[أبو جهاد الأنصاري]

الحمد لله والسلاة والسلام على رسول الله وبعد
أهلاً مجدداً بالضيف العزيز cold
صراحة أنا أحاول أن أضع خطوات منهجية محددة وواضحة فى حوارى معك ، فالتأصيل مهم فى هذا الأمر. وأنت تعلم أن البحث العلمى تراكمى أى ينبنى بعضه على بعض. ولا أريد القفز على المقدمات للوصول سريعاً إلى النتائج قبل أن أستوفى كل نقطة حقها فى التناول.
وأناشدك ألا تتعجل الأمر حتى لا نحتاج أن نعود إلى نقطة البدء بعد أن تركناها.
جميل أن تسلم معى بوجود خالق للكون ، ولكنى أريد أن تكون هذه النتيجة قد توصلنا إليها بالبرهان العلمى لا بالافتراض الجدلى.
ولهذا سوف أحاول أن أرسخ منهجى هذا أكثر فأكثر فاقول أن كل الشواهد المحيطة بنا تؤدى إلى إثبات وجود الخالق وأنه واحد لا شريك له ، والقرآن الكريم يعالج هذه القضية بشكل دقيق جداً وموزون عندما يقول : الذى خلق فسوى والذى قدر فهدى فالخلق فى حد ذاته لا يعد دليلاً على الخالق بل الخلق مع التسوية ، والتسوية تعنى إحكام خلق الشئ ليناسب وظيفته ، وفى أنفسكم أفلا تبصرون تجد أن خلق جسم الإنسان كل شئ فيه محسوب بدقة متناهية ، كل عضو فى جسم الإنسان يتناسب تماماً مع وظيفته : الجهاز الدورى ، الهضمى ، التنفسى الأعصاب ، العظام .... إلخ.
عالم الفلك : أجرام عملاقة تحكمها قوانين دقيقة وأنظمة مخكمة والخروج عنها يؤدى إلى هلاك ودمار ، قال تعالى : سنريهم آياتنا فى الآفاق حتى يتبين لهم أنه الحق
هذا كله عزيزى لا يأتى صدفة ولا مزحة. إن أى إنسان يقول أن كل هذا قد حدث صدفة فإنه يضع عقله على محك الجنون ، فمثله كمثل من يقول أن بإمكان ريح شديدة أن تهب على كومة من حديد الخردة فتصنع من جزء منه طائرة بأحدث طراز ، ومن جزء آخر سفينة عملاقة بأدق المواصفات ، ومن جزء ثالث قطار كهربائى أسرع من الصوت ، ومن جزء آخر جسر بحرى يربط بين قارتين ....
تخيل هل يقول عاقل هذا الكلام ؟!
إن الذى يقول أن هذا الكون قد جاء صدفة قد قال اسوأ مما افترضنا نحن هنا ، وعندك كتاب الكون مفتوح فتأمل فيه ما شئت حتى يرسخ فى نفسك أهه من الجنون أن نزعم أن هذا الكون قد جاء عبثاً.