عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 2012-07-30, 01:30 AM
utagai boy utagai boy غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-07-29
المشاركات: 7
افتراضي

نكمل الرد على الأدلة الواهنة


اقتباس:
الدليل الثاني عشر :
عدم إستغلاله فرص التعالي
يقول المستشرق الفرنسي اميل درمنغم Emile Dermenghem :
“.. ولد لمحمد -صلى الله عليه وسلم – من مارية القبطية] ابنه إبراهيم فمات طفلاً، فحزن عليه كثيرًا ودفنه بيده وبكاه، ووافق يوم موته كسوف الشمس فقال المسلمون: إنها انكسفت لموته، ولكن محمدًا -صلى الله عليه وسلم – كان من سموّ النفس أن صحح ذلك الإعتقاد فقال: “إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد..”. فقول مثل هذا مما لا يصدر عن كاذب مدُّعي للنبوة ..”(…
وهذا الكلام هو عين الحق …… فلو كان محمد صلى الله عليه وسلم من مُدعيي النبوة لانتهز هذه الفرصة وقال لقد انكسفت الشمس لوفاة ابني …. ولكنه لم يفعل ذلك بل قام بتصحيح إعتقاد الناس وقال أن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته …..
وأيضا كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره الإطراء والمدح :
عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أنهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” لا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ , فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ ” رواه البخاري
وأيضا كان يكره أن يقوم الناس له :
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَوَكِّئًا عَلَى عَصًا فَقُمْنَا إِلَيْهِ فَقَالَ ” لا تَقُومُوا كَمَا تَقُومُ الأَعَاجِمُ يُعَظِّمُ بَعْضُهَا بَعْضًا ” رواه ابوداود
ومن يقرأ السيرة النبوية لن يجد سوى التواضع من هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ولن يجد أي موقف فيه تكبر أو تفاخر أو تباهي أو تعالي ….
فيا أيها الطاعنون في نبينا صلى الله عليه وسلم ….هل هذه طبيعة رجل صادق مخلص … أم طبيعة رجل مدّعي كما تزعمون ؟
كما قلتُ , لديك خلل في فهم طبيعة مدعي النبوة .. أنت تصوره بصورة ساذجة بلهاء جدا تسعى للظفر باللذات والأمن والتفاخر وكذا ..

المدعي قد يكون لديه حلم تطويري عميييق وجبار بذل من أجله كل هذا المجهود العقلي الإبداعي (الكذاب) , ويسعى لتحقيقه ولو على حساب حياته .. وقد لا يحفل فعلا بالجاه ولا بالتفاخر البسيط الساذج في سبيل تحقيق ما هو أعمق وأدوم وأبعد نظرا بكثير ..

اقتباس:
الدليل الثالث عشر :
أيضا من الأدلة العجيبة التي يغفل عنها الكثيرون ما أشار إليه الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى بأن ” النبوة لا ينالها إلا أصدق الصادقين ولا يدعيها إلا أكذب الكاذبين ولا يخفى ذلك إلا على أجهل الجاهلين ! “
بالفعل لا يخفَ الادعاء الكاذب إلا على أجهل الجاهلين .. أي أغلبية البشر فعلا المغمورة في الجهل وضيق الأفق , أما
الأقلية المتفلسفة العميقة فقد كشفت هذا الادعاء وفضحته ..



اقتباس:
الدليل الخامس عشر :
23 عاما من الدعوة بدون تناقض واحد !!
كيف لرجل أميُّ أن يأتي بهذا الكم الهائل من المعلومات ولا تجد بينها تناقضا ولا تعارضا ولا إختلافا ؟!
كبار العلماء والمتعلمين لا يستطيعون فِعل ذلك …. فكيف برجل لا يقرأ ولا يكتب ولم يُعرف بالعلم طوال حياته ؟
القرآن والسنة مليئان بالتناقضات المثيرة العميقة ولكن علماؤكم يجيدون الترقيع وإيجاد المخارج والتوفيقات.


اقتباس:
الدليل السادس عشر :
لماذا يطلب النبي صلى الله عليه وسلم من أتباعه أشياء صعبة على النفس البشرية مثل الصيام والإستيقاظ يوميا لصلاة الفجر والحج إلى مكان حار في وسط الصحراء ؟؟
…..لو كان صلى الله عليه وسلم مُدعياً للنبوة لطلب أشياء سهلة حتى لا يخسر أتباعه …. فبدلاً من أن يطلب منهم الحج إلى مكان حار بعيد مثل مكة كان بإمكانه أن يجعلهم يحجون إلى مكان بارد مثل جنوب الجزيرة العربية أو لقال لهم حُجوا إلى بلاد الشام بعد أن تفتحوها ….
وكذلك الصلاة …. كان بإمكانه أن يجعلها صلاة واحدة في الإسبوع مثلا حتى يكسِب رضا الناس ….
فطلبه صلى الله عليه وسلم هذه الأمور من أمته رغم أن فيها مشقة على النفس البشرية دليل واضح على أنها من عند الله سبحانه وتعالى وليست من عند بشر ……
لربما له وجهة نظر معينة في الأمر (أي في التسبب بإرهاق النظر وتكبيل حياتهم تماما بالدين وشعائره) .. هذا ليس دليلا بتاتا على النبوة

اقتباس:
واستمرار الناس على أداء هذه الشعائر رغم مشقتها طوال 1400 سنة بعد وفاته صلى الله عليه وسلم هو دليل آخر على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم بأن حفظ الله تعالى دينه من التحريف وبقي الناس يسيرون على سنة محمد صلى الله عليه وسلم طوال هذه القرون الطويلة بدون أي تغيير أو تبديل ….
راجع نظريات استشراء الدين وأفكاره وتمكنهم من قلوب الناس جيلا بعد جيل بالوراثة والبيئة وكذا .

