عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 2014-02-17, 08:04 PM
أبو عادل أبو عادل غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-01-05
المكان: المملكة المغربية
المشاركات: 703
افتراضي

كما ذكر الذهبي : ((روى ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سويد بن قيس ، عن قيس ابن سمي ، أن عمرو بن العاص قال: يا رسول الله ! أبا يعك على أن يغفر ..إلخ)) . أخرجه أحمد في " المسند ": 4 / 204، وحديث مسلم في ص (60) ت (1) يشهد له . و قيس بن سمي - وفي الاصل ومسند أحمد " شفي " وهو تحريف - ترجمه الحسيني فقال: قيس بن سمي بن الازهر التجيبي، شهد فتح مصر، وروى عن عمرو بن العاص، وعنه سويد بن قيس: ليس بالمشهور وتعقبه الحافظ ابن حجر في " تعجيل المنفعة "، فقال: قد عرفه أبو سعيد ابن يونس، ونسبه، فساق نسبه إلى سعد بن تجيب، ثم قال: وهو جد حيوة بن الرواع بن عبد الملك بن قيس صاحب الدار المعروفة بمصر قال: وكان ولده بإفريقية، ومن شهد فتح مصر يكون إما صحابيا وإما مخضرما، فلا يقال فيه بعد هذا التعريف: ليس بمشهور

و ذكره ابن حبان بالثقات فقال : ((حدثنا أبو يعلى ثنا يعقوب بن إبراهيم قال أبو عاصم عن حيوة بن شريح قال حدثني يزيد بن أبى حبيب عن بن شماسة قال حضرنا عمرو بن العاص وهو في سياقة الموت يبكى ..إلخ))
وكان موت عمرو بمصر ليلة عيد الفطر فصلى عليه ابنه عبد الله ودفنه بالمقطم ثم رجع فصلى بالناس العيد "و كان ابوه قد استخلفه على الصلاة" وولى بعده ابنه عبد الله على مصر ثم عزله معاوية واستعمل بعده أخاه عتبة بن أبي سفيان فمات عتبة بعد سنة أو نحوها فولى مسلمة بن مخلد الأنصاري

قال الذهبي : ((ولقد خلف من الذهب قناطير مقنطرة)) ، و قال : ((وخلف أموالا كثيرة، وعبيدا، وعقارا، يقال: خلف من الذهب سبعين رقبة جمل مملوءة ذهبا)) . و قال : ((روى أبو هلال عن قتادة، قال : لما احتضر عمرو بن العاص، قال: كيلوا مالي، فكالوه، فوجدوه اثنين وخمسين مدا فقال: من يأخذه بما فيه ؟ يا ليته كان بعرا قال: والمد ست عشرة أوقية، الاوقية مكوكان))

دفنه و قبره :

و دفن عمرو بن العاص بسفح المقطم بالقرافة مقبرة أهل مصر بمنطقة المقطّم

قال موفق الدين : ((و قد روي انه لما ذكر المقوقس جبل المقطم و قال ليدفن تحته ما هو خير من الشجر ... ليقبرن قوم يبعثهم الله يوم القيامة لا حساب عليهم ، فقال عمرو "اللهم اجعلني منهم" . قال حرملة : فرأيت انا قبر عمرو بن العاص و قُبر فيه ابو بصرة الغفاري و عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنهم اجمعين))

التفصيل عن خبر المقطم :

قال السيوطي بحسن المحاضرة عند ذكره للمقطم "بتعديل" :

أخرج ابن عساكر في تاريخه، عن سفيان بن وهب الخولاني، قال : بينما نحن نسير مع عمرو بن العاص في سفح المقطم، ومعنا المقوقس، فقال له : يا مقوقس، ما بال جبلكم هذا أقرع، ليس عليه نبات ولا شجر، على نحو من جبال الشام! قال : ما أدري؛ ولكن الله أغنى أهله بهذا النيل عن ذلك؛ ولكنا نجد تحته ما هو خير من ذلك، قال : وما هو؟ قال : ليدفنن تحته قوم يبعثهم الله يم القيامة لا حساب عليهم، فقال عمرو : اللهم اجعلني منهم

قال ابن عبد الحكم : فقُبِرَ فيها من عُرِفَ من أصحاب رسول الله صل الله عليه و سلم كما حدثنا عثمان بن صالح عن ابن لهيعة عمن حدثه خمسة نفر : عمرو بن العاص السهمي وعبد الله بن حذافة السهمي وعبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي وأبو بصرة الغفاري وعقبة بن عامر الجهني . وقال غير عثمان بن صالح : ومسلمة بن مخلد الأنصاري

