عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 2014-03-15, 08:53 AM
غريب مسلم غريب مسلم غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-06-08
المشاركات: 4,040
افتراضي

كلام ضيفنا الغيثي فيه نظر، فقد ورد الحديث بلفظ مثل ((افترقتِ اليَهودُ علَى إحدَى وسبعينَ فرقةً فواحدةٌ في الجنَّةِ وسبعونَ في النَّارِ وافترقتِ النَّصارى علَى ثِنتينِ وسبعينَ فرقةً فإحدَى وسبعونَ في النَّارِ وواحدةٌ في الجنَّةِ والَّذي نفسُ محمَّدٍ بيدِهِ لتفترِقَنَّ أمَّتي علَى ثلاثٍ وسبعينَ فرقةً واحدةٌ في الجنَّةِ وثِنتانِ وسبعونَ في النَّار قيلَ يا رسولَ اللَّهِ مَن هم قالَ الجماعَةُ)) رواه ابن ماجة وصححه الألباني، وهذا الحديث يدل على أن في أمة الإسلام 73 فرقة (72 فرقة في النار + 1 فرقة في الجنة)، وهذا بنص الحديث وليس من عندي.
لكن الذي أشكل على ضيفنا هو هل يمكن أن يصبح الأصل فرقة أم لا؟ والجواب ليس كما ظنه، وقد بين الأمر أخونا أبو عبيدة فجزاه الله خيراً.
بقيت مسألة وهي قول شيخ الإسلام ((الفرقة الناجية))، فهل هي -كما ادعى ضيفنا- لفظة من عند شيخ الإسلام؟ أم أن لها أصلاً؟
ضيفنا ذهب إلى موقع الدرر السنية فنقل منه ولم يقف على أصل كلام شيخ الإسلام، لأن غايته الطعن وليس الإنصاف -للأسف الشديد-، وأنقل لكم مكان الشاهد:
((وَسُئِلَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ أَحْمَدُ ابْنُ تَيْمِيَّة - قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ -:
عَنْ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " تَفْتَرِقُ أُمَّتِي ثَلَاثَةً وَسَبْعِينَ فِرْقَةً ". مَا الْفِرَقُ؟ وَمَا مُعْتَقَدُ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْ هَذِهِ الصُّنُوفِ؟ .
فَأَجَابَ:
الْحَمْدُ لِلَّهِ، الْحَدِيثُ صَحِيحٌ مَشْهُورٌ فِي السُّنَنِ وَالْمَسَانِدِ؛ كَسُنَنِ أَبِي دَاوُد وَالتِّرْمِذِي وَالنِّسَائِيِّ وَغَيْرِهِمْ وَلَفْظُهُ {افْتَرَقَتْ الْيَهُودُ عَلَى إحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً كُلُّهَا فِي النَّارِ إلَّا وَاحِدَةً وَافْتَرَقَتْ النَّصَارَى عَلَى اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً كُلُّهَا فِي النَّارِ إلَّا وَاحِدَةً وَسَتَفْتَرِقُ هَذِهِ الْأُمَّةُ عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً كُلُّهَا فِي النَّارِ إلَّا وَاحِدَةً} وَفِي لَفْظٍ {عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً} وَفِي رِوَايَةٍ {قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ الْفِرْقَةُ النَّاجِيَةُ؟ قَالَ: مَنْ كَانَ عَلَى مِثْلِ مَا أَنَا عَلَيْهِ الْيَوْمَ وَأَصْحَابِي} وَفِي رِوَايَةٍ قَالَ {هِيَ الْجَمَاعَةُ يَدُ اللَّهِ عَلَى الْجَمَاعَةِ} . وَلِهَذَا وَصَفَ الْفِرْقَةَ النَّاجِيَةَ بِأَنَّهَا أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ وَهُمْ الْجُمْهُورُ الْأَكْبَرُ وَالسَّوَادُ الْأَعْظَمُ.)) ا.هـ
هذا قول شيخ الإسلام، فالحديث جاء بروايات متعددة، وصرح شيخ الإسلام باسم بعض من أخرجه ((أبو داود والترمذي والنسائي))، ولم يصرح باسم البعض الآخر ((غيرهم))، وحديث ابن ماجة الذي استهليت به مشاركتي يقع تحت باب غيرهم، ثم ساق ألفاظ الحديث، ومعلوم عند من كان له أدنى علم في الدين أن بعض كتب السلف لم تصلنا، وبعضها وصلنا ولم يطبع وما انتشر بين الناس بعد، بل ومعلوم أيضاً أن كتب أبي داود والترمذي والنسائي هي كتب سنن، وشيخ الإسلام ذكر أن الحديث وارد في السنن والمسانيد، لكن لأن الحال حال فتوى -فالحديث ذكره شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى-، فالصواب أن يذكر طرفاً ممن خرج هذا الحديث في كتبه وليس كل من خرجه، وهذا ما فعله شيخ الإسلام رحمه الله.
إذن الأمر متعلق بضيفنا، فهو لسبب معلوم مجهول أراد الطعن في شيخ الإسلام، فماذا جنى؟
__________________
قال أبو قلابة: إذا حدثت الرجل بالسنة فقال دعنا من هذا وهات كتاب الله، فاعلم أنه ضال. رواه ابن سعد في الطبقات.
رد مع اقتباس