عرض مشاركة واحدة
  #65  
قديم 2012-09-09, 01:16 AM
الجارررررف الجارررررف غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-06-03
المشاركات: 41
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في الحقيقة تشعب النقاش وهناك نقاط كثيرة تحتاج للرد ولكن سأبدأ بالرد على آخر تساؤل من جحفل فأقول كلمة السماء من الكلمات التي قلما فهمت واستعملت بالمعنى الصحيح الذي يجب فهمه والتعبير عنه في سياق لمعنى مقصود بشكل دقيق إذ أن كلمة السماء كانت غالبا ماتعني عند الناس ذلك السطح الأزرق الممتد فوق السحب والنجوم وهو دائما مفهوم مادي بحت إن هذا المفهوم وإن صح في كثير من الحالات إلا أنه لا يصح مطلقا في كثير من المعاني التي لا يدل سياق الكلام فيها على معنى مادي مجرد وإنما يدل على المصدر الذي اشتقت منه كلمة السماء وهو السمو والرفعة والعلو أو على أعلى أعلى وأسمى جانب من كون أو كيان ما . كما وإنك لتجد في معاجم اللغ العربية معاني لكلمة السماء لو سمعتها من قائل لا تهمته بالجنون أو الغرور والإستهانة بالمقدسات أو ربما بالكفر .
ماذا عساه يكون ردك على من يقولك لك : قد دخلت الجنة ووطأت المساء بقدمي لاشك أنك في أدنى الحالات ستتهمه بالكذب هذا إذا لم تصفه بالجنون ولكن إذا ماعلمت أن كلمة الجنة تطلق على البستان المغطى بالأشجار الكثيفة وأن كلمة السماء تعني أيضا العشب (راجع قاموس المحيط) لعلمت عندئذ قصده وهو : أنه دخل البستان الكثيف الأشجار ووطأ بقدميه العشب الأخضر .
ضربت هذا المثال لأبين أن الإصرار على الأخذ بمعنى لغوي محدد لكلمة استعملت في سياق معين قد يؤدي بهذا الآخذ إلى خطأ مبين في الفهم ، إلا إذا برهن على أن سياق الكلام ومعناه ومناسبته تؤدي حتما إلى المأخذ الذي أخذ به أو هي على الأقل لا تتناقض معه .
والآن كيف يمكن أن نفهم كلمة السماء الواردة في الآية المذكورة جاء في معاجم اللغة العربية أن كلمة السماء اشتقت من الفعل سما يسموا سموا علا وارتفع وتطاول وهي لذلك تطلق على كل شيء سام وعال أو مرتفع سواء كان ماديا أو معنويا وللمزيد من البيان نقتطف نبذه مماجاء في بعض معاجم اللغة العربي :
" سما سموا : علا وارتفع وطلب العز والشرف ويقال سما في الحسب والنسب وسما به رفعه وأعلاه والسماء من كل شيء أعلاه وكل ماعلاك فأعظلك فهو سماك
وقا ل صاحب قاموس المحيط وسماء كل شيء شخصه والسماء ظهر الفرس والسماء العشب وكل ماعلاك فأظلك والمساء المطر وسماء الرؤية فلك البروج
تتبين من اللغة العربية أن الذي يأخذ كلمة السماء المفهوم المادي البحت دونما قرينة أو دليل يخطيء في كثير من الفهم ، وذلك لأن كلمة السماء إنما تعني أصلا السمو والرفعة والعلا ، ولا تعني فقط ذلك السطح الأزرق الممتد والذي نقول عنه سماء لأنه فوقنا ز
ويمكننا فهم المقصود بكلمة السماء التي وردت في بعض آيات القرآن الكريم أو الأحاديث الشريفة إذا درسنا المعنى المقصود في السياق والسياق لهذه الكلمات والأحاديث حيث يجد الدارس للقرآن الكريم أنه يورد مقارنات بين الكونين المادي الذي هو عالمنا المادي بأرضه ومائه وبحاره وأشجاره وجباله ، وتوضيحا لبياننا نبدأ بالحديث الذي جاء في مسند أحمد عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( مثل العلماء في الأرض كمثل النجوم في السماء يهتدي بها في ظلمات البر والبحر فإذا انطمست النجوم أوشك أن تضل الهداة )
نجد في هذا الحديث الشريف أن الرسول صلى الله عليه وسلم يصف العلماء علماء الإسلام بأنهم النجوم في السماء التي عني هنا الإسلام الذي علماؤه هم نجومها الساطعة ولو أخذنا من هذا الحديث المقطع : فإذا انطمست النجوم واقتطعناه عن سياقه في الحديث فإنه عندئذ يفهم بالمعنى المادي يعني حين تنطفئ النجوم الملتهبة بالغازات في كبد السماء ولكن حين نتابع قول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث ( عندئذ أوشك أن تضل الهداة ) فإننا نجد المعنى السابق يضيع ترابطه ويغدوا غير مقبولا ..
ومثال آخر على هذه النقطة ماجاء في الطبراني عن النبي صلى الله عليه وسلم للعالم على العابد من الفضل كفضل ليلة البدر على أصغر كوكب في ا لسماء ... وموت العالم مصيبة لا تجبر ، وثلمه لا تسد وهو نجم طمس .. وموت قبيلة أيسر من موت عالم .
فالقمر هنا هو العالم الذي يسطع في سماء الدين بنور القرآن .
وقد سمى الله القرآن نورا قال تعالى ( وأنزلنا إليكم نورا مبينا)
وكذلك الكواكب فإنها تعني العباد الأتقياء فالعابد كوكب في سماء الدين بينما العالم قمر بدر منير في سماء الدين
وقال الله تعالى وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا
فها نحن أمام شمس ساطعة وسراج منير في سماء ليست هي القبة الزرقاء
ونجد في نهاية سورة يوسف أن المرموز لهم بالشمس والقمر كان يعقوب عليه السلام وزوجته لعكسها أنوار النبي والكواكب أخوة يوسف الذين كانو يدورون في فلك أبيهم وكان الجميع نجوما ساطعة في سماء الدين والتوحيد والدعوة
قال تعالى ( ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين )
أي أن الله تعالى قد رفع علماء الدين الذين آتاهم العلم وجععلهم نجوما ومصابيح في الدين الذي هو أعلى وأسمى مافي الدنيا ولذلك فهو سماؤهم وهو العلماء مصابيحه التي تزينه بما تبديه من نور الدين وهم كذلك يتصدون بعلوم دين الله وبيانه للمضللين الذين يسعون إلى إفساد الناس عن دينهم ولذلك فهم الشياطين الذين يرجمهم علماء الدين بما لديهم من بيان ونور

