عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2008-08-19, 06:50 AM
أبو جهاد الأنصاري أبو جهاد الأنصاري غير متواجد حالياً
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المكان: الإسلام وطنى والسنة سبيلى
المشاركات: 8,418
فساد منهج التلقى والاستدلال عند منكرى السنة

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين ، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه بإحسان إلى يوم الدين وبعد ،،<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>

الدين وسائل ومقاصد ، وكما أن المقاصد تكون شرعية ، فإن المقاصد كذلك يجب أن تكون شرعية.
<o:p></o:p>

والتعرف على شرع الله مقصد فى ذاته ، ووسيلة التعرف على الشرع تسمى بمنهج التلقى والاستدلال. وإذا كان منهج التلقى والاستدلال صائباً ، فلا شك أنك سوف تبلغ مراد رب العالمين بلا خطا ، وإذا كان منهج الاستدلال خطأ فلا شك أنك ستضل عن مراد المولى سبحانه ، ومقدار ما يَفسد من منهج التلقى والاستدلال عند الفرق الضالة ، بمقدار ما يكون فيها من ضلال.<o:p></o:p>
<o:p></o:p>

شغلنى التعرف على منهج منكرى السنة فى الاستدلال. ومن الممكن أن تُصاغ هذه الجملة على هيئة سؤال بشكل آخر : كيف يفسر منكروا السنة القرآن؟ لأنه لا يوجد غير القرآن مرجعية يستندون إليها فى التشريع وهذا قصور ضار، فليس العيب أن يكون القرآن مرجعية للتشريع ، فهذا هو الصواب ولا صواب غيره ، ولكن العيب كل العيب هو فى كيفية الاستدلال من القرآن.
<o:p></o:p>

وهذه هى نقطة الخلاف الجوهرية بيننا وبين منكري السنة ، فكلانا يعتمد القرآن كأصل تشريعى ، ولكن الذى يفرق بيننا وبينهم أنهم يجعلون عقولهم المشوبة بالهوى هى وسيلة الاستدلال ، أما نحن فنلتمس تفسير القرآن واستنباط أحكامه من آليات أعظم وأفضل وأقوى وأصوب وأحكم فنجعل السنة التى هى أقوال وأفعال وتقريرات النبى – صلى الله عليه وسلم – هى المرجع الأول لتفسير القرآن الكريم ، ولإظهار دلالاته واستنباط أحكامه ، ثم نُعرّج على إجماع علماء الأمة وصفوتها وما اتفقوا عليه من أحكام انطلاقاً من أن الله لا يجمع هذه الأمة على ضلالة ، ثم نختم مصادر تشريعنا بالقياس والاجتهاد عندما تغيب الدلالة الظاهرة للنص ، وعندما نفتقد حكماً فى مسألة مستجدة ، فنردها لأصول موجودة فى الشريعة.


فما هو منهج منكري السنة فى الاستدلال وتفسير القرآن؟ وما هى نتيجة اتباعهم لهذا المنهج الضال؟ وما سبب ذلك؟ وما مناسبة هذا الكلام فى هذا الموضع؟<o:p></o:p>



<o:p></o:p>



قرأت مواضيع كثيرة جداً لمنكرى السنة على اختلاف مشاربهم وكثرة دركاتهم ، ورغم كثرة تناقضاتهم اللانهائية فقد خرجت بسمات عامة مشتركة بينهم جميعاً لا ينفك أحد منهم عنها ، خصائص عامة نستطيع أن نسميها – بكل ثقة – منهج منكري السنة فى الاستدلال. وهى تنحصر فى التالى :<o:p></o:p>
<o:p></o:p>

1- تعطيل السنة : فمنكروا السنة ليس عندهم سبب واحد ولا واضح ولا مشترك ليجيب عن سؤال : لماذا تنكرون السنة؟ فمنهم من يدعى انه ينكرها لأنها تخالف العقل ، ومنهم من يدعى أنه ينكرها لأنها تخالف القرآن ، ومنهم يدعى أنه لا ينكرها ولكنه لا يثق بصحة ما بلغنا من أحاديث ،إلى غير ذلك من ادعاءات باطلة ، كالطبل الجوف ، فلا تثبت أمام أول برهة تفكير ، ولا أول خطوة تمعن. <o:p></o:p>

المهم والحاصل والمشترك بين جميع منكري السنة أنهم يتفقون جميعاً على إنكار السنة بشكل أو بآخر ، بدركة أو بأخرى ، ثم لا تجدهم يتفقون فى شئ بعد!!!!<o:p></o:p>

وعليه فإن أول خطوة يتبعها منكروا السنة فى التلقى والاستدلال هو أن يعطلوا وينكروا ويجحدوا سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم ، ويتركوا التفسير النبوى للكلام الإلهى ويقيمون مكانه أهواءهم وعقولهم السقيمة التى يصح ان نصفها بأنها لا تزال فى مرحلة الطفولة الفكرية!!!!<o:p></o:p>

2- التأويل السطحى للقرآن : قد يظن الناس أن دعوى منكري السنة فى الاكتفاء بالقرآن فى التشريع دعوى صائبة ، خاصة وأن القرآن الكريم يقول : ( ما فرطنا فى الكتاب من شئ ) وأذكّر أن هذه الآية ليس المقصود منها ما يفهمه أو يروج له منكروا السنة من ضرورة الاكتفاء بالقرآن فى التشريع ورد السنة ، ورأيى الخاص لو أن شخصاً اكتفى بالقرآن الكريم كأصل تشريعى لكفاه ، ولكن المشكلة ليست فى أن القرآن يحوى جواب المسألة المراد الاستفسار حولها أم لا ، ولكن المشكلة تكمن فى مَن منا يستطيع أن يدرك – تمام الإدراك – مدى البلاغة الربانية ، فى القرآن الكريم ، فالقرآن هو كلام الله وهو فى أعلى درجات الفصاحة والبلاغة ، ولكن لسنا كلنا جميعاً نستطيع أن ندرك كل ما هو مقصود منه ، ليس لعدم وجود البيان ، ولكن لعدم القدرة على بلوغ وفهم البيان. <o:p></o:p>
<o:p></o:p>