اقتباس:
الدليل السابع عشر :
أُمي يُعلِّم العالِم
النبي صلى الله عليه وسلم لم يقرأ كتابا ولم يتعلم أي علم من العلوم ……. ورغم ذلك تخرج على يديه علماء كبار وأئمة لم تسمع الدنيا بمثلهم …
من أعظم أدلة النبوة هو هذا العدد الذي لا يُحصيه إلا الله تعالى من الأئمة والعلماء والصالحين الصادقين المتقين الذين كانوا قُدوات يقتدي بها الناس في زمانهم …. وهم جميعا ثمرة دعوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ….
مثلا من يتأمل سيرة أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه لن يجد إلا كل خير وصدق وإخلاص …. ومن أراد أن يكتب سيرته فلن يكفيه مجلدات …. وأبوبكر ليس إلا ثمرة من ثمار محمد صلى الله عليه وسلم …
وكل صحابي من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم هو جامعة مستقلة في الخير والصلاح …
محمد استغل نوازعهم لصالحه ببساطة وأشعل قلوبهم .. محمد كان مخطط عبقري وفهيم جامد لنفسيات البشر وكيفية استغلالها وإشعال جذوتها

اقتباس:
هناك من يقضي عمره في دراسة مؤلفات الإمام مالك رحمه الله تعالى …. والإمام مالك ليس إلا ثمرة صغيرة من ثمار محمد صلى الله عليه وسلم …
وهناك من يقضي عمره في دراسة مؤلفات ابن تيمية رحمه الله تعالى … وابن تيمية ليس إلا ثمرة صغيرة من ثمار دعوة سيد الخلق صلى الله عليه وسلم ….
كل هذا كلام فاضي مبني على أسس واهنة

اقتباس:
الدليل الثامن عشر :
لماذا يُلزم النبي صلى الله عليه وسلم نفسه بأمور صعبة هو في غنىً عنها ؟
مثلا قيام الليل )) واجب (( عليه صلى الله عليه وسلم …. وفي المقابل فإن قيام الليل سُنُّة للمسلمين ….
يعني )) يجب )) عليه صلى الله عليه وسلم أن يقوم الليل يوميا …. بينما لا شيء على المسلم لو لم يقم الليل سوى أنه فرًّط في الأجر لكن لا إثم عليه …..
عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه ، فقلت له : لِمَ تصنع هذا يا رسول الله ، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟! قال أفلا أحب أن أكون عبداً شكوراً ” رواه البخاري
فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم الليل حتى تتورم قدماه وتتفطر من طول القيام , أي يتحجر الدم فيها وتنشق .
وقد قام معه شباب من الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ ولكنهم تعِبوا فابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ يقول : صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة ، فقام طويلاً حتى هممت بأمر سوء ، قالوا : بما هممت يا أبا عبد الرحمن ؟ قال : هممت أن أقعد وأدعه (رواه البخاري ) ….. أي يجلس , لعجزه عن أن يصبر كما صبر النبي صلى الله عليه وسلم .
وحذيفة بن اليمان ـ رضي الله عنه ـ قام معه ذات ليلة فقرأ النبي صلى الله عليه وسلم البقرة والنساء وآل عمران …. خمسة أجزاء وربع تقريباً …. يقول حذيفة : كلما أتت آية رحمة سأل ، وكلما أتت آية تسبيح سبح ، وكلما أتت آية وعيد تعوذ . رواه مسلم
فلماذا يُجبر النبي صلى الله عليه وسلم نفسه على هذه المشقة العظيمة لو لم يكن نبيا يوحى إليه من الله سبحانه وتعالى ؟
لا يُمتنع أن محمدا كان له مزاج صوفي عالي جدا مع الوجود وما فيه دفعه للقيام بكل هذه المشقة الشخصية..

