عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2011-08-15, 03:47 AM
المستشار المستشار غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-08-13
المشاركات: 33
افتراضي مراحل وتطور المذهب الشيعي الإثني عشري

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه ومن اتبعه بإحسان إلى يوم الدين
أحبائي الأفاضل

أحببت أن أشارككم بهذه المعلومات عن أبرز المذاهب الشيعية ويطلق عليهم اسم الإمامية لقولهم بالإمامة بعد النبوة، ويسمون بالاثني عشرية لجعلهم الإمامة في اثني عشر إماماً.
تعتبر الطائفة الإثنى عشرية أكبر الطوائف الشيعية من حيث عدد السكان، حيث يقدر عددها بحوالي 85% من الشيعة .
واختلف الباحثون في نشأة المذهب الشيعي وظهرت آراء مختلفة في تحديد بدايته فلو أخذنا اراء الشيعة أنفسهم ومن كتبهم المعتمدة نستطيع أن نستخلص ثلاثة اراء :
الرأي الأول :
أنه ما من نبي إلا وقد عرض عليه الإيمان بولاية علي . عن أبي الحسن قال: ولاية علي مكتوبة في جميع صحف الأنبياء، ولم يبعث الله رسولاً إلا بنبوة محمد (صلى الله عليه وسلم ) ووصية علي (رضي الله عنه ) . الكليني / أصول الكافي 1/437 .
وقالوا: ثبت أن جميع أنبياء الله ورسله وجميع المؤمنين كانوا لعلي بن أبي طالب مجيبـين، وثبت أن المخالفين لهم كانوا له ولجميع أهل محبته مبغضين، فلا يدخل الجنة إلا من أحبه من الأولين والآخرين فهو قسيم الجنة والنار . الكاشاني / تفسير الصافي 1/16 .
الرأي الثاني :
أن الرسول (صلى الله عليه وسلم ) هو الذي وضع بذرة التشيع، وأن الشيعة ظهرت في عصره، وأن هناك بعض الصحابة الذين كانوا يتشيعون لعلي ويوالونه في زمن النبي (صلى الله عليه وسلم ) . يقول محمد حسين آل كاشف الغطاء (ت 1373هـ): إن أول من وضع بذرة التشيع في حقل الإسلام هو نفس صاحب الشريعة، يعني أن بذرة التشيع وضعت في بذرة الإسلام . جنباً إلى جنب وسواء بسواء ( نستخلص من هذا الكلام أن التشيع غير الاسلام ) ولم يزل غارسها يتعاهدها بالسقي والري حتى نمت وازدهرت في حياته، ثم أثمرت بعد وفاته . أصل الشيعة/ ص43 .
الرأي الثالث :
أن ظهور الشيعة يوم الجمل. قال ابن النديم: إن علياً قصد طلحة والزبير ليقاتلهما حتى يفيئا إلى أمر الله جل اسمه، فسمى من اتبعه على ذلك بالشيعة فكان يقول: شيعتي، وسماهم( الأصفياء والأولياء والأصحاب) . ابن النديم/ الفهرست ص175. وهذا رأي انفرد به ابن النديم ويشير إلى تاريخ ظهور الشيعة بمعنى الأنصار والأتباع، وتاريخ إطلاق لقب الشيعة على أنصار علي (رضي الله عنه)، وأن علياً هو الذي لقبهم بذلك حيث يقول: "شيعتي".
تطور المذهب :
كانت الإمامة عند أهل البيت وعامة الشيعة تختلف في مفهومها عند الإمامية، فقد كانت إمامة عادية بشرية عند أولئك، وإمامة ربانية عند هؤلاء. وفيما يأتي استعراض سريع لأهم مراحل تطور التشيع عبر التاريخ .
القرن الثاني الهجري :
إن نظرية الإمامة الإلهية القائمة على العصمة والنص لم تكن شائعة ومعروفة في أوساط الشيعة وأهل البيت أنفسهم في زمانهم، وإنما بدأت تدب تحت الأرض في الكوفة في بداية القرن الثاني والتي كانت تقوم على نظرية الوصية من النبي (صلى الله عليه وسلم ) للإمام علي (رضي الله عنه)، وينقلها من بعده إلى الحسن والحسين ثم إلى محمد بن الحنفية، وينقلها بعد ذلك إلى ابنه أبي هاشم عبد الله، ذلك التطور الذي أدى إلى تشعب الحركة الشيعية إلى عدة فرق في نهاية هذا القرن، حيث أخذ كل فريق يدَّعي الوصية عن أبي هاشم، مما أدَّى إلى حدوث صراع داخلي كبير في صفوف (أهل البيت) الذين انقسموا إلى (عباسية) و(علوية) و(طالبية) و(فاطمية) و(حسنية) و(حسينية) و(زيدية) و(جعفرية) وحدوث صراع آخر فيما بعدُ في صفوف شيعتهم وانقسامهم إلى (ناووسية) و(إسماعيلية) و(موسوية) و(فطحية) و(واقفية) و(قطعية).. ثم انقسام (الإمامية) إلى عدة فرق كلٌّ منها قالت بإمامة أحد الأئمة أو أخيه أو ابنه.
