المشكلة في رسالة كهذه أن لا علاقة بين مقدمتها وما يليها، ففي حين ذكر الكاتب مقدمة تتحدث عن التمسك بالكتاب والسنة، رأيته بعد ذلك يذهب إلى أقوال الناس ولم يأت بدليل يؤيد مذهبه، بل إنه ذهب إلى أقوال أشخاص تلبسوا ببدعة الاعتزال كالماوردي مثلاً.
وعلى الطرف المقابل فإن من قال بشرط استئذان ولي الأمر استدل بالسنة النبوية، فقالوا أنه جاء حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم ورواه البخاري (5972) ومسلم (2549) من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال ((جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الجهاد؟ فقال: أحي والداك؟ قال: نعم. قال: ففيهما فجاهد))، فإن لم يكن لإذن ولي الأمر أهمية أو أنه ليس بشرط، فلماذا جاء هذا الرجل ليستأذن رسول الله
؟ ثم بدل أن نستدل بالخلف ممن تلبس ببدعة فلماذا لا نستدل بقول أهل القرون المفضلة؟ فقد بوب البخاري رحمه الله على الحديث السابق في كتاب الأدب من صحيحه فقال ((باب: لا يجاهد إلا بإذن الأبوين))