اقتباس:
الدليل التاسع عشر :
عدم تمكن أعداءه من قتله رغم كثرة عددهم وقوتهم وتمكنهم من مقاليد الحكم والسلطة…. فقد أمضى النبي صلى الله عليه وسلم في مكة 13 عاما وحيدا ضعيفا فقيرا ليس له من يحميه سوى الحماية المعنوية من عمه الشيخ المُسِن ابوطالب الذي لن يستطيع منع العرب من قتله لو أرادوا ذلك ….
ورغم أن النبي صلى الله عليه وسلم سفُّه دينهم وأهان ألهتهم وأصنامهم ووصف المشركين بأنهم كالأنعام بل هم أضل وبأنهم صم بكم عمي لا يعقلون …… ومع كل هذا الإستعداء الرهيب لهم وإغضابه لهم لم يتمكنوا منه وهو الرجل الذي يمشي وحده وينام وحده دون حراسة ….
وكذلك في المدينة كان النبي صلى الله عليه وسلم يمشي في وسط الناس بدون حراسة وينام لوحده مع أهله ومع ذلك لم يتمكنوا من الوصول إليه ……
ورغم أن التاريخ القديم والحديث شهد إغتيالات لحُكام وملوك يسكنون في قصور مُحصنة غاية التحصين والحُراس يملئون تلك الحصون ومع ذلك تم اغتيالهم ……..
ومع ان النبي صلى الله عليه وسلم أتى بما هو اشد إثارة للحقد والغضب عندما قام بتسفيه كل الديانات التي على سطح الأرض …. وقام باستعداء كل الأمم عربهم وعجمهم …. واليهود والنصارى والمجوس وغيرهم ……
فكل تلك الأمم كانت تريد قتله ومع ذلك لم يتمكنوا منه وهو الرجل الذي يمشي وسط الناس ويعيش عيشة البسطاء بدون تكلف ولا حراسة …..
أليست هذه من اعظم آيات النبوة التي تُبين حفظ الله تعالى لهذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وكيف صرف أعداءه عنه ؟
تنبهوا لهذا جيدا …. الذي أتى به محمد صلى الله عليه وسلم يُمثِّل نهاية كل الإمبراطوريات والدول التي كانت موجودة في ذلك الوقت ……
فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يُمثِّل تهديدا وجوديًا لكل مُخالف له …. وكان صلى الله عليه وسلم يُعلن هذا في كل وقت بأن الإسلام سينتصر على باقي الأديان وسيُزيل الله تعالى به دول الروم والفرس واليهود والنصارى ومشركي العرب …..
ومع كل هذا التهديد المتكرر من النبي صلى الله عليه وسلم … ومع أنه كان في متناول أيديهم …. فإنهم لم يستطيعوا أن ينالوا منه صلى الله عليه وسلم ……
وأولئك الملوك الذين تم اغتيالهم في قصورهم المحصُّنة لم يأتوا ولا بعشرة بالمئة من التهديد الذي أتى به محمد صلى الله عليه وسلم …….. ومع ذلك لم يصلوا إليه وهو الذي يعيش عيشة البسطاء …
قال سهيل بن عمرو رضي الله تعالى عنه : ” لو لم يكن محمد صلى الله عليه وسلم من عند الله لكان كالكِسرة في يد أي فتى من فتيان قريش ”
وذلك لأنه كان وحيدا فقيرا ضعيفا ومع ذلك قهر كل خصومه بشكل لم يشهد له التاريخ مثيلا إلى يومنا هذا وانتشر دينه في كل انحاء الدنيا وخضعت له الأمم في زمن لا يكاد يُذكر ……
فقط لم تأت الفرصة الوجودية المواتية المهيئة لقتله وليس هذا دليلا على النبوة ولا أي شيء

اقتباس:
الدليل العشرون
الشجرة الطيبة ثمارها طيبة ….. والشجرة الخبيثة ثمارها خبيثة ….
نوجه سؤالا بسيطا للمشككين في نبينا صلى الله عليه وسلم والطاعنين في نبوته ….. هل الأعمال التالية التي حث النبي صلى الله عليه وسلم أمته عليها يأمر بها كاذب مفتري أم صادقٌ مخلصٌ أمين ْ ؟