وكما قال تعالى ( إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب وحفظا من كل شيطان مارد)
إن كلم حفظ تعني حفظا للناس من الشياطين وضلالاتهم وماذا عساها تكون السماء التي تحفظ بالناس بكواكبها ونجومها من الشياطين وهل تحفظنا االقبة الزرقاء وأجسامها الغازية الملتهبة من الشياطين وكيف

إن الدين هو أسمى مافي الدنيا فهو لذلك سماؤها
قال تعالى ( وجعلنا السماء سقفا محفوظا وهم عن آياتنا معرضون ) فقد حفظ الله السماء أي الدين
ولا حظ قول الله تعالى ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )
ثم انظر إلى قوله تعالى ( وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين )
لا حظ أنه هناك معرضين ولاحظ الآية التي قبلها كلمة معرضون
ولنرجع للآية الكريمة
وأنا لمسنا السماء لا تعني طرنا حتى وصلنا إلى السماء ولمسناها بأيدينا
اسمتع للإمام فخر الدين الرازي ماذا يقول في التفسير الكبير قال اللمس المس فاستعير للطلب لأن الماس طالب متعرف يقال لمسه والتمسه ومثل الجس ويقال جسوه بأعينهم والمعنى طلبنا بلوغ السماء واستماع كلام أهلها

والمعنى طلبنا معرفة الدين والكتاب وقد كان هذا هو هدف وفد الجن من اليهود والنصارى فقد جاؤوا غرباء من بلاد بعيدة ملتمسين ظهور النبي الجديد والكتاب الذي أنزل معه مصدقا للبشارات التي في كتابهم المقدس
وأما قوله تعالى فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا
أي وجدنا هذا الدين محفوظا ببيان الله الشديد وكذلك صحابة رسول الله وحفظه القرآن وعلماء الدين هم الحرس الشديد قال تعالى ( أشداء على الكفار)
ولا حظ قول الله تعالى وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع أي قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم فلم يكن هناك أحد يدافع عن هذا الدين أو يدعوا له
ولا حظ قول الله تعالى فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا أي بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم فكل شبهه وكل مسألة تجد لها شهابيا مبينا أي يبين ويوضح
فلذلك من أراد أن يسرق من تعاليم الإسلام شيئا ويحرفها يجد له شهابا مبينا

قال الله تعالى ( إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين ) لا حظ كلمة مبين لو كان الشهاب شهاب مادي مافائدة ذكر مبين بعدها
وهكذا حفظ الله هذا الدين من عبث العابثين بالصحابة الأجلاء الذين حملوا هذا الدين والتابعين إلى أن وصلنا كلما أراد عابث أو شيطان مارد أن يعتدي على هذا الدين أتبعه الله شهاب مبين
من العلماء إلى يوم الدين .
رد مع اقتباس