اخي بارك الله فيك
اولا الاثر الذي ذكرته قد جاء جزء منه فقط (في مصنف عبد الرزاق وطبقات ابن سعد ، ولكنه منسوب إلى أبي بكر -رضي الله عنه- لا إلى عمر -رضي الله عنه-, ومع ذلك فسنده ضعيف, ففي المصنف (11/336) وطبقات ابن سعد (3/212) من طريق الحسن أن أبا بكر الصديق خطب فقال :
(... فإن استقمت فأعينوني وإن زغت فقوموني).
وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه بين الحسن البصري وبين أبي بكر -رضي الله عنه-
فإن الحسن البصري إنما ولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر.) م
وكذلك ليس فيه ذكر الرجل الذي قال لوراينا فيك اعوججا لقومناك بسيوفنا !!!!
فمن اين اتيت بهذه القصة ومن عنده اثبات فلياتي به !!!
ثانيا اخي الكريم أهل السنة والجماعة -ولله الحمد- كما هو واقعهم في الماضي والحاضر يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر بالطرق الشرعية, ويناصحون من ولاه الله أمرهم عملاً
بقول النبي –صلى الله عليه وسلم-:
( إن الله يرضى لكم ثلاثاً "..ومنها:"
أن تناصحوا من ولاه الله أمركم).
وعملاً بما في صحيح مسلم عن تميم الداري -رضي الله عنه- قال:
قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:(الدين النصيحة).
قلنا: لمن؟قال: (لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ).
فهم ينصحون الراعي والرعية, ويذكرون ولاة الأمور بالله, ويحذرونهم سطوته وعقابه, ويحثونهم على تحكيم شريعة الله في عباد الله, فهي نور الله في أرضه وعدله بين عباده, وأنه لا يُصلِح العباد ولا البلاد الديمقراطيةُ الغربية, ولا القوانين الوضعية, ولا مجارات أعداء الإسلام في أفكارهم الضارة وعاداتهم القبيحة,بل تلك الأشياء من أعظم ما يفسد البلاد والعباد, فأهل السنة يقومون بذلك كله وفق الطرق الشرعية, والتوجيهات المحمدية والآثار السلفية,
فأهل السنة هم الذين يدعون إلى الإسلام عقيدة وشريعة, فريضة ونافلة
ويحاربون الكفر والشرك والبدع والضلالات, ويحذرون من المعاصي والمنكرات
لا لأجل دنيا ولا وصول إلى سلطة, وإنما طاعة لله واتباعاً لسنة رسوله
–صلى الله عليه وسلم- حسب استطاعتهم، فلله درهم وعليه أجرهم. ) م
ثالثا اهل السنة والجماعة لا يرون الجروج علي الحكام وان جاروا وظلموا
يقول الإمام أحمد في أصول السنة (: ومَن خرج علي إمام من أئمة المسلمين، وقد وكان الناس اجتمعوا عليه ، وأقروا له بالخلافة بأي وجه كان بالرضا أو بالغلبة
فقد شقَّ هذا الخارج عصا المسلمين، وخالف الآثار عن رسول الله ،
فإن مات الخارج عليه مات ميتة جاهلية،)
ويقول الإمام أبو عثمان الصابوني في كتابه "عقيدة أصحاب الحديث "
( ويرى أصحاب الحديث الجمعة والعيدين وغيرهما من الصلوات خلف كل إمام مسلم
برا كان أو فاجرا ويرون الدعاء لهم بالتوفيق والصلاح
ولا يرون الخروج عليهم وإن رأوا منهم العدول عن العدل إلى الجور والحيف ) .
ويقول الإمام الطحاوي في " شرح العقيدة الطحاوية " )
ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا وإن جاروا
ولا ندعوا عليهم
ولا ننزع يدا من طاعتهم
ونرى طاعتهم من طاعة الله - عز وجل – فريضة ما لميأمروا بمعصية
وندعو لهم بالصلاح والمعافاة .. ) .