لقد أمر محمد صلى الله عليه وسلم أمته بالصدق وصلة الأرحام وبر الوالدين واجتناب الربا والزنا وشرب الخمر وأمر بغض البصر وحث على الصدقة وأن يتبسم المسلم في وجه أخيه وأن يكظم الغيظ ….. ونهى عن التجسس والغيبة والنميمة والسخرية والإستهزاء والتنابز بالألقاب والهمز واللمز وأمر باتقاء الشبهات وأوصى باليتيم والأرملة وحث على الرحمة بالحيوان وإطعامه وسقايته ….. وحث أمته على العفو عند المقدرة وعدم مقابلة الإساءة بالإساءة بل بالإحسان … وحث أمته كذلك على الحُلم والأناة -عدم العجلة – ونهى عن سوء الظن …. وأيضا حثهم على الصبر على المُعسر الذي لا يستطيع تسديد ديونه ….وطلب من أمته أن تفشي السلام على من تعرف ومن لا تعرف وأن تُطعم الطعام … وحث الوالدين على أن يعدلوا بين أبناءهم …. وحث على توقير الكبير والرحمة بالصغير …. ونهى عن الغضب والجدال فيما لا ينفع …. وطلب من المسلم أن يلتمس الأعذار لأخيه ….. وأمر بالإستئذان … وأمر بالتبين والتثبت والتيقن والتأكد قبل إصدار الأحكام على الناس …. وحث على الإصلاح بين الناس وذكر عِظم أجر الذي يُصلح بين الناس ….وحث أمته على حفظ المال والوقت والوفاء بالعهود والمواثيق … ونهى عن الكلام الفاحش البذيء وأمر بالكلام الطيب الحسن …. ونهى كذلك عن ترويع المسلم وإخافته …. وأمر بإكرام الجار والسؤال الدائم عن أحواله …. وحث صلى الله عليه وسلم على رد التحية بأحسن منها وعلى زيارة المريض وعلى إعانة من توفي لهم أحد …. ونهى المسلم عن الكلام فيما لا يعنيه ونهى عن الطعن والقذف والبهتان والإفتراء على الناس بالباطل …. وحث على النصيحة والتناصح بين المسلمين …. وشدد على أن الدين المعاملة بأن يتعامل الناس مع بعضهم بأفضل انواع التعامل …. ونهى عن الحسد والتحاسد وتمني زوال نعمة الغير …. وأمر بالتواصي والتعاون على الخير …. وحث على إخلاص العمل لله وعدم إبتغاء الأجر من الناس …… وحث على التفاؤل ونهى التشاؤم … ودعا إلى أداء الأمانة …..وحث على عدم تتبع العورات وأمر بالسِّتر على المسلمين وعدم فضحهم …. وحث على التواري عند قرع الباب والوقوف بجانب الباب وليس امامه حتى لا يكشف عورات البيت …. ودعا إلى السخاء ونهى عن البخل والشُح …. وحث صلى الله عليه وسلم المسلم أن يتمنى لأخيه ما يتمناه لنفسه … وحث على الصبر عن البلاء وعدم التجزع والتسخط …. وأمر أمته بالطهارة والنظافة والمظهر الحسن ….. ونهى عن التفاخر والغرور والتباهي والتعالي على الناس …. ونهى صلى الله عليه وسلم أن يرفع المسلم صوته عند الحديث حتى لا يُزعج إخوانه …. وحث على المشي الهادىء …. ونهى عن الإسراف في الطعام والشراب …. وحث صلى الله عليه وسلم أمته على التأمل والتدبر وعدم الغفلة …وحث على النشاط ونهى عن الكسل والتكاسل …. وحث أمته على إتقان العمل …. وحث امته على الوحدة وعدم التفرق والتشرذم …..ونهى صلى الله عليه وسلم ان يخطب الرجل إمرأة خطبها رجل آخر قبله …. ونهى صلى الله عليه وسلم عن قيل وقال وكثرة السؤال عن ما لا ينفع …وذكر صلى الله عليه وسلم فضل الحياء وأنه من الإيمان وأن الحياء لا يأتي إلا بخير …. ودعا صلى الله عليه وسلم إلى إماطة الأذى عن الطريق ….وحث على العدل والقسط بين الناس وانه لا فرق بين المسلمين إلا بالتقوى …. وحث صلى الله عليه وسلم على إعطاء الأجير أجره قبل ان يجف عرقه وعدم تأخير دفع الأجر للعامل …. ونهى صلى الله عليه وسلم أن يتناجا اثنان دون الثالث وذلك عندما يكون في مجلس ثلاثة أشخاص فيتحدث إثنان منهم بالسر دون ان يسمعهم الرجل الثالث ….. وحث صلى الله عليه وسلم على ان يصل الرجل أصحاب أبيه
وغير ذلك من الفضائل العظيمة التي أمر بها سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم …..
وكما ذكرنا فإن الشجرة الطيبة ثمارها طيبة ….. والشجرة الخبيثة ثمارها خبيثة … فهل هذه الثمار التي ذكرناها طيبة ام خبيثة ؟
توصيات محمد هي مزيج من توصيات حسنة فعلا وتوصيات سيئة فليست كلها خالصة جيدة من وجهة نظر لادينية .. والتفصيل في هذا يطول جدا .

