عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 2011-11-02, 04:10 AM
ابوصهيب الشمري ابوصهيب الشمري غير متواجد حالياً
محـــأور
 
تاريخ التسجيل: 2011-04-28
المشاركات: 924
افتراضي رد: أسئلة للزميل أبوحب الله

الاستاذ الكريم المنطق اشكرك علئ سعة صدرك
واود ان اوضح كلام شيخ الاسلام رحمه الله
وانه لايقول بالذي فهمته منه فهو يريد المعمول لا العمل وقد فصل شيخ الاسلام بعض الشئ في كتابه منهاج السنة ولم انقل كل كلامه وانما اخذت منه مختصرا وهذا الاخلال مني
وقد بين في كتابه قبل ذلك وقال ان التقدير . والله خلق العابد والمعبود ، ولأنه لو قال : والله خلقكم وعملكم لم يكن في هذا ما يقتضي ذمهم على الشرك ، بل قد يقال : إنه إقامة عذر لهم .
فهو هنا يفرق بين معبودهم الصنم الذي نحتوه وبين العمل
وقال ايضا وقوله تعالئ (والله خلقكم وما تعملون ) وهو سبحانه ينكر عليهم عبادة ما ينحتون فذكر قوله والله خلقكم وما تعملون متضمنا ما يوجب ذمهم على ذلك ونهيهم عنه وذلك كون الله تعالى خلق معمولهم ولو أريد والله خلقكم وعملكم الذي هو الكفر وغيره لم يكن في ذلك ما يناسب ذمهم ولم يكن في بيان خلق الله تعالى لأفعال عباده ما يوجب ذمهم على الشرك



لكن يقال هذه الآية تدل على أن أعمال العباد مخلوقة لأنه قال والله خلقكم والذي تعملونه من الأصنام والأصنام كانو ينحتونها فلا يخلو إما أن يكون المراد خلقه لها قبل النحت والعمل أو قبل ذلك وبعده

فإن كان المراد ذكر كونها مخلوقة قبل ذلك لم يكن فيها حجة على أن المخلوق هو المعمول المنحوت لكن المخلوق ما لم يعمل ولم ينحت

وإن كان المراد خلقها بعد العمل والنحت فمن المعلوم أن النحت الذي فيها هو أثرهم وعملهم

وقال ايضا وعند القدرية أن المتولد عن فعل العبد فعله لا فعل الله فيكون هذا النحت والتصوير فعلهم لا فعل الله فإذا ثبت أن الله خلقها بما فيها من التصوير والنحت ثبت أنه خالق ما تولد عن فعلهم والمتولد لازم للفعل المباشر وملزوم له وخلق أحد المتلازمين ويسلتزم خلق الآخر فدلت الآية أنه خالق أفعالهم القائمة بهم وخالق ما تولد عنها وخالق الأعيان التي قام بها المتولد ولا يمكن أن يكون أحد المتلازمين عن الرب والآخر عن غيره فإنه يلزم افتقاره إلى غيره

وأيضا فنفس حركاتهم تدخل في قوله تعالى والله خلقكم فإن أعراضهم داخلة في مسمى أسمائهم فالله تعالى خلق الإنسان بجميع أعراضه وحركاته من أعراضه فقد تبين أنه خلق أعمالهم بقوله والله خلقكم وما تولد عنها

من النحت والتصوير بقوله وما تعملون فثبت أنها دالة على أنه خالق هذا وهذا وهو المطلوب مع أن الآيات الدالة على خلق أعمال العباد كثيرة كما تقدم التنبيه عليها لكن خلقه للمصنوعات مثل الفلك والأبنية واللباس هو نظير خلق المنحوتات كقوله تعالى (وآيه لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون وخلقنا لهم من مثله ما يركبون ) وقوله تعالى (والله جعل لكم مما خلق ظلالا وجعل لكم من الجبال أكنانا وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون )سورة النحل

وقولك ان المشكل الثاني في طرح شيخ الاسلام ابن تيمية هو أنه لم يحدد ولم يعرف المعنى الحقيقي للقدر ... ماهية القدر ؟؟؟

فشيخ الاسلام لم يكن يشرح باب القدر لذلك لم يذكر له تعريفا وانما كان معلقا علئ الاية الكريمة (والله خلقكم وما تعملون)
وكذلك يبدوا لي انك تفرق بين أفعال العبد الاختيارية والاضطرارية من خلال استدلالك بفعل يوسف عليه السلام
والسؤال مالذي يجعل الله تعالئ يتدخل في الاضطرار وما الذي يمنعه من التدخل في الاختيار ؟
واذا اثبتم للعبد استقلالا في فعله فليس بممتنع أن يثبت لهذا الفعل تأثيرا حادثا في وجود الفعل , ليس له استقلال في ذلك

وهذا الذي يدل عليه قوله تعالئ ( وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) ,قال شيخ الإسلام وهذه الآية رد على الطائفتين : المجبرة الجهمية , والمعتزلة القدرية , فإنه تعالى قال ( لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ ) فأثبت للعبد مشيئة وفعلا ,ثم قال ( وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ), فبين أن مشيئة العبد معلقة بمشيئة الله , والأولى رد على الجبرية , وهذه رد على القدرية الذين يقولون : قد يشاء العبد ما لا يشاؤه الله
__________________
ما كان لله دام واتصل *** وما كان لغيره انقطع وانفصل
رد مع اقتباس