و عند الكندي أنه قال : وسأل عمرو بن العاص المقوقس : ما بال جبلكم هذا أقرع، ليس عليه نبات كجبال الشام؟ فقال المقوقس : وجدنا في الكتب، أنه كان أكثر الجبال شجراً، ونباتاً وفاكهة، وكان ينزله المقطم بن مصر بن يبصر بن حام بن نوح، فلما كانت الليلة التي كلم الله فيها موسى، أوحى الله تعالى إلى الجبال : إني مكلم نبياً من أنبيائي على جبل منكم، فسمت الحبال وتشامخت إلا جبل بيت المقدس، فإنه هبط وتصاغر، قال : فأوحى الله إليه؛ لم فعلت ذلك؟ فقال : إجلالاً لك يا رب، قال : فأمر الله الجبال أن يعطوه؛ كل جبل منها مما عليه من النبت، وجاد له المقطم بكل ما عليه من النبت، حتى بقى كما ترى، فأوحى الله إليه : إني معوضك على فعلك بشجر الجنة أو غراسها، فكتب بذلك عمرو بن العاص إلى عمر رضي الله عنهما، فكتب إليه : إني لا أعلم شجر الجنة أو غراسها لغير المسلمين، فاجعله لهم مقبرة ، ففعل ذلك عمرو، فغضب المقوقس، وقال لعمرو : ما على هذا صالحتني! فقطع عمرو قطيعاً من نحو الحبش يدفن فيه النصارى

قال ابن عبد الحكم : حدثنا عبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد، قال : سأل المقوقس عمرو بن العاص أن يبيعه سفح المقطم بسبعين ألف دينار، فعجب عمرو عن ذلك وقال : أكتب في ذلك إلى أمير المؤمنين، فكتب في ذلك إلى عمر، فكتب إليه عمر : سله لم أعطاك به ما أعطاك وهي لا تزدرع ولا يستنبط بها ماء، ولا ينتفع بها ، فسأله فقال : إنا لنجد صفتها في الكتب؛ إن فيها غراس الجنة ، فكتب بذلك إلى عمر، فكتب إليه عمر : إنا لا نعلم غراس الجنة إلا للمؤمنين، فأقبِر فيها من مات قبلك من المسلمين، ولا تبعه بشيء

قال ابن عبد الحكم : حدثنا هانئ بن المتوكل، عن ابن لهيعة، أن المقوقس قال لعمرو : إنا لنجد في كتابنا أن ما بين هذا الجبل وحيث نزلتم ينبت فيه شجر الجنة، فكتب بقوله إلى عمر ابن الخطاب، فقال : صدق، فاجعلها مقبرةً للمسلمين

و قال ابن الجميزي وغيره عن القرافة : إنه وقف مِن عُمَر على موتى المسلمين

وقال ابن الحاج في المدخل : القرافة جعلها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه لدفن موتى المسلمين فيها، واستقر الأمر على ذلك
وقال الكندي : ذكر أسد بن موسى، قال : شهدت جنازة مع ابن لهيعة، فجلسنا حوله، فرفع رأسه، فنظر إلى الجبل، فقال : إن عيسى عليه الصلاة والسلام مر بسفح هذا الجبل، وأمه إلى جانبه، فقال : يا أماه، هذه مقبرة أمة محمد صلى الله عليه وسلم
قال الكندي : وروى ابن لهيعة عن عياش بن عباس، أن كعب الأحبار سأل رجلاً يريد السفر إلى مصر، فقال له : أهد لي تربة من سفح مقطعها؛ فأتاه منه بجراب ، فلما حضرت كعباً الوفاة أمر به ففرش في لحده تحت جنبه

قال ابن لهيعة : والمقطم ما بين القصير إلى مقطع الحجارة، وما بعد ذلك فمن اليحموم

قال ابن عبد الحكم : حدثنا سعيد بن عفير وعبد الله بن عياد، قالا : حدثنا المفضل بن فضالة، عن أبيه قال : دخلنا على كعب الأحبار، فقال لنا : ممن أنتم؟ قلنا : من أهل مصر، قال : ما تقولون في القصير؟ قلنا : قصير موسى قال : ليس بقصير موسى، ولكنه قصير عزيز مصر، كان إذا جرى النيل يترفع فيه، وعلى ذلك إنه لمقدس من الجبل إلى البحر
قال ابن عبد الحكم : حدثنا هانئ ابن المتوكل، عن ابن لهيعة ورشدين بن سعد، عن الحسن بن ثوبان، عن حسين بن شفي الأصبحي، عن أبيه شفي بن عبيد، أنه لما صدم مصر - وأهل مصر أتخذوا مصلى بحذاء ساقيه أبي عون التي عند العسكر - فقال : ما لهم وضعوا مصلاهم في الجبل الملعون، وتركوا الجبل المقدس!

