عرض مشاركة واحدة
  #25  
قديم 2012-10-08, 01:49 PM
salut salut غير متواجد حالياً
عضو فعال بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-09-29
المشاركات: 89
افتراضي

تابع(عرض أدلة السلفيين))



أدلة السلفيين في النهي عن سب الحكام(الخروج باللسان))

الدليل الأول :
أخرج الترمذي عن زياد بن كسيب العدوى قال : كنت مع أبي بكرة تحت منبر ابن عامر – وهو يخطب وعليه ثياب رقاق – فقال أبو بلال : أنظروا إلي أميرنا يلبس ثياب الفساق.
فقال أبو بكرة : اسكت، سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول :
(( من أهان سلطان الله في الأرض أهانه الله )) (253)
الدليل الثاني :
قال ابن بشران في (( أمالية )) (254) أخبرنا دعلج بن أحمد : ثنا حامد بن محمد بن شعيب البلخي : ثنا سريج (255) بن يونس : ثنا مروان بن معاوية الفزاري، عن محمد ابن أبي قيس : ثنا أبو المصبح الجهني الحمصي، قال : جلست إلي نفر من أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم وفيهم شداد أبن أوس، قال : فقالوا : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
(( إن الرجل ليعمل بكذا وكذا من الخير ،وإنه لمنافق ))
قالوا : وكيف يكون منافقاً وهو مؤمن ؟ قال : (( يلعن أئمته ويطعن عليهم )).
رجاله ثقات، سوى محمد بن أبي قيس، وهو شامي، لم أعرفه، ولعله من المجاهيل، إذ مروان بن معاوية معروف بالرواية عنهم والله أعلم.
الدليل الثالث :
أخرج البزار في (( مسنده )) (256)، ومن طريقة الطبراني في (( المعجم الكبير )) (257) حدثنا محمد بن المثني : حدثنا إبراهيم بن سليمان الدباس : حدثنا مجاعة بن الزبير العتكي، عن عمرو البكالي، قال : سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول :
(( إذا كان عليكم أمراء يأمرونكم بالصلاة والزكاة والجهاد، فقد حرم الله سبهم وحل لكم الصلاة خلفهم ))
قال الهيثمي في (( المجمع )) (258) : وفيه مجاعة بن الزبير العتكي، وثقه أحمد، وضعفه غيره، وبقية رجاله ثقات. ا هـ
قلت ضعفه الدرارقطني وذكره العقيلي في (( الضعفاء )) (259)، أم ابن عدي فقال : (( هو ممن يحتمل ويكتب حديثه )) (260) ا هـ.
وكان جاراً لشعبة بن الحجاج، وفيه يقول شعبة : هو كثير الصوم والصلاة (261).
وقد تابعه على هذا الحديث : صدقة بن طيسلة، كما عند أبي نعيم في (( معرفة الصحابة )) (262)، وصدقة ذكره أبي حاتم في (( الجرح والتعديل )) (263)، ولم يذكر فيه شيئاً.
وأخرجه البخاري في (( التاريخ الصغير )) (264)، ومحمد بن نصر في (( قيام الليل ))، وابن مندة – كما أفاد الحافظ في (( الإصابة )) (265) وأبو نعيم في (( معرفة الصحابة )) (266) من طريق الجريري عن أبي تميمة الهجيمي، أنه سمع عمر اً البكالي يقول :
(( إذا كانت عليكم أمراء يأمرونكم بالصلاة والزكاة، حلت لكم الصلاة خلفهم، وحرم عليكم سبهم )) ، وهذا لفظ أبي نعيم.
قال الحافظ في (( الإصابة )) (267) : وسنده صحيح.
قال : وأخرجه ابن السكن من هذا الوجه فقال : عمر بن عبد الله البكالي يقال : له صحبة، سكن الشام، وحديثه موقوف، ثم ساقه كما تقدم لكن قال : فسمعته يقول :
(( إذا أمرك الإمام بالصلاة ،والزكاة ،والجهاد، فقد حلت لك الصلاة خلفه ،وحرم عليك سبه )).
وقال أبو سعد الأشبح : حدثنا حفص بن غياث عن خالد الحذاء، وعن قلابة، عن عمرو البكالي – وكان من أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم، وكان ذا فقه – فذكر حديثاً موقوفاً ،وهذا سنده صحيح. ا ه.