القرن الثالث الهجري :
بعد هذا التطور ونتيجة لما آلت إليه الشيعة من انقسامات بدأت تدب نظرية الإمامة الإلهية القائمة على (العصمة) و(النص) تحت الأرض في الكوفة.
كما حدث تطور جديد آخر في صفوف فريق من الشيعة في بدايات هذا القرن تمثل في حصر الإمامة في (البيت الحسيني) وتعيينه في واحد منهم هو (الأكبر من ولد الإمام السابق) وإثبات صفة (العصمة) له وعدم جواز إمامة غير المعصوم أو الجاهل أو المفضول .
ثمَّ ينتقل الفكر الإمامي من القول بضرورة العصمـة في الإمام - مطلق الإمام - إلى ضرورة (النص عليه وتعيينه من الله) كطريق وحيد لمعرفته، فيبطل قانون (الشورى والانتخاب)، ثم يحصر الإمامة في الأئمة المعصومين من أهل البيت، بدءاً من الإمام علي بن أبي طالب والحسن والحسين ثم الأئمة من ذرية الحسين الذين نصبهم الله تعالى قادة لخلقه إلى يوم القيامة. وبعد إثبات الإمامة للحسن والحسين يحاول الإمامية الإجابة عن سبب حصر الإمامة في ذرية الحسين فقط، فكلاهما من العترة ومن أهل البيت ومن أولاد فاطمة وعلي.
كما حاول الإماميون الذين نشأوا في بدايات هذا القرن أن يسحبوا نظريتهم إلى الوراء ويقرؤوا التاريخ الشيعي قراءة جديدة على ضوء نظريتهم القائمة على النص وإلغاء الفكر الشيعي السياسي السابق القائم على الشورى. وبالطبع فقد نسبوا فكرهم إلى أهل البيت وادعوا استقاءه منهم.
اعتمد الفكر الإمامي بصورة رئيسة على موضوع (الغدير) ورأى فيه دلالة قوية على إرادة المعنى السياسي والنص بالخلافة.
ومـن هنا.. ونظراً لضعف النصوص التي يرويها الإمامية حول النص بالخلافة على أهل البيت فقد اعتمد المتكلمون الأوائل بالدرجة الأولى على (العقل) في تشييد نظريتهم. وإذا كانت نظرية (الإمامة) تقدم بعض النصوص حول الإمام عليّ بن أبي طالب فإنها تعترف بعدم وجود النصوص على عدد من الأئمة الآخرين، ولذا فإنها تستعين بـ (الوصايا العادية) فتتخذ منها دليلاً بديلاً عن النص، ولكنها تفتقر بعض الأحيان حتى إلى الوصية العادية، فتقول بنظرية (المعاجز) وقيامها مقام النصوص، خاصة وأن الأحاديث التي يستدل بها الإماميون على حصر الإمامة في أهل البيت – كحديث الثقلين – تشمل البيتين. وقد بنى (الجارودية) نظريتهم في جواز الإمامة في أبناء الحسن والحسين على ذلك الحديث. ولذلك فقد ظل الشيعة يتساءلون عن سر حصر الإمامة في ذرية الحسين مع قيام أبناء الحسن بقيادة الشيعة عملياً وتفجيرهم للثورات المختلفة هنا وهناك، وقد تصدى أولاد الحسن للإمامة وادعوها لأنفسهم وذهب بعضهم إلى كون المهدي المنتظر فيهم، وكان بعض الشيعة يفضل أولاد الحسن على أولاد الحسين.
ومن الواضح أن هذا الجواب كان قبل تبلور النظرية (الإمامية) في القرون التالية واستنادها إلى (أحاديث) مسبقة عن الرسول (صلى الله عليه وسلم) تذكر أسماء الأئمة واحداً بعد واحد. وقال (الإمامية) بامتداد الإمامة في أولاد الحسين وذلك في الأكبر فالأكبر وعدم جواز انتقالها إلى أخ أو ابن أخ أو عم أو ابن عم، واستندوا في ذلك على آية: (وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) وهي نفس الآية التي استندوا عليها في نفي إمامة أبناء الحسن.
