عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 2014-03-18, 08:08 AM
غريب مسلم غريب مسلم غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-06-08
المشاركات: 4,040
افتراضي

اقتباس:
من ذا يكيف ذاتـه وصفاتـه وهـو القديـم مكـون الأكـواني
ورد في كتاب شرح العقيدة السفارينية للعلامة ابن العثيمين رحمه الله، في شرح قول الإمام السفاريني رحمه الله ((الحمد لله القديم الباقي مقدر الآجال والأرزاق))
قال: ((وقوله ( القديم ) القديم يعني السابق لغيره ، فهو بمعنى الأول فقد قال الله تعالى : هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [الحديد:3] ولكن هذا الاسم بهذا اللفظ لم يرد لا في الكتاب ولا في السنة ، وإذا لم يرد لا في الكتاب ولا في السنة فليس لنا أن نسمي الله به ، لأننا إذا سمينا الله بما لم يسم به نفسه فقد قفونا ما ليس لنا به علم ، وقلنا على الله ما لا نعلم ، والله تعالى قد حرم ذلك فقال : قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ والإثم وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ [الأعراف:33] .
وقال تعالى : وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً [الإسراء:36] .
وإذا سمينا الله بما لم يسم به نفسه فذلك جناية وعدوان ، أرأيت لو أن شخصا سماك بغير اسمك ألا تعتبر ذلك جناية عليك ؟
كذلك إذا سميت الله عز وجل بما لم يسم به نفسه فهذه جناية وعدوان في حق الخالق عز وجل ، فلا يحل لك ذلك ، وإذا نظرنا في القرآن والسنة فلن نجد انه جاء من أسماء الله .
إذا : لا يجوز أن نسمي الله به أولا : لأنه لم يرد في الكتاب ولا في السنة .
وثانيا : لأن القديم ليس من الأسماء الحسنى ، والله عز وجل يقول وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى [الأعراف: 180] فالقديم ليس من الأسماء الحسنى لأنه لا يدل على الكمال ، فإن القديم يطلق على السابق لغيره سواء كان حادث أم أزليا ، قال الله تعالى : وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ [يّـس:39] ، والعرجون القديم هو عذق النخلة الذي يلتوي إذا تقدم به العهد ، ولا شك أنه حادث وليس أزليا ، والحدوث نقص ، وأسماء الله تعالى كلها حسنى لا تحتمل النقص بأي وجه .
فتبين بذلك أن تسمية الله بالقديم لا تجوز بدليل عقلي وبدليل سمعي ؛ الدليل السمعي قول الله تعالى قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ والإثم وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ [الأعراف:33] ، وقوله تعالى : وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ [الإسراء:36] .
أما الدليل العقلي فهو أن القديم ليس من الأسماء الحسنى لأنه يتضمن نقصا ، حيث إن القديم قد يراد به الشيء الحادث ، ومعلوم أن الحدوث نقص ، فلو قال المؤلف رحمه الله بدل القديم : الحمد لله العليم أو العظيم أو الكريم أو ما أشبه ذلك من الأسماء التي أثبتها الله لنفسه لكان أولى .
والأفضل من القديم : الأول ، وذلك للأسباب الآتية :
الأول : لان الله تسمى به وهو اعلم بأسمائه.
والثاني : انه يدل على أن الله قبل كل شيء ، وأنه أزلي .
والثالث : أن الأول قد يكون له معنى آخر غير السبق في الزمن ، وهو المآل ، فالأول يعني الذي تؤول إليه الأشياء ، فيكون مأخوذا من الأول بمعنى الرجوع ؛ لأن مرجع كل شيء إلى الله ، فيكون أوسع دلالة من القديم .
إذاً تسمية الله بالقديم مما يؤخذ على المؤلف رحمه الله.)) ا.هـ
وفقني الله وإياكم لما فيه خير.
__________________
قال أبو قلابة: إذا حدثت الرجل بالسنة فقال دعنا من هذا وهات كتاب الله، فاعلم أنه ضال. رواه ابن سعد في الطبقات.
رد مع اقتباس