لفت نظري زميلي أيديال (للمرة الثانية) :
أنك تتحدث عن أخطاء (اجتماعية) : ثم تنسبها إلى الدين الإسلامي !!..
وما زلنا معك نفك هذه الطلاسم الواحد بعد الآخر على قدر المستطاع ..
والله المستعان ..
-----
وفي هذه المرة حتى لا أطيل عليك :
استوقفني كلامك عن الزواج المبكر : وغلاء تطلباته بالنسبة للشاب اليوم ..
أقول ..
أول مَن جنى هذه الجناية على الشباب : هي تصرفات المسلمين الخاطئة أنفسهم !
هم الذين تركوا تعاليم الإسلام بتيسير المهور !!..
وهم الذين ابتدعوا فصل الشبكة الذهب عن المهر وبالغوا في الإثنين !!..
وهم الذين ابتدعوا اشتراط (الشقة التمليك) لضمان سعادة ابنتهم !!..
وهم الذين غالوا في حفلات الزواج بل : وحفلات الخطوبة نفسها !!..
وهم .. وهم .. وهم ..
عن عائشة رضي الله عنها مرفوعا ً:
" أعظم النساء بركة (أي في زواجها) : أيسرهن مؤنة (أي أيسرهن في تكاليف الزواج) " !!..
أقول ..
وكما حكيت لنا زميلي أيديال باقتضاب : قصة رغبتك في الزواج مبكرا ًواصطدامك بالكثير من العوائق (المنطقية) .. فأود أن أذكر قصتين في عجالة أنا الآخر لتعرف أن :
" مَن يتق الله : يجعل له مخرجا ً: ويرزقه من حيث لا يحتسب "
و :
" مَن يتق الله : يجعل له من أمره يسرا ً" ..
------
القصة الأولى ..
وهي أن أحد أصدقائي في الثانوية العامة في مصر : تزوج وهو في السنة الثانية من الثانوية العامة !!.. بل : وترك الدراسة ليقف في محل والده لبيع أدوات كهربائية ومعدات بناء .. وتزوج ونحن ما زلنا في المرحلة الثانوية !!.. بل وأنجب ونحن في نهاية الدراسة الثانوية !!..
وصرنا نتعجب من حاله كلما مررنا عليه في المحل !!..
ولكن صدقني ..
كثيرٌ منا غبطه بعد ذلك على ما فعل وما فعله معه أبوه !!!..
فنحن الذين اخترنا لأولادنا الانخراط في الدراسة الطويلة : وعظمنا أمر الدراسة ووجوب (التفرغ التام لها) حتى صار شبابنا أطفالا ًكبارا ً: تجد أحدهم قد تخطى العشرين من عمره : وما زال يأخذ مصروفه من والده بعد !!!..
------
القصة الثانية ..
وهي قصة زواجي الشخصية ..
وهي باختصار :
أني كنت أعمل أعمال خير ٍكثيرة من مصروفي الشخصي والحمد لله :
أعقبني الله تعالى عليها بعمل براتب جيد بعد التخرج والانتهاء من الجيش (والجزاء من جنس العمل) ..
وبمجرد انتهاء الجيش والعمل :
رغبت في الزواج بعده بعام ٍتقريبا ً(وقد كان معي 10 ألاف جنيه فقط) !!..
وأخبرني أصدقائي وزملائي باستحالة الزواج في هذا العصر إلا بـ 30 : 40 : 70 ألف جنيه : بالنسبة للمستوى العادي مثلي !!..
ولكني توكلت على الله ..
مخلصا ًفي رغبتي لإعفاف نفسي عن الحرام والنظر الحرام ..
فزادني مدير العمل : 150 % من الراتب لما صارحته بعزمي على الزواج !!..
وما هي إلا شهور قلائل :
حتى كتبت الكتاب على إحدى قريباتي من بعيد ((منقبة وعلى خلق)) والحمد لله ..
وكانت متفهمة ًلأهمية الزواج في الإسلام وتيسيره ..
فلم تطلب مني شيئا ًفوق استطاعتي !!!..
وفي حين كان مَن حولي يشترون غرفة النوم بـ 9 ألاف جنيه :
اشتريت أنا غرفة نوم وطعام وأنتريه بـ : 9.800 جنيه !!..
والشبكة : لم تتجاوز 2700 جنيه وقتها !!..
واتخذت شقة أيجار !!..
ودفعت التأمين (ألف أو ألفين لا أذكر) !!!..
وكرهت إقامة حفل للدخلة بما يريده الناس من أهلي وأهلها !!..
ووافقتني جزاها الله خيرا ًعلى ذلك ووقفت بجواري ..
وأخبرتهم أنه حل ٌمن اثنين ..
إما ينطلق حفل البناء من المسجد على بركة الله بلا ذنوب من اختلاط ومعازف ونحوه ..
وإما أن أنطلق بزوجتي من بيتها (بعد حفل بسيط بينها وبين صويحباتها وقريباتها) :
إلى بيتي مباشرة ً!!!..
وهذا ما كان !!..
وبالفعل :
لم يتكلف زواجي أكثر من 15 ألف جنيه على ما أذكر !
< من ست أو سبع سنوات >
ولي من الأولاد الآن ثلاثة والحمد لله رب العالمين ..
صدقني زميلي أيديال :
أسعد الناس حالا ًهم المتدينون حقا ًولا أكذبك ..
واختلط بأي مسجد سلفي واندمج في صحبة الوجوه الباسمة من شبابه وشيوخه :
لتقف على المعنى الحقيقي للسعادة ..
< راقب كيف تتم زيجاتهم في المساجد بكل سهولة ويُسر مثلا ً>
نعم ..
ليس حال الإنسان كله بلا منغصات (فهذا في الجنة فقط) ولكن :
السعيد من رضي عن الله : ورضي الله عنه .. فارتاح قلبه ..
أدعو الله عز وجل لك وللزميل ربوبي بالهداية ..