عرض مشاركة واحدة
  #67  
قديم 2011-07-08, 09:35 AM
غريب مسلم غريب مسلم غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-06-08
المشاركات: 4,040
افتراضي

أهلاً بك عزيزي من جديد
إجابتك لم تكن واضحة تماماً بالنسبة لي، كان سؤالي لماذا يتهم الإباضية صحة الحديث ولا يتهموا فهمهم عند وجود تناقض ظاهري بين حديث وآخر أو بين حديث وآية؟، وعلى ما فهمت من مشاركتك أن السبب وجود الصحيح والحسن والضعيف بل والموضوع، كذلك يوجد المتواتر والآحاد، فإن كان فهمي صحيحاً فأكمل قراءة مشاركتي، وإلا فأهملها واشرح لي جوابك بقليل من التفصيل بارك الله بك.
أما فيما يتعلق بالصحة، فلديك مثال الرافضة، ألم يحاولوا تبديل آيات القرآن الكريم؟ ألم يذكر حاخام الرافضة النوري الطبرسي ما يزيد على ألفي رواية ادعى فيها أن القرآن محرف؟ وفي بعضها ذكر أن أصل النص كان كذا وكذا؟ ومع ذلك بقي القرآن الكريم صحيحاً ولم يستطع أحد أن يزيد فيه حرفاً أو ينقصه حرفاً، فالقرآن الكريم وصل إلينا مسنداً ينتهي سنده إلى عشرة من الصحابة تماثل الصحيح من الحديث، وأما روايات الرافضة في المحرف فتماثل الموضوع من الحديث.
أما فيما يتعلق بالآحاد والتواتر، فقد ذكر مرة أخي العباسي حفظه الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل عمرو بن العاص رضي الله عنه إلى عمان وحيداً ليعلمهم أمور دينهم، وأمور الدين تشمل العقائد والعبادات والتشريعات، فإن قال قائل لا يعتد بالآحاد فقد طعن بفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم أتقى الأتقياء، ويعلم ما يصح وما لا يصح، فمن أنا حتى أرفض عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتهم عمله تلميحاً أو تصريحاً؟ وقصة عمرو بن العاص رضي الله عنه واحدة من كثير من القصص، فقد أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيراً من الصحابة هنا وهناك، كما تبعه من بعده الخلفاء رضوان الله عليهم، فأرسلوا رسلهم إلى المناطق المفتوحة لتعليم الناس أمور دينهم.
هذا من جهة ومن جهة أخرى أود سؤالك هل قرأت مرة كتاب مسند الربيع؟ انظر إليه يا عزيزي وابحث فيه، وستجد أن كل ما فيه (إن ورد بسند) ستجده آحاد، مثل الربيع عن أبي عبيدة عن جابر عن ابن عباس رضي الله عنه، أليس هذا السند آحاد؟ ومع ذلك قبل الإباضية به، واعتبروه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل انظر مثلاً إلى قسم خلود مرتكب الكبيرة، وستجد أن القسم يحتوي 25 حديثاً (على ما أذكر) فيها حديث مرسل (يصنف كضعيف حسب علم الحديث) وآخر معضل (أيضاً يصنف في أحسن أحواله كضعيف) وبقية الأحاديث جاءت دون سند، أي وحسب علم الحديث لا يمكن نسبة تلك الأحاديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك أخذ بها الإباضية واعتبروها صحيحة، لماذا؟ لأنها وافقت تأوياتهم لآيات العقاب، وحتى مع افتراض صحة تأويلاتهم تلك، فهذا لا يعني أن هذا الحديث أو ذاك صحيح، فإن قال الخليلي (مثلاً) ((مرتكب الكبيرة مخلد في النار لا محالة))، فهل يصح أن ننسب هذا القول الذي بين الأقواس، ونقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((مرتكب الكبيرة مخلد في النار لا محالة))؟ بالتأكيد لا، فلماذا قبل الإباضية بذلك القسم في مسند الريع واعتبروه قولاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟
أتعلم حفظك الله ما مشكلة كل فرق الخوارج؟ أنهم يعظمون القرآن ويهملون الحديث، فأما تعظيمهم للقرآن فحق، وأما إهمالهم للحديث فمصيبة كبرى.
أدعوك لقراءة أي كتاب أو بحث عن الحديث الشريف وعلومه، فاقرأ عن تدوين السنة وشروط قبول الحديث، واقرأ عن الأسانيد، فوالله الذي لا إله إلا هو لن تجد علماً أجمل وأرقى من هذا العلم.
تفضل هذه صحفة مؤلفات الشيخ ابن عثيمين، حمل منه كتاب مصطلح الحديث، وأنصحك بقراءته والاستمتاع بجمال هذا العلم، والكتاب ليس كبيراً، يمكنك إنهاؤه سريعاً، والكتاب ليس فيه ترويجاً لعقيدة، بل هو تعريف ومدخل في مصطلح الحديث، ويمكننا بعد أن ترأه أن نكمل حوارنا الذي أسأل الله سبحانه أن يكون في ميزان حسناتنا جميعاً.
__________________
قال أبو قلابة: إذا حدثت الرجل بالسنة فقال دعنا من هذا وهات كتاب الله، فاعلم أنه ضال. رواه ابن سعد في الطبقات.
رد مع اقتباس