وبناءً على ذلك فلم تكن هناك قائمة مسبقة بأسماء الأئمة القادمين، وإنما كانت هذه القضية متروكة للزمن، وهناك أحاديث عديدة تقول¬ بأن الأئمة لم يكونوا يعرفون بخلفهم من قبل، وأنهم كانوا يعلمون بذلك في اللحظات الأخيرة من حياتهم. ومن هنا فقد كان الشيعة الإمامية يسألون الأئمة السابقين عن هوية الأئمة اللاحقين ويلحون في السؤال، وكثيراً ما كان الأئمة يرفضون إخبارهم بذلك، وهناك أحاديث تصرح بإمكانية جهل الشيعة بالإمام وترسم لهم الموقف في ذلك الظرف.
في القرنين الثاني والثالث:
ولو ألقينا نظرة على تراث الإمامية خلال القرنين الثاني والثالث لوجدنا النظرية الإمامية مفتوحة وممتدة إلى يوم القيامة، وأنها لم تكن محصورة في (عدد محدد) من الأئمة أو (فترة زمنية خاصة)، ومع أنها وصلت إلى طريق مسدود عند وفاة الإمام الحسن العسكري دون أن يخلف ولداً تستمر الإمامة فيه، ودون أن يشير أو يوصي إلى أي أحد من بعده، فقد اعتقد الذين آمنوا بوجود ولد مكتوم له في البداية ¬أن الإمامة ستسمر في ذرية ذلك الولد المخفي إلى يوم القيامة، ولم يعتقدوا في البداية أنه الإمام الأخير، ولا أن الأئمـة (أثنى عشر) فقط.
القرن الرابع الهجري:
شهد القرن الرابع الهجري تطوراً جديداً في النظرية الإمامية هذا التطور هو حدوث الاثنى عشرية، وهي نظرية حدثت في صفوف (الشيعة الموسوية) وخاصة الجناح المتشدد الذي كان يؤمن بقانون الوراثة العمودية بشدة ولا يقبل أي تسامح فيها، وقد قال ذلك الجناح بوجود قائمة مسبقة وبتحديد أسماء الأئمة من قبل الرسول – صلى الله عليه وسلم (بالاثني عشر إماماً) هم : (علي) و(الحسن) و(الحسين) و(علي بن الحسين) و(محمد بن علي) و(جعفر بن محمد) و(موسى بن جعفر) و(علي بن موسى) و(محمد بن علي) و(علي بن محمد) و(الحسن بن علي)... وأن آخرهم (الإمام الغائب محمد بن الحسن العسكري)، وكان يستهدف من وراء ذلك إثبات وجود الإمام الثاني عشر محمد بن الحسن العسكري الذي كان وجوده محل شك ونقاش في صفوف الشيعة الإمامية... وقد اضطرت النظرية الاثنى عشرية إلى إلغاء التاريخ الشيعي والإمامي، وإهمال قضية الغموض في النص والوصية وحيرة الإمامية في التعرف على الإمام الجديد، وتجاوز مسألة (البداء) ( لايوجد تعريف لمصطلح البداء ) التي حدثت مرتين في عهد الإمام الصادق والإمام الهادي ( لا نعلم ماهي المرتان التي حصلت فيها البداء )، والادعاء بأنها كانت موجودة منذ عهد رسول الله، وذلك على الرغم من اعتراف الجميع بولادة النظرية الإمامية في مطلع القرن الثاني الهجري على أيدي هشام بن الحكم ومؤمن الطاق وهشام بن سالم الجواليقي.
كما أن تحديد هوية (الإمام المهدي الثاني عشر من أئمة أهل البيت) كما هو معروف لدى الشيعة الاثنى عشرية اليوم قد حدث في وقت متأخر بعد وفاة الإمام الحسن العسكري وبعد القول بوجود ولد له في السر بفترة طويلة، أي في بداية هذا القرن تقريباً، وذلك في أعقاب تطور نظرية (الإمامة الإلهية) وتحولها من التسلسل اللا محدود إلى الاقتصار على (اثني عشر) وتكوّن الفرقة الاثنى عشرية. ومما يؤكد غموض هوية المهدي عند أهل البيت ولدى جماهير الشيعة والمسلمين في القرون الثلاثة الأولى هو تكرر دعوات المهدوية هنا وهناك. حتى جاوزت العشرات، وحتى أصبح لكل فرقة وطائفة أكثر من مهدي واحد.
القرن الخامس الهجري:
وقد كان فتح باب الاجتهاد أخيراً في مطلع هذا القرن خطوة كبيرة للخروج من الأزمة وملء الفراغ التشريعي الذي حدث للشيعة الإمامية بعد وفاة الإمام الحسن العسكري وغيبة (أو افتقاد) الإمام الثاني عشر، وقد أدى إلى التحرر من نظرية (التقية والانتظار) وإعادة النظر في كثير من أبواب الفقه المعطلة بسبب نظرية (الغيبة)، وملاحقة التطورات والإجابة على المسائل الحادثة، كما أدى إلى حدوث تطورات جذرية في الفكر الإمامي والتخلي عن اشتراط العصمة والنص والسلالة العلوية الحُسينية في الإمام، والقول بجواز الحكومة لغير المعصوم أو وجوبها، واستنباط نظرية (ولاية الفقيه) وغيرها من النظريات التي أعادت الشيعة إلى مسرح الحياة.
