عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 2014-02-17, 07:59 PM
أبو عادل أبو عادل غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-01-05
المكان: المملكة المغربية
المشاركات: 703
افتراضي

و قال ابن عبد الحكم : ((حديث محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن راشد مولى حبيب بن أوس الثقفي أن حبيبا حدثه أن عمرو بن العاص حدثه قال : لما انصرفنا من الخندق جمعت نفرا من قريش بيني وبينهم خاصة فقلت لهم : "تعلموا والله إني أرى أمر محمد يعلو ما خالفه من الأمور علوا منكرا فهل لكم في رأي قد رأيته؟" ، قالوا : وما هو؟ ، قال : "نلحق بالنجاشي فنكون عنده حتى ينقضي ما بيننا وبين محمد فإن ظفرت قريش رجعنا إليهم وإن ظفر محمد أقمنا عنده فلأن أكون تحت يدي النجاشي أحب إلي من أن أكون تحت يدي محمد" ، قالوا : أصبت ، قال : قلت : اجمعوا له أدما فإنه أحب ما يهدى إليه من بلادنا ، قال : ففعلنا ثم خرجنا فبينا نحن قد دنونا منه إذ نظرت إلى عمرو بن أمية قد بعثه رسول الله إلى النجاشي قال فقلت هذا والله عمرو بن أمية قد بعثه محمد ولو قد قدمت بهداياي إلى النجاشي ثم سألته إياه فأعطانيه فقتلته فرأت قريش اني قد أجزأت حين يقتل رسول محمد قال فلما دخل عليه عمرو بن أمية وفرغ من حاجته دخلت عليه فحييته بما كنا نحييه فقال النجاشي مرحبا ما أهديت إلي يا صديقي قال قلت أيها الملك قد أهديت لك هدايا قال ثم قدمت إليه هداياي فقبلها وبهجت بما قال لي قال فقلت له أيها الملك إني قد رأيت ببابك رسول محمد وهو لنا عدو أعطنيه أضرب عنقه فإنه رسول رجل هو لنا عدو قال فمد يده ثم غضب وضرب بها أنفه ضربة ظننت أنه قد كسره قال فوددت لو أني انشقت لي الأرض فدخلت فيها فرقا منه ثم قال تسألني رسول رجل يأتيه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى أعطيكه لتقتله قال قلت أيها الملك فإن ذاك لكذلك أنه ليأتيه الناموس الأكبر الذي يأتي موسى قال نعم والذي نفس النجاشي بيده ويحك يا عمرو فأطعني واتبعه والذي نفسي بيده ليظهرن هو ومن اتبعه على من سواهم وعلى من خالفهم كما ظهر موسى على فرعون وجنوده قال قلت أفتبايعني له على الإسلام قال نعم قال فبسط يده فبايعني له فخرجت على أصحابي وقد حال رأيي عما كان عليه معهم قال فانطلقت تهوي بي راحلتي حتى لقيت خالد بن الوليد قال قلت أين يأبا سليمان قال أريد والله أن أذهب فأسلم فقد والله استقام الشأن واستبان الميسم قال فقلت وأنا والله قال فانطلقنا حتى جئنا رسول الله فدخلنا عليه المسجد فتقدم خالد فبايعه ثم تقدمت فبايعت فقلت يا رسول الله أبايعك على أن يغفر لي ما تقدم من ذنبي ولم أذكر ما تأخر قال فقال رسول الله بايع يا عمرو فإن الإسلام يجب ما كان قبله وان الهجرة تجب ما كان قبلها)) . قال ابن عبد الحكم : ((حدثناه أسد بن موسى حدثنا يحيى بن أبي زائدة عن محمد بن إسحاق وحدثنا عبدالملك بن هشام عن زياد بن عبد الله البكائي عن محمد بن إسحاق))

قال ابن عبد البر : ((قيل إن عمرو بن العاص أسلم سنة ثمان قبل الفتح وقيل بل أسلم بين الحديبية وخيبر ولا يصح والصحيح ما ذكره الواقدى وغيره أن إسلامه كان سنة ثمان وقدم هو وخالد بن الوليد وعثمان بن طلحة لمدينة مسلمين فلما دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ونظر إليهم قال قد رمتكم مكة بأفلاذ كبدها . وكان قدومهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجرين بين الحديبية وخيبر . وذكر الواقدى قال وفى سنة ثمان قدم عمرو بن العاص مسلما على رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أسلم عند النجاشى وقدم معه عثمان بن طلحة وخالد بن الوليد قدموا المدينة فى صفر سنة ثمان من الهجرة وقيل إنه لم يأت من أرض الحبشة إلا معتقدا للإسلام وذلك أن النجاشى كان قال يا عمرو كيف يعزب عنك أمر ابن عمك فوالله إنه لرسول الله حقا قال أنت تقول ذلك؟ ، قال : إى والله فأطعنى ، فخرج من عنده مهاجرا إلى النبى صلى الله عليه وسلم فأسلم قبل عام خيبر والصحيح أنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فى سنة ثمان قبل الفتح بستة أشهر هو وخالد بن الوليد وعثمان بن طلحة وكان هم بالإقبال إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حين انصرافه من الحبشة ثم لم يعزم له إلى الوقت الذى ذكرنا والله اعلم))

وذكر الزبير بن بكار ان : رجلا قال لعمرو : ((ما أبطأ بك عن الإسلام وأنت أنت في عقلك))؟ قال : ((إنا كنا مع قوم لهم علينا تقدم وكانوا ممن يواري حلومهم الخبال فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم فأنكروا عليه فلذنا بهم فلما ذهبوا وصار الأمر إلينا نظرنا وتدبرنا فإذا حق بيّن فوقع في قلبي الإسلام فعرفت قريش ذلك مني من إبطائي عما كنت أسرع فيه من عونهم عليه فبعثوا إلى فتى منهم فناظرني في ذلك فقلت أنشدك الله ربك ورب من قبلك ومن بعدك أنحن أهدى أم فارس والروم؟ قال : نحن أهدى . قلت : فنحن أوسع عيشا أم هم؟ قال : هم . قلت : فما ينفعنا فضلنا عليهم إن لم يكن لنا فضل إلا في الدنيا وهم أعظم منا فيها أمرا في كل شيء! وقد وقع في نفسي أن الذي يقوله محمد من أن البعث بعد الموت ليجزي المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته حق ولا خير في التمادي في الباطل))


يتبع...
__________________








رد مع اقتباس