عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2011-06-06, 10:13 AM
فتح الرحمن احمد محمد فتح الرحمن احمد محمد غير متواجد حالياً
محـــاور
 
تاريخ التسجيل: 2009-06-25
المشاركات: 801
افتراضي الخوارج المتقدمين اقل شرا من الخوارج المعاصرين !!!

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي اشرف المرسلين وعلي اله وصحبه اجمعين اما بعد
جاء في تفسير المام الطبري رحمه الله
(حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله:
"فأما الذين في قُلوبهم زَيغٌ فيتبعون
ما تشابه منه ابتغاءَ الفتنة


وكان قتادة إذا قرأ هذه الآية:
"فأما الذين في قلوبهم زيغ" قال:
إن لم يكونوا الحرُوريّة والسبائية، فلا أدري من هم!

ولعمري لقد كان في أهل بدر والحديبية
الذين شهدوا مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم بيعة الرّضوان من المهاجرين
والأنصار خبرٌ لمن استخبر،
وعبرةٌ لمن استعبر، لمن كان يَعْقِل أو يُبصر.

إن الخوارج خرجوا
وأصحاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم يومئذ كثيرٌ بالمدينة والشأم والعراق،
وأزواجه يومئذ أحياء.
والله إنْ خَرَج منهم ذكرٌ ولا أنثى حروريًّا قط،
ولا رضوا الذي هم عليه، ولا مالأوهم فيه،
بل كانوا يحدّثون بعيب رسول الله صلى الله
عليه وسلم إياهم ونعتِه الذي نعتهم به،
وكانوا يبغضونهم بقلوبهم،
ويعادونهم بألسنتهم، وتشتدّ
والله عليهم أيديهم إذا لقوهم.
ولعمري لو كان أمر الخوارج هُدًى لاجتمع،
ولكنه كان ضلالا فتفرّق.
وكذلك الأمر إذا كان من عند غير الله
وجدت فيه اختلافًا كثيرًا.
فقد ألاصوا هذا الأمر منذ زمان طويل.
فهل أفلحوا فيه يومًا أو أنجحوا؟

يا سبحان الله؟
كيف لا يعتبر آخر هؤلاء القوم بأوّلهم؟
لو كانوا على هدى، قد أظهره الله وأفلجه ونصره،
ولكنهم كانوا على باطل أكذبه الله
وأدحضه. فهم كما رأيتهم، كلما
خَرج لهم قَرْنٌ أدحض الله حجتهم،
وأكذب أحدوثتهم، وأهرَاق دماءهم.
إن كتموا كان قَرْحًا في قلوبهم، وغمًّا عليهم. وإن أظهروه أهرَاق الله دماءهم. ذاكم والله دينَ سَوْء فاجتنبوه.
والله إنّ اليهودية لبدعة، وإن النصرانية لبدْعة، وإن الحرورية لبدعة، وإن السبائية لبدعة،
ما نزل بهن كتابٌ ولا سنَّهنّ نبي." ) أ.هـ

نفس الوصف ينطبق على الخوارج في كل زمان ومكان

ولكن الخوارجَ المتقَدِّمين كانوا في بعضِ الوُجُوه دونَ التكفيريين
(= خوارج العصر) في الشرِّ؛ نذكرُ مِنْ ذلك ما يلي :

أوّلًا : إنّ الخوارج المتقدّمين صنّفُوا الكفّار إلى (حربيين , وأهل ذمّة , ومستأمنين) , ويرتبّون الحقوق وَفق هذا التقسيم. بينما الخوارج المعاصرون (= التكفيريّون) جعلوا الكفّار مرتبةً واحدةً وهي مرتبة (الكفار الحربيين)؛ فلا حقوقَ لهم؛ بل ولا يصحّ أن يُعقد لهم عهْدٌ ولا أمانٌ ولا ذمّةٌ!!

ثانيًا: إنّ الخوارجَ المتقدّمين حرَّموا نقضَ العهودِ, بَلْ يعتبرُون هذا الفعلَ موجِبًا للكفرِ والرِّدّة .
بينما الخوارج المعاصرون : يرَوْن وجوبَ نقضِ العهود , لأنَّ الكافرَ لا عهدَ له ولا أمانَ ولا ذِمّة!!


ثالثًا: إنّ الخوارجَ المتقدِّمين يحرِّمون أكلَ أموالِ أهلِ الذمّة مِنَ غير المسلمين بالباطلِ . بينما الخوارجُ المعاصرون : يرون مشروعيةَ سرقةِ أموالهم وغصْبِها, ويجعلُونها مِنْ بابِ الغَنائم المأخوذةِ مِنَ الكُفّار الحربيِّين .

رابعًا: يرى الخوارج المتقدِّمون أنَّ الانتحارَ محرّم في كلِّ حالٍ, ويكفِّرون المنتحرَ ويوجِبُون له الخلودَ في النار!
بينما الخوارج المعاصرون يجيزُون الانتحارَ في مقابلةِ قتلِ المئات من المسلمين الآمنين والكفّار المعاهدين والذمّيِّين, بَل يصِفُون هذا المنتحرَ بالشهيدِ!!
ومِن استعراضِنا لهذه الفُروقاتِ يتبيّن لَنا أنَّ حالَ الخوارجِ المتقدِّمين خيرٌ مِنْ حالِ (الخوارج المعاصرين)؛ وهو مَا صرَّح به غيرُ واحدٍ مِنْ أهلِ العِلم,

مِنْهم الشيخُ صالح الفوزان الذي قال في كتاب «الإجابات المهمة» (ص\79) -جوابًا على السؤال التالي :«هل يقال في من قامُوا بالتفجيرات في هذه البلاد أنّه من الخوارج ؟» -:
«هذا إفسادٌ في الأرض، هذَا إفسادٌ في الأرضِ وإهلاكٌ للحَرثِ والنَّسل، واعتداءٌ على الدّماء البريئة، وترويعٌ للمسلمين فهو من أشدّ أفعال الخوارج، فالخوارجُ مَا فعلوا مثل هذَا، الخوارج يبرزون في المعارك يُقاتلون ، أمّا هؤلاء فيجيئون النَّاس وهم نَائمون وآمِنون وينسفون المنازل بما فيها، هَل هذَا فعلُ الخوارج ؟!
لا! هذَا أشبهُ شيءٍ بفعل القرامطةِ ، أما الخوارج فهم يَتَنَزَّهُونَ عن هذا الغدر وهذه الخيانة».
(مقتبس من مقال )
رد مع اقتباس