عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2008-06-22, 07:55 PM
السواد الأعظم السواد الأعظم غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2008-02-27
المشاركات: 2
افتراضي الأشاعرة وأهل السنة

الأشاعرة أئمة أهل السنة


الحمد لله رب العلمين وصلى الله على سيدنا محمدوسلم وبعد، ليعلم أن الأشاعرة لخصوا عقيدة الرسول والصحابة.. أغلب أهل السنةوالجماعة هم أشاعرة، يعني يتبعون طريقة الإمام أبي الحسن الأشعري في نصرة هذاالمذهب.


وأهل السنة هم جمهور الأمة المحمدية وهم الصحابة ومن تبعهم في المعتقدأي أصول الاعتقاد، وهي الأمور الستة المذكورة في حديث جبريل الذي قال فيه الرسول: "الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره".وأفضل هؤلاء أهل القرون الثلاثة المرادون بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خيرالقرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" والقرن معناه مائة سنة كما رجح ذلكالحافظ أبو القاسم بن عساكر وغيره، وهم المرادون أيضًا بحديث الترمذي وغيره: "أوصيكم بأصحابي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" وفيه قوله: "عليكم بالجماعةوإياكم والفرقة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، فمن أراد بحبوحة الجنةفليلزم الجماعة" صححه الحاكم وقال الترمذي: حسن صحيح، وهم المرادون أيضًا بالجماعةالواردة فيما رواه أبو داود من حديث معاوية: "وإن هذه الملة ستفترق على ثلاثوسبعين، ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة وهي الجماعة". والجماعة هم السوادالأعظم ليس معناه صلاة الجماعة، كما يوضح ذلك حديث زيد بن ثابت ان الرسول صلى اللهعليه وسلم قال: "ثلاث لا يُغَل عليهن قلب المؤمن: إخلاص العمل، والنصيحة لوليالأمر، ولزوم الجماعة، فإن دعوتهم تكون من وراءَهم". قال الحافظ ابن حجر: حديث حسن.



الماتريدية والأشعرية شأنهم نصرةالحق



واعلموا أن الله تعالى يقول في القرءان الكريم: (وما ءاتاكمالرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا).


إخوة الايمان لقد كان المسلمون في زمنالنبي صلى الله عليه وسلم على طريقة واحدة لم يكن بينهم خلاف في العقيدة.


ثمظهرت في خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه فرقة الخوارج ثم ظهرت فيما بعد القدريةوهم المعتزلة وظهرت المرجئة، وفي أيام المأمون العباسي ظهر النجارية وغيرها منالفرق الضالة. ولا زال علماء الإسلام يردون على أهل البدع ليحذرهم الناس، ومن هؤلاءالعلماء أبو الحسن علي بن اسماعيل الأشعري الذي ولد بعد النصف الثاني من القرنالثالث الهجري وتوفي قبل منتصف القرن الرابع الهجري فقام هذا الإمام بتفنيد شبه أهلالزيغ فلم يسرف في التعطيل ولم يغل في التشبيه وألهمه الله نصرة السنة بحجج المنقولوالمعقول، فأثبت لله سبحانه ما أثبته لنفسه من الأسماء والصفات ونفى عنه ما لا يليقبجلال الله تعالى. فهو رحمه الله لم يبدع رأيًا ولا مذهبًا وإنما هو مقرر لمذاهبالسلف مناضل عما كانت عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالانتساب إليهإنما هو باعتبار أنه عقد على طريق السلف نطاقًا وتمسك به وأقام الحجج والبراهينعليه فصار المقتدي به في ذلك، السالك سبيله في الدلائل يسمى أشعريًا، فمن هنا جاءتتسمية الأشاعرة نسبة لهذا الامام.


وفي زمن هذا الامام أيضًا قام بنصرة أهل الحقالإمام أبو منصور محمد بن محمد الماتريدي نسبة إلى ماتريد وهي محلة بسمرقند فيماوراء النهر، فصار له أتباع يدافعون عن عقيدة أهل السنة ويكشفون انحراف المبتدعة منالمعتزلة وغيرهم، وعرف المنتسبون إليه باسم الماتريدية.