إذا تأملنا هذه المسألة جيداً ، أدركنا على الفور أهمية أن تكون هناك سنة موضحة ومبينة للقرآن الكريم. ورغم أن هذا له مثال فى حياتنا ، فالقوانين تفسر الدساتير ، وكتب صغار العلماء تشرح كتب كبرائهم ، أوليس كلام الله أبلغ من كل هؤلاء ، أوليس كلام الله أولى بأن له موضح ومبين إلهى لا بشرى!!!<o:p></o:p>
<o:p></o:p>

وإذا كان العرب الخُلّص ، الذين نزل القرآن بين ظهرانيهم ، قد أعجزهم القرآن ، واحتاجوا أن يستفسروا عن أشياء فكانوا يسألون الرسول صلى الله عليه وسلم فيوضح لهم ما التبس عليهم فهمة من القرآن الكريم أولسنا نحن الذين فقدنا ملكة لغة الضاد ، وبعدت بنا النجعة عن لغة القرآن أيما بعد ، ألسنا أولى من هؤلاء بأن يكون لنا مبين للقرآن!!<o:p></o:p>
<o:p></o:p>

فكيف بالله عليكم ونحن فى عصر فقد أهله اللغة العربية وحالهم يقول أنهم يجيدون التحدث بلغات غير عربية أفضل مما يتحدثون بالعربية ، كيف لأمثال هؤلاء أن يفسروا القرآن تفسيراً صحيحاً؟؟<o:p></o:p>

لهذا تجد أنهم جميعاً يفسرون كلام الله تفسيراً أقل ما يوصف به أنه تفسير سطحى.<o:p></o:p>
<o:p></o:p>

تحاورت مع أحدهم فى دلالة قول الله تعالى : ( وما ءاتاكم الرسول فخذوه ) وأنها دالة على حجية السنة ، فأنكر هذا ، فقلت له أن كلمة ( أتاكم ) ذات دلالة قاطعة حيث أنه لم يقل " أعطاكم " فرد صاحبى بأنه لا يعرف الفارق اللغوى بين الفعلين أتى وأعطى ، فقلت : وكيف ترد القرآن وأنت تجهل معناه!!؟<o:p></o:p>
<o:p></o:p>

وهنا لابد أن أشير أننى لا أقصد أن منكري السنة من الظاهرية الذين يفسرون القرآن بظاهر نصوصه ، ولكنى أصفهم بالسطحية ، فمن العجيب أن تجد أحدهم يفسر القرآن فيقول لك أن كذا أفضل من كذا – لشئ يخالف أهل السنة فيه – فما إن تساله : ما دليلك على هذا التفضيل الغريب؟ فيقول لك أن كذا قد ذُكر فى القرآن عدد مرات أكثر من الآخر ، قلت : سبحان فهل فرعون الذى ذُكر اسمه فى القرآن أكثر من سبعين مرة خير من محمد الذى ذُكر فيه فقط أربع مرات!!!؟<o:p></o:p>

أؤكد لكم أننى قابلت أمثال هؤلاء.<o:p></o:p>
<o:p></o:p>

3- مخالفة الإجماع وجمهور العلماء : سمة بارزة وواضحة وضوح العيان عند منكرى السنة بل تجد منهم من يتباهى ويباهى بأن ما جاء به هو قد خفى عن جموع الأمة بعلمائها وعامتها طيلة أربعة عشر قرناً من الزمان وأزيد ، وهذا الأصل من أصول منكري السنة تجه متشابهاً تمام التشابه مع الشيعة حيث تجد أن مخالفة أهل السنة – عندهم – أصل من أصول التشريع.<o:p></o:p>
<o:p></o:p>

ومن المعلوم بداهةً أن الذى يدفع منكري السنة أن يخالفوا الإجماع وجمهور العلماء ، ليس هو طلب الحق والبحث عن الحكمة ، بل هو طلب أن يُعرفوا ، اتباعاً لمبدأ خالف تُعرف. فاقوالهم المخالفة هى التى ستعرّف بهم فيما بعد.<o:p></o:p>
<o:p></o:p>

4- اتباع الهوى : هذا هو الأصل الرابع من أصول الاستدلال عند منكري السنة ، والهوى الذى استحوذ عليهم هنا ،هو محبة كل منهم للشهرة ، ومحبتهم لأن يُعرفوا ، وأن يوصفوا بأنهم مفكرون ، وجهابذة وعلماء ، ومجددون للدين (!!!) فهم إذن عبيد شهرة.<o:p></o:p>
<o:p></o:p>

<o:p></o:p>
<o:p>يتبع >>>>></o:p>



__________________
قـلــت :
[LIST][*]
من كفر بالسـّنـّة فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله تعالى يقول : (( وما آتاكم الرسول فخذوه )).
[*]
ومن كذّب رسولَ الله ، فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ،لأن القرآن يقول : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )).
[*]
ومن كذّب أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله سبحانه يقول فيهم : (( رضى الله عنهم ورضوا عنه )).
[*]
ومن كذّب المسلمين فهو على شفا هلكة ، لأن القرآن يقول : (( يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) والنبي - صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ).
[/LIST]
رد مع اقتباس