الموضوع: لماذا ؟
عرض مشاركة واحدة
  #95  
قديم 2014-03-31, 08:12 PM
غريب مسلم غريب مسلم غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-06-08
المشاركات: 4,040
افتراضي

اقتباس:
6- البيان الفصل في موقع الأدلة النقلية بدليل النقل والعقل.
لا تعارض بين النقل والعقل، فالعقل الصريح لن يخالف النقل الصريح، لكن ما دليل هذا من القرآن الكريم؟ وهل هنالك حجة للعقل حقاً؟
قال تعالى لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا [الأنبياء:22]، فهذا دليل عقلي جاء في دليل نقلي، فالله سبحانه حاجج المشركين بالعقل، فإن قال نصراني أو هندوسي أن السماوات والأرض لن تفسد إن كان فيها آلهة غير الله، قلنا له أن كلامه هذا يخالف العقل الصريح، فخلاصة القول أن الأدلة العقلية قائمة ويحاجج بها، ولن يخالف ذلك ما جاء في النقل، لأن الله كامل بأسمائه وصفاته، ولا يوجد في تلك الأسماء والصفات نقص، فلا يمكن أن يغفل الله سبحانه عن أمر كهذا ولا أقل منه مهما صغر، سبحانه وتعالى له الأسماء الحسنى.
لكن ما موقع العقل من النقل؟ بمعنى لو تعارض العقل مع النقل، فأيهما نتبع؟ الجواب في القرآن الكريم، فالله سبحانه وتعالى قال وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ، فمجرد أمره عليه الصلاة والسلام يوجب الاتباع، سواء أعقلنا الأمر أم لم نعقله، هكذا جاء أمر الله سبحانه، ومن رغب عنه هلك.
وهذا ليس الدليل الوحيد في القرآن الكريم، بل إن القرآن مليء بأدلة كهذه منها قوله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ ، فالله سبحانه أمر بالرد إليه وإلى رسوله، ولم يأمر بالرد إلى العقول، بل إن التنازع في أي أمر مرده إما هوى وإما عقل، فلما كان الأمر بالرد إلى النقل، فالله سبحانه بذلك بين مكان العقل من النقل، وأن العقل لا يقدم على النقل بحال من الأحوال.
وأزيد بثالثة، فقد قال المولى عز وجل فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ، وهذه الآية كالتي قبلها، فما يشجر بين الناس مرده أما هوى وإما عقل، والله سبحانه نفى الإيمان عمن لم يحكم رسول الله (التقل)، ثم يقبل بهذا سواء أفهمه أم لم يفهمه، بل ويكون راضياً به، ولا يشترط أن يكون ذلك لأنه عقله، بل لأنه سلم أمره لله.
أكتفي بهذا القدر، والقرآن مليء لمن أراد أن يبحث.
__________________
قال أبو قلابة: إذا حدثت الرجل بالسنة فقال دعنا من هذا وهات كتاب الله، فاعلم أنه ضال. رواه ابن سعد في الطبقات.