فصنف أتباع الماتريديوالأشعري من بعدهما المئات من المجلدات في الرد على المخالفين للإسلام بالحججالدامغة الكثيرة والمناظرات العديدة، ورفعوا لواء مذهب الأشعري في الخافقين (المشرقوالمغرب). وأبرزهم في نشره ثلاثة: الأستاذ أبو بكر بن فورك، وأبو اسحق الإسفرايينيوالقاضي الامام أبو بكر الباقلاني، فالأولان نشراه في المشرق والقاضي نشره فيالمشرق والمغرب، فما جاءت المائة الخامسة إلا والأمة الإسلامية أشعرية وماتريدية لميشذ عنهما سوى نزر من المعتزلة وشرذمة من المشبهة وطائفة من الخوارج، فلا تجدعالمًا محققا أو فقيهًا مدققًا إلا وهو أشعري أو ماتريدي.


وعقيدة الأشاعرةوالماتريدية واحدة وهي الإيمان بأن الله عز وجل واحد لا شريك له موجود لا يشبهالموجودات لا يحويه المكان ولا يجري عليه زمان ولا يشبهه شىء، لا يحل في شىء ولاينحل منه شىء، منزه عن الجلوس والجهة والجوارح والأعضاء ليس كمثله شىء وهو السميعالبصير. ومن هؤلاء السلطان صلاح الدين الأيوبي رحمه الله الذي توفي في سنة 589 هــوكان من الذين حملوا لواء الدين بصدق وهمة وكان رجلاً مجاهدًا تقيًا صالحًا علمالناس التوحيد مقتديًا برسول الله صلى الله عليه وسلم وعاملاً بقوله كلكم راعٍوكلكم مسئول عن رعيته، فأحسن التوجيه والتعليم متوكلاً على ربه عز وجل فأعزه اللهونصره.


عباد الله لقد كان السلطان صلاح الدين الأيوبي رحمه الله وجزاه عنالمسلمين خيرًا، عالمًا من علماء أهل السنة يحفظ كتاب التنبيه وكتاب الحماسة فيالفقه الشافعي وكان حافظًا للقرءان الكريم وكان زاهدًا يقوم الليل يصلي لله عز وجلولم يكن منشغلاً بالشهوات والأموال وكان قد بنى المدارس لتعليم الناس علم التوحيدلتعليمهم تنزيه الله تعالى عن مشابهة الخلق في ذاته وصفاته وأفعاله فإن ذلك هو أهمأمور الدين ولا يستهين بذلك إلا ذو قلب معكوس وفهم منحوس، ولقد كان في أيام السلطانصلاح الدين الأيوبي عالم جليل يقال له محمد بن هبة المكي ألف عقيدة باسم صلاح الدينفأهداها إليه وفيها هذا الكلام الذي نحن نقرره أن الله تعالى سمعه ليس بجارحة وبصرهليس بجارحة وأن كلامه الذاتي ليس بحرف وصوتٍ، بل في هذا الكتاب تشبيه هؤلاء الذينيعتقدون أن الله متكلم بحرف وصوت، كما نحن نتكلم.


وكان سيدنا صلاح الدين قررتدريس هذه العقيدة في المدارس حتى للصبيان، ليس للكبار فقط، بل قرّر أيضًا أن تقرأعلى المآذن بعد صلاة الصبح لينتفع الناس بها.


ومن الأشاعرة أيضًا السلطانمحمدًا الفاتح الذي كان ينزه الله تبارك وتعالى عن المكان والجهة والكيفية والكميةوالحد ويعتقد جواز زيارة قبور الأنبياء والصالحين والتبرك بآثارهم والتوسل إلى اللهبذواتهم الفاضلة شأنه في ذلك شأن الكثيرين من الملوك والأمراء كالسلطان صلاح الدينالأيوبي الذي أمر بتدريس العقيدة الأشعرية للأطفال في المدارس ليحصنهم من الزيغوالضلال وقد مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا السلطان حين قال ”لتفتحنالقسطنطينية ولنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش“ رواه أحمد والحاكم. وفتحتالقسطنطينية على يد السلطان محمد الفاتح وما امتداح النبي صلى الله عليه وسلم فيحديثه لفاتح القسطنطينية ولجيشه إلا بشرى عظيمة للأشاعرة الذي كان الفاتح منهمويعتقد معتقدهم ويناضل عنه فالنبي مدح جيش الأشاعرة وأميره والنبي عليه الصلاةوالسلام لا يمدح كافرًا أبدًا.