في القرن العاشر الهجري:
وعندما أراد الصفويون في هذا القرن التحرك العسكري لإقامة دولة خاصة بهم وجدوا نظرية الانتظار غير معقولة ولا واقعية وتشكل حجر عثرة أمام طموحهم وتحركهم. وعلى الرغم من أنهم كانوا منذ فترة قد أعلنوا التمسك بالمذهب الإمامي الاثنى عشري، إلا أنهم في الحقيقة لم يستوعبوا نظرية (الإمامة الإلهية) التي تشترط العصمة والنص في الإمام، وحولوها إلى نظرية تاريخية ورفضوها عملياً، حيث أجازوا لزعمائهم (وهم غير معصومين ولا منصوص عليهم من الله) أن يستولوا على الملك ويقوموا بمهام الإمامة.
إن بروز التجربة الصفوية كان نتيجة الفراغ السياسي الذي كان يهيمن على الشيعة في ظل نظرية الانتظار السلبية الانعزالية في تلك الأيام، وهذا ما دل على تطور نظرية (النيابة العامة) في القرن الثالث عشر الهجري من إجازة الملوك إلى تصدي الفقهاء بأنفسهم للحكم، وتجاوز نظرية (الانتظار) والتخلي عنها تماماً..
في القرن الثالث عشر الهجري:
حيث تطورت نظرية (النيابة العامة) في هذا القرن من إجازة الملوك إلى تصدي الفقهاء بأنفسهم للحكم، وتجاوز نظرية (الانتظار) والتخلي عنها تماماً..
في العصر الحديث:
وأخيراً.. إذا ألقينا نظرة شاملة على مسيرة الفكر السياسي الشيعي خلال ألف عام، منذ وفاة الإمام الحَسَن العسكري والقول بوجود ولد له في السر.. نجد أن هذا الفكر قال في القرون الأولى بنظرية (التقية والانتظار) كلازمة من لوازم نظرية (الإمامة والغيبة) التي كانت تحرم إقامة الدولة أو الثورة أو ممارسة أي نشاط سياسي إلا بقيادة (الإمام المعصوم المعين من قبل الله تعالى) وهو ما أدى إلى انسحاب الشيعة من المسرح السياسي والانعزال التام.. ثم تراجع الفكر الإمامي عن هذه النظرية تدريجياً وقال بنظرية (النيابة العامة) التي طورها الفقهاء بعد ذلك بقرون إلى نظرية (ولاية الفقيه) والتي تخلوا فيها عملياً عن (النظرية الإمامية)، حيث أجازوا إقامة الدولة بدون اشتراط العصمة أو النص أو السلالة العلوية الحسينية في (الإمام المعاصر) وهو ما أدى إلى قيام الشيعة في العصر الحديث بتأسيس (الجمهورية الإسلامية) في إيران.
الشيعة بعد الخميني ومنهجهم في نشر المذهب:
قامت الدولة الشيعية بعد الخميني على أساس العقيدة، وافترضت وجود ركام قرون من المظلومية، فانطلقت من هذا الركام مع توفر إمكانات مسخرة لنشر المذهب في استراليا وأفريقيا وأوربا... أدت إلى فتح مراكز ثقافية وأخرى صحية في السودان وكينيا ونيجيريا... وإعطاء المساعدات والمنح الدراسية، كما ركبوا موجة التقريب ودعوى أنْ لا فرق بين الشيعة والسنة، فبدءوا من خلال ذلك – وبأساليب خبـيثة - بالتشكيك بالصحابة وخلافهم وطرح فضائل الإمام، كما قاموا بطبع ونشر وتوزيع كتب مثل (المراجعات)، (ثم اهتديت)، (لأكون مع الصادقين) وغيرها من الكتب وبكميات هائلة على مستوى الأفراد والجماعات والهيئات للتبشير بالمذهب وبأساليب ماكرة وخبيثة، كما رشحوا الشيعة للعمل في اليمن والسودان، وفعلوا الدور الإيراني في كل من أفغانستان وباكستان والعراق والخليج والشام... باختصار فقد كان لرجال السياسة والدين الإيرانيين بعد الخميني نشاطات متعددة على كافة الأصعدة، وخاصة السياسية منها والاستخباراتية والدعائية والثقافية.
رد مع اقتباس