عرض مشاركة واحدة
  #42  
قديم 2012-07-17, 09:48 PM
Nabil Nabil غير متواجد حالياً
مشرف قسم التاريخ الإسلامى
 
تاريخ التسجيل: 2009-08-07
المشاركات: 3,061
افتراضي سلسلة تأملات في آيات من القرآن الكريم/أ.د أحمد محمد عبد الدائم/40

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيم
سلسلة تأملات في آيات من القرآن الكريم
الأستاذ الدكتور أحمد محمد عبد الدايم عبدالله



40 - قال تعالى: { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4﴾}(الإخلاص) .

هذه رسالة تعريف من ربِّنا بنفسه، أرسَلها إلى خَلْقه؛ مَن آمَنَ منهم، ومَن أشرَك، ومَن كفَر، رسالة قصيرة بليغة، فيها كلُّ معاني التوحيد والتنزيه، ليس بعدها قولٌ، ولو أُفْرِدت كلماتها، وكُتِبت معانيها، وشُرِحت مراميها، لامْتَلأَت بها كتبٌ كثيرة، وقد تَقصر عن المطلوب، ولا تَفي بالمقصود.

فيها رَدٌّ على مَن يَعبد المسيح، وفيها ردٌّ على مَن يعبد عُزيرًا، وادَّعى كلاهما أنهما أبناء الله، وهما خَلْق من خَلْق الله.

وفيها ردٌّ على المجوس وخلافهم، ممن أشرَكوا بالله وعبدوا خَلقًا من خَلْق الله، وفيها ردٌّ على الكافرين بالله، المُنكرين للبعث والنشور.

يا محمد، { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } ، ولَم يقل - سبحانه -: الواحد؛ فالواحد له ثانٍ وثالث، أمَّا الأحد فالذي لا قبله ولا بعده عددٌ، هو الأحد الذي لا نظيرَ له ولا وزير، وليس له شبيه ولا مثيل، الفريد في كماله وصفاته وأفعاله.

{ اللَّهُ الصَّمَدُ } هو الذي يَصمد إليه الخلائق في مسائلهم، السيد صاحب منتهى السُّؤدد، الحي القيُّوم الذي لا زوال له، وقال بعض المفسرين:
{ الصَّمَدُ }: المُصمت الذي لا جوفَ له ولا حاجة له به، فهو لا يأكل ولا يشرب، وهو الباقي بعد خَلْقه، الحاوي لكلِّ صفات الكمال والشرف، والعَظمة والقُدرة، ليس كمثله شيء، سبحان الله الواحد القهَّار".

{ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ } ليس له ولدٌ، ولا والد له، ولا صاحبة، يردُّ بذلك على مَن قال: {... اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88﴾}(مريم) ، وقال سبحانه عن نفسه:
{ بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ (101﴾}(الأنعام) .

سبحانك ربي تبارَك اسمُك.

{ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ } لَم يكن له نظيرٌ ولا مثيل، ولا مكافئ ولا شبيه، فتعالَى الله أحسنُ الخالقين.

فهل بعد هذا القول قولٌ؟ وهل بعد هذا الإيجاز بلاغة؟ ألا خَسِئ المُبطلون والمُشَكِّكون والمُشركون.

وسبحانك ربي، تبارَك اسمُك، وتعالَى جدُّك، وعزَّ جارُك، لا إله غيرك، ولا معبود سواك.

يتبع

عن موقع شبكة الألوكة الشرعية
رد مع اقتباس