الدليل الرابع :
قال ابن أبي عاصم – رحمه الله (268) - : حدثنا هدية بن عبد الوهاب : ثنا الفضل بن موسي : حدثنا حسين بن واقد، عن قيس ابن وهب، عن أنس بن مالك، قال : نهانا كبراؤنا عن أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم، قال :
(( لا تسبوا أمراءكم، ولا تغشوهم، ولا تبغضوهم، واتقوا الله واصبروا ،فإن الأمر قريب )).
إسناده جيد، ورجاله كلهم ثقات والحسن بن واقد ثقة له أوهام ،وقد توبع، فقد رواه ابن حبان في (( الثقات )) (269) ،وابن عبد البر في (( التمهيد )) (270) من طريق يحي ابن يمان، قال : حدثنا سفيان عن قيس بن وهب، عن أنس بن مالك – رضي الله عنه -، قال :
(( كان الأكابر من أصحاب رسول الله ( ينهوننا عن سب الأمراء )) سفيان : هو الثوري.
وقد روي هذا الأثر الحافظ أبو القاسم الأصبهاني، الملقب ب ( قوام السنة ) في كتابه (( الترغيب والترهيب )) (271) وكتابه (( الحجة في بيان المحجة وشرح عقيدة أهل السنة )) (272) ، من طريق على بن الحسين بن شقيق : حدثنا الحسين بن واقد، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن أنس بن مالك – رضي الله عنه -، قال :
(( نهانا كبراؤنا من أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم أن لا تسبوا أمراءكم، ولا تغشوهم، ولا تعصوهم ،واصبروا ،واتقوا الله – عز وجل -، فإن الأمر قريب (273) .
وبوب عليه في كتابه (( الحجة )) بقوله : (( فصل في النهي عن سب الأمراء والولاة وعصاينهم )) ا هـ.
كما أخرج هذا الأثر – أيضاً – البيهقي في كتابه (( الجامع لشعب الإيمان )) (274) من طريق قيس بن وهب، بلفظ :
(( أمرنا أكابرنا من أصحاب محمد ( أن لا نسب أمراءنا ... ))، الخ ،وإسناده جيد.
وأخرج أيضا- أبو عمرو الداني في (( السنن الواردة في الفتن (275).
ففي هذا الأثر : اتفاق أكابر أصحاب رسول الله ( على تحريم الوقيعة في الأمراء بالسب.
وهذا النهي منهم – رضي الله عنهم – ليس تعظيماً لذوات الأمراء وإنما لعظم المسئولية التي وكلت إليهم في الشرع، والتي لا يقام بها على الوجه المطلوب مع وجود سبهم والواقعية فيهم، لأن سبهم يفضي إلي عدم طاعتهم في المعروف وإلي إيغار صدور العامة عليهم مما يفتح مجالاً للفوضي التي لا تعود على الناس إلا بالشر المستطير ،كما أن مطاف سبهم ينتهي بالخروج عليهم وقتالهم وتلك الطامة الكبرى والمصيبة العظمي.
فهل يتصور بعد الوقوف على هذا النهي الصريح عن سب الأمراء – أن مسلماً وقر الإيمان في قلبه ،وعظم شعائر الله يقدم على هذا الجرم ؟ أو يسكت عن هذا المنكر ؟
لا نظن بمسلم هذا ولا نتصور وقوعه منه، لأن نصوص الشرع وما كان عليه صحابة رسول الله
صلى الله عليه وسلم أعظم في قلبه من العواطف والانفعالات التي هي في الحقيقة إيحاءات شيطانية ونفثات بدعية لم يسلم لها إلا أهل الأهواء الذين لا قدر للنصوص في صدورهم بل لسان حالهم يقول : إن النصوص في هذا الباب قد قصرت ،( كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبا ( (276)
الدليل الخامس :
قال ابن أبي شيبة (277) – رحمه الله تعالي – حدثنا ابن عيينة، عن إبراهيم بن ميسرة عن طاووس قال :
ذكرت الأمراء عند ابن عباس، فانبرك (278) فيهم رجل فتطاول حتى ما رأي في البيت أطول منه.
فسمعت ابن عباس يقول (( لا تجعل نفسك فتنة للقوم الظالمين ))، فتقاصر حتى ما أري في البيت أقصر منه. ا هـ
الدليل السادس :
أخرج البيهقي في (( شعب الإيمان )) (279) ،وابن عبد البر في (( التمهيد )) (280) عن أبي الدرداء – رضي الله عنه – أنه قال :
(( إن أول نفاق المرء طعنه على إمامه )).