ثم حَدَثَ بعد مائتين وستين سنة انتشار بدعةالمعتزلة وغيرهم فقيَّضَ الله تعالى إمامين جليلين أبا الحسن الأشعري وأبا منصورالماتريدي رضي الله عنهما فقاما بإيضاح عقيدة أهل السنة التي كان عليها الصحابة ومنتبعهم بإيراد أدلة نقلية وعقلية مع رد شبه المعتزلة وهم فرق عديدة بلغ عددهم عشرينفرقة، فقاما بالرد على كل هذه الفرق أَتَم القيام برد شبههم وإبطالها فنُسب إليهماأهل السنة، فصار يقال لأهل السنة أشعريون وماتريديون.



فيجب الاعتناء بمعرفةعقيدة الفرقة الناجية الذين هم السواد الأعظم، وأفضل العلوم علم العقيدة لأنه يبينأصل العقيدة التي هي أصل الدين، وهذا العلم سماه أبو حنيفة الفقه الأكبر. فيا طلابالحق لا يُهَوِّلَنَّكُم قدح المشبهة المجسمة في هذا العلم بقولهم إنه علم الكلامالمذموم لدى السلف، ولم يدروا أن علم الكلام المذموم هو ما ألفه المعتزلة علىاختلاف فرقهم والمشبهة على اختلاف فرقهم من كرَّامِيَّةٍ وغيرها فإنهم قد افترقواإلى عدة فرق بيّنها من ألفوا في بيان الفرق كالإمام أبي منصور عبد القاهر بن طاهرالبغدادي.



نبذة عنالأشعري.



الله أنعم على المؤمنين واختار لهم ملة إبراهيم وسماهاإسلاما ، واصطفى من النبيين محمدا صلى الله عليه وسلم وجعله لهم ختاما ، وأكمل دينهوأتمه إتماما ، ونصب له من العلماء من يدافع عنه توفيقا منه وإلهاما ، ومنح أهلالتحقيق في توحيده بصائر وأحلاما ، فكان أبو الحسن الأشعري رحمه الله من الذينألهمهم الله نصرة السنة بالبراهين العقلية والأدلة النقلية ، والأشعرية هم العدلالوسط بين المعتزلة والحشوية ، لم يبتعدوا عن النقل كما فعل المعتزلة 1 ، ولا عنالعقل كعادة الحشوية 2 ، بل ورثوا الخير من تقدمهم ، وهجروا باطل كل فرقة، وحافظواعلى ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وملأوا الأرض علما .


اسمهوكنيته ومولده :


قال الإمام أبو بكر البيهقي : " هو أبو الحسن علي بن إسماعيلبن أبي بشر اسحق بن سالم بن إسماعيل بن عبد الله بن موسى ابن أمير البصرة بلال بنأبي بردة بن صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعرياليماني البصري ، ولد سنة 260 للهجرة ، وقيل سنة سبعين ، وتوفي سنة 224 ببغداد جدهأبو موسى ممن يؤخذ عنهم الفتيا في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من أحسنالناس صوتا في قراءة القرءان ، وينسب إلى الجُماهر بن الأشعر ، والأشعر من أولادسبأ الذين كانوا باليمن ، هاجر أبو موسى الأشعري مع أخويه في بضع وخمسين من قومهإلى أرض الحبشة وأقاموا مع جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه حتى قدموا جميعا على رسولالله صلى الله عليه وسلم حين افتتح خيبر . رزق من الأولاد والأحفاد مع الدرايةوالرواية والرعاية ما يكثر نشره ، وأساميهم في التواريخ مثبتة ، إلى أن بلغت النوبةإلى شيخنا أبي الحسن الأشعري رضي الله عنه " .