اقتباس:
الدليل الحادي والعشرون
هل تعلم أنه لو كان محمدٌ صلى الله عليه وسلم هو مؤلف القرآن الكريم لاحتاج إلى جيوش من المترجمين والنُقّاد وخبراء المخطوطات والجيولوجيين وعلماء يهود ونصارى من جميع الطوائف اليهودية والنصرانية !!
والسبب أنه كما نعلم أن بعض القصص التي ذُكرت في القرآن الكريم تشبه القصص الموجودة في كتب اليهود والنصارى …. وسنُطلق على هذه التشابهات إسم ” الشواهد القرآنية ” …. وهذه الشواهد القرآنية أو التشابهات تتضمن مفاجاة كبرى وهي كالتالي :
يقول الباحث هشام محمد طلبة فى كتابه ” محمد فى الترجوم و التوراة و التلمود ..”:
سنجد دائما هذه الشواهد القرانية فى كتب اليهود والنصارى مع ان عدد هذه الكتب كبير جدا … كما ان الكتاب الواحد له اكثر من نص …. التوراة نفسها سينية لها ستة نصوص اساسية ( البشتيا – الفولجاتا – الشبعينية – السامرية – الترجوم – القياسية ) :
النسخة القياسية لها ثلاث نصوص فرعية ( الالوهى – اليهوى – الكهنوتى ) هذه هى النصوص الاساسية عدا العديد من النصوص الفرعية ….. وأي ناشر للكتاب المقدس يجب ان يستخدم اكثر من نص من هذه النصوص مستعينا بعلم يسمونه ” علم نقد النصوص ” ليصلوا لنص اقرب ما يكون للنص الاصلى المفقود ….
سنجد دائما هذه الشواهد القرانية مع ان هذه الكتب المذكورة كُتبت بلغات مختلفة العبرية , السامرية , اللاتينية , اليونانية , الارامية , السريانية , القبطية الحبشية , المندائية , و غيرها ما عدا العربية
مع ان هذه الكتب لم نجدها مرة واحدة بل لقد جُمعت على مر قرون طويلة منذ القرن الرابع الميلادى وحتى الان ….
أغلب هذه الكتب وجدناها بعد وفاة محمد –صلى الله عليه وسلم – وآخر ما وجدناه كانت مخطوطات البحر الميت (1947-1956)
سنجد دائما هذه الشواهد القرانية فى كتب السابقين مع أن هذه الكتب لم نجدها فى مكان واحد بل فى اماكن متعددة كسيناء و نجع حمادى و القاهرة , كهوف البحر الميت , الحبشة , الفاتيكان , مكتبات نبلاء اوروبا …….
ومع ان هذه الكتب كانت نادرة فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم …. لأن النُّسخ كان يدويا و لم تكن هناك طباعة و كذلك بسبب حرق كُتب اتباع الأديان المضطهدة خصوصا النصارى….
سنجد دائما هذه الشواهد القرآنية مع ان حجم الكتب أيامه صلى الله عليه و سلم كان كبيرا و كانت على هيئة قراطيس من العسير تداولها سرا …..
سوف اعطى مثالا لهذه الخاصية ” الشواهد القرانية فى اسفار السابقين ” :
من المعروف ان قصة يوسف عليه الصلاة والسلام هى الوحيدة التى نجدها فى القران متتالية فى موضع واحد . هذه القصة لا نجدها كما هي في أي كتاب من كتب اليهود او النصارى ………
- سنجد قسما منها فى التوراة التى بين ايدينا الان ( قياسية – سبعينية ) مع وجود تفاصيل فى الرواية التوراتية لا نجدها فى القران كقطع التوراة لسرد قصة يوسف دون اى مناسبة لتروى لنا قصة أخرى و هى مضاجعة يهودا لزوجة ابنه !
- – اما القسم الثانى من رواية يوسف فى القران فسنجده فى عدد كبير من كتب اهل الكتاب غير التوراة و سنجد هذا القسم مشتتا تماما , فجزئية إخبار يوسف رؤياه لأبيه اولا نجدها فى كتاب ” العاديات اليهودية ” للمؤرخ يوسيفوس …
و جزئية (( أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ )) فى كتاب ( بسكيتارباتى و سيفر عدد )
- هذان الكتابان اتفقا مع القران فى ذلك و اختلفا فيها مع التوراة نفسها
- و جزئية ” وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا ” فى كتاب . و جزئية ” وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ ” فى كتاب آخر …. و جزئية ” وَجَاؤُواْ أَبَاهُمْ عِشَاء يَبْكُونَ ” فى كتاب ( عهود الاسباط و هو من كتب الاسرار ) و جزئية ” فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ ” فى كتاب ” yashar wa yesheb”
و هكذا اكثر من 26 جزئية كتلك التى ذكرناها انفا فى اكثر من 30 كتابا
كل هذه الكتب سالفة الذكر وجدنا لها تفاصيل عديدة غير منطقية لا تُذكر فى القران الكريم كذكر كتاب ” تنهوما ” أن يهودا حين أُخذ منه بنيامين دخل فى صراع مع يوسف و نزلت الملائكة لتشاهد الصراع بين يوسف ” الثور ” و يهودا ” الاسد ” !!
و يضيف كتاب br و التلمود هنا أيضا ان رجال يوسف الأقوياء فقدوا اسنانهم بسبب صرخة يهودا !!
و يذكر الكتابان فى موضع آخر ان ملاك العاطفة هو الذى حث يهودا على مضاجعة زوجة ابنه المذكورة فى التوراة !
هذا عن القسم الثانى فى الرواية القرانية اما القسم الاخير فلا نجده فى التوراة او غيرها فلا بد إذن أن محمدا – صلى الله عليه وسلم – كانت لديه مخطوطات أخرى إضافة لكل ما ذكر من مصادر لم نجدها حتى الان وهذا مستحيل بكل المقاييس!!
هذه الخاصية – الشواهد القرانية فى كتب السابقين – نستنتج منها أنه من المستحيل على رجل مثل محمد صلى الله عليه و سلم أن يقرأ كل صحيفة فى كل كتاب من كُتب لم نعرف نحن الان أكثرها إلا متأخرا جدا ….. ثم يستبعد التفاصيل غير المنطقية ثم يأخذ من هذا ما يتناسب مع ذلك …. ثم يقدم هذا النتاج فى صورة بيانية رائعة و لا بد أنه قد فعل كل هذا فى السر ايضا !
إن هذا هو المستحيل بعينه خصوصا إذا أضفنا لذلك معرفته واطلاعه على كتب الأسرار apocrypha الخاصة بكل طائفة !!
فكثير من طوائف اليهود والنصارى لديهم كتب لا يطلع عليها إلا كبار رجال الدين عندهم
فهل اطلع محمد صلى الله عليه وسلم على تلك الكتب أيضا ليؤلف القرآن الكريم ؟!! )
سأعتبر هذا أجود دليل ذكرتَه ..

