دخل أحد الإخوة في أحد المنتديات على موضوعي "عقيدة بني العباس وحمايتهم للدين والعقيدة والسنة".
فقال : من منكم يذكر كيف مات أبو جعفر المنصور وما السبب ؟؟؟
فقلت ردا عليه :
سؤال غريب وأجنبي عن الموضوع ، فالموضوع ليس موضوع تراجم وإنما موضوع عقيدة ، وأسلوب السؤال أغرب منه ، ولكن لا بأس ، نجيب فنقول :
توفي جدنا سليل بيت النبوة أمير المؤمنين الخليفة أبو جعفر المنصور العباسي الهاشمي ، محرما ملبيا قارنا الحج بالعمرة سائقا للهدي مقلدا له ومشعرا وفق سنة بن عمه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
توفي قبل يوم التروية بيوم أو يومين داخل حرم الله عند بئر ميمون بن الحضرمي بأعلى مكة ودفن هناك ولم يغط رأسه ولا وجهه لحال إحرامه ، رحمه الله وغفر له.
وقيل في موته :
قفل الحجيج وخلفوا ابن محمد ... رهنا بمكة في الضريح الملحد
شهدوا المناسك كلها وإمامهم ... تحت الصفائح محرم لم يشهد
وقيل أيضا :
لقي الله محرما وشهيدا ... فهنيئا له هنيئا مريئا
قلنا : قال الشاعر شهيدا لأنه مات مبطونا نسأل الله أن يتقبله في الشهداء.
وقد قالت عصيمة سريته ، وكانت معه في حجته التي توفي فيها، ما زال يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، ثم يعيد ذلك ويهلل ويكبر ويلبي حتى قبض.
وقالت عصيمة: كان المنصور في تسبيحه وتهليله وتشهده فكلمته فقال: كفي عني ساعة، فما قطع ذلك حتى شخص.
وقد قال جدنا رحمه الله لجدنا المهدي قبل خروجه للحج "وإني ولدت في ذي الحجة ووليت في ذي الحجة وقد هجس في نفسي أني أموت في ذي الحجة من هذه السنة وهذا الذي حملني على الحج فاتق الله وإياك والدم الحرام وافتتح عملك بصلة الأرحام وإياك والتبذير"
لعل في هذا كفاية ، وسنعود لاستعراض كتابنا قريبا إن شاء الله.اهـ.
وإنما نقلت هذا الجواب إلى هنا لأن الموضوع عن ترجمة المنصور والتي نقلتها من غير زيادة حرف واحد بناءا على طلب أحد الإخوة الأفاضل بارك الله فيه.
<!-- / message --><!-- sig -->