الموضوع: الكتاب والحكمه
عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 2011-07-03, 11:27 AM
نبيل الجزائري نبيل الجزائري غير متواجد حالياً
منكر للسنة
 
تاريخ التسجيل: 2008-07-10
المشاركات: 51
افتراضي

بسم الله

قرأت ما يدور بين الإخوة من حوار أراه طريفا والحق يقال . كان أصل الموضوع أن الأخ العباسي زعم بأن الحكمة هي السنة في "ويعلمهم الكتاب والحكمة" ، وكان اعتماده أساسا على التغاير الذي يفيده العطف هنا ، فإن كان الكتاب هو القرآن فإن الحكمة إذن هي السنة . واعتبر هذه الآية حجة على القرآنيين في حجية السنة . فنبهته ببساطة إلى أمور ثلاثة . أولها أن تفسيره للحكمة بأنها السنة هو واحد من جملة تفسيرات متعددة ومختلفة لدى اهل السنة أنفسهم ، فهو إذن ليس تفسيرا ملزما لهم بحكم التزامهم بإجماع علمائهم ، إن كان ليس ملزما لهم هم كتفسير غير مجمع عليه لديهم ، فكيف يكون ملزما لغيرهم ؟؟ وكان الحق أن أكتفي بهذا الرد الذي يكفي لرد زعمه بحجية الآية على حجية السنة وإلزامها للقرآنيين . لكنني أضفت ردين يردان كلاهما لدى القرآنيين ، الثاني هو إن كانت واو العطف قد غايرت بين الكتاب والحكمة مما سمح للأخ بتفسير الحكمة بأنها غير الكتاب وبالتالي فهي ضرورة السنة ، فإن قوله تعالى يعظكم به ينفي هذا التغاير كما فهمه الأخ ، فاكتفى الأخ برد عام مفاده أن باب الضمائر في الكتاب باب واسع ، وهذا ينطبق على كل أبواب الكتاب ، وهذا لا يتعبر ردا بل هو تنبيه لأمر لا يخالفه فيه القرآنيون بأن باب الضمائر باب واسع . وأتى بآية تدل على تعقيد الباب واتساعه لكنه لم يرد مباشرة على قوله تعالى يعظكم به . وكان يكفي هذا الرد مع الرد الأول . لكن قلنا لنزد ردا ثالثا ونكتفي ، فأوردنا الآيات السبع عشرة من سورة الإسراء التي هي جزء من القرآن لا من السنة ، والتي صرح الله تعالى في نهايتها بأنها بعض من الحكمة دون لبس أو غموض ، وقلنا للأخ أن القرآنيين حين يزعمون بأن الحكمة هي من الكتاب وأنها ليست السنة فهذه الآيات دليلهم وحجتهم ، أما من يقول بأن الحكمة هي السنة وأنها تغاير الكتاب فسيجد نفسه في مشكلة مع هذه الآيات . فأتى الأخ ردا على هذا بقول عام أن معاني الحكمة في القرآن متعددة ، وأتى بمثال عن الحكمة المنسوبة للقمان وتساءل أهي القرآن . قلت له لا لكنها أيضا ليست السنة . وقد أعدت تنبيهه لهذا في ردي عليه . وحين رد على ردي لم يناقش أيا من الردود الثلاثة التي أوردتها عليه . بل قال فيما قال كلاما مفاجئا نصه :
اقتباس:
نحن لا نتحدث في فراغ وحجية السنه ووجوب اتباعها لها أدله كثيره في الكتاب وفي العقل ولكن لا عجب ان أنكر البعض حجية السنه فهناك من أنكر وجود الله
حين قرأت كلاما كهذا اكتفيت وقلت حان وقت الصمت عن هذا الموضوع .
ومر يومان كما احسب لأجد هذه المحاورة الطريفة بين الأخ العباسي والأخ الإبراهيمي . التي لم أجد فيها إضافة حقيقية إلا ملاحظة من الأخ الإبراهيمي يمكن جعلها ردا رابعا وذلك حين قال الأخ الإبراهيمي :
اقتباس:
دعاء إبراهيم كان .. رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
والقول هنا بأن الكتاب المقصود فى الآية هو القرآن لا يستقيم خاصة مع ما سبقها من قوله فى الدعاء بـ يتلو عليهم آياتك ..
فـ يتلو عليهم آياتك .. أصبحت هى القرآن بعد تحقق الدعاء .. ثم ــ ويعلمهم الكتاب (واو) المغايرة التى تقولون بها .. إذا فالكتاب ليس مقصودا به القرآن حسب الفهم الذى تحاولون فرضه خاصة وأن تلاوة الآيات قد سبقت القول بتعليمهم الكتاب ..
...
..الحكمة شئ مغاير وخارج عن القرآن وفقا لتفسيراتكم التى إعتمدت فيها على (واو) المغايرة .. فـ يتلو عليهم آياتك (تلك القرآن) ويعلمهم الكتاب .. لاحظ(واو) المغايرة ..
وهكذا ووفقا لمفهومكم فيكون الكتاب هو شئ مختلف عن القرآن وخارجا عنه .. ألستم تقولون ذلك بالنسبة للحكمة !!!!؟؟؟
لدى الأخ العباسي أربعة ردود ، وهي واضحة . ولا أدري حقا فيما كل هذا الحوار الطريف الذي يجري الآن . وما لم يرد عليها بوضوح فلا حاجة للتعليق فعلا .
الموضوع بوضوح هو زعم الأخ العباسي أن الحكمة هي السنة وأن الآية محل الاحتجاج هي حجة على القرآنيين في حجية السنة . الموضوع ليس هو الحكمة لدى القرآنيين أو نحو من هذا ، بل هو ما زعمه الأخ . ولديه أربعة ردود على هذا الزعم كررتها هنا ملخصة . فليجب عليها بوضوح . ولا حاجة لكل هذا الحوار الطريف .
والحمد لله
رد مع اقتباس