توجد عدة سيناريوهات محتملة .. مثلا محمد تعرف على كهنة خبراء من أهل الكتاب سردوا عليه خليطا من القصص التوراتية والإنجيلية -لا يُشترط أن مصدرهم هو نفس المصدر الذي ذكرته أنت فالقصص في المصادر الدينية متشابهة او متطابقة- , وهو استوعب كل هذا جيداً وأضاف عليه تفاصيل ورتوش وربما مقاطع قصصية كاملة ..

ومثل هذا السيناريو جائز كما أعتقد ويهدم استدلالك

اقتباس:
الدليل الثاني والعشرون :
من أدلة نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ذلك الحوار العجيب الذي كان بين هرقل عظيم الروم وبين سيد مكة ابي سفيان رضي الله عنه - وكان حينها قائد المشركين - وهذا الحوار حصل قبل فتح مكة بسنة تقريبا ….. وهرقل بالإضافة إلى كونه حاكما للدولة الرومانية في الشام فإنه كان أيضا عالما بدين النصارى وبالنبؤات التي تُبشر بخاتم النبيين صلى الله عليه وسلم …… وهذه القصة العظيمة التي حدثت بين هرقل وأبي سفيان رواها البخاري ومسلم وأبو داود والإمام أحمد ووردت في عدد من كتب السنة، وفيما يلي نص هذه القصة كما جاءت في صحيح البخاري، وما بين القوسين فهي زيادات من الروايات الأخرى :
روى البخاري عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما (أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَتَبَ إِلَى قَيْصَرَ يَدْعُوهُ إِلَى الإِسْلامِ وَبَعَثَ بِكِتَابِهِ إِلَيْهِ مَعَ دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ وَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَدْفَعَهُ إِلَى عَظِيمِ بُصْرَى لِيَدْفَعَهُ إِلَى قَيْصَرَ.
وَكَانَ قَيْصَرُ لَمَّا كَشَفَ اللَّهُ عَنْهُ جُنُودَ فَارِسَ مَشَى مِنْ حِمْصَ إِلَى إِيلِيَاءَ شُكْرًا لِمَا أَبْلاهُ اللَّهُ فَلَمَّا جَاءَ قَيْصَرَ كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ حِينَ قَرَأَهُ الْتَمِسُوا لِي هَا هُنَا أَحَدًا مِنْ قَوْمِهِ لأَسْأَلَهُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَأَخْبَرَنِي أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ أَنَّهُ كَانَ بِالشَّأْمِ فِي رِجَالٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَدِمُوا تِجَارًا فِي الْمُدَّةِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَبَيْنَ كُفَّارِ قُرَيْشٍ.
قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: فَوَجَدَنَا رَسُولُ قَيْصَرَ بِبَعْضِ الشَّأْمِ فَانْطُلِقَ بِي وَبِأَصْحَابِي حَتَّى قَدِمْنَا إِيلِيَاءَ فَأُدْخِلْنَا عَلَيْهِ فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ فِي مَجْلِسِ مُلْكِهِ وَعَلَيْهِ التَّاجُ وَإِذَا حَوْلَهُ عُظَمَاءُ الرُّومِ)، وَدَعَا بِتَرْجُمَانِهِ.
فَقَالَ (هرقل): أَيُّكُمْ أَقْرَبُ نَسَبًا بِهَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ؟.
(قَالَ أَبُو سُفْيَانَ فَقُلْتُ: أَنَا أَقْرَبُهُمْ إِلَيْهِ نَسَبًا.
قَالَ: مَا قَرَابَةُ مَا بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ فَقُلْتُ هُوَ ابْنُ عَمِّي؛ وَلَيْسَ فِي الرَّكْبِ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ غَيْرِي).
فَقَالَ (هرقل): أَدْنُوهُ مِنِّي وَقَرِّبُوا أَصْحَابَهُ فَاجْعَلُوهُمْ عِنْدَ ظَهْرِهِ ثُمَّ قَالَ لِتَرْجُمَانِهِ قُلْ لَهُمْ إِنِّي سَائِلٌ هَذَا عَنْ هَذَا الرَّجُلِ فَإِنْ كَذَبَنِي فَكَذِّبُوهُ، (قالَ أَبُو سُفْيَانَ وَاللَّهِ لَوْلَا الْحَيَاءُ يَوْمَئِذٍ مِنْ أَنْ يَأْثُرَ أَصْحَابِي عَنِّي الْكَذِبَ لَكَذَبْتُهُ حِينَ سَأَلَنِي عَنْهُ وَلَكِنِّي اسْتَحْيَيْتُ أَنْ يَأْثُرُوا الْكَذِبَ عَنِّي فَصَدَقْتُهُ).
قَالَ كَيْفَ نَسَبُهُ فِيكُمْ؟، قُلْتُ هُوَ فِينَا ذُو نَسَبٍ.
قَالَ فَهَلْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ مِنْكُمْ أَحَدٌ قَطُّ قَبْلَهُ؟، قُلْتُ لا.
قَالَ فَهَلْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مِنْ مَلِكٍ؟، قُلْتُ لا.
قَالَ فَأَشْرَافُ النَّاسِ يَتَّبِعُونَهُ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ؟، فَقُلْتُ بَلْ ضُعَفَاؤُهُمْ.
قَالَ أَيَزِيدُونَ أَمْ يَنْقُصُونَ؟، قُلْتُ بَلْ يَزِيدُونَ.
قَالَ فَهَلْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ مِنْهُمْ سَخْطَةً لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ؟، قُلْتُ لا.
قَالَ فَهَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ؟، قُلْتُ لا.
قَالَ فَهَلْ يَغْدِرُ؟، قُلْتُ لَا وَنَحْنُ مِنْهُ فِي مُدَّةٍ لَا نَدْرِي مَا هُوَ فَاعِلٌ فِيهَا، قَالَ وَلَمْ تُمْكِنِّي كَلِمَةٌ أُدْخِلُ فِيهَا شَيْئًا غَيْرُ هَذِهِ الْكَلِمَةِ.
قَالَ فَهَلْ قَاتَلْتُمُوهُ؟، قُلْتُ نَعَمْ، قَالَ فَكَيْفَ كَانَ قِتَالُكُمْ إِيَّاهُ؟، قُلْتُ الْحَرْبُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ سِجَالٌ يَنَالُ مِنَّا وَنَنَالُ مِنْهُ.