الدليل السابع :
أخرج ابن أبي عاصم في (( السنة )) (281)، عن أبي اليمان الهوزني، عن أبي الدرداء – رضي الله عنه -، قال :
(( إياكم ولعن الولاة، فإن لعنهم الحالقة، وبغضهم العاقرة ))
قيل : يا أبا الدرداء ! فكيف نصنع إذا رأينا منهم ما لا نحب ؟
قال : (( اصبروا ،فإن الله إذا رأي ذلك منهم حبسهم عنكم بالموت ))
رجاله ثقات، غير أبي اليمان الهوزني ،وأسمه عامر بن عبد الله بن لحي الهوزني الحمصي.
روي عن أبي أمامة وأبي الدرداء وأبيه عبد الله بن لحي وكعب الأحبار.
وعنه صفوان بن عمرو، وأبو عبد الرحمن الحلبي : عبد الله بن يزيد ، والشاميون.
ذكره ابن حبان في (( الثقات )) (282)
وقال ابن القطان : لا يعرف له حال (283)
وقال الحافظ ابن حجر : مقبول.
والأثر أخرجه ابن زنجويه في كتاب (( الأموال )) في الطريق نفسه (284)
الدليل الثامن :
جاء في (( التاريخ الكبير )) (285) للبخاري، عن عون السهمي، قال :
أتيت أبا أمامة فقال :
(( لا تسبوا الحجاج فإنه عليك أمير ،وليس على بأمير ))
قوله : ليس على بأمير ))، لأن أبا أمامة في الشام ،والحجاج والِ في العراق.
الدليل التاسع :
جاء في (( التاريخ الكبير )) (286) للبخاري – أيضا -، عن أبي جمرة الضبعي قال:
لما بلغني تحريق البيت خرجت غلي مكة، واختلفت إلي ابن عباس، حتى عرفني واستأنس بي، فسببت الحجاج عند ابن العباس فقال :
(( لا تكن عوناً للشيطان ))
الدليل العاشر :
أخرج ابن سعيد في (( الطبقات )) (287) : أخبرنا عبد الله بن إدريس عن محمد بن أبي أيوب عن هلال بن أبي حميد، قال : سمعت عبد الله بن عكيم يقول :
(( لا أعين على دم خليفة أبداً بعد عثمان )).
فيقال له : يا أبا معبد أو أعنت على دمه ؟ ! فيقول :
(( أني أعد ذكر مساوية عوناً على دمه ))
وأخرجه ابن أبي شيبة في (( المصنف )) (288) والفسوي في (( المعرفة والتاريخ )) (289)، عن ابن نمير ... به، وهذا إسناد صحيح.
الدليل الحادي عشر :
أخرج هناد في (0 الزاهيد )) (290) : حدثنا عبدة، عن الزبرقان، قال : كنت عند أبي وائل – شقيق بن سلمة -، فجعلت أسب الحجاج، وأذكر مساويه.
قال : (( لا تسبه، وما يدريك لعله يقول : اللهم اغفر لي فغفر له )).
الدليل الثاني عشر :
أخرج ابن أبي الدنيا في كتاب (( الصمت وآداب اللسان )) (291) ، وابن الأعرابي في (( معجمه )) (292) ،وأبو نعيم في (( الحلية )) (293) عن زائدة بن قدامة، قال : قلت لمنصور بن المعتمر : إذا كنت صائماً أنال من السلطان ؟
قال : لا قلت : فأنال من أصحاب الأهواء ؟
قال : (( نعم ))
الدليل الثالث عشر :
أخرج ابن عبد البر في (( التمهيد )) (294)، وأبو عمرو الداني في (( الفتن )) (295) عن أبي إسحاق السبيعي، أنه قال :
(( ما سب قوم أميرهم، إلا حرموا خيره )).
الدليل الرابع عشر :
أخرج أبو عمر الداني في (( السنن الواردة في الفتن )) (296) ، عن معاذ بن جبل، قال :
(( الأمير من أمر الله – عز وجل -، فمن طعن في الأمير فإنما يطعن في أمر الله – عز وجل ))
الدليل الخامس عشر :
أخرج ابن زنجويه في (( كتاب الأموال )) (297) بسند حسن، عن أبي مجلز، قال :
سب الإمام الحالقة لا أقول : حالقة الشعر، ولكن حالقة الدين )).
