عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 2011-12-13, 05:39 PM
القناص الغاضب القناص الغاضب غير متواجد حالياً
عضو فعال بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-08-10
المشاركات: 77
افتراضي رد: إذا ارتكبت كبيرة فما الحكم

ما جاء في كتابي التفسير للطبري وابن كثير لبعض علماء التفسير الأوائل لتفسير "وأحاطت به خطيئته":

القول فـي تأويـل قوله تعالـى: وأحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ.
يعنـي بقوله جل ثناؤه: وأحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ اجتـمعت علـيه فمات علـيها قبل الإنابة والتوبة منها. وأصل الإحاطة بـالشيء: الإحداق به بـمنزلة الـحائط الذي تـحاط به الدار فتـحدق به، ومنه قول الله جل ثناؤه: نارا أحاطَ بِهِمْ سُرَادِقُها.

حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن يـمان، عن سفـيان، عن الأعمش، عن أبـي روق، عن الضحاك: وأحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ قال:مات بذنبه.
حدثنا أبو كريب، قال: ثنا جرير بن نوح، قال: ثنا الأعمش، عن أبـي رزين، عن الربـيع بن خثـيـم: وأحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ قال:مات علـيها.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلـمة، قال: أخبرنـي ابن إسحاق، قال: حدثنـي مـحمد بن أبـي مـحمد، عن سعيد بن جبـير أو عكرمة، عن ابن عبـاس: وأحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ قال: يحيط كفره بـما له من حسنة.
حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: حدثنـي عيسى، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد: وأحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ قال:ما أوجب الله فـيه النار.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة: وأحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ قال:أما الـخطيئة فـالكبـيرة الـموجبة.
حدثنا الـحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، عن قتادة: وأحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ قال: الـخطيئة: الكبـائر.
حدثنـي الـمثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا وكيع ويحيى بن آدم، عن سلام بن مسكين، قال: سأل رجل الـحسن عن قوله: وأحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فقال: ما ندري ما الـخطيئة يا بنـيّ اتْلُ القرآن، فكل آية وعد الله علـيها النار فهي الـخطيئة.
حدثنا أحمد بن إسحاق الأهوازي، قال: ثنا أبو أحمد الزبـيري، قال: ثنا سفـيان، عن منصور، عن مـجاهد فـي قوله: بَلَـى مَنْ كَسَبَ سَيئَةً وأحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ قال: كل ذنب مـحيط فهو ما وعد الله علـيه النار.
حدثنا أحمد بن إسحاق، قال: ثنا أبو أحمد الزبـيري، قال: ثنا سفـيان، عن الأعمش، عن أبـي رزين: وأحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ قال:مات بخطيئته.
حدثنـي الـمثنى، قال: ثنا أبو نعيـم، قال: ثنا الأعمش، قال: ثنا مسعود أبو رزين، عن الربـيع بن خثـيـم فـي قوله: وأحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ قال: هو الذي يـموت علـى خطيئته، قبل أن يتوب.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: قال وكيع: سمعت الأعمش يقول فـي قوله:وأحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ مات بذنوبه.
حدثت عن عمار، قال: ثنا ابن أبـي جعفر، عن أبـيه، عن الربـيع: وَأحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ الكبـيرة الـموجبة.
حدثنـي موسى، قال: ثنا عمرو بن حماد، قال: ثنا أسبـاط، عن السدي: أحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فمات ولـم يتب.

القول فـي تأويـل قوله تعالـى: فـاولَئِكَ أصحَابُ النّارِ هُمْ فِـيها خَالِدُونَ.
يعنـي بقوله جل ثناؤه: فأولئك الذين كسبوا السّيئات وأحاطتْ بهم خطيئاتهم أصحاب النار هم فـيها خالدون. ويعنـي بقوله جل ثناؤه: أصحَابُ النّارِ أهل النار وإنـما جعلهم لها أصحابـا لإيثارهم فـي حياتهم الدنـيا ما يوردهموها، ويوردهم سعيرها علـى الأعمال التـي توردهم الـجنة، فجعلهم جل ذكره بإيثارهم أسبـابها علـى أسبـاب الـجنة لها أصحابـا، كصاحب الرجل الذي يصاحبه مؤثرا صحبته علـى صحبة غيره حتـى يعرف به. هُمْ فِـيها يعنـي فـي النار خالدون، ويعنـي بقوله خالِدُونَ مقـيـمون. كما:
حدثنـي مـحمد بن حميد، قال: ثنا سلـمة، قال: حدثنـي مـحمد بن أبـي مـحمد، عن سعيد بن جبـير أو عكرمة، عن ابن عبـاس: هُمْ فِـيها خالِدُونَ: أي خالدون أبدا.

حدثنـي موسى بن هارون، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسبـاط، عن السدي هُمْ فِـيها خالِدُونَ لا يخرجون منها أبدا.

تفسير ابن كثير:
وقال الأعمش عن أبي رزين عن الربيع بن خثيم { وَأَحَـٰطَتْ بِهِ خَطِيۤـئَـتُهُ} قال الذي يموت على خطاياه من قبل أن يتوب،وعن السدي وأبي رزين نحوه، وقال أبو العالية ومجاهد والحسن في رواية عنهما، وقتادة والربيع بن أنس { وَأَحَـٰطَتْ بِهِ خَطِيۤـئَـتُهُ} الكبيرة الموجبة، وكل هذه الأقوال متقاربة في المعنى، والله أعلم. ويذكر ههنا الحديث الذي رواه الإمام أحمد حيث قال: حدثنا سليمان بن داود، حدثنا عمرو بن قتادة عن عبد ربه، عن أبي عياض، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه» «وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب لهن مثلاً كمثل قوم نزلوا بأرض فلاة، فحضر صنيع القوم، فجعل الرجل ينطلق فيجيء بالعود، والرجل يجيء بالعود حتى جمعوا سواداً، وأججوا ناراً فأنضجوا ما قذفوا فيها».
__________________
لا يزال الحق فينا مذهباً-- رضي الخصم علينا أم أبى