عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 2013-06-02, 07:32 PM
محب الأسباط محب الأسباط غير متواجد حالياً
عضو شيعي
 
تاريخ التسجيل: 2012-12-14
المكان: العراق - كربلاء المقدسة
المشاركات: 759
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غريب مسلم مشاهدة المشاركة
قبل أن نبدأ أود التنويه أن في هذه المشاركة معلومات قد تكون دسمة على من لا يجيد العربية -كحال معظم كتاب المنتديات-، لذلك أود منك عزيزي القارئ إن استشكل عليك شيء أن تضع موضوعاً في قسم اللغة العربية وتنبهني إلى رابطه لكي أجيبك هناك إن شاء الله.
ذكرت ضيفنا الفرق بين " من " الأصلية والزائدة، وأنا لم أطلب منك هذا الأمر، فإن صدق حدسي فأود القول لك من الآن لن تفيدك هذه المقدمة.
قلت في المشاركة رقم 5 ((من : حرف جر يكون زائدا في حالتين لا ثالث لهما))، ثم قلت في المشاركة رقم 12 (((من) ممكن أن تأتي زائدة ولعلماء اللغة شرطين بذلك))، وعليه فالجملة الأولى تناقض الجملة الثانية، فالأولى تعني أن " من " تكون زائدة إما في حالة كذا أو في حالة كذا، في حين أن الثانية تعني أن " من " تكون زائدة بشرط كذا وكذا، وحرف العطف " و " يختلف في المعنى عن حرف العطف " أو ".
قلت أن " من " الزائدة لها شرطين، وهذا خطأ، والصواب أن لها ثلاثة شروط وهي:
1- أن تسبق بنفي أو نهي أو استفهام بـ " هل ".
2- أن يكون مجرورها اسماً نكرة.
3- أن يكون مجرورها إما مبتدأ أو فاعل أو مفعولاً به أو مفعولاً مطلقاً، واختلف أهل اللغة في كونه حالاً.
تساءلت في المشاركة رقم 14 وقلت ((فكيف نميز أن هذا مفعول فيه وهذا مفعول لأجله وهذا مفعول معه وهذا مفعول به؟))، فأردت أن تهرب من سؤالي فوقعت، وعليه أقول:
1- المفعول فيه، وهو ظرف زمان أو ظرف مكان، أي إن كان الاسم يذكر لبيان زمان الفعل أو مكانه، ومتضمناً لمعنى " في " صار مفعولاً فيه.
2- المفعول لأجله، وهو جواب سؤال " لم " أو " لماذا؟ "، ومثال ذلك ((أقرأ حباً في القراءة))، فلم أقرأ؟ حباً في القراءة، فـ " حباً " مفعول لأجله.
3- مفعول معه، وهو الذي يأتي بعد واو المعية.
4- المفعول به، وهو الاسم الذي يدل على من وقع عليه فعل الفاعل.
وإن أردت كيفية معرفة التمييز والحال فأنا جاهز.
قلت أن أحداً من علماء التفسير لم يتوقف عند " من " في قوله تعالى فإن الله أعد للمحسنات منكن أجراً عظيماً ، وهذا أمر صحيح، فكتبهم كانت تكتب بالعربية، وقراء تلك الكتب كانوا يفهمون العربية حتى وإن كانوا أعاجم، ومن يفهم العربية يعلم بما لا يدع مجالاً للشك أن " من " في الآية موضع البحث لا يمكن أن تكون تبعيضية، وما كتبت هذه المقدمة الطويلة إلا لأبين على أنك لا تستطيع الحكم على شيء في اللغة العربية دون قاعدة، فمثلاً لو أنك أعربت " حباً " في المثال السابق على أنه مفعول فيه لما قبلت بكلامك، والسبب أنك خالفت القاعدة، لذلك كان طلبي منك أن تأتينا بالقاعدة لنتبعها، لكنك أبيت لأنها تهدم بنيانك، وهنا يجب أن نتساءل: ما هي هذه القاعدة؟
القاعدة تقول:
1- من علامات " من " التبعيضية أن تخلف " من " كلمة " بعض "، أو بمعنى آخر أن تستبدل " بعض " بـ " من "، ونأتي إلى المثال الذي ذكرته لنا في المشاركة رقم 5، إذ ذكرت قوله تعالى منهم من كلم الله ، وبتطبيق قاعدة التبعيض تصبح ((بعضهم من كلم الله))، وهذه جملة صحيحة.
مثالين آخرين:
قال تعالى لنريه من آياتنا فتصبح ((لنريه بعض آياتنا))
قال تعالى ومن الناس من يقول آمنا بالله فتصبح ((وبعض الناس من يقول آمنا بالله))
2- من علامات " من " البيانية (بيان الجنس) أن يخلفها اسم موصول مع ضمير يعود إلى ما قبلها إن كانت معرفة، أو الضمير وحده إن كانت نكرة، وبأخذ المثال ذاته الذي ذكرته لنا في المشاركة رقم 5، إذ استشهدت بقوله تعالى -وقد كتبت الآية بشكل خاطئ- فاجتنبوا الرجس من الأوثان ، وبتطبيق قاعدة البيان تصبح ((فاجتنبوا الرجس الذي هو الأوثان)).