الدليل السادس عشر :
أخرج ابن زنجوية – أيضا – بسنده، عن أبي إدريس الخولاني أنه قال : (( إياكم والطعن على الأئمة فإن الطعن عليهم هي الحالقة، حالقة الدين ليس حالقة الشعر، ألا إن الطعانين هم الخائبون وشرار الأشرار )) (298)
الدليل السابع عشر :
ذكر ابن الجوزي في (( مناقب معروف الكرخي وأخباره )) (299) بسنده من طريق ابن حكمان، أن معروفاً قال :
(( من لعن إمامه حرم عدله )) (300)
وفي (( المنتظم في تاريخ الملوك والأمم )) (301) لابن الجوزي، أن خالد بن عبد الله القسري خطب يوم أن كان والياً على مكة، فقال : (( إني والله ما أوتي بأحد يطعن على إمامه إلا صلبته في الحرم )).
ففي هذه الآثار وما جاء في معناها – دليل جلي، وحجة قوية على المنع الشديد والنهي الأكيد عن سب الأمراء، وذكر معايبهم.
فليقف المسلم حيث وقف القوم فهم خير الناس بشهادة سيد الناس
صلى الله عليه وسلم عن علم وقفوا وببصر نافد كفوا فما دونهم مقصر وما فوقهم محسر.
فمن خالف هذا المنهج السلفي، واتبع هواه، فلا ريب أن قلبه مليء بالغل إذ أن السباب والشتائم ينافي النصح للولاة، وقد ثبت عن النبي
صلى الله عليه وسلم أنه قال :
(( ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم : إخلاص العمل لله، ومناصحة ولاة الأمر ولزوم جماعة المسلمين )) (302)
ومن ظن أن الوقوع في ولاة الأمر بسبهم وانتقاصهم من شرع الله – تعالي – أو من إنكار المنكر ونحو ذلك، فقد ضل وقال على الله وعلى شرعه غير الحق، بل هو مخالف لمقتضي الكتاب والسنة، وما نطقت به آثار سلف الأمة.
فالواجب على من وقف على هذه النصوص الجليلة أن يزجر كل من سمعه يقع في ولاة الأمر حسبه لله – تعالي -، ونصحاً للعامة.
وهذا هو فعل أهل العلم والدين، يكفون ألسنتهم عن الولاة ويأمرون الناس بالكف عن الوقوع فيهم، لأن العلم الذي حملوه دلهم على ذلك وأرشدهم إليه.
وقد ذكر العلامة ابن جماعة أن من حقوق ولاة الأمر :
(( رد القلوب النافرة عنه إليه، وجمع محبة الناس عليه، لما في ذلك من مصالح الأمة ،وانتظام أمور الملة.
والذب عنه بالقول والفعل وبالمال والنفس والأهل في الظاهر والباطن، والسر والعلانية
)) (303) ا هـ.
هذا وإن أكثر الناس إنما يقعون في أمرائهم بالسب ويعصونهم بسبب الدنيا إن أعطوا منها رضوا ،وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون.
ومن هذه حاله فإن جرمه أشد، إذ قد جمع ألواناً من البلايا، وباء بأثم عظيم :
ففي (( الصحيحين )) (304) من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم :
(( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم : رجل على فضل ماء بالفلاة يمنعه من ابن السبيل ،ورجل بايع رجل بسلعة بعد العصر فحلف له بالله لأخذها بكذا وكذا فصدقه ،وهو على غير ذلك، ورجل بايع إماماً لا يبايعه إلا لدنيا، فإن أعطاه منها وفي وإن لم يعطه منها لم يف )).
قال شيخ الإسلام – رحمه الله تعالي - :
(( فطاعة الله ورسوله واجبة على كل أحد، وطاعة ولاة الأمور واجبة لأمر الله بطاعتهم.
فمن أطاع الله ورسوله بطاعة ولاة الأمر لله، فأجره على الله .
ومن كان لا يطيعهم إلا لما يأخذ من الولاية والمال فإن أعطوه أطاعهم وإن منعوه عصاهم، فما له في الآخرة من خلاق .
... )) (305) انتهي.
وقد روي ابن عساكر في (( تاريخ دمشق )) (306) والتبريزي في (( النصيحة )) (307) أن ابن مبارك – رحمه الله تعالي -، قال :
(( من استخف بالعلماء ذهبت أخرته، ومن استخف بالأمراء، ذهبت دنياه ،ومن استخف بالأخوان ذهبت مروءته ))

يتبع........
__________________
[align=center][/align]والله لو يمحوا الزمان فضائلا ** ويبيد من طيب الخصال شمائلا
وتغيرت قيم الأنام إلى الردى ** وتبدلت شيم الكرام رذائلا
ورأيت من باع الأصالة يرتدي ** ثوبا غريبا مشمئزا مائلا
سأظل وحدى طول عمري ثابتا ** لا أرتضي للمكرمات بدائلا
[align=center][/align]
رد مع اقتباس