ثناء العلماء عليه :



ذكر الإمامالقشيري أن أصحاب الحديث اتفقوا أن أبا الحسن علي بن اسمعيل الأشعري رضي الله عنهكان إماما من أئمة أصحاب الحديث ، ومذهبه مذهبهم تكلم في الأصول على طريقة أهلالسنة ، ورد على المخالفين من أهل الزيغ والبدعة ، وكان على المعتزلة والمبتدعينوالخارجين سيفا مسلولا ، تفقه الأشعري على أبي إسحق المروزي وزكريا بن يحيى الساجي.


قال الأستاذ الإمام الإسفراييني الفقيه الأصولي : " كنت في جنب الشيخ الباهليكقطرة في البحر ، وسمعت الشيخ أبا الحسن الباهلي يقول : كنت أنا في جنب الأشعريكقطرة في جنب البحر ".


وقال البيهقي : " إن أبا الحسن الأشعري رحمه الله لميحدث في دين الله حَدَثا ، ولم يأت فيه ببدعة ، بل أخذ أقاويل الصحابة والتابعينومن بعدهم من الأئمة في أصول الدين فنصرها بزيادة وشرح وتبيين ، وأن ما قالوا فيالأصول وجاء به الشرع صحيح في العقول خلاف ما زعم أهل الأهواء فكان في بيانه تقويةلنصرة أهل السنة والجماعة من الأئمة كأبي حنيفة وسفيان الثوري من أهل الكوفة ،والأوزاعي وغيره من أهل الشام، ومالك والشافعي من أهل الحرمين ، وأحمد بن حنبلوغيره من أهل الحديث كالبخاري ومسلم إمامي أهل الآثار وحفاظ السنن التي عليها مدارالشرع رضي الله عنهم أجمعين .


وقال تاج الدين السبكي : لو أردنا استيعاب مناقبالشيخ الأشعري لضاقت بنا الأوراق ، وكلّت الأقلام ، ومن أراد معرفة قدره ، وأنيمتلىء قلبه من حبه فعليه بكتاب " تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام أبي الحسنالاشعري " الذي صنفه الحافظ ابن عساكر الدمشقي فهو من أجلّ الكتب ، وأعظمها فائدةوأحسنها ، قال ابن أبي الحجاج الأندلسي في فهرسته : لو لم يكن للحافظ ابن عساكر منالمنّة على الأشعري إلا هذا الكتاب لكفى به .


وكان مشايخنا يأمرون الطلبةبالنظر فيه ، وقد زعم بعض الناس أن الشيخ الأشعري كان مالكيا وليس ذلك بصحيح ، إنماكان شافعيا تفقه على أبي إسحق المروزي ، نص على ذلك الأستاذ أبو بكر بن فورك في "طبقات المتكلمين " والأستاذ أبو إسحق الاسفراييني فيما نقله عنه الشيخ أبو محمدالجويني في " شرح الرسالة " أما شيخ الأشاعرة من المالكية فهو الإمام القاضي أبوبكر الباقلاني .


مجانبته لأهل البدع وصحة اعتقاده :


نظر الإمام أبو الحسنالأشعري في كتب المعتزلة والجهمية فوجد أنهم عطلوا وأبطلوا وقالوا والعياذ بالله : " لا علم لله ولا قدرة ولا سمع ولا بصر ولا حياة ولا بقاء ولا إرادة " ،وقالتالحشوية والمجسمة والعياذ بالله :" إن لله علما كالعلوم ، وقدرة كالقدر وسمعاكالأسماع وبصرا كالأبصار" فسلك رضي الله عنه طريقة بينهما فقال: " إن لله سبحانهعلما لا كالعلوم ، وقدرة لا كالقدر ، وسمعا لا كالأسماع ، وبصرا لا كالأبصار " .


أما جهم بن صفوان 1 فقال : " العبد لا يقدر على إحداث شىء ولا على كسب شىء " .

رد مع اقتباس