إنكاره التام للسنة النبوية، والتحق بجمعية >أهل القرآن<، وظل عضواً بها لمدة 03 عاماً.
وقد بلغت مؤلفات چَكـْرَالـَوي ستة عشر مجلداً باللغة الأردية، تباع في مكتبة باكستانية واحدة ينتمي صاحبها إلى القاديانية (187).
ويقول البروفسور محمد علي قصوري الباكستاني (1892 ـ 9561) الحاصل على الدكتوراه من جامعة كمبردج البريطانية (188): إن البعثات الإنجليزية التنصيرية في الهند هي التي اختارت عبد الله چَكـْرَالـَوي لأداء هذه المهمة، فرفع صوته بإنكار السنة كلها، وكانت تصله كتب التأييد والمساعدات المالية من المبشرين بصفة دائمة ومباشرة، حتى نشرت مجلة >إشاعة السنة< في نهاية عام 1902 (189)، فتوى بتوقيع إجماع علماء شبه القارة الهندية في باكستان والهند وبنجلاديش بتكفيره وقطع صلته عن الدين والمسلمين، حتي مات عام 1914، ورفض جميع أهله بلا اشتثناء، دفنه، فتولى ذلك عنهم أحد أتباعه. (190)
__________________

حسب القوافي و حسبي حين ألقيها **** أني إلى ساحة الفاروق أهديها
لاهم هب لي بيانا أستعين به **** على قضاء حقوق نام قاضـيها
قد نازعتني نفسي أن أوفيها **** و ليس في طوق مثلي أن يوفيها
فمر سري المعاني أن يواتيني **** فيها فإني ضعيف الحال واهيها
رد مع اقتباس