قَالَ مَاذَا يَأْمُرُكُمْ؟، قُلْتُ يَقُولُ اعْبُدُوا اللَّهَ وَحْدَهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَاتْرُكُوا مَا يَقُولُ آبَاؤُكُمْ وَيَأْمُرُنَا بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّدْقِ وَالْعَفَافِ وَالصِّلَةِ.
فَقَالَ لِلتَّرْجُمَانِ قُلْ لَهُ سَأَلْتُكَ عَنْ نَسَبِهِ فَذَكَرْتَ أَنَّهُ فِيكُمْ ذُو نَسَبٍ فَكَذَلِكَ الرُّسُلُ تُبْعَثُ فِي نَسَبِ قَوْمِهَا.
وَسَأَلْتُكَ هَلْ قَالَ أَحَدٌ مِنْكُمْ هَذَا الْقَوْلَ فَذَكَرْتَ أَنْ لا فَقُلْتُ لَوْ كَانَ أَحَدٌ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ قَبْلَهُ لَقُلْتُ رَجُلٌ يَأْتَسِي بِقَوْلٍ قِيلَ قَبْلَهُ.
وَسَأَلْتُكَ هَلْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مِنْ مَلِكٍ فَذَكَرْتَ أَنْ لا قُلْتُ فَلَوْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مِنْ مَلِكٍ قُلْتُ رَجُلٌ يَطْلُبُ مُلْكَ أَبِيهِ.
وَسَأَلْتُكَ هَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ فَذَكَرْتَ أَنْ لا فَقَدْ أَعْرِفُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِيَذَرَ – ليترك – الْكَذِبَ عَلَى النَّاسِ وَيَكْذِبَ عَلَى اللَّهِ.
وَسَأَلْتُكَ أَشْرَافُ النَّاسِ اتَّبَعُوهُ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ فَذَكَرْتَ أَنَّ ضُعَفَاءَهُمْ اتَّبَعُوهُ وَهُمْ أَتْبَاعُ الرُّسُلِ.
وَسَأَلْتُكَ أَيَزِيدُونَ أَمْ يَنْقُصُونَ فَذَكَرْتَ أَنَّهُمْ يَزِيدُونَ وَكَذَلِكَ أَمْرُ الإِيمَانِ حَتَّى يَتِمَّ.
وَسَأَلْتُكَ أَيَرْتَدُّ أَحَدٌ سَخْطَةً لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ فَذَكَرْتَ أَنْ لا وَكَذَلِكَ الإِيمَانُ حِينَ تُخَالِطُ بَشَاشَتُهُ الْقُلُوبَ.
وَسَأَلْتُكَ هَلْ يَغْدِرُ فَذَكَرْتَ أَنْ لا وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ لا تَغْدِرُ.
(وَسَأَلْتُكَ هَلْ قَاتَلْتُمُوهُ وَقَاتَلَكُمْ فَزَعَمْتَ أَنْ قَدْ فَعَلَ وَأَنَّ حَرْبَكُمْ وَحَرْبَهُ تَكُونُ دُوَلا وَيُدَالُ عَلَيْكُمْ الْمَرَّةَ وَتُدَالُونَ عَلَيْهِ الأُخْرَى وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ تُبْتَلَى وَتَكُونُ لَهَا الْعَاقِبَةُ).
وَسَأَلْتُكَ بِمَا يَأْمُرُكُمْ فَذَكَرْتَ أَنَّهُ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَيَنْهَاكُمْ عَنْ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ وَيَأْمُرُكُمْ بِالصَّلَاةِ وَالصِّدْقِ وَالْعَفَافِ، فَإِنْ كَانَ مَا تَقُولُ حَقًّا فَسَيَمْلِكُ مَوْضِعَ قَدَمَيَّ هَاتَيْنِ وَقَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهُ خَارِجٌ لَمْ أَكُنْ أَظُنُّ أَنَّهُ مِنْكُمْ فَلَوْ أَنِّي أَعْلَمُ أَنِّي أَخْلُصُ إِلَيْهِ لَتَجَشَّمْتُ لِقَاءَهُ وَلَوْ كُنْتُ عِنْدَهُ لَغَسَلْتُ عَنْ قَدَمِهِ.
ثُمَّ دَعَا بِكِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي بَعَثَ بِهِ دِحْيَةُ إِلَى عَظِيمِ بُصْرَى فَدَفَعَهُ إِلَى هِرَقْلَ فَقَرَأَهُ فَإِذَا فِيهِ:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ سَلامٌ عَلَى مَنْ اتَّبَعَ الْهُدَى أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي أَدْعُوكَ بِدِعَايَةِ الإِسْلامِ أَسْلِمْ تَسْلَمْ يُؤْتِكَ اللَّهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ فَإِنْ تَوَلَّيْتَ فَإِنَّ عَلَيْكَ إِثْمَ الأَرِيسِيِّينَ وَ{ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَنْ لَا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ }.
قَالَ أَبُو سُفْيَانَ فَلَمَّا قَالَ مَا قَالَ وَفَرَغَ مِنْ قِرَاءَةِ الْكِتَابِ كَثُرَ عِنْدَهُ الصَّخَبُ وَارْتَفَعَتْ الْأَصْوَاتُ وَأُخْرِجْنَا، (قَالَ أَبُو سُفْيَانَ وَاللَّهِ مَا زِلْتُ ذَلِيلا مُسْتَيْقِنًا بِأَنَّ أَمْرَهُ سَيَظْهَرُ حَتَّى أَدْخَلَ اللَّهُ قَلْبِي الإِسْلامَ وَأَنَا كَارِهٌ).
فكما نرى فإن في هذا الحوار من الأدلة العقلية الواضحة على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ما لا تخفى على أحد وقد كان سببا في إسلام كبير قريش أبوسفيان بن حرب رضي الله عنه ….
وهرقل كان يُريد بأسئلته تلك أن يعرف هل نبينا صلى الله عليه وسلم هو نبيٌ صادق أم مدعي للنبوة …. وقد اتضح له بجلاء من أجوبة ابي سفيان – الذي كان مشركاً حينها – أنه نبي صادق وأنه دعوته ستنتشر في الأرض وأن مُلك أمته سيبلغ قصره الذي هو فيه وقد حدث ذلك في عهد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه عندما فتح المسلمون بلاد الشام ….
فإلى هؤلاء المُشككين في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم هل الصفات التي سمعها هرقل هي صفات صادق أمين أم مُدعِ للنبوة كما تزعمون ؟
كل هذا يمثل مغالطة أخرى .. مثلا نقول أن كل حمار غبي , وليس يعني هذا ان كل غبي هو حمار , بل يجوز وجود غبي وليس حمارا ..