قال ابن عبد الحكم : حدثنا أبو الأسود نصر بن عبد الجبار، أنبأنا ابن لهيعة، عن أبي قبيل، أن رجلاً سأل كعباً عن جبل مصر، فقال : إنه لمقدس ما بين القصير إلى اليحموم

قلت : ننبه على انه هناك الكثير من الصحابة ممن دفنوا بالمقطم و ليس الخمسة السابق ذكرهم فقط ، و إنما هؤلاء الخمسة اشهر مَن دفن بالقرافة و الباقي اندثرت معالم قبورهم ، فإن الذي يقرأ اسماء الخمسة المدفونين بالمقطم يظن انه عدد محصور لا غيرهم بالقرافة! ..فكما مرّ أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه جعل القرافة لدفن موتى المسلمين ، و بذلك يكون الكثير من الصحابة و التابعين الاقدمون الذين دخلوا مصر و شهدوا فتحها و عاشوا و ماتوا بها قد دفنوا بهذه المقبرة . و أسباب اندثار القبور كثيرة منها دخول الفرنج مصر بالقرن الخامس الهجري و فسادهم بالأرض مما ادى لخراب و حرق كل البِنَى و القبور و المشاهد ، و ايضا من الأسباب هدم السلطان صلاح الدين و غيره المشاهد و تسويتها لحرمة بناء الأضرحة مما ادى الى نسيان معالم القبور و أسماء اصحابها إلا القليل منهم

الإختلاف في تعيين قبره :

و يُختَلَف في تحديد او تعيين مكان قبر عمرو بن العاص بالقرافة

و قال السخاوي : ((توفي بمصر و دفن بالقرافة . و اُختُلِف في قبره ، قال بعضهم انه دفن في تربة عقبة بن عامر الجهني و قيل هما في قبر واحد و قال بعضهم إنه على طريق الحاج و طريق الحاج كانت من الفج ، و قيل انه القبر الكبير غربي قبر الإمام الشافعي و هو يعرَف بمقابر قريش و هو الآن مجاور لقبر محمد بن نافع الهاشمي المقدم ذكره . و قيل انه شرقي مشهد السيدة آمنة بنت موسى الكاظم و قيل انه القبر المعروف بقبر القاضي قيس السهمي و هذا المكان مبارك)) . و باقي ترجمته بصفحة 197 من تحفة الاحباب فراجعها و لم نذكر هنا الا الكلام عن قبره لتقدُّم الكلام عن ترجمته

و قال محمد فتحي أبو بكر بهامش مرشد الزوار : ((و عن وفاته قال ابن الجوزي : انه دفن بالمقطم في ناحية الفج ، و كان طريق الناس الى الحجاز . و في وفيات الاعيان ج7 ص215 اقتصر على أنه دفن بسفح المقطم و لم يحدد المكان الذي دفن فيه من هذا السفح . و في كتاب كنز الجوهر في تايخ الازهر ص15 ذُكر أنه مدفون بحوش أبي علي بقرب الامام الليث . و في كتاب عمرو بن العاص لعبده صابر ص124 أن عمرو بن العاص دفن بجوار المقطم قريبا من قبر الإمام الشافعي في مكان لا يزال مجهولا الى الآن))

و قال عباس محمود العقاد في كتابه عمرو بن العاص - طبعة نهضة مصر - ص 179 : ((و كانت وفاته ليلة عيد الفطر سنة ثلاث و اربعين للهجرة فدفن بجوار المقطم عند ضريح الامام الشافعي القائم حتى الآن))

و قال ابن عبد البر : ((دفن بالمقطم من ناحية الفتح))

و قال الموفق بن عثمان : ((دفن بالمقطم من ناحية الفج و كان طريق الناس يومئذ الى الحجاز فأحب ان يدعو له كل من يمر عليه)) و كذا قال ابن عبد الحكم عن ابن عفير و السيوطي بحسن المحاضرة و بدر السحابة . و نقل عن محمد بن جعفر القضاعي : ((ضريح عمرو بن العاص رضي الله عنه : ذكر قوم انه غربي الخندق ، و شرق المشهد))

يتبع...
__________________








رد مع اقتباس