ومن خصائص " من " البيانية أنها تخصص جنس ما قبلها، ففي الآية السابقة " الرجس " لفظ عام يشمل الأوثان وغيرها، فالرجس يشمل أيضاً الخمر والميسر والأنصاب والأزلام، فالله سبحانه حينما قال لنا فاجتنبوا الرجس بين لنا مراده بالرجس فقال سبحانه من الأوثان .
3- لا تكون " من " زائدة إلا إن كانت لتوكيد الاستغراق أو للتنصيص على العموم، أما في باقي معاني " من " -ومنها البيانية والتبعيضية- فهي أصلية وليست زائدة.
سؤالي الآن هل اتفقنا على القاعدة؟ أم لديك كلام آخر؟
مصدر هذه المشاركة:
معظم ما كتبته في هذه المشاركة مأخوذ من قاموس النحو للدكتور مسعد محمد زياد.
زميلي الكريم
نعم أخطأت في إملاء الآية الكريمة والصحيح هو ما ذكرته (فاجتنبوا) وليس (واجتنبوا) وأستغفر الله ربي عن خطأ غير مقصود قد إقترفته..
وأنا إنما ذكرت لك كون (من) زائدة أو غير زائدة لنقف عند أول نقطة وهو أنها غير زائدة ونسلم بها كي لانخوض الحديث في كونها زائدة..وذكرت الشرطين وهما الأصل..
أما كون مجرورها مبتدأ أو فاعلا أو مفعولا فهذا هومجرورها بأغلب الأحوال ولا يحيد غالبا عن هذه المعمولات..فالتركيز على الشرطين الأصليين وهو السبق بالنفي أو الإستفهام وكذلك بكون مجرورها نكرة هما عمدة إعتبارها بـ (من) الزائدة وهذا ما أوردته لك.
ولما ضربت لك مثل المفاعيل فقد كنت أقصد أن المعنى يدلك أولا..ألا ترى أنك تقول أن المفعول به هو الأسم الذي (يدل) على وقوع فعل الفاعل عليه..أو تقول ان المفعول فيه هو الاسم يذكر لبيان زمان الفعل أو مكانه، ومتضمناً (لمعنى) في..
إذن أنت إعتمدت الدلالة والمعنى ..وهذا ما أردته وهو أن المعنى كفيل بمعرفة حكم الأسم أو الأداة.
ولو تتبعت كل أنواع معاني (من) لوجدتها تعني كذا أو جاءت بمعنى كذا..وهذا ليس كلامي ولا كلامك بل كلام أهل اللغة.
إذن المعنى يكون له المقام الأول..إليك ما ذهب إليه البصريون (أصحاب المدرسة البصرية) وهم أساطين اللغة :
((أن لكل حرف من حروف الجر معنى واحدا يؤديه على سبيل الحقيقة، فمعنى "في" الظرفية، و"على" الاستعلاء... إلخ. فإذا أدى الحرف معنى آخر غير المعنى الخاص به كانت تأديته لهذا المعنى بطريق المجاز، أو بتضمين العامل الذي يتعلق به الحرف معنى عامل آخر يتعدى بهذا الحرف. ولا بد لصحة استعمال المجاز من علاقة بين المعنى المنقول منه والمعنى المنقول إليه، وقرينة تصرف الذهن عن المعنى الأصلي إلى المعنى المجازي.)) زميلي التركيز على المعنى وأهميته ومن ذلك جاء تقدير كثير من أمور النحو .
ولو دققت النظر وأنعمت به وسألت لماذا كان ورود (منكن) حتميا..بتعبير آخر هل أن المعنى سيكون نفسه لو لم توجد (منكن) ونقرأ فرضا ..أعد للمحسنات أجرا عظيما.أكيد هنالك فرق كبير
زميلي الكريم مع هذا أنت لم تثبت ان لـ (من) الواردة في الآية محل البحث أي نوع من الأنواع المشار لها في كتب اللغة.
ولا أدري لماذا يستحيل أن نقدر الآية محل البحث على أن الله أعد لبعضكن أجرا عظيما.. كما أعتبرنا أن بعضهم كلم الله...
أخلُص الى :
أنت تريد أن تقنعني أنها ليست للتبعيض..طيب أقنعني أنها لغير التبعيض

مع تقديري
__________________
الحمد لله رب العالمين ..ما بقي الليل والنهار وما دامت السماوات والأرضين إذ وفقتني يا رب وأهلي وبنيّ لإتباع سنة نبيك المصطفى صلى الله عليه وآله ومذهب أهل بيته الطيبين الطاهرين صلواتك عليهم أجمعين ..ووفقتني لمحبة وإتباع علي وفاطمة والحسنين والتسعة المعصومين من ذرية الحسين ..واجعلني يا رب من جند حجتك البالغة ونعمتك السابغة إمام العصر والزمان المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف وأحشرني معهم في ظل رحمتك يوم يحشر المبطلون لولايتهم في نار جهنم خالدين..
رد مع اقتباس