نفس الشيء مع هرقل , كل نبي يحمل من الصفات والشرائع كذا وكذا , ولا يعني هذا أن كل حامل لهذه الصفات أو الشرائع هو نبي بالضرورة بل يجوز أن يكون كاذبا مدعياً

اقتباس:
الدليل الثالث والعشرون :
كيف علِم النبي صلى الله عليه وسلم بأن أصحابه رضي الله تعالى عنهم سيُستخلفون في الأرض من بعده وسيتمكن الإسلام في الأرض ؟
{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }النور55
لا يُمتنع أن هذه الآية كانت على سبيل تحميس المسلمين على الدوام ليقاتلوا ويتوسعوا وكلهم ثقة ويقين وإيمان أن الله ناصرهم .. أي أنه ليس في الآية إعجاز تنبؤي حسب هذا الاحتمال , بل كان لها غرض تشجيعي وكان بالغمكان أن يفضل مراده ولكنه نجح ببساطة.



اقتباس:
الدليل الرابع والعشرون :
الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى له حوار قصير لكنه عظيم الفائدة مع أحد كبار علماء اليهود حول نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ………. يقول ابن القيم رحمه الله :
وقد جرت لي مناظرة بمصر مع أكبر من يُشير إليه اليهود بالعلم والرئاسة، فقلت له في أثناء الكلام: أنتم بتكذيبكم محمدًا صلى الله عليه وسلم قد شتمتم الله أعظم شتيمة، فعجِب من ذلك وقال: مثلك يقول هذا الكلام؟
فقلت له: اسمع الآن تقريره – الشرح – , إذا قلتم : إن محمدًا ملك ظالم، وليس برسول من عند الله، وقد أقام ثلاثا وعشرين سنة يدُّعي أنه رسول الله أرسله إلى الخلق كافة، ويقول أمرني الله بكذا ونهاني عن كذا، وأُوحي إليُّ كذا؛ ولم يكن من ذلك شيء، وهو يدأب – مستمر – في تغيير دين الأنبياء، ومعاداة أممهم، ونسخ – تغيير – شرائعهم , فلا يخلو إما أن تقولوا: إن الله سبحانه كان يطُّلع على ذلك ويشاهده ويعلمه، أو تقولوا: إنه خفي عنه ولم يعلم به.
فإن قلتم: لم يعلم الله به فقد نسبتموه إذن إلى أقبح الجهل، وكان من عَلَم ذلك أعلم من الله !.
وإن قلتم: بل كان ذلك كله بعلم الله ومشاهدته واطلاعه عليه، فلا يخلو الأمر من أن يكون الله إمُّا قادرا على تغييره والأخذ على يديه ومنعه من ذلك أو لا ..
فإن لم يكن الله قادرا فقد نسبتموه إلى أقبح العجز المنافي للربوبية ..
وإن كان الله قادرا وهو مع ذلك يُعزه وينصره، ويؤيده ويُعليه ويُعلى كلمته، ويجيب دعاءه، ويمكنه من أعدائه، ويُظهِر على يديه من أنواع المعجزات والكرامات ما يزيد على الألف، ولا يقصده أحد بسوء إلا أظفره به ، ولا يدعوه بدعوة إلا استجابها له، فهذا من أعظم الظلم والسفه الذي لا يليق نسبته إلى آحاد العقلاء، فضلا عن رب الأرض والسماء، فكيف وهو يشهد له بإقراره على دعوته وبتأييده وبكلامه ؟
هذا يؤدي بنا لنقطة مهمة وهي : هل الإله -بفرض وجوده- هو كائن عادل وجيد بالضرورة ؟؟ لا يمتنع كون الإله ظالما على الصورة التي تم ذكرها ومن ثَم سماحه لمحمد بأن يكذب ويفعل كل ما فعله..


اقتباس:
ما جمعناه هنا من أدلة نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو شيء بسيط جدا مما هو موجود في كتب دلائل النبوة أو أدلة النبوة أو أعلام النبوة …. فعلماء المسلمين السابقين واللاحقين ألُّفوا مئات الكتب في أدلة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم حتى قيل أنهم جمعوا أكثر من ألف دليل …. فمن أراد أن يقرأ المزيد فما عليه سوى أن يقرأ كتب دلائل النبوة وهي كثيرة جدا وموجودة على الانترنت ….
أعتقد أنها كلها على هذا النحو الضعيف الواهن :)

^ ^
رد مع اقتباس