عرض مشاركة واحدة
  #85  
قديم 2012-09-30, 02:00 AM
ابو الحارث مهدي ابو الحارث مهدي غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-05-13
المشاركات: 26
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة من الأنصار مشاهدة المشاركة

فهو هنا يتحدث عن قوم لا يجهلون الحكم بل يعلمونه ولكنهم يرفضون الالتزام به ومع هذا وصفهم بأنهم استحلوا )!!! فدل ذالك على أن مقصوده بهذا اللفظ هو عدم الالتزام .
وإن كان شيخ الاسلام كثيرا ما يستخدم هذه الكلمة في معناها الأصلي . اهـ
وحتى نضع النقاط على الحروف، لابدَّ من وضع محور التركيز على كلمة التزام ووضعها تحت مجهر البحث
ومعناها الذي يريده شيخ الإسلام وغيره من علماء الأنام
( ليهلك مَنْ هلك عن بينة ويحي من يحي عن بينة)
عدم الالتزام - عند العلماء معناه-: عدم اعتقاد الإيجاب على النفس، ولهذا يقول بعض أهل العلم
(عدم الالتزام: هو ترك الفعل لدافع عقدي كفري كالإباء والاستكبار مع الإيجاب على النفس)
في معجم لغة الفقهاء (86) : ( والالتزام في عرف العلماء واصطلاح الفقهاء: الإيجاب على النفس أو الإذعان )ا.هـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- :
(( وتكفير تارك الصلاة هو المشهور المأثور عن جمهور السلف من الصحابة والتابعين
ومورد النزاع هو فيمن أقر بوجوبها والتزم فعلها ولم يفعلها))ا.هـ
مجموع الفتاوى (20/97) .
( لاحظ قوله " التزم فعلها ولم يفعلها " يفيد أن معنى الالتزام غير معنى المداومة على الفعل فقد يكون الرجل ملتزماً لها لكنه لا يفعلها ، فالالتزام الذي ينبني على تركه الكفر أمر عقدي قلبي لا فعلي ؛ لذا لما أراد ابن تيميه التعبير بالالتزام الفعلي قيده بوصف ( الفعلي ) ثم لم يجعله مكفراً لذاته بل لأمر آخر عقدي فقال – بعد النقل المتقدم -: أن لا يجحد وجوبها ، لكنه ممتنع من التزام فعلها كبراً أو حسداً أو بغضاً لله ورسوله ، فيقول: اعلم أن الله أوجبها على المسلمين ، والرسول صادق في تبليغ القرآن ، ولكنه ممتنع عن التزام الفعلاستكباراً أو حسداً للرسول ، أو عصبية لدينه ، أو بغضاً لما جاء به الرسول ، فهذا أيضاً كفر بالاتفاق ، فإن إبليس لما ترك السجود المأمور به لم يكن جاحداً للإيجاب ، فإن الله تعالى باشره بالخطاب ، وإنما أبى واستكبر وكان من الكافرين ا.هـ
فلاحظ أنه لم يجعل ترك الالتزام الفعلي مكفراً لذاته، بل لما احتف به اعتقاد كفري ، وهو الكبر والحسد أو بغض الله ورسوله .
فبهذا يتبين بجلاء أن ترك الالتزام ليس تركاً للفعل بل ترك للاعتقاد )

قال شيخ الإسلام : « ولفظ الإقرار يتناول الالتزام والتصديق ولا بد منهما، وقد يراد بالإقرار مجرد التصديق دون التزام الطاعة ، والمرجئة تارة يجعلون هذا هو الإيمان، وتارة يجعلون الإيمان التصديق والالتزام معاً، هذا هو الإقرار الذي يقوله فقهاء المرجئة : أنه إيمان، وإلا لو قال : أن أطيعه ولا أصدقه أنه رسول الله، أو أصدقه ولا التزم طاعته لم يكن مسلماً ولا مؤمناً عندهم».
مجموع الفتاوى(395.398)
ومعنى كلامه-رحمه الله-: أنه يقرر أنّ مرجئة الفقهاء يكفّرون تارك الالتزام وهو عمل قلبي، ومع ذلك فإنهم يخرجون أعمال القلوب من الإيمان، ويكتفون بالقول الظاهر والتصديق الباطن وهو قول القلب.
وفي هذا عبرة لمن يعتبر
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى : إذا لم تستح فاصنع ما شئت)
انظروا كيف أراد نسبة الباطل لشيخ الإسلام وما علِمَ أنَّ الكذب خيطه قصير ونحيف ! وأنَّ الهوى مكشوف !

نسأل الله السلامة والهداية